عندما يمتزج الانحطاط بقلة الأدب
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
قديما كان فرسان العرب يتعمدون المبالغة والإغراق في وصف شجاعة خصومهم في المعركة، مثال على ذلك قول عنترة:
ومدجج كره الكماة نزاله لا ممعن هرباً ولا مستسلم
جادت له كفي بعاجل طعنة بمثقف صدق الكعوب مقدم
هكذا كانت اخلاقهم. لا ينتقصون من كرامة اعدائهم، ولا يطعنون باعراضهم، وهكذا كانت بسالة الفرسان وإقدامهم على الموت بلا وجل أو تقهقر، وهكذا كانوا يتلقون الطعنات دفاعا عن قومهم بلا توجع أو شكوى أو تذمر.
بينما انقلبت لدينا الآن مفاهيم الرجولة، وتغيرت معايير مكارم الاخلاق، وظهرت علينا شراذم يتحينون الفرص للإساءة إلى ابناء جلدتهم بكلام تقشعر له الابدان. فهل انقرض الفرسان والنبلاء الاوائل، ولم يبق منهم إلا النزر اليسير ؟. وهل أضحى البقاء للأنذال والسفلة وليس للأبطال والنشامى ؟. سؤال نطرحه على العقلاء وقادة الامة. ففي الوقت الذي تقف فيه اخواتنا وبناتنا بثبات وعزيمة صلبة في مواجهة الأشرار، يتلقين الوخزات من المفترين والأفاكين. .
سوف يكتب التاريخ أن نساء غزة هن خنساوات هذا العصر، وهن الصامدات الماجدات، وهن الحافظات لحدود الله حتى النصر المؤزر، رغم ظروف القهر والرعب والحصار. . وهذا ما قالته فيهن الدكتور سعاد الصباح: (سلامٌ عليكنَّ يا سيدات الندى والسماح. . سلامٌ على الشجن المقدسي، وستر العباءات عند الصباح. سلامٌ عليكن، حين يجيء زمان العصافير، أو حين يبدأ عصف الرياح. . سلامٌ عليكن في كل وقتٍ. فقد سقط الفرق بين جمال العيون، وبين جمال السلاح). .
ومع ذلك يظهر علينا ديوث منحط يدعى (منعل النابي) ليطعن في أعراضهن ويشكك في عفافهن. يتهمهن بارتكاب الفواحش، وما إلى ذلك من طعنات وافتراءات يخجل منها العدو قبل الصديق. فنساء غزة لا يخرجن من تحت الأنقاض إلا محتشمات متشبثات بحجابهن، فمهما كتبه ونشره هذا السافل المُنعّل المُنحل، لن يزيدهن إلا سمواً ورفعة. .
اللافت للنظر. وعلى الرغم من الشكاوى التي قدمت ضده الى النائب العام في الكويت، وعلى الرغم من مطالبة الأحرار في كل مكان بوجوب الحجر على هذا الخنزير، ومنعه من النشر والكتابة، مازال يواصل سفالته بكل جرأة ووقاحة. من دون ان يكون للحكومة الكويتية أي دور في ردعه ومنعه ومحاسبته. .
لا شك ان الداعية الكويتي محمد العوضي كان على حق عندما خاطب امراة فلسطينية، فقال لها: (إمنحيني خيطاً من حذائك، لأخيط به أفواهاً نجسة)، ولا بد انه كانت يستهدف (منعل)، ومن كان على شاكلته من الذين إذا مسَّ النعالُ وجوههم شكت النعال بأي ذنب تُصفعُ. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
شكراً .. يا أردن .. شكراً
صراحة نيوز- عوض ضيف الله الملاحمة
الأردن وطن النشاما ، يحاول جاهداً إطعام جياع غزة المنكوبين بانظمة عربية صامتة ، تفتقر للحس الإنساني قبل العروبي او الديني .
وفق الإمكانيات ، والمُحددات ، والتقييدات ، والتعنت الصهيوني نجح الأردن في البدء في سد رمق الأشقاء في غزة .
رغم تواضع الثقل السياسي ، والإقتصادي ، والإقليمي ، بزّ الأردن غيره من الأقطار العربية الشقيقة ، وإنتفض ، وسارع لمساندة الأشقاء في غزة .
الأردن وطن العروبة ، والنخوة ، والكرم ، والعطاء ، يقدم بكل سخاء لقمة تخفف من جوع الأشقاء .
الأردن أثبت انه سند وعون لكل الأشقاء . الأردن لم ينكفئ على نفسه يوماً ، ولم يتخلَّ عن دوره القومي وفق الإمكانات والمساحات التي يستطيع خلقها وصناعتها وتوظيفها .
الأردن ملاذ لكل مُطارد ، ولكل مُستهدف ، ولكل مُهجر ، ومهاجر . الأردن يلوذ اليه كل هارب من ضيق ، ساعياً للفرج والأمان .
الأردن لم يقصّر مع كافة الأشقاء في كافة الأقطار العربية . الأردن قدّم الأرواح ، قبل السلاح ، والدعم ، والمساندة .
الأردن دوماً سنداً وعوناً لكافة الأقطار العربية ، وللمواطنين العرب ، الهاربين من ضيم ، او قهر ، او تهديد بالقتل ، او اللائذين به لحفظ أرواحهم او كراماتهم .
الأردن لم يتخلَّ يوماً عمن إستجار به . ولم يُسلّم من إلتجأ اليه باحثاً عن مُجير .
الأردن الوطن والمواطن أبدع في كسر الحصار على الأشقاء في غزة . الأردن نجح يوم أمس بإدخال ( ١٤٧ ) شاحنة محملة بالطحين الى غزة . كما سيّر اليوم ( ٥٠ ) شاحنة أخرى الى غزة ، والحبل على الجرار .
الأردن منذ بدء الحرب على غزة سيّر ( ١٨١ ) قافلة الى غزة ، تتكون من ( ٧٨٨٤ ) شاحنة .
الأردنيون كثير منهم اوقفوا حفلات أفراحهم ، وتبرعوا بكلفها الى أهل غزة . العشائر الأردنية العربية الأصيلة قامت بجمع التبرعات لأبناء غزة . العديد من العشائر الأردنية ذبحت الآلاف من رؤوس الأغنام وأرسلتها الى غزة . العشائر الأردنية تكفلت بإقامة موائد لإطعام الآلاف داخل غزة .
الأردن لم يدخر جهداً دبلوماسياً لوقف الحرب منذ بدايتها . الأردن لم يترك محفلاً دبلوماسياً الا وطرق بابه وأقنع القائمين عليه بالعمل على وقف الحرب . الأردن لم يترك دولة غربية او دولة مؤثرة الا وحاول إقناعها بالعمل لوقف الحرب على غزة .
ما يقدمه الأردن ليس موقفاً آنياً ، وليس فزعة ، أبداً ، الأردن ينطلق من منطلق وجوب مساندة الشقيق . صحيح ان ما يقدمه الأردن متواضعاً مقارنة مع حجم المأساة ، لكنه يُحدِث فرقاً ، ويسد رمقاً ، ويقيم أوداً ، ويشعر أبناء غزة انهم ليسوا لوحدهم ، وأن هناك سنداً إسمه الأردن .
إقشعر بدني ، وكِدت أبكي فرحاً ممزوجاً بالحزن عندما شاهدت فيديو من داخل غزة يصوّر الآلاف من الغزيين وهم يحملون أكياس الطحين على أكتافهم عائدين لخيامهم وهم يحملون بشرى توفر الخبر لأطفالهم . إنفعلت كثيراً ، وافتخرت أنني أردني عندما سمعت زغاريد النساء الغزيات وهن يشكرن الأردن ويحمدنه على مساعداته . وشعرت بالسعادة عندما شاهدت شاباً غزياً وهو يحمل كيس طحين على كتفه ، ورماه على الأرض ، وسجد شكراً لله لحصوله على الكيس ، وإنقلب على ظهره ضاحكاً ضحكة المنتصر ، وحمل الكيس وهو كمن يسير على السحاب فرحاً .
خلّص ربي غزة مما إبتُليت به . وأعزّ ربي الأردن الوطن وحفظه . وأعاد ربي مشاعر العروبة للنظام الرسمي العربي ، لأن مواقف الشعوب عروبية ، وأصيلة ، ونبيلة دوماً .
غزّة ، بعد العلي القدير ، ذو الجلال والإكرام ، لكِ الأردن والأردنيين سنداً وعوناً في محنتكِ . والله المستعان .