هندسة المناخ.. علماء يقترحون تجميد القطب الشمالي لحل مشكلة الأرض
تاريخ النشر: 4th, November 2024 GMT
يفقد المحيط المتجمد الشمالي جليده بمعدل 12% كل عقد تقريبا، وحتى مع إيجاد حلول لخفض نفث ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فإن المحيط المتجمد من المقرر أن يصبح خاليا من الجليد في الصيف بحلول ثلاثينيات القرن الحالي.
ويرى فريق بحثي من شركة ناشئة تدعى "ريال آيس" أن الحل يكمن في هندسة المناخ، حيث تخطط الشركة لاستخدام مياه البحر لتكثيف جليد القطب الشمالي مرة أخرى، بحجم أكبر من المعتاد.
السبب العلمي لذلك هو رفع مساحة الأغطية البيضاء في شمال الأرض (الجليد) والتي تعكس الإشعاع الشمسي إلى الفضاء، مما يساعد في الحفاظ على برودة مناخ الأرض.
كما أن فقدان الجليد البحري في القطب الشمالي يؤدي إلى إثارة مجموعة من ردود الفعل الأخرى التي من شأنها تضخيم تغير المناخ وإحداث الفوضى في أنظمة الطقس في جميع أنحاء العالم، وبالتالي فإن هندسة المناخ تمنع ذلك.
يشير مصطلح هندسة المناخ إلى التلاعب المتعمد بالأنظمة الطبيعية للأرض، وبشكل خاص أنظمة المناخ والطقس، لعدة أسباب يأتي على رأسها التخفيف من آثار تغير المناخ الذي تختبره الأرض حاليًا.
ومن الأمثلة على آليات هندسة المناخ حقن الهباء الجوي في طبقة الستراتوسفير بالغلاف الجوي، والهباء الجوي هو جزيئات عاكسة للضوء (مثل ثاني أكسيد الكبريت) يمكنها تقليل تأثير الشمس على الأرض، عبر محاكاة التأثير المبرد للانفجارات البركانية.
كما يقترح فريق من الباحثين رش مياه البحر في السحب فوق المحيط لزيادة انعكاسيتها، ويقترح فريق آخر وضع مرايا أو مواد عاكسة في الفضاء لحرف ضوء الشمس قبل وصوله إلى الأرض.
ويريد فريق آخر من الباحثين تعديل سطح الأرض لجعله أكثر انعكاسًا، مثل طلاء أسطح المنازل باللون الأبيض أو زراعة المحاصيل ذات الألوان الفاتحة، إلخ.
والخلاصة أنه كلما ازدادت قدرة الأرض على عكس ضوء الشمس، فإنها لن تمتص الكثير منه، وسينحبس بعد ذلك في غلافنا الجوي، مما يتسبب في رفع درجات الحرارة بمعدلات متزايدة، جعلت السنوات العشر الأخيرة هي الأشد حرارة في تاريخ القياس.
أخطار غير متوقعةلكن على الرغم من الفوائد الجمة المتوقعة من هذه التقنيات فإن لها مخاطر، هي ما يضع العلماء في حالة تأن قبل المضي قدما واستخدامها، فمثلا قد يؤدي تغيير مناخ القطب الشمالي إلى تعطيل النظم البيئية المحلية، مما يؤثر على الحياة البرية والتنوع البيولوجي بشكل جذري.
إلى جانب ذلك، يخشى العلماء من أن تؤدي إجراءات الهندسة المناخية عن غير قصد إلى حلقات تغذية راجعة تؤدي إلى تفاقم تغير المناخ.
على سبيل المثال، إذا تم الحفاظ على الجليد بشكل مصطنع، ولكن استمرت درجات الحرارة العالمية الأخرى في الارتفاع، فقد يؤدي ذلك إلى تحولات غير متوقعة في أنماط الطقس، مثل تغيير أنماط الدورة الجوية، مما قد يؤدي إلى أحداث الطقس المتطرفة في أجزاء أخرى من العالم، مثل الجفاف المطول أو زيادة نشاط العواصف.
وفي هذا السياق، يمكن أن تتطلب مشاريع الهندسة المناخية، وخاصة التدخلات واسعة النطاق مثل تلك التي تستهدف القطب الشمالي، استثمارات مالية كبيرة، مما قد يحول الأموال عن إستراتيجيات أكثر فعالية للتخفيف من تغير المناخ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات القطب الشمالی هندسة المناخ تغیر المناخ
إقرأ أيضاً:
بنوك الإمارات تُعيد هندسة الخدمات المصرفية الرقمية للأفراد
حسام عبدالنبي (أبوظبي)
ابتكرت بنوك محلية حلولاً جديدة لتسريع زمن فتح الحسابات المصرفية والحصول على البطاقات البنكية (الخصم والائتمان) بشكل فوري، مع إمكانية استبدال بطاقة الخصم أو الائتمان وطباعة أوراق الشيكات خلال دقائق وبعد ساعات العمل العادية. واعتمدت البنوك مفهوماً جديداً لتقديم الخدمات الفورية لعملائها، وهو مركز الخدمات المصرفية الرقمية، معلنة أن المعاملات الورقية والتوقيع الخطي صارا من الماضي.
ويمثل استبدال البطاقات وطباعة الشيكات من دون طباعة وتوقيع مستندات، مستقبل الخدمات المصرفية، كما يعد مفهوماً جديداً للمعاملات المصرفية الرقمية، يعكس تطور وريادة بنوك الإمارات، إذ يهدف إلى توفير خدمات بشكل أسرع وتجربة مصرفية معاصرة، حيث بات بإمكان عملاء البنوك في دولة الإمارات، لأول مرة فتح حساب مصرفي فوراً والحصول على بطاقة ائتمان جديدة، واستبدال بطاقة الخصم أو الائتمان وطباعة أوراق الشيكات عبر زيارة فرع البنك في أي وقت على مدار اليوم واستخدام بطاقة الهوية الإماراتية فقط، ومن دون الحاجة إلى التعامل مع موظفي البنك. كما يوفر مركز الخدمات المصرفية الرقمية، إمكانية تنفيذ الخدمات المصرفية من دون الحاجة إلى طباعة استمارات ورقية أو توقيع خطي على المستندات، ما يعني أيضاً تجربة مصرفية صديقة للبيئة أسرع وأسهل تلبي تطلعات عملاء البنوك كافة في الدولة، لاسيما تنفيذ المعاملات والحصول على الخدمات المصرفية بعد ساعات العمل العادية.
وأكدت البنوك أن الخدمات المصرفية التي يمكن تقديمها عبر مركز الخدمات المصرفية الرقمية تختلف عن الخدمات المصرفية عبر «الإنترنت»، إذ تتضمن الخدمات المصرفية الرقمية جميع ميزات الخدمات المصرفية عبر الإنترنت وعبر الهاتف المتحرك، ولكن مع المزيد من الأدوات والخدمات، بخلاف التكنولوجيا المتقدمة التي تتيح المزيد من الأتمتة والميزات المريحة، مثل «المساعد الافتراضي».
ويرى الدكتور محمد شاكر، الخبير المالي والمصرفي، أن توجه البنوك المحلية لتطبيق مفهوم مركز الخدمات المصرفية الرقمية، يأتي لمواكبة التطورات الحالية وظهور البنوك الرقمية بالكامل التي تعمل عبر الإنترنت فقط. وقال: إن تلك الخطوة تعد تالية لخطوات متطورة اتخذتها البنوك من قبل، مثل إتاحة الخدمات المصرفية من المنزل باستخدام تطبيق الخدمات المصرفية عبر الهاتف المتحرك أو الخدمات المصرفية عبر الإنترنت، والهاتف أو الجهاز اللوحي. وأشار إلى أن الخدمات المصرفية الرقمية توسعت لتشمل فتح حساب مصرفي رقمي، عمليات الدفع باستخدام المحفظة الرقمية، المدفوعات عبر منصة الدفع الفوري، طلب قرض، كشوف الحسابا، التحويلات، خدمات الاستثمار، وإدارة الحساب.
تحول
وفقاً لتقرير صدر عن «وكالة إس آند بي جلوبال للتصنيفات الائتمانية»، فإن اعتماد البنوك الافتراضية، والخدمات الرقمية للبنوك التقليدية في دولة الإمارات يتزايد، ومن المتوقع أن تستمر في ذلك؛ نظراً لتفضيل السكان الواضح للتحول الرقمي وقوة البنية التحتية الرقمية، مؤكداً أن مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، يواصل الحفاظ على استقرار النظام المصرفي التقليدي، وتشجيع البنوك على تعزيز جهود التحول الرقمي، ما جعل دولة الإمارات مركزاً للخدمات المصرفية الرقمية.