واشنطن تؤكد احتجاز صحفي إيراني أمريكي في طهران
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الأحد، أن الصحفي الإيراني-الأمريكي رضا ولي زاده، الذي عمل سابقًا في إذاعة "فردا" الممولة من الحكومة الأمريكية، محتجز في إيران منذ عدة أشهر، وذلك في ظل تهديدات من طهران بالرد على هجوم إسرائيلي.
أتى هذا الإعلان بالتزامن مع الذكرى السنوية الـ45 لاقتحام السفارة الأمريكية في طهران واحتجاز موظفيها كرهائن عام 1979.
كان ولي زاده قد نشر، على منصة "X"، أن السلطات الإيرانية احتجزت أفرادًا من عائلته للضغط عليه للعودة إلى إيران. وفي أغسطس، نشر رسالتين أشار فيهما إلى عودته بالفعل إلى طهران في مارس 2024، رغم أن إذاعة "فردا" تُعتبر معادية من قبل السلطات الإيرانية.
وفي إحدى رسائله، قال ولي زاده إنه دخل طهران دون أي ضمانات أمنية، حتى "ولو شفهية"، بعد 13 عامًا قضاها خارج البلاد، وزعم أنه كان يتفاوض مع استخبارات الحرس الثوري قبل عودته.
وأشارت تقارير حقوقية إلى أن ولي زاده قد تم اعتقاله فور وصوله إلى إيران، وأُطلق سراحه لفترة وجيزة قبل أن يُعاد اعتقاله ونقله إلى سجن "إيفين"، حيث يواجه الآن قضية أمام محكمة الثورة الإيرانية، المعروفة بعقد جلسات مغلقة واستخدام أدلة سرية ضد المتهمين.
وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية أنها على علم بتقارير اعتقال ولي زاده، وتعمل مع سويسرا، التي تمثل المصالح الأمريكية في إيران، للحصول على المزيد من المعلومات حول قضيته. ونددت الوزارة بما وصفته "الاعتقالات التعسفية لأغراض سياسية"، معتبرةً أن هذا الأسلوب يتعارض مع المعايير الدولية.
لم تعلق إيران رسميًا على احتجاز ولي زاده، ولم ترد بعثتها في الأمم المتحدة على استفسارات وسائل الإعلام.
تأتي هذه الحادثة في ظل تاريخ طويل من توظيف إيران للسجناء الذين يحملون جنسيات غربية كأوراق مساومة في المفاوضات مع القوى الدولية. وكانت طهران قد أفرجت، في سبتمبر 2023، عن خمسة أمريكيين مقابل خمسة إيرانيين محتجزين في الولايات المتحدة، إلى جانب الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة.
في قت سابق، أعلنت السلطة القضائية الإيرانية، عبر موقع "ميزان أونلاين"، الحكم بالإعدام على المعارض الإيراني-الألماني جمشد شارمهد، الذي أُوقف في أغسطس 2020، بتهمة التخطيط لهجوم إرهابي على مسجد في شيراز عام 2008، والذي أسفر عن مقتل 14 شخصًا.
وجهت المحكمة لشارمهد، البالغ من العمر 66 عامًا، تهمة "الإفساد في الأرض" من خلال قيادة جماعة "تندر" المعارضة، التي تهدف للإطاحة بالجمهورية الإسلامية. كما اتُهم بإقامة اتصالات مع عملاء استخبارات أميركيين وإسرائيليين. كانت إيران قد أعلنت عن اعتقاله بعملية معقدة لم تكشف عن تفاصيلها، علمًا بأنه كان يقيم في الولايات المتحدة منذ عام 2003.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "أكسيوس": واشنطن تحذر إيران.. لا يمكننا كبح جماح إسرائيل إذا قررتم الرد واقعة صادمة في إيران.. امرأة تتجرّد من ملابسها في إحدى الجامعات! الولايات المتحدة سنتشر أسلحة إضافية جديدة في الشرق الأوسط لتحذير إيران وحماية إسرائيل اعتقال إيران معارضة السياسة الإيرانية حقوق الإنسان حكم إعدامالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب قطاع غزة إسرائيل روسيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب قطاع غزة إسرائيل روسيا اعتقال إيران معارضة السياسة الإيرانية حقوق الإنسان حكم إعدام الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب قطاع غزة إسرائيل روسيا بنيامين نتنياهو فيضانات سيول ضحايا إسبانيا إيران الحرب في أوكرانيا الولایات المتحدة یعرض الآن Next فی إیران فی طهران
إقرأ أيضاً:
وثائق تؤكد احتجاز نظام الأسد للصحفي الأمريكي أوستن تايس
عمّق تقرير استقصائي جديد لهيئة الإذاعة البريطانية الـ "بي بي سي" الغموض المحيط بمصير الصحفي الأمريكي أوستن تايس، المختفي منذ أكثر من 12 عامًا في سوريا، بعدما كشف عن وثائق استخباراتية سورية سرية للغاية تؤكد احتجازه داخل أحد سجون النظام السوري، في تناقض مباشر مع نفي الأسد السابق لأي علاقة باختفائه.
وتعد الوثائق التي تم الوصول إليها ضمن تحقيق دام أكثر من عام، أول دليل رسمي ملموس على أن نظام بشار الأسد - الذي سقط في كانون الأول / ديسمبر 2024 - كان يحتجز تايس في عام 2012، بعد أشهر فقط من دخوله الأراضي السورية لتغطية الحرب الأهلية كصحفي مستقل.
وبحسب الوثائق، فإن تايس كان محتجزًا في "سجن الطاحونة" بالعاصمة دمشق، أحد أشهر مراكز الاعتقال التابعة للاستخبارات العسكرية، وتضم الملفات رسائل ومراسلات بين فروع أمنية سورية مختلفة، وتشير إلى أن تايس خضع للاستجواب مرتين على الأقل بين عامي 2012 و2013، وتلقى علاجًا طبيًا لمشاكل صحية في المعدة وعدوى فيروسية، وفقًا لتحاليل دم مرفقة في الملفات.
وفي شهادة مثيرة، أكّد ضابط كبير سابق في الاستخبارات السورية للـ"بي بي سي" أن تايس كان محتجزًا في دمشق من قِبل مجموعة شبه عسكرية تُدعى "قوات الدفاع الوطني"، وهي تشكيل موالٍ للنظام، وغالبًا ما استخدمه الأسد في العمليات الأمنية والاعتقالات. وقال مصدر من داخل هذه القوات إن “قيمة أوستن كانت مفهومة منذ البداية، وكان يُنظر إليه كـ ‘ورقة تفاوض’ محتملة مع واشنطن”.
من جندي سابق إلى رهينة
أوستن تايس، المولود في آب / أغسطس 1981، كان ضابطًا سابقًا في سلاح البحرية الأمريكية، وخدم في العراق وأفغانستان، قبل أن يتجه إلى دراسة القانون في جامعة جورج تاون. وفي عام 2012، دخل سوريا بصفته صحفيًا حرًا لتغطية أحداث الحرب.
في آب / أغسطس 2012، اختفى في منطقة داريا القريبة من دمشق، وبعد سبعة أسابيع، ظهر في مقطع فيديو مثير للجدل، معصوب العينين ومقيّد اليدين، مجبرًا على تلاوة إعلان إسلامه، في مشهد صنّفه محللون بأنه "مُعدّ مسبقًا" لتضليل الرأي العام، وإيهام العالم بأنه اختُطف من قبل جماعة جهادية.
لكن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها، وظل مصيره مجهولًا طوال سنوات. وحتى عندما نفت حكومة الأسد رسميًا احتجازه، كانت الحكومة الأمريكية تؤكد اعتقادها بأنه محتجز من قِبل النظام.
سقوط النظام يكشف المستور
عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر 2024، قالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إنها تعتقد أن تايس ما زال حيًا، بينما صرّحت والدته، ديبرا تايس، أن “مصدرًا موثوقًا” أكد لها أن ابنها لا يزال يتلقى معاملة جيدة.
ورغم ذلك، لم يظهر أي أثر له بعد إخلاء السجون التي كانت تديرها أجهزة النظام، ما يثير تساؤلات جديدة عن مصيره بعد عام 2013.
وتعرف عائلة تايس والسلطات الأمريكية بوجود هذه الملفات الاستخباراتية، وكذلك منظمة سورية توثّق جرائم النظام. وتُعد هذه الوثائق بمثابة إدانة إضافية لسجل الأسد في قضايا الاعتقال والإخفاء القسري.
مأساة مستمرة
يُذكر أن المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقرّه المملكة المتحدة، يقدّر عدد المختفين قسرًا في سوريا بأكثر من 100 ألف شخص، كثير منهم في سجون النظام، ما يسلّط الضوء على البُعد الإنساني الواسع لقضية تايس.
وبينما لا يزال مصيره مجهولًا، فإن ظهور هذه الوثائق يعزز ضغوطًا دولية متزايدة على الأطراف المعنية للكشف عن الحقيقة، وربما، في مرحلة لاحقة، استخدام هذه الأدلة في محاكمات دولية أو ملاحقات قضائية ضد مسؤولين سابقين في نظام الأسد.