د. شيماء الناصر تكتب: المرأة أكبر المؤثرين في قضية مقاومة التغير المناخي
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
المرأة هي العمود الفقري للمجتمع فهي تلعب أدوارا عديدة في نفس ذات الوقت أدور غير مدفوعة الأجرة دافعها الأساسي هو الشعور بالمسؤولية حتى يمكن تقدير هذا الدور بمرتين ونصف المرة مقارنة بالرجال طبقاً لتقرير الأمم المتحدة.
لذلك فالمرأة تعتبر عنصرا أساسيا في العمل المناخي فهي من يقود ويدعم تطبيق الحلول المناخية باعتبارها الأم وربة المنزل والمستهلكة والمربية للنشء والعاملة ورائدة الأعمال ويظهر دورها جالياً خاصة في الدول النامية التي تعتمد بشكل كبير على استخدام الموارد الطبيعية لتأمين احتياجتهم الأساسية حيث يكون الاعتماد الأسري الأول والأساسي على المرأة فلا ينبغي أبداً الاستهانة بدور المرأة كعامل مؤثر ومغير في ديناميكيات العمل المناخي فهن لديهن القدرة على دمج الحلول المناخية البديلة ضمن خططتهم اليومية.
فنجد أن للمرأة باعتبارها ربة المنزل دورا في صناعة القرار بنسبة 80% بالنسبة لعملية شراء مستهلكات البيئة والتي منها مواد يصعب على البيئة التخلص منها كالمواد البلاستكية التي تدخل في الاستهلاك المنزلي للمرأة بشكل يومي كالزجاجات والعلب البلاستيكية والأكياس المستخدمة في عمليات التغليف والشراء والكثير من الادوات الاخرى المنزلية التي تشكل تهديداً متصاعداً على البيئة حيث أن الطريقة التى يستهلك بها البلاستيك تشكل أرقاما كارثية حيث ينتج منه ما يتخطى 430 مليون طن سنوياً وهذا الرقم في تزايد والمنتجات البلاستكية غالباً ما تكون في صورة مواد قصيرة الأجل الاستهلاكي.
وبالتالي تتحول للنفايات في وقت قصير هذه النفايات تحتاج لمئات السنيين للتحلل ولا يعاد تدوير إلا حوالي 10% فقط منها وينتهي المطاف بملايين الأطنان في مياه البحار والأنهار مما يسبب خلل بنظامها الايكولوجي وفقدان لموائل تغذية الكائنات البحرية وبالتالي فقدان الثروة السمكية و التنوع البيولوجي بالإضافة لترسب جسيمات البلاستيك الدقيقة بأجسام الأسماك ووصولها للإنسان ضمن سلسته الغذائية مما له بالغ الأثر على الصحة العامة للإنسان والتسبب بعدة أمراض صحية وهى أحد أكبر مسببات مرض السرطان.
وعند ترك هذه المنتجات البلاستيكية دون معالجة و تعرضها لأشعة الشمس خاصة رقيقة الصنع منها فإنها تطلق غازات ضارة وعند محاولة التخلص منها بالطرق التقليدية الخاطئة خاصاً في المجتمعات الريفية بالحرق مثلاً فأنها تطلق غاز الميثان وغيره من الغازات السامة المسببة للاحتباس الحراري ولكل هذا نجد العالم في حالة استنفار من استخدام البلاستيك ويدعو للعودة لاستخدام الأكياس الورقية من مواد صديقة للبيئة أو يفضل الأكياس القماشية متعددة الأستخدام والاستعادة بالزجاجات والعلب الزجاجية بدلاً من البلاستيكية ويأتي أيضاً دور المرأة هنا كمدير لعملية التخلص من النفايات المنزلية وباتباعها طرق فصل المخلفات أو إعادة تدويرها لأكثر من مرة وحتى أنه يمكن تجميع المخلفات العضوية على مستوى الأحياء أو القرى لإنتاج غاز الميثان العضوي كبديل للطاقة المتجددة ويمكن استخدامه مرة أخرى كغاز للبوتجاز يستخدم في عمليات الطهى والتدفئة المنزلية توفيراً لجهد البيئة.
وهنا يتحول دور المرأة من مجرد مستهلك لعضو منتج في البيئة ويأتي أيضاُ دورها الترشيدي فهي المتحكم الأول في تسيير شؤون منزلها لكمية استهلاك الطاقة داخل المنزل كالتقليل من استخدام الكهرباء واستخدام مصابيح الليد الموفرة والتقليل من استخدام المكيفيات لتقليل غاز الفريون المسبب لتاكل طبقة الاوزون وزيادة كمية الشائعات الضارة المنبعثة التى تزيد من الاحتباس الحراري وزيادة درجة حرارة الأرض .
لا يتوقف دور المرأة على عملية الحد من الاستهلاك أو المشاركة في إعادة التدوير فحسب بل يمتد لدور أكبر وأعمق تأثيراً في مجتمعها الصغير والمجتمع الأكبر (البيئة) وهو دورها التربوي فهو اكبر وأهم دور تقوم لتربية النشئ على الوعي بمشاكل البيئة وماتعانيه ومامتوقع حدوثة أذ ظلت معدلات التلوث عاليه وتنشأته على أنماط السلوك الإيجابي تجاه البيئة مما يحتمل معه تقليل السلوك الأستهلاكي المؤذي للبيئة حتى قبل ان يتعلموه في صفوفهم الدراسية ممايضمن التحول لسلوك بيئي أيجابي مستدام يضمن معه أستمراية الحياة للأجيال القادمة وأحد أهم حقوقهم علينا .
والمرأة أيضاً هي رئدة العمل والتي يظهر دورها التوعوي في محيطها الخارجي والتي تقود حراك العمل المناخي من خلال النصح والأرشاد والتوعية فنجد كثير من القيادات النسائية المشهورة في مجال العمل المناخي تعزز ممارسات الاستدامة في مختلف المجالات .
فلابد من تفعيل دور المرأة المصرية بقوة وتسليط كافة الأضواء في هذا الاتجاه حتى تحصل المرأة المصرية بكافة الفئات والأعمار وبمختلف المحافظات المصرية على الدعم التوعوي الكامل وأخذ المشاروات البيئية ومناقشة ما يمكن تطبيقه بالمجتمع المصري فهي رائدة بكل المجالات ولذا أقترح أن يقوم المجلس القومي للمرأة بتوفير عدد من البرامج البيئية التدريبية الميدانية لتغيير سلوك المستهلكين بمختلف المحافظات بالأضافة لتوفير قاعدة بيانات أو منظومة تكنولوجية تقدم خدمات واقتراحات الحلول البيئية البديلة الصديقة للبيئة وكذلك الطرق المبتكرة لأعادة تدوير المخلفات والنصح بالمنتجات ذات العلامة البيئة كأحد البدائل تكون هذه المنظومة بمثابة مرجع لكل امرأة مصرية .
فقد حان الوقت للاستثمار في المرأة من أجل مستقبل مستدام فهي أكبر مؤثر في مسيرة مواجهة تغير المناخ يمكنه أن يغير كثير من المعادلات والحسابات .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: العمل المناخی دور المرأة
إقرأ أيضاً:
التضامن تطلق أكبر برنامج تدريبي للعاملين بإدارات الجمعيات بمصر
في إطار جهودها لتعزيز قدرات العاملين وتحديث آليات العمل الأهلي، نظمت وزارة التضامن الاجتماعي برنامجًا تدريبيًا تنشيطيًا موسعًا للعاملين بإدارات الجمعيات بمديريات التضامن والوحدة المركزية للجمعيات بديوان عام الوزارة، وذلك تحت رعاية الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي.
وقال الأستاذ عمرو حسني، رئيس الوحدة المركزية للجمعيات، إن البرنامج يأتي في إطار خطة الوزارة المستمرة لتأهيل الكوادر الفنية، ورفع كفاءتها بما يضمن تقديم خدمات فعّالة وسريعة لمؤسسات المجتمع الأهلي، وتعظيم دورها كشريك استراتيجي في جهود التنمية المستدامة، إلى جانب القطاعين الحكومي والخاص.
وأشار حسني إلى أن التدريب نُفذ على مرحلتين، واستهدف صقل مهارات العاملين بإدارات الجمعيات على مستوى الجمهورية، من خلال اطلاعهم على أبرز المستجدات في مجال العمل الأهلي، وتزويدهم بالضوابط والآليات الحديثة، لمواكبة المتغيرات والتحديات الراهنة في القطاع.
وشمل البرنامج عددًا من المحاور الرئيسية، أبرزها: آليات ممارسة العمل الأهلي، ومهام الوحدة المركزية للجمعيات، والتركيز على المنظومة الإلكترونية الجديدة التي تتيح تقديم 36 خدمة رقمية لمؤسسات المجتمع المدني، ضمن المرحلة الثالثة من التحول الرقمي. كما تناول التدريب إعداد التقارير الدورية، وتفعيل قاعدة بيانات تفاعلية لرصد جهود ونتائج منظمات المجتمع المدني في مختلف المحافظات.
ونُفذ البرنامج بالتعاون بين الوحدة المركزية للجمعيات والإدارة المركزية للموارد البشرية، وشارك فيه نخبة من قيادات العمل الأهلي، من بينهم: الأستاذة هند عبد الظاهر، مدير عام المنظمات الأجنبية والتمويل الأجنبي، والأستاذ صلاح فتحي، مدير عام القيد والتصاريح والدعم الفني، والأستاذ عمرو طه، مدير عام متابعة شؤون الجمعيات.
كما تضمن البرنامج ورشة عمل عن دور صندوق دعم الجمعيات الأهلية، استعرض خلالها الدكتور أحمد سعدة، المدير التنفيذي للصندوق، استراتيجية وآليات عمل الصندوق لدعم مؤسسات المجتمع المدني.
وشارك في التدريب 165 متدربًا من العاملين بمديريات التضامن الاجتماعي والوحدة المركزية، حيث جرى تناول مجموعة من القضايا المهمة، منها: تطبيق قانون تنظيم ممارسة العمل الأهلي رقم 149 لسنة 2019، إجراءات التأسيس وتراخيص جمع المال، قواعد الحوكمة والرقابة الداخلية، إعداد الميزانيات والتقارير، ضوابط المنح الأجنبية والإعفاءات الجمركية، وآليات مكافحة تمويل الإرهاب، إلى جانب القوانين المنظمة للتعاون مع الجهات الأجنبية، والعقوبات القانونية المرتبطة بالمخالفات.
ويأتي هذا البرنامج في ظل التوجه العام للدولة نحو التحول الرقمي والشمول المالي، وتكريس دور المجتمع المدني كشريك فاعل في تنفيذ خطط التنمية المستدامة.
1000394188 1000394185 1000394189 1000394196 1000394193