يمانيون:
2025-06-03@10:14:57 GMT

تجدُّدُ الروحية بالتمعن في هدى الله

تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT

تجدُّدُ الروحية بالتمعن في هدى الله

علي عبد الرحمن الموشكي

في المقدمة أُطروحات عظيمة تعمم (للعالم الإسلامي لعظمتها وقدسيتها) ما أحوجنا في هذه المرحلة على مستوى الساحة العربية والعالمية وخُصُوصًا محور المقاومة إلى التزود من هدى الله، محاضرات الشهيد القائد السيد / حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)، الذي قدم لنا دروسًا عظيمة وقيمة ومهمة ومبادئ وقيم وأسس ومرتكزات، والتي تعتبر مرجعًا مهماً وعظيمًا، لمعرفة الوجهة الصحيحة والمسار الصحيح والرؤية الواضحة، والتي تذهب زيف الضلال الفكري والقيمي وتعيد فينا قيماً ومبادئاً كنا نمر على آيات الله مرور الكرام دون تزود.

نحن عندما نتذكر الشهيد القائد (رضوان الله عليه)، ليس؛ لأَنَّه من اليمن وليس؛ لأَنَّه أخو السيد القائد (حفظه الله)، أَو؛ لأَنَّه خاض غمرات المواجهة مع أمريكا و”إسرائيل” بكل عنفوان دون ذلة أَو خضوع، المسألة فوق تصور أولو الألباب، والذين يعتبرون أنفسهم أذكى وأفهم ويمتلكون شهادات عالية، هنالك دوافع مهمة جِـدًّا لتحصين أنفسنا أكثر واستعادة الطاقة الإيمانية بشكل كبير وعظيم والتي من أهمها:

أولًا: الشهيد القائد (رضوان الله عليه)، كان على اطلاع عن كثب بكل الحركات الإسلامية والدينية الجهادية وغيرها، وقدم رؤية قرآنية عظيمة في كافة المجالات، والتي من أهمها طبيعة الصراع مع العدوّ، المتأمل في الدروس المقدمة، الأربعة الدروس من سورة آل عمران تؤسس لتحصين قوي، يحمي العالم الإسلامي من كُـلّ الهجمات التي تنهمر على الأُمَّــة العربية والإسلامية في كافة المجالات.

ثانيًا: الشهيد القائد (رضوان الله عليه)، كان قد تشرب القرآن الكريم وواجه كُـلّ الفئات الضالة المحسوبة على الإسلام وفضح زيف ضلالهم الفكري والمذهبي وواجههم بشراسة وبكل حدة وعنفوان.

الثالث: الشهيد القائد (رضوان الله عليه)، قدم من خلال المشروع القرآني رؤية تنويرية لقادة الأُمَّــة العربية والإسلامية تحمي سيادة الدول العربية من الهجمات الشرسة التي يشنها العدوّ الصهيوني والأمريكي على الأُمَّــة العربية والإسلامية، كنظرة استباقية للمصير الحتمي في حالة التخاذل والتنصل عن المسؤولية الدينية والقرآنية.

رابعًا: الشهيد القائد (رضوان الله عليه)، قدم خلال المشروع القرآني تحليلًا سياسيًّا لكل القضايا المؤرقة للشعوب العربية والتي دون إيجاد حلول جذرية لن تفلح الشعوب العربية ولن تنهض وسيكون مصيرهم مخزياً ومذلاً أمام الهجمات الشرسة من الصهيونية العالمية، والتي هدفها الأَسَاسي إخضاع الدول العربية لسياستهم التدميرية والتي هدفها الأَسَاسي القضاء على الإسلام وتقديم إسلام مزيف غير قابل للنهوض بالأمة العربية، ويسهل على الصهيونية العالمية بناء دولتهم الكبرى وافتراس الدول العربية جميعها.

خامساً: لقد عرف مؤسّسو الصهيونية العالمية خطورة الشهيد القائد (رضوان الله عليه)، على مخطّطاتهم ولكن من عناية الله ورعايته بالأمة أن سيدي حسين كان قد قدم المشروع القرآني بشكل كامل، وبنى نماذج قرآنية تقدم مفاتيح نحو الإبحار في عالم المشروع القرآني والآيات العظيمة، التي من يعيش في السعي لتجسيدها سينال الخير والرفعة والتوفيق وسينعم بالعزة والسكينة، ولذا تحَرّكوا بكل شراسة للقضاء عليه في عام 2004م، ولكن دماءه الطاهرة جرفت عروش الضلال.

في الأخير الدوافع كثيرة جِـدًّا ومهما تحدثنا وكتبنا لن نصل إلى ما اختزله الفكر، الشهيد القائد (رضوان الله عليه)، كان عظيمًا صادقًا تقيًّا، أعظم مفكر إسلامي عرفه التاريخ الإسلامي والذي قدم أعظم الدروس العظيمة التي لم يسبق لها نظير في تجسيد آيات الله قولًا وعملًا، والذي كان رحيمًا بالأمة من خلال تقديمه لهذه الدروس العظيمة وتجسيدها قولًا وعملًا وتعميدها بدمه الطاهر، فسلام الله عليه.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المشروع القرآنی رضوان الله علیه الشهید القائد

إقرأ أيضاً:

“المسيرة الإيمانية وبناء الأمة ونجاة الفرد في ضوء الالتزام الجماعي والهجرة الإيمانية” المقاصد والدلالات التي وردت في الدرس الرابع للسيد القائد

يمانيون / تحليل خاص

 تناول السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في الدرس الرابع ضمن سلسلة دروس القصص القرآني،  مفاهيم عميقة وأساسية حول المسيرة الإيمانية، مفهوم الهجرة وأبعادها، وأهمية بناء أمة إيمانية متماسكة. وفيما يلي قراءة في أبرز المقاصد والدلالات التي وردت في هذا الدرس كرؤى استراتيجية لبناء أمة إيمانية قوية تقوم على أسس من التعاون والتآخي في سبيل تحقيق أهداف إيمانية من خلال الحديث عن المسيرة الجماعية، الواقع الإيماني، والهجرة كالتزام إيماني، والحث على أهمية التوحد في المواقف الدينية وتبني الحلول الجماعية والفردية التي تضمن الالتزام بتعاليم الله في ظل البيئة المتغيرة.

المسيرة الإيمانية كمسيرة جماعية
التعاون على البر والتقوى: أول ما يلفت النظر هو التأكيد على أن المسيرة الإيمانية لا تقوم على أساس الأفراد بل هي مسيرة جماعية. وهذا التعاون في سبيل الله يتجسد في التآخي في الإيمان والعمل معاً من أجل أمر بالمعروف ونهي عن المنكر. إنها دعوة لبناء أمة متماسكة تعمل من أجل الله وتنشد العدالة والحق في كل مناحي الحياة.
النهضة بالمسؤوليات الجماعية: يتحمل الجميع المسؤولية، سواء كانت دينية أو اجتماعية. هنا، يتضح أن الواجبات الجماعية أكبر من تلك التي تتحملها الأفراد في العزلة.

 الهجرة كحل إيماني
الهجرة بوصفها التزامًا إيمانيًا: الهجرة ليست مجرد انتقال مادي من مكان إلى آخر، بل هي قرار إيماني. عندما يواجه المؤمن بيئة لا توفر له الفرص للعيش باستقامة دينية أو يجد نفسه محاربًا ومضطهدًا، يصبح الحل هو الهجرة.
الهجرة كتحرُّك في سبيل الله: كما ورد عن نبي الله إبراهيم عليه السلام، فالهجرة ليست مجرد انتقال جسدي ولكنها تتعلق بالانتماء الإيماني والتفاني في خدمة دين الله. ولذلك، كانت الهجرة بالنسبة لنبي الله إبراهيم عليه السلام قرارًا إيمانيًا عميقًا بعد أن أكمل مهمته أمام قومه.
التوكل على الله: الهجرة تتطلب التوكل على الله سبحانه وتعالى، حيث أن الشخص الذي يهاجر يبحث عن بيئة أفضل له ليعيش فيها ويؤدي واجباته الإيمانية بشكل صحيح.

 الهجرة وارتباطها بالعزة الإيمانية
العزة والتزام المؤمن: في الآية {إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} يوضح السيد القائد يحفظه الله أن العزة هي جزء أساسي من الإيمان، ولهذا فإن البقاء في بيئة مغلقة ومجتمعات محاربة للدين يعتبر غير مقبول إيمانيًا. الهجرة تهدف إلى التحرر من الذل وتوفير بيئة قادرة على توفير الأمان للإيمان والعمل بما يرضي الله.

الواقع الإيماني وبناء الأمة
تكوين الأمة المؤمنة: الجهد الإيماني لا يقتصر على مستوى الفرد، بل يجب أن يكون التحرك الجماعي هدفًا أساسيًا، لتكوين أمة مؤمنة تسعى للتعاون على البر والتقوى.
التعاون في الإيمان: كما قال الله في القرآن الكريم {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، هذا التعاون من شأنه أن يخلق قوة جماعية قادرة على التغيير، وتقديم نماذج إيمانية تصلح مجتمعات بأكملها.

 الاستمرارية والإنتصار من خلال الهجرة
الهجرة كخطوة في نشر الإسلام: كما في هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة، كانت الهجرة من مفاتيح انتشار الإسلام وبداية لإنشاء الأمة الإسلامية. الهجرة تفتح آفاق جديدة لتحقيق الأهداف العليا للإيمان والدين، وتعتبر تحوّلاً مهماً في حياة الأمة.

 البركة والسعة في الهجرة
البركة الإلهية : الآية {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِد فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً} تبرز البركة التي ترافق المهاجر في حياته. فالهجرة، رغم ما يترتب عليها من مشاق، تؤدي في النهاية إلى بركة ورزق لم يكن يتوقعه المهاجر.
المستقبل المعيشي: يُؤكد السيد القائد حفظه الله أن الهم المعيشي لن يكون عائقًا أمام المؤمن إذا كان هدفه الهجرة في سبيل الله، فإن الله سيفتح له آفاقًا جديدة.

 الصلاح كغاية نهائية
الصلاح كمفهوم جامع: الصلاح هنا يُعتبر الغاية النهائية في حياة المؤمن، حيث يُجمِع بين جميع الصفات الإيجابية المطلوبة من الفرد في سعيه لله، سواء كانت إيمانية أو أخلاقية. وبالتالي، فإن الإنسان الصالح يسعى لتحقيق الصلاح في نفسه وفي ذريته.
طلب الصلاح: ما يمكن استخلاصه من هذه الدروس هو أن الصلاح هو المنهج الذي يجب أن يسعى المؤمن لتحقيقه، سواء في نفسه أو في ذريته. عندما يكون الإنسان صالحًا في حياته، فإنه يسعى لتحقيق الاستقامة والعدل في محيطه.

خاتمة 
الدرس يوجه الدعوة لبناء أمة متماسكة تُعنى بالدين والإيمان، تؤمن بالعمل الجماعي والتعاون على البر والتقوى. كما يُظهر أهمية الهجرة كحل إيماني عندما تكون الظروف غير ملائمة، مع التأكيد على أن العزة الإيمانية وتحقيق الصلاح هما من الركائز الأساسية التي يجب أن يسعى المؤمن لتحقيقها في حياته.

مقالات مشابهة

  • دعاء يوم عرفة للمريض.. إحرص عليه حتى غروب الشمس
  • دلالات استخدام الأرقام في خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي
  • (نص+فيديو) الدرس 4 من دروس القصص القرآني للسيد القائد 06 ذو الحجة 1446هـ
  • الأنبا باسيليوس يترأس الرياضة الروحية لكهنة الإيبارشية
  • خالد الجندي: اللي عليه دين وناوي يطلع يحج مينفعش يروح إلا في حالتين
  • “المسيرة الإيمانية وبناء الأمة ونجاة الفرد في ضوء الالتزام الجماعي والهجرة الإيمانية” المقاصد والدلالات التي وردت في الدرس الرابع للسيد القائد
  • ثبات نبي الله إبراهيم عليه السلام في مواجهة الطاغوت : قراءة في المحاضرة الثالثة للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ضمن سلسلة دروس القصص القرآني
  • من أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
  • أورتاغوس قريباً في لبنان... وهذا ما ستُركّز عليه
  • حركة أمل وكشافة الرسالة الإسلامية شيّعتا الشهيد المسعف خضر فقيه في النبطية