إجراءات وتغييرات عدة تنتظرها الساحة الدولية بمجرد الإعلان عن فوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، في انتخابات الرئاسة الأمريكية، ليصبح الرئيس 47 للولايات المتحدة، خلفًا للديمقراطي جو بادين، ما يجعل العالم في حالة من التربص والانتظار لما سينتهجه الرئيس الأمريكي الجديد في سياساته الخارجية، في ظل عالم ملتهب بالحروب العسكرية والاقتصادية، وغيرها من الصراعات، التي تقف فيها الولايات المتحدة بشكل مؤثر.

وقال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية، إن «ترامب» كشف عن سياساته الخارجية منذ اليوم الأول لترشحه للانتخابات الرئاسية الأمريكية، واستمر في إبداء آرائه خلال كل الأزمات التي شهدها العالم، منتقدًا السياسات الأمريكية للإدارة الحالية، برئاسة جو بايدن، وضرب مثالًا بالوضع في الشرق الأوسط، حيث أعلن «ترامب» أكثر من مرة، أنه سيضع حدًا لحرب غزة، كما تحدث عن أن لديه طرقًا لحل أزمات إيران ولبنان.

وتابع «بدر الدين»، في تصريحاته لـ«الوطن»، أنه فيما يخص التعامل مع الشرق الأوسط بالتجربة السياسية السابقة، من الواضح أن السياسة الأمريكية تصنعها المؤسسات وليس الأشخاص، مثل الكونجرس والمبادئ والاستراتيجيات الأمريكية الموضوعة سلفًا، والتي لا تتغير بتغير شخص الرئيس، أو بتغير الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس، والفارق الوحيد سيكون تغييرات تكتيكية، ما يعنى تغييرًا في طريقة إدارة الأزمة، وليس في الاستراتيجيات نفسها، وبالتالي في كل الأحوال، «لم نكن نأمل في حلول جذرية للقضية الفلسطينية، على سبيل المثال، خصوصًا أن هناك تنافسًا على دعم إسرائيل».

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن الدول الأوروبية أبدت سلفاً انزعاجها من فوز ترامب في الانتخابات، خصوصًا بسبب موقفه من الحرب الروسية - الأوكرانية، والتي أعلن أكثر من مرة أنه ليس لديه النية لدفع أموال إضافية إلى أوكرانيا في حربها ضد روسيا، وهو ما يضع أوروبا في مأزق.

وقال الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن «ترامب» سيسعى إلى إنهاء الأزمة الروسية - الأوكرانية، وإدخال الأموال إلى خزينة الولايات المتحدة وليس العكس، وبالتالى سيسعى إلى إنهاء هذه الحرب، أو حتى على الأقل تهدئة حدتها، خاصة أنه تحدث عن تدشين صفقة مع روسيا ينهى بها هذه الحرب.

أما فيما يخص الأزمة الأمريكية - الصينية، قال مدير المركز العربى للدراسات، لـ«الوطن»، إن سياسات «ترامب» ربما تقود إلى تفاقم الأزمة، خاصةً أنه أعلن أنه سيفرض العديد من الضرائب والغرامات على بعض الشركات الصينية، مما ستكون له تداعيات على الاقتصاد الأمريكى، بل الاقتصاد العالمى أيضاً.

وقال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية الفلسطينى، إنه على صعيد الشرق الأوسط، سيكون «ترامب» أكثر دعماً لإسرائيل، من منطلق تقديم المزيد من الدعم، ومحاولة الضغط الكلى على دول المنطقة، فيما يتعلق بقضية السلام الإبراهيمى، أو الاتفاقيات الإبراهيمية، بجانب محاولة التأثير على الموقف الدولى، من خلال محاولة وقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، كما فعل أثناء فترة حكمه، فضلاً عن محاولته إسقاط قضية اللاجئين عن الطاولة.

وتابع أستاذ العلوم السياسية أن فوز «ترامب» يعنى أن فكرة حل الدولتين أصبحت بعيدة المنال، خصوصاً أنه من الواضح أن ترامب لن يضعها في الحسبان، أو في إطار السياسات القادمة. وفيما يتعلق بالحرب اللبنانية، فمن المرجح أن يدعم ترامب تنفيذ الرؤية الإسرائيلية فيما يتعلق بلبنان حول إيران، كما أعرب عن اعتقاده أن الملف الإيرانى سيعود إلى ما كان عليه من خلال عملية تجميد المفاوضات، أو المزيد من العقوبات على إيران، تماشياً مع وجهة النظر الإسرائيلية، لأن ترامب هو من عمل على انسحاب أمريكا من الاتفاق النووى (خمسة زائد واحد)، ولذلك فمن المعتقد أن المنطقة ستشهد متغيرات كبيرة في المستقبل القريب.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الانتخابات الأمريكية ترامب هاريس أستاذ العلوم السیاسیة

إقرأ أيضاً:

تصعيد حدودي عنيف بين تايلاند وكمبوديا رغم الوساطة الأمريكية

عواصم - الوكالات

أعلنت تايلاند حظر تجول في إقليم ترات بجنوب شرق البلاد اليوم الأحد مع امتداد القتال مع كمبوديا إلى أماكن ساحلية في منطقة حدودية متنازع عليها، وذلك بعد يومين من قول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الجانبين اتفقا على وقف القتال.

ولجأ البلدان إلى حمل السلاح عدة مرات هذا العام منذ مقتل جندي كمبودي في مناوشات وقعت في مايو أيار، مما أدى إلى تجدد صراع أدى إلى نزوح مئات الآلاف على جانبي الحدود.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع التايلاندية الأميرال سوراسانت كونجسيري في مؤتمر صحفي في بانكوك بعد إعلان حظر التجول "بشكل عام، هناك اشتباكات مستمرة" منذ أن أكدت كمبوديا مجددا انفتاحها على وقف إطلاق النار أمس السبت.

وأضاف أن تايلاند منفتحة على حل دبلوماسي لكن "على كمبوديا أن توقف العمليات القتالية أولا قبل أن نتمكن من التفاوض".

وقالت القوات التايلاندية أمس السبت إنها دمرت جسرا تستخدمه كمبوديا لإيصال أسلحة ثقيلة وعتاد آخر إلى المنطقة وشنت عملية استهدفت مدفعية كانت متمركزة بشكل مسبق في مقاطعة كوه كونج الساحلية في كمبوديا.

واتهمت كمبوديا تايلاند بقصف بنية تحتية مدنية.

ويشمل حظر التجول الذي فرضته تايلاند خمسة أحياء في إقليم ترات المجاور لكوه كونج، باستثناء جزيرتي كوه تشانج وكوه كود السياحيتين. وفرض الجيش في وقت سابق حظر تجول في إقليم ساكيو في شرق البلاد، ولا يزال ساريا.

وتبادلت تايلاند وكمبوديا إطلاق النار بالأسلحة الثقيلة عند نقاط عديدة على حدودهما الممتدة لمسافة 817 كيلومترا منذ يوم الاثنين، في بعض من أعنف المعارك منذ اشتباك استمر خمسة أيام في يوليو تموز وانتهى بوساطة من ترامب وماليزيا.

وقال ترامب إنه تحدث إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال في تايلاند أنوتين تشارنفيراكول ورئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت يوم الجمعة، وإنهما اتفقا على "وقف إطلاق النار" كليا.

وتعهد أنوتين أمس السبت بمواصلة القتال "حتى نشعر بأن أرضنا وشعبنا لن يتعرضا لمزيد من الأذى والتهديدات".

وقال متحدث باسم البيت الأبيض في وقت لاحق إن ترامب يتوقع من الطرفين احترام الالتزامات و"سيحاسب أي شخص عند الضرورة لوقف القتل وضمان السلام الدائم".

مقالات مشابهة

  • خبير سياسات دولية: التحركات الأمريكية ضد فنزويلا غطاء جيوسياسي يتجاوز ملف المخدرات
  • رئيس سياحة النواب: مصر لديها 30 محمية طبيعية تؤهلها لاحتلال مكانة أكبر على الخريطة العالمية
  • تصعيد حدودي عنيف بين تايلاند وكمبوديا رغم الوساطة الأمريكية
  • سعر بطاقة ترامب الذهبية.. شروط وطريقة التقديم على التأشيرة الأمريكية الجديدة
  • بعد وفاة 10صغار.. تحذير شديد اللهجة من FDA الأمريكية عن لقاحات كورونا
  • برهم صالح مفوضاً سامياً جديداً لشؤون اللاجئين خلفاً لفيليبو غراندي
  • فرصة مقيدة: هل تستفيد الصين من تراجع القوة الناعمة الأمريكية؟
  • برهم صالح مفوضا ساميا جديدا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة ابتداء من 2026
  • الأمم المتحدة: تعيين برهم صالح مفوضا جديدا لشئون اللاجئين
  • ترامب يشعل خلافا جديدا مع صادق خان.. وعمدة لندن يرد: مهووس بي