في تركيا.. جبل أسطوري تنبثق من أرضه نيران لا تنطفئ!
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- إنّ الأساطير اليونانية غنية عادة بالخيول البيضاء المجنّحة، والوحوش العملاقة ذات الرؤوس الضخمة، وأحصنة طروادة، والآلهة المنتقمة.
لكن الكاتب القديم باليفاتوس حاول في ما بعد دحض بعض هذه الأساطير الغريبة، لكن عندما وصل إلى الأساطير المتصلة بما يُعرف الآن باسم "أوليمبوس" في تركيا الحديثة، لم يكن أمامه خيار سوى استنتاج أنها صحيحة جزئيًا.
كتب في كتابه "حول الأمور المذهلة": "هناك فتحة كبيرة في الأرض، تخرج منها النار. اسم هذا الجبل هو كيميرا".
لقد كان محقًا. هذا المكان حقيقي. يقع في جنوب غرب تركيا، فوق الساحل الجميل بالقرب من مدينة أنطاليا، وهناك بالفعل ثقوب في الأرض حيث تحترق النيران.. تحترق إلى الأبد، تمامًا كما كانت في زمن باليفاتوس.
المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
من عمق 600 كم | ظهور عمود شبحى في دولة عربية.. ما القصة؟
في ظاهرة جيولوجية نادرة، تمكن فريق من علماء الجيولوجيا من رصد "عمود شبحى" يتكون من الصخور الساخنة تحت أعماق سلطنة عُمان.
يعد هذا الاكتشاف الأول من نوعه، حيث يرتفع العمود من عمق يزيد عن 600 كم، دون أن يصاحبه أي نشاط بركاني على السطح.. فما تفاصيل هذه الظاهرة النادرة؟
تُعرف هذه الظاهرة علميًا بـ "عمود الوشاح"، والذي يمتد من عمق الأرض إلى القشرة السطحية، محملًا بحرارة هائلة. وعلى الرغم من عدم وجود أي ثوران بركاني ظاهر، فإن هذا العمود قد يُعتبر سابقة جديدة في فهم بنية كوكب الأرض.
أطلق علماء الجيولوجيا على العمود المكتشف اسم "عمود داني"، ويعد أحد الأدلة المبكرة على وجود مثل هذه الأعمدة الحرارية الخفية.
استند الباحثون في اكتشافهم إلى بيانات زلزالية أظهرت تباطؤ الموجات في المنطقة، وهي علامة على وجود صخور أكثر سخونة وأقل كثافة. وقد دعمت النماذج الحاسوبية والتحاليل الجيوفيزيائية هذه الفرضية، مما أشار إلى وجود اضطرابات على أعماق 410 و660 كيلومترًا، وهي مناطق تعتبر مفصلية تفصل بين الطبقات الداخلية للأرض.
ما تأثير العمود الشبحي على الأرض؟يبلغ قطر العمود الشبحى ما بين 200 و300 كم، وتصل درجة حرارته إلى أكثر من 100 إلى 300 درجة مئوية أعلى من الصخور المجاورة في الوشاح.
ووفقًا للدراسات، يبدو أن هذا العمود قد ظل نشطًا لفترة طويلة، وقد يكون له تأثيرات تاريخية على حركة الصفيحة الهندية قبل نحو 40 مليون سنة.
على الرغم من عدم وجود مظاهر بركانية واضحة على السطح، يعتقد العلماء أن تأثير هذا العمود لا يزال قائمًا، خاصة فيما يتعلق بتشكيل بعض معالم التضاريس العُمانية الحالية. تشير الأدلة المتنوعة من الزلازل والنماذج الحرارية إلى دعم قوي لوجود هذه البنية الخفية.
ويرى العلماء أن هذا الاكتشاف يمهد الطريق لرصد أعمدة مماثلة في مناطق أخرى حول العالم، مما يتطلب إعادة النظر في النماذج التقليدية لفهم ديناميكيات الأرض. ومن الممكن أن تحدث تغييرات في طريقة فهمنا لانتقال الحرارة من لب الأرض إلى الوشاح، وهذا يعتبر تطورًا هامًا في علم الجيولوجيا.
وبحسب العلماء، يعكس اكتشاف العمود الشبحى تحت سلطنة عُمان تقدمًا كبيرًا في علم الجيولوجيا، وقد يكون له آثار بعيدة المدى على تفسيرنا لفهم البنية الداخلية للأرض.
كما يعزز هذا الاكتشاف الفهم الحالي لعلم الأرض ويعد نقطة انطلاق لدراسات أعمق حول الأعمدة الحرارية الخفية وكيف يمكن أن تؤثر على ملامح سطح الأرض.