حراك وانقسام يطال الجالية اليمنية في أمريكا بشأن الانتخابات الرئاسية الأمريكية (تقرير)
تاريخ النشر: 2nd, November 2024 GMT
في خضم سباق الرئاسة الأمريكية لعام 2024، تتصاعد حدة المنافسة في أوساط الجالية اليمنية بين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس.
تعيش الجالية اليمنية في الولايات المتحدة لأول مرة في حالة حراك وتنافس وانقسام بين المرشحين الاثنين، وكل طرف له خياراته ومبرراته.
من هو الرئيس الأقرب لليمنيين ومصالحهم في أمريكا، حول هذا، انقسم اليمنيين الأمريكيين في اختيار من يمثلهم ومن يرونه مناسبا للمرحلة.
البعض يؤيد الحزب الجمهوري وآخرون يؤيدون الحزب الديمقراطي، حيث تتركز المعركة على سبع ولايات متأرجحة رئيسية، أهما ميشيغان، التي يقطنها اليمنيون ومهاجرين عرب وتعد ذات غالبية مسلمة.
تقول مصادر في الجالية اليمنية إن تباين الموقف بين المرشحين، سيجر إلى انقسام في الجالية اليمنية وعملية استقطاب كبيرة في صفوفها.
في ظل التحديات الصعبة بينها ملف المهاجرين اليمنيين خاصة تصريحات ترامب مطلع أكتوبر الماضي الذي وصف اليمنيين بأنهم إرهابيين وتراجعه بعد أيام قليلة عن تلك الصريحات خلال لقائه بعمدة مدينة هامترامك اليمني أمير غالب.
تباين الجالية اليمنية
وتتباين آراء الناخبين اليمنيين في الولايات المتحدة حول قضايا مصيرية كالاقتصاد والهجرة، والحرب في الشرق الأوسط (غزة - لبنان - اليمن)، حيث تلعب هذه القضايا دورا حاسما في رسم مسار الانتخابات.
بدأت بوادر الانقسام بين أوساط الجالية اليمنية في ولاية ميشيغان الأمريكية، منذ انطلاق الحملات الدعائية للانتخابات الرئاسية الأمريكية المزعم إقامتها في الخامس من نوفمبر الجاري أي بعد ثلاثة أيام.
وهامترامك هي المدينة الأمريكية الوحيدة التي يحكمها المسلمون بالكامل، حيث أن أكثر من 40% من سكان المدينة من المولودين في الخارج.
ترامب يقدم وعودا لليمنيين
وزار ترامب الجمعة قبل الماضية مدينة هامترامك بولاية ميشيغن والقى خطابا في مكتب الحملة الذي افتتحه عمدة مدينة هامترامك الدكتور أمير غالب.
ووعد ترامب خلال خطابه بإحلال السلام في الشرق الأوسط كما تحدث عن الوظائف في مجال صناعة السيارات وقال انه سيعمل على بقاء مصانع السيارات في أمريكا وعدم ذهابها إلى المكسيك وكندا.
تأتي هذه الزيارة بعد حالة من الجدل وسط المجتمع اليمني الأميركي بشأن دعم ترامب من عدمه خصوصاً بعد تصريحاته في ولاية بنسلفانيا والتي قال خلالها بأن اليمنيين "إرهابيين".
وأعلن عمدة مدينة هامترامك بولاية ميشيغن اليمني أمير غالب تأييده للرئيس السابق ترامب. كما أعلن الداعية اليمني بلال الزهيري إمام الجامع الكبير في ميشيغان تأييده للمرشح ذاته.
وقال غالب، في بيان على صفحته بالفيسبوك إن ترامب "رجل مبادئ"، وأشار إلى أنه "الخيار الصحيح لهذه الفترة الحرجة"، وذلك بعد أيام من تلقيه دعوة من ترامب واجتماعه به.
وأضاف غالب "تحدثنا عن مواضيع مختلفة بما في ذلك المناظرات وتحديثات استطلاعات الرأي وإحصائيات الأصوات في ميشيغان ومقاطعة واين ومخاوف الأميركيين العرب والأمريكيين اليمنيين على وجه الخصوص. وتحدثنا أيضًا عن الوضع في اليمن".
وقال غالب بالعربية على صفحته على فيسبوك: رغم أن الأمور تبدو جيدة، فقد يفوز أو لا يفوز ويصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، لكنني أعتقد أنه الخيار الصحيح في هذه اللحظة الحرجة. لن أندم على قراري مهما كانت النتيجة، وأنا مستعد لمواجهة العواقب. ولهذا ولأسباب أخرى كثيرة، أعلن دعمي وتأييدي للرئيس السابق، وربما الرئيس القادم للولايات المتحدة، دونالد ترامب".
مبررات تأييد ترامب
فيما قال الداعية اليمني "الزهيري" إن مرشح الرئاسة الأمريكية المقبلة عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب حرص على الاستماع لنا بعكس كاميلا هاريس المرشحة الديمقراطية.
وأضاف الزهيري في تصريحات متلفزة "ترامب استمع لمطالبنا باهتمام في عدة لقاءات وناقشنا معه وقف حرب غزة ومحاربة الإسلاموفوبيا". مشيرا إلى أن "أصوات العرب والمسلمين أصبحت مؤثرة في الانتخابات الأميركية".
والسبت الماضي ألقى الزهيري كلمة خلال تجمع انتخابي في الولاية أعلن فيها عن دعم المسلمين لـ "ترامب" في الانتخابات الرئاسة.
وقال الزهيري في كلمته "المسلمون يدعمون ترامب لأنه وعد بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط وفي أوكرانيا، بالإضافة لالتزامه بدعم قيم الأسرة".
وكان الزهيري قد نشر على حسابه الشخصي على منصة "إكس" مجموعة من المطالب التي قدمها لترامب بالنيابة عن وفد من الأئمة ورؤساء المراكز الإسلامية في أميركا.
وتضمنت المطالب: إنهاء الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا وخاصة الحرب في غزة والتي أودت بحياة عشرات الآلاف من الأبرياء بما فيهم النساء والأطفال، وملف المهاجرين.
ترامب لا مبدأ ويشكل تهديدا
على الجانب الآخر أعلن عضو مجلس نواب في ولاية ميشيغان، اليمني إبراهيم عياش، عن تأييده للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. وقال عياش إن ترامب "بلا مبدأ ويشكل تهديداً لكثير من المجتمعات".
عمدة مدينة ديربورن عبدالله حمود هو الآخر قال إنه يختلف بشدة مع عمدة مدينة هامترامك بشأن تأييده لترامب بالانتخابات الرئاسية.
وأضاف حمود في مقابلة مع صحيفة "موذرز جونز" الأمريكية ردأ على موقفه من تأييد أمير غالب لترامب "أنا أحترم غالب ولكنني أختلف معه تماما في تأييده، إن ترامب يشكل تهديدا".
وأردف حمود القول "نحن نعلم ما يمثله دونالد ترامب فهو من فرض الحظر على المسلمين للمرة الثانية ونعلم أنه من نقل السفارة الأمريكيى في إسرائيل إلى القدس، وأنهى كل المساعدات الإنسانية للفلسطينيين وهذا الشخص هو الذي يطلب من نتنياهو إنهاء المهمة، والعديد من فراد هذا المجتمع يدركون أنه ليس صديقا ولا حليفا لهذا المجتمع".
وذكرت صحيفة "نيويورك بوست" أن زعماء الجالية المسلمة والعربية الأمريكية في نيويورك أعلنوا تأييدهم للرئيس السابق دونالد ترامب خلال حدث في برونكس صباح يوم الخميس.
وقالت الصحيفة أن حوالي 20 من زعماء المجتمع والأئمة - انضم إليهم عضو الكونجرس السابق عن لونغ آيلاند ومرشح الحزب الجمهوري لمنصب حاكم الولاية لعام 2022 لي زيلدين، وهو وكيل حملة ترامب - المرشح الرئاسي للحزب الجمهوري في قسم "اليمن الصغير" في برونكس ايدوا ترامب.
ونقلت الصحيفة عن مسعد بولس، والد زوجة ابنة ترامب، تيفاني، بعد حدث الحملة للناخبين الذين لديهم علاقات بالشرق الأوسط قوله "لقد سئمت مجتمعاتنا من أيديولوجية الاستيقاظ. لقد سئمت من غسل أدمغة أطفالهم".
وأضاف "إنهم يقومون بهذا التحول إلى الحزب الجمهوري. هذا هو المكان الطبيعي الذي يجب أن يكون فيه مكانهم وهو الآن".
قال بولس، رجل الأعمال المولود في لبنان، إن إدارة بايدن-هاريس فشلت في إنهاء الحروب في غزة ولبنان أو المساعدة في تأمين عودة جميع الرهائن الذين احتجزتهم حماس بعد غزو الجماعة الإرهابية لإسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
وعقب تجمع حاشد نظم في مطعم يمني يدعى "الواحة" على طريق وايت بلينز: قال بولس "سيكون لهم الكلمة الفصل فيمن سيكون الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: أمريكا الانتخابات الرئاسية الجالية اليمنية انقسام ترامب الجالیة الیمنیة فی الشرق الأوسط الحزب الجمهوری دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
تقرير صادم: لامبالاة جماهيرية تهدد بفشل كأس العالم للأندية في أمريكا
قبل أسبوع من انطلاق كأس العالم للأندية "فيفا"، يسود جو من اللامبالاة في الولايات المتحدة تجاه هذا الحدث الهام، والذي سيشارك فيه النادي الأهلي الذي سيخوض المباراة الافتتاحية أمام إنتر ميامي الأمريكي.
وزار موقع "Flashscore" ملعب ميتلايف في نيوجيرسي يوم السبت، وهو الملعب الذي سيستضيف المباراة النهائية وثماني مباريات أخرى، ولم يكن لها أي علاقة بالبطولة على الإطلاق.
وعن وصفه الموقف في أمريكا، قال الموقع: لا هيكل تنظيمي، لا مخططات، لا فريق عمل يُعِدّ العدة. الحركة الوحيدة كانت حركة الموظفين الذين يُراقبون مداخل ومخارج حفل ذا ويكند، الذي، على عكس مباريات كأس العالم للأندية، نفدت تذاكره.
وعلى سبيل المثال، بدأت تذاكر مباراة بالميراس ضد بورتو، وهي أول مباراة في كأس العالم للأندية على ملعب ميتلايف، بحوالي 350 دولارًا أمريكيًا "حوالي 1950 ريالًا برازيليًا". اليوم، يُمكن بالفعل العثور عليها بأقل من 60 دولارًا أمريكيًا "أكثر بقليل من 334 ريالًا برازيليًا".
وهناك عامل مُزعج آخر لهذه المباراة، وهو أن عيد الأب في الولايات المتحدة سيُحتفل به في هذا التاريخ تحديدًا.
انخفاض الطلب على مباراة الأهلي وإنتر مياميأدى انخفاض الطلب على مباراة الافتتاح، بين الأهلي وإنتر ميامي، إلى انخفاض أسعار التذاكر بنسبة تقارب 50%. أشارت الشائعات إلى بيع ما يصل إلى 20 ألف تذكرة للمباراة التي ستُقام على ملعب هارد روك في ميامي في 14 يونيو.
حتى المباراة النهائية لا يبدو أنها تجذب الجماهير. ووفقًا لصحيفة ديلي ميرور، بدأت أسعار تذاكر المباراة التي ستحدد أول بطل للعالم في النظام الجديد من 890 دولارًا أمريكيًا. وتُباع التذكرة نفسها الآن مقابل 300 دولار أمريكي.
ونتيجةً لانخفاض أسعار التذاكر، أرسل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" مؤخرًا رسالةً إلكترونيةً للجماهير تتضمن تعليماتٍ باسترداد أموالهم لمن اشتروا التذاكر باهظة الثمن. وتأتي هذه الخطوة في محاولةٍ لتعويض من تكبدوا خسائرَ جسيمة نتيجةً لهذا التغيير الجذري.
قال موظفو ميتلايف الذين أجرت فلاش سكور مقابلات معهم إنهم على دراية بكأس العالم للأندية. وقد عُقدت اجتماعات داخلية لمناقشة العمل المُزمع إنجازه خلال البطولة.
ومع ذلك، ووفقًا لهم، سيُقام النشاط الرئيسي العام المقبل، عندما تستضيف البلاد كأس العالم. ومن المتوقع، وفقًا للموظفين، أن يُغلق الملعب لبضعة أشهر بدءًا من يناير لتلبية جميع متطلبات فيفا، وخاصةً أرضية الملعب.
كأس العالم للأندية تجربة هامة قبل مونديال 2026على الرغم من أن كأس العالم للأندية يُثير ترقبًا لكأس العالم 2026، إلا أن "الحدث التجريبي" لهذا العام مختلف تمامًا. فعلى سبيل المثال، بالنسبة للشركات المحلية، لا ينصب التركيز على هذا الصيف، بل على الصيف المقبل، وقد بدأ التخطيط بالفعل في العديد من المجتمعات المحلية لضمان جني ثمار حدث بهذا الحجم "على نطاقها الخاص".
على أطراف الملعب، يُتوقع للعام المقبل توفير مساحات خاصة للجماهير للاستمتاع بكرم ضيافة كأس العالم، مع أنشطة متعددة ستجعل من يوم المباراة يومًا لا يُنسى، يقول أحد موظفي ميتلايف: "سيكون هيكلنا أشبه بمباراة سوبر بول في كل مباراة".