تفوق دونالد ترامب على هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية في 2016، رغم تفوقها عليه بـ 3 ملايين صوت. وفي 2000، فاز جورج بوش على آل غور رغم فارق 500 ألف صوت لصالح خصمه، في التصويت الشعبي.

فالانتخابات الرئاسية الأمريكية تقوم على نظام اقتراع غير مباشر فريد، يعتمد على أصوات كبار الناخبين في المجمع الناخب.

وتفتح أبواب البيت الأبيض للمرشح الذي يتخطى عتبة 270 من أصوات كبار ناخبيه.

In the US presidential election, a candidate can lose the popular vote but still win the election. Here'show: pic.twitter.com/fLp5mHQDnb

— DW News (@dwnews) November 2, 2024 الهيئة الناخبة

يلتقي كبار الناخبين، أعضاء الهيئة الناخبة، الـ538 في عواصم ولاياتهم مرة كل 4 سنوات، بعد الانتخابات الرئاسية لتحديد الفائز. وعلى المرشح الرئاسي أن يحصل على الغالبية المطلقة من أصوات الهيئة، أي 270 من 538 للفوز.

ويعود هذا النظام إلى دستور 1787، الذي حدد قواعد الانتخابات الرئاسية بالاقتراع العام غير المباشر في دورة واحدة. وكان المؤسسون للولايات المتحدة يرون في ذلك تسوية بين انتخاب رئيس بالاقتراع العام المباشر، وانتخابه من الكونغرس وفق نظام اعتبروه، غير ديموقراطي.

ورفعت إلى الكونغرس على مر العقود والمفاجآت الانتخابية، مئات المقترحات، لتعديل الهيئة الناخبة أو إلغائها، دون نجاح. 

كبار الناخبين الـ538 

غالبيتهم أعضاء منتخبون أو مسؤولون محليون في أحزابهم، لكن أسماءهم لا تظهر في بطاقات الاقتراع، وهوياتهم مجهولة لدى الناخبين. ولكل ولاية عدد من كبار الناخبين يساوي عدد ممثليها في مجلس النواب حسب عدد سكانها، وفي مجلس الشيوخ، اثنان لكل ولاية بغض النظر عن حجمها.

ولكاليفورنيا مثلاً، 55 من كبار الناخبين، ولتكساس 38، أما الولايات الأقل سكاناً مثل آلاسكا، وديلاوير، وفيرمونت، ووايومينغ، فلكل منها 3 ناخبين كبار. والمرشح الذي يفوز بغالبية الأصوات في ولاية يحصل على أصوات جميع كبار ناخبيها، باستثناء نبراسكا، وماين اللتين تعتمدان النسبية، في توزيع أصوات كبار ناخبيهما.

مؤسسة مثيرة للجدل

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، فاز ترامب بأصوات 306 ناخبين كبار. ووقع ملايين الأمريكيين الساخطين عريضة تدعو كبار الناخبين الجمهوريين إلى قطع الطريق عليه. لكن المساعي باءت بالفشل، لأن عضوين فقط في تكساس التزما بالدعوة، ما سمح لترامب بالفوز بـ304 أصوات.

والوضع الاستثنائي في 2016 المتمثل في خسارة الاقتراع الشعبي، ورغم ذلك الفوز بالانتخابات، لم يكن غير مسبوق. إذ وصل 5 رؤساء سابقين إلى البيت الأبيض بهذه الطريقة، أولهم جون كوينسي، الذي فاز في 1824 على أندرو جاكسون.

وشهدت انتخابات 2000 التباساً كبيراً بين جورج دبليو بوش، والديموقراطي آل غور الذي فاز بـ 500 ألف صوت عن بوش على المستوى الوطني. لكن بفوز بوش بأصوات فلوريدا ارتفع مجموع أصوات الهيئة الناخبة لصالحه إلى 271 ما حسم النتيجة.

تصويت أم إجراء شكلي؟ 

لا شيء في الدستور الأمريكي يرغم كبار الناخبين على التصويت باتجاه أو بآخر. وإن كانت بعض الولايات ترغمهم على احترام نتائج التصويت الشعبي، لكن "غير النزيهين" لم يكونوا يتعرضون حتى الآن  عند امتناعهم إلى أكثر من الغرامة.

ولكن في 2020، قضت المحكمة العليا بأن الولايات يمكنها معاقبة كبار الناخبين الذين يخالفون خيار المواطنين. وبين 1796 و2016، أعطى 180 من كبار الناخبين أصواتهم خلافاً للخيار الشعبي. لكن ذلك لم يؤثر على النتيجة النهائية لهوية الرئيس المقبل.

اجتماع الهيئة الناخبة

يجتمع كبار الناخبين في ولاياتهم في منتصف ديسمبر (كانون الأول) المقبل، لاختيار رئيس ونائب رئيس. وذلك التاريخ حدده القانون الأمريكي الذي ينص على أن "يجتمعوا ويدلوا بأصواتهم في أول يوم إثنين بعد ثاني يوم أربعاء في ديسمبر (كانون الأول) المقبل".

وفي 6 يناير (كانون الثاني) 2025، في ختام التعداد الرسمي للأصوات، يعلن الكونغرس رسمياً اسم الرئيس أو الرئيسة، غير أن النتيجة ستعرف قبل ذلك بكثير، ثم ؤدي الرئيس أو الرئيسة اليمين  في 20 يناير (كانون الثاني).

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات الرئاسية الأمريكية الانتخابات الأمريكية الهیئة الناخبة کبار الناخبین

إقرأ أيضاً:

قمة "خليجية- أمريكية" بلا "يمن".. حين يصبح الغياب دليلاً على الفشل

في مشهد دولي لافت، تصدرت الصورة التي جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب برئيس القيادة السورية أحمد الشرع، وبحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، واجهة القمة الخليجية المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض، لتصبح محور تحليلات المراقبين الدوليين.

وبينما انشغل العالم بلحظة اللقاء، تصاعدت تساؤلات المحللين وملايين اليمنيين حول الغياب التام للملف اليمني عن الطاولة السياسية، رغم أن قيادة المجلس الرئاسي اليمني تقيم في ذات المدينة منذ سنوات.

لم يكن اللقاء حدثاً بروتوكولياً عابراً، بل لحظة سياسية فارقة، حملت في طياتها رسائل عميقة عن موازين القوى الجديدة في المنطقة، وإعادة ترتيب أولويات الشرعيات السياسية.

في المقابل، كان الغياب اليمني عن هذا الحدث حضوراً باهتاً من حيث الوجود، وغائباً كلياً من حيث التأثير. فلم يُذكر اليمن المثقل بالحروب والمآسي منذ أكثر من عقد، لا في الكلمات الرسمية، ولا في الأحاديث الجانبية، رغم أن السعودية – الدولة المضيفة – كانت ولا تزال تقود التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية.

ويرى محللون سياسيون أن هذا التجاهل لم يكن صدفة عابرة، بل نتيجة تراكمات سياسية وإدارية أضعفت من صورة القيادة اليمنية وموقعها في المعادلة الإقليمية والدولية.

وفيما نجحت القيادة السورية الجديدة في فرض نفسها كفاعل سياسي يُعبّر عن مرحلة ما بعد الحرب، بوجه تفاوضي قادر على التأثير، بدا مجلس القيادة الرئاسي اليمني غائباً لا عن القمة فحسب، بل عن المشهد السياسي الدولي بأسره.

في واحدة من كلماته، تساءل ترامب عن سر التحول اللافت في المملكة، موجهاً حديثه إلى ولي العهد السعودي: "عزيزي محمد، كيف تنام؟!.."، ثم أضاف ما معناه: "من المؤكد أنك حتى في منامك تفكر في هذا المشروع الكبير للتطوير".

هذا التساؤل، برأي المراقبين، قد يكون كافياً لهز ضمائر أولئك الذين غرقوا في سبات عميق لعقد كامل، لم يُحقق فيه سوى ارتفاع أعداد النازحين، وتفاقم معاناة اليمنيين بفقدان منازلهم، ووظائفهم، وأبنائهم، وانهيار عملتهم واقتصادهم، بينما قياداتهم لا تزال تقف كأصنام تراقب المشهد بدهشة، دون أن تكون جزءاً فاعلاً فيه.

قيادة يمنية مشتتة، عاجزة عن بناء مشروع وطني موحّد، غارقة في دوامة الخلافات الداخلية والارتهان الإقليمي، لا تستطيع أن تكون رقماً صعباً إلا في كشوف المساعدات أو في تقارير الفساد، هكذا يصفها المراقبون في حديثهم لوكالة "خبر".

ورغم سنوات من الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري غير المسبوق، فشلت الشرعية اليمنية في بناء مؤسسة دولة تعبّر عن تطلعات شعبها، وتتحدث إلى العالم بلغة الدولة لا بلغة الشكوى والتذمر.

ويؤكد مراقبون أن غياب اليمن عن طاولة الكبار لم يكن مؤامرة مقصودة، بل نتيجة فراغ حقيقي في الأداء والرؤية والقرار.

ما بين سوريا التي استطاعت، رغم الجراح، أن تفرز قيادة سياسية قادرة على تمثيلها، واليمن الذي غاب عن الوعي السياسي، تتجلى الفروق الجوهرية بين مشروعين هما: "مشروع يسعى لإعادة بناء الدولة، وآخر يكتفي بالعيش على أنقاضها".

لقد آن أوان المراجعة الجادة، ليس فقط لأداء القيادة، بل لمفهوم "الشرعية" ذاته، الذي يبدو أنه بحاجة إلى إعادة تعريف وفق متغيرات الداخل والمحيط. فالتاريخ لا ينتظر أحدا، والسياسة لا تعترف بالفراغ، ومن لا يُحسن تمثيل قضيته، سيتجاوزه الزمن.

مقالات مشابهة

  • فريد البستاني: بتكاتف الجهود نصحح أوضاع النافعة
  • أصوات من أعماق الكون.. ناسا تحول بيانات الثقوب السوداء إلى سيمفونيات فضائية
  • رانيا فريد شوقي وطارق النهري أبرز الحضور في حفل زفاف هيا كتكت «صور»
  • قمة "خليجية- أمريكية" بلا "يمن".. حين يصبح الغياب دليلاً على الفشل
  • انهيار زعيم اليمين القومي في البرتغال أندريه فينتورا أثناء خطاب انتخابي
  • محمد صلاح على رأس المرشحين لجائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي
  • البيت الذي بنيناه عندما كنا صغارًا
  • من حقّي أن أتكلّم.. عندما يصبح صوت الطّفل قوة لا يُستهان بها
  • مستقبل وطن يكثف استعداداته للانتخابات البرلمانية بتحديث بيانات الناخبين بالخارج
  • مخزومي بعد لقائه عوده: بيروت تستحق الأفضل والقرار بيد الناخبين