دبي، الإ­مارات العربية المتحدة (CNN)-- تبدو حفرية قديمة لامعة اكتُشِفت في ولاية نيويورك بأمريكا وكأنّها قطعة مجوهرات مصنوعة بمهارة، ولكنها تشكل في الوقت ذاته بوابةً إلى العالم الطبيعي قبل 450 مليون عام.

هذه الحفرية المذهلة عبارة عن نوع جديد من المفصليات التي تم تحديدها حديثًا، وهي بمثابة قريب بعيد لسرطانات حدوة الحصان الحديثة، والعقارب، والعناكب، وهي تشبه الروبيان الحديث إلى حدٍ ما.

 

وعاش هذا المخلوق في قاع المحيط خلال العصر الأوردوفيشي (منذ 485 مليون إلى 444 مليون عام).

عُثِر على الأحفورة في ولاية نيويورك بأمريكا.Credit: courtesy Luke Parry/Yu Liu/Ruixin Ran

ويتمتع الكائن، ويُشار إليه بـ "Lomankus edgecombei"، بلونِ ذهبي لامع بشكل ملحوظ لأنّه محفوظ في ثلاثة أبعاد بواسطة البيريت الحديدي، وهو معدن معروف باسم "ذهب الأحمق".

وهذه طريقة غير عادية للغاية لتشكّل الحفريات.

وعُثِر على الحفرية، وهي واحدة من خمس عينات مماثلة موصوفة في ورقة بحثية نُشرت الثلاثاء في مجلة "Current Biology"، في منطقة غنية بالحفريات وسط ولاية نيويورك تُعرف باسم "Beecher’s Bed".

صورة تخيلية لما بدا عليه الكائن قبل ملايين الأعوام.Credit: courtesy Xiaodong Wang

وبدأ المؤلف الرئيسي للدراسة، لوك باري، بفحص الحفرية عندما كان باحثًا في مرحلة ما بعد الدكتوراه في "متحف ييل بيبودي"، حيث تم الاحتفاظ بثلاث عينات. 

وتبرع أحد هواة الجمع بعينتين إضافيتين إلى المؤلف المشارك وأستاذ علم الأحياء القديمة في جامعة "يونان" في الصين، يو ليو، وكلاهما جزء من مجموعة المتحف الآن.

ونظرًا لكثافة البيريت الكبيرة، تمكن باري من مسح الحفرية باستخدام التصوير المقطعي المحوسب للكشف عن تفاصيل خفية عن بنيتها.

ويلقي الاكتشاف الضوء على سبب تطور مفصليات الأرجل مع زوائد بارزة من الرأس.

في رسالة عبر البريد الإلكتروني، قال باري، وهو أستاذ مشارك في علم الأحياء القديمة بجامعة "أكسفورد" الآن: "اندهشت من مدى جودة مستوى الحفظ"، مضيفًا: "الحفظ عن طريق البيريت بهذا النوع أمر نادر للغاية. في آخر نصف مليار عام، لم يكن هناك سوى عدد قليل من الأمثلة على الأماكن التي يحدث فيها هذا الشيء".

"تلمع مثل الذهب" تم حفظ الأحفورة في معدن البيريت الحديدي.Credit: courtesy Luke Parry/Yu Liu/Ruixin Ran

أشار أستاذ علم الحفريات والتطور في كلية علوم الأرض بجامعة "إدنبرة"، ستيف بروسات، إلى أنّ أحفورة " Lomankus" بمثابة اكتشاف غير عادي.

وشرح بروسات، الذي لم يشارك في الدراسة، أنّها "من أروع الحفريات التي رأيتها من الناحية البصرية على الإطلاق. إنّها تلمع مثل الذهب وتبدو كأنها تنتمي إلى متحف فني".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: اكتشافات اكتشافات علمية الحيوانات نيويورك

إقرأ أيضاً:

أعداد القطط تفوق السكان..هذه الجزيرة الإسبانية الصغيرة تحتفظ بسحر البحر المتوسط لنفسها

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أصبحت الجزر المتوسطية في إسبانيا تجسّد نموذجًا مثاليًا لأسلوب الحياة والرفاهية.

ومن المرجّح أنك سمعت بأرخبيل البليار. وفي كل عام، يتوافد الملايين إلى جزر "مايوركا"، و"مينوركا"، و"إيبيزا" للتجوّل في البلدات، والاستمتاع بالشواطئ البكر، واحتضان أجواء الراحة والهدوء.

ولكن إذا اتجهت جنوبًا قليلاً، ستجد جزيرة إسبانية أخرى تحتفظ بسحر البحر الأبيض المتوسط ذاته، ولكنها تظل مجهولة.

إنّها جزيرة "نويفا تاباركا" الصغيرة والمسطّحة، التي تمتد بطول 1،800 متر ولا يتجاوز عرضها 400 متر في أوسع نقطة. 

يعيش على الجزيرة حوالي 50 شخصًا على مدار العام، ما يجعلها أصغر جزيرة مأهولة بشكلٍ دائم في إسبانيا.

تقع الجزيرة على بُعد بضعة أميال من مدينة أليكانتي. خلال موسم الذروة، تنقل العبارات الزوار عبر الامتداد المائي الضيق.Credit: kim willems/iStock Editorial/Getty Images

ورُغم صغر حجمها، تتمتع الجزيرة بطبيعة وثقافة غنية، وحماها موقعها المعزول من التوسّع العمراني العشوائي الذي شوّه جزءًا كبيرًا من ساحل "كوستا بلانكا" القريب.

ولكن الجزيرة ليست نائية، فهي رسميًا جزء من مدينة أليكانتي، وتقع على بُعد مسافة قليلة فقط من الساحل. 

وتنطلق يوميًا عدّة عَبّارات تنقل الزوار إلى الجزيرة من ميناء "سانتا بولا".

يعود الطابع المميز للجزيرة الصغيرة إلى القرن الـ18.

لا تعود أصول السكان إلى السواحل القريبة، بل إلى مناطق بعيدة للغاية في قصة تاريخية تربط "تاباركا" بإيطاليا وشمال إفريقيا.

من القديم إلى الجديد

بين عامي 1500 و1800، كان المرجان الأحمر المستخرج من جزيرة "تاباركا"، الواقعة على الساحل الشمالي لتونس، سلعة ثمينة ومطلوبة بشدة.

وفي القرن الـ16، حصلت عائلة لوميليني، من مدينة جنوة الإيطالية، على امتياز من الحكام المحليين في تونس لاستخراج المرجان هناك. 

وبحلول منتصف القرن الـ18، بلغ عدد سكان المستوطنة ألفي شخص تقريبًا، معظمهم من جنوة.

تشكل المياه المحيطة بهذه الجزيرة الصخرية موقعًا شهيرًا للسباحة والغطس.Credit: sanniely/iStock Unreleased/Getty Images

ولكن كان لدى الحاكم العثماني للمنطقة المعروفة بتونس اليوم  خطط أخرى.

في عام 1741، اجتاحت قواته جزيرة "تاباركا"، واستعبدت العديد من سكانها، ما أحدث صدمة في جميع أنحاء غرب البحر الأبيض المتوسط. 

عَرَض ملوك إسبانيا وسردينيا اللجوء على من نجوا من الاجتياح، ودفعوا فدية لتحرير الذين تحولوا إلى أسرى.

أمّا من وصل منهم إلى إسبانيا، فعُرض عليهم مكان لبناء حياة جديدة، على جزيرة صغيرة. 

آنذاك، كانت الجزيرة تُعرف باسم "Illa Plana" (الجزيرة المسطّحة)، وأُعيد تسميتها "نويفا تاباركا"، أو "تاباركا الجديدة" تخليدًا لاسم موطنهم السابق.

ولم يكن إنشاء المستوطنة الجديدة عفويًا، بل جاء وفقًا لأفكار "عصر التنوير" في ذلك الوقت، حيث كُلّف مهندسون عسكريون بوضع مخطط عمراني دقيق لا يزال واضحًا حتى اليوم. 

وتتقاطع شوارع واسعة ومستقيمة بزوايا قائمة لتلتقي في ساحة مركزية. وكان هناك محيط محصّن لحماية المجتمع من القراصنة.

في عام 1986، أصبحت الجزيرة الإسبانية أول محمية بحرية في البلاد. ولا يزال ثلثا الجزيرة غير مطوّر ومحافظ عليه إلى حد كبير. كما تعد مياهها وصخورها وجزرها الصغيرة المجاورة ملاذًا طبيعيًا للحياة البحرية.

في عام 1986، أصبحت تاباركا أول محمية بحرية في إسبانيا.Credit: Marcos del Mazo/LightRocket/Getty Images

أمّا عن الثلث المعمّر من الجزيرة، فقد تكيّف مع السياحة، حيث تحولت العديد من المنازل التقليدية إلى أماكن إقامة قصيرة الأجل لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السياح.

زوار الجزيرة في اليوم الذي زارت فيه CNN الجزيرة، كان عدد القطط يفوق عدد الزوار في شوارع الجزيرة.Credit: Miquel Ros

أوضحت ماريا ديل مار فاليرا، وهي صاحبة مطعم في الجزيرة ورئيسة جمعية "APEHA" التي تمثل مؤسسات الضيافة في مدينة أليكانتي، لـCNN أنّ الزوار الدوليين يشكّلون ما بين 80 إلى 90% من الوافدين.

يزور معظم السياح الجزيرة ليوم واحد فقط. ويتوفر حوالي 20 مشروعًا تجاريًا صغيرًا يخدم نحو 200 إلى 250 زائرًا، ويعد النشاط السياحي موسميًا تمامًا، رُغم اعتدال المناخ طوال العام.

وأضافت فاليرا: "لا أحد يأتي إلى هنا خلال فصل الشتاء".

وعند زيارة شبكة CNN لجزيرة "تاباركا" في أحد أيام الجمعة خلال أوائل الخريف، بدت الشوارع شبه خالية. 

كانت القطط المتمددة تحت شمس الظهيرة تفوق عدد البشر بكثير، وأظهرت دراسة أنه في عام 2023، كان عدد قطط الجزيرة يعادل ضعف عدد السكان تقريبًا.

تبلغ مساحة الجزيرة 1800 متر فقط ولكنها لا تزال تتمتع بشواطئ خلابة مثل هذا الشاطئ في الصورةCredit: sanniely/iStockphoto/Getty Images

مع ذلك، خلال ذروة الصيف، قد تستقبل الجزيرة 6 إلى 7 آلاف زائر، ومن المحتمل أن العدد وصل إلى 10 آلاف في أحد الأيام المزدحمة، حسبما ذكرته فاليرا.

يشكو بعض السكان المحليين من أنّ الجزيرة تهمّش وتُنسى بعد مغادرة السياح، خاصةً فيما يتعلق بالخدمات العامة.

من جانبها، أشارت كارمن مارتي، وهي رئيسة جمعية سكان "تاباركا"، إلى كون نقص وسائل النقل بين شهري نوفمبر/ تشرين الثاني ومارس/ آذار، من الشكاوى الرئيسية.

وأضافت في حديثها لـCNN: "من الصعب أن تعيش حياة طبيعية عندما بالكاد تستطيع الذهاب إلى البر الرئيسي والعودة في اليوم ذاته". 

واضطر بعض السكان المسنين إلى مغادرة الجزيرة بسبب صعوبة الحصول على رعاية طبية منتظمة.

مقالات مشابهة

  • تزن 340 قيراطًا.. استخراج ألماسة نادرة من منجم شمال روسيا
  • الفضة تلمع مجددا.. صعود قياسي للأسعار في ظل نقص المعروض
  • أعداد القطط تفوق السكان..هذه الجزيرة الإسبانية الصغيرة تحتفظ بسحر البحر المتوسط لنفسها
  • بعيدا عن اللقطات التقليدية.. أسبوع الموضة في باريس كما لم نره من قبل
  • مرحة وغير مثالية.. استكشف أبرز ما ميّز إطلالات أيقونة الموضة ديان كيتون
  • هل هناك ندم؟ كيف هي الحياة حقًا في المنازل بسعر يورو واحد في إيطاليا؟
  • الذهب يخترق حاجز الـ4000 دولار للآونصة.. انسحابات ضخمة من نيويورك تهز الثقة في الدولار وتؤسس لنظام مالي جديد
  • برلماني: قمة شرم الشيخ لحظة تاريخيّة نادرة جمعت العالم بقيادة مصر وحكمة الرئيس السيسي
  • قائمة World's 50 Best تكشف عن أفضل حانة في العالم لعام 2025
  • طريقة مبتكرة تعتمد على جزيئات الذهب لعلاج أمراض دماغية خطيرة!