هبوط أول طائرة مدنية بمطار دنقلا منذ سيطرة الدعم السريع وإبراهيم جابر يعلن إعفاء جمركي مهم ويطلق تعهدات ويقف على الأوضاع الأمنية
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
دنقلا – متابعات تاق برس- أعلن عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق بحري إبراهيم جابر، مساعد قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان الأربعاء إعفاء وحدات الطاقة الشمسية لأغراض الزراعة من الجمارك، في إطار جهود الدولة للتوسع في المساحات الزراعية.
وأستقبل مطار دنقلا الدولي صباح (الأربعاء) أول طائرة مدنية منذ سيطرة قوات الدعم السريع له في منتصف أبريل من العام الماضي 2023.
ووصل على متن الطائرة عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق مهندس بحري إبراهيم جابر، يرافقه وكيل وزارة المالية ومدير الشركة السودانية للموارد المعدنية ومدير هيئة الجمارك ومدير شركة توزيع الكهرباء.
وتلقى جابر تنويرا من والي الولاية الشمالية حول الموقف الأمني بالولاية والجهود التي تقوم بها لجنة الأمن في إستتباب الأمن والاستقرار وإشاعة الطمأنينة وسط مواطني الولاية.
وأكد جابر لدى مخاطبته القيادات الشعبية بالولاية الشمالية، بقاعة مطار دنقلا، توفير جميع مطلوبات إنجاح الموسم الزراعي الشتوي بالولاية.
ونوه إلى أن الشمالية قادرة على تلبية احتياجات البلاد من سلعة القمح اذا تم توفير المطلوبات لذلك، وكشف عن ترتيبات لإنشاء مركز للبحوث الزراعية فرع الولاية.
وأشاد عضو مجلس السيادة بخطوة الولاية الشمالية في قيام ملتقى الاستثمار بالعاصمة الإدارية بورتسودان، مؤكداََ تبني مخرجاته ،ووجه بالبدء في إجراءات إنشاء مسلخ بالولاية يواكب الصادر العالمي، وتحديد احتياجات قيام المحطة التحويلية بشرق النيل.
في جانب آخر حيا جابر المقاومة الشعبية واسهاماتها في معركة الكرامة، وقال إنها تحت إمرة القوات المسلحة في الحرب والسلم.
من جهته رحب والي الشمالية عابدين عوض الله بزيارة عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق بحري مهندس إبراهيم جابر، للولاية الشمالية، وأكد أن حل مشكلة الطاقة سيجعل الولاية الشمالية مهيأة لسد الفجوة الغذائية في السودان في ظل الظروف التي تمر بها البلاد.
وتفقدإبراهيم جابر خلال زيارته دنقلا ، المستشفى العسكري وزار مصابي معركة الكرامة الذين يتلقون العلاج به وإطمأن على الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة لهم.
كما تفقد محطة كهرباء دنقلا التحويلية ووقف على المجهودات التي يقوم بها العاملون من أجل إستقرار التيار الكهربائي بالمدينة. وزار الفريق مهندس بحرى إبراهيم جابر وزارة الصحة والتنمية الاجتماعية وإطمأن على مجمل الخدمات التي تقدمها الوزارة للمواطنين.
كما عقد لقاء مع القيادات الرسمية والشعبية بمدينة دنقلا، وقف فيه على مجمل الأوضاع والمشكلات التي تواجه المواطنين بالولاية الشمالية مشيرا إلى النتائج الإيجابية لقرار إعفاء الطاقة الشمسية من الجمارك إذا كانت لأغراض الزراعة.
مبينا أن هناك إتجاه لانشاء مركز للبحوث الزراعية فرع الولاية الشمالية وأشار إلى أن كل ذلك يأتي في إطار جهود الدولة للتوسع في المساحات الزراعية.
مؤكدا إستعداد الحكومة لتوفير مطلوبات الموسم الزراعي الشتوي. مشيرا للميزات النسبية التي تتمتع بها الولاية في مجال الإستثمار.
إبراهيم جابرالطاقة الشمسيةطائرة مدنية
المصدر: تاق برس
كلمات دلالية: إبراهيم جابر الطاقة الشمسية طائرة مدنية الولایة الشمالیة عضو مجلس السیادة إبراهیم جابر
إقرأ أيضاً:
ماذا تعني تلميحات مناوي بإمكانية تواصله مع الدعم السريع؟
الخرطوم- أثارت تصريحات حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي التي ألمح فيها إلى إمكانية التواصل مع قوات الدعم السريع تساؤلات على المستوى السياسي والشعبي.
وقال مناوي في ختام اجتماع اللجنة السياسية للكتلة الديمقراطية "سنظل في تواصل مع المجتمع الدولي، والقوى السياسية، حتى الدعم السريع إذا وجدنا له رؤية معقولة".
ودفع هذا الموقف المراقبين والمحللين إلى البحث عن خلفياته وتداعياته، وتحدثت الجزيرة نت إلى عدد من المحللين لتستطلع آراءهم بشأن تصريحات مناوي الجديدة.
يشغل مناوي منصب حاكم إقليم دارفور المكون من 5 ولايات منذ العام 2021 بعد توقيع اتفاق سلام جوبا، وهو قائد حركة جيش تحرير السودان، التي تقاتل بجانب القوات المسلحة السودانية في حربه الحالية، وهو رئيس اللجنة السياسية بتحالف الكتلة الديقراطية.
ويرى المحلل السياسي أحمد موسى عمر أن تصريحات مناوي لا تبتعد كثيرا عن رؤية الحكومة في التزامها بترك باب الحلول مفتوحا، في حال التزامه بمخرجات اتفاق جدة لإحلال السلام في السودان، الذي وقّعت عليه المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية والسودان في 20 مايو/أيار 2023، مع ممثلين للقوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
وقال في تصريحات للجزيرة نت إن السياق الذي خرج فيه تصريح مناوي هو رؤية للقطاع السياسي للكتلة الديمقراطية وليس رؤية فردية للقائد أو رؤية جماعية لحركته ولا تمثل الدولة.
وأكد أن الحوار مع الدعم السريع لن يكون مُلزما للحكومة السودانية "فهو وإن تم؛ قبل مرحلة الحوار الحكومي، يُهيَأ له باتفاق حول رؤية مقبولة ومعقولة يمكن أن تلعب فيها الكتلة دور الوسيط بين الجيش والدعم السريع؛ بمعنى أن يكون حوارا إجرائيا أكثر من أن يكون حوارا يؤدي لحلول".
إعلانويوضح موسى أن الحوار مع الدعم السريع مربوط بتقديمه "رؤية معقولة" لوقف الحرب، وهي دعوة للحوار تنتظر مبادرة الدعم السريع بتقديم ما يمكن أن يكون معقولا، ويشير إلى أن قبول الدعم السريع هذه الدعوة يعتبر فتح باب حوار يؤسس لتسوية سياسية.
وقال إن مناوي ربط جدية الحوار بأن يناقش موقف الحرب؛ "وفي هذا الأمر الكلمة الأخيرة للجيش السوداني، الأمر الذي يضع الكتلة الديمقراطية في موضع الوسيط".
ويوضح أن الكتلة الديمقراطية لديها التزام بتهدئة الأوضاع وفتح المسارات الإنسانية في دارفور، ولتحقيق هذا الأمر تُقدم "دعوة مشروطة للدعم السريع لتقديم رؤية معقولة تصلح لعرضها على الأجهزة الرسمية، "كما أن الأمر لا يخلو من حسابات إقليمية ودولية خاصة حسب قوله".
فواعل دولية
وتشكل مدينة الفاشر أهمية إستراتيجية بالغة الأهمية للجيش السوداني؛ إذ فيها آخر معاقل الجيش في دارفور، كما أنها تشكل مقر قيادة القوات المشتركة، وتمثل خط الدفاع الأول عن مدينة الأبيض، كما يعني سقوطها سيطرة الدعم السريع على كامل ولايات دارفور.
من جهته، يقرأ مدير مركز العاصمة للدراسات السياسية والإستراتيجية، المحلل السياسي حسن شايب تصريح مناوي بأنه ليس موضوعيا ولا منهجيا في طرح قضية لم يناقشها هو في مجلسي السيادة والوزراء "بصفته أحد شركاء الحكم الآن".
ويرى شايب في تصريح خاص للجزيرة نت أن مناوي لم يفصح عن الكثير فيما يتعلق بمثل هذه التصريحات، وتساءل عن سبب عدم طرح هذا الأمر أمام مجلس السيادة ومجلس الوزراء، وطرحه للشارع السوداني.
وقال إن مثل هذه التصريحات تمثل نوعا من الممارسة السياسية غير الراشدة، وإن أية تسوية سياسية شاملة داخل السودان لا بد أن يكون فيها مركز صنع القرار، ولا يمكن لمناوي أن يقوم بها وحده.
وأضاف أن أي تسوية سياسية "لا تؤدي إلى خروج هذه المليشيا من المشهد السياسي والعسكري لا يمكن تسميتها تسوية، لأن ما أحدثه الدعم السريع لم يترك خط رجعة للخلف، ولم يترك مساحة لقبوله في المشهد السياسي من قبل الشعب السوداني"، ويرى أن الحديث عن أي تسوية سياسية في الوقت الراهن ربما يكون نتيجة ضغوط خارجية كبيرة، مشيرا إلى إلغاء اجتماع الرباعية.
وتابع أن الفواعل الدولية والإقليمية موجودة في السودان ولديها تأثير كبير في هذا الملف، كما أن صراع المحاور، يمكن أن يشكل ضغطا مع استخدام سياسة العصا والجزرة، مؤكدا أن مسار الحرب في دارفور والتعامل مع الأوضاع الإنسانية هناك يحتاج إلى رؤية ثاقبة، وأنه يجب أن يكون لدى الدولة السودانية رؤية واضحة لفك الحصار عن الفاشر سواء كان ذلك من خلال الرؤية العسكرية أو السياسية.
مرونة أم انعدام تأثير؟ويصف المحلل السياسي وليد النور، مناوي بأنه "أكثر شخصية سياسية مثيرة للجدل" وأنه "أكثر شخصية تجيد التصريح والتصريح المناقض له في الموقف وفي الاتجاه".
وقال إن تصريحاته الأخير تُعد كسابقاتها؛ وهي لن تؤثر ولن تفتح بابا أمام التسوية السياسية في السودان، لأن التسوية السياسية تحتاج إلى إرادة حقيقية "وليست مزايدات"، ولن تحدث الكثير من الإيجابية.
ولا يتوقع النور أن تتأثر مجريات الحرب بمثل تلك التصريحات؛ فهي تتأثر فقط بمجريات الطبيعة والإرادة السياسية الحقيقية وبالضغط الدولي على الأطراف المتحاربة.
إعلانأما رئيس تحرير موقع "قلب أفريقيا" الإخباري لؤي عبد الرحمن، فيقول إن في تصريحات مناوي الأخيرة "مرونة سياسية" لا توجد في غالبية السياسيين السودانيين؛ كونهم يتمسكون بمواقفهم، وإن مناوي حاول من خلال تصريحاته أن يرسل رسالة بأنه مرن، وأنه حمل البندقية ليس غاية وإنما وسيلة لواقع أفضل سواء كان لدارفور أو للسودان.
واستبعد أن تمثل هذه التصريحات تغييرا في مواقفه السابقة، ووصف تلك التصريحات بأنها "بادرة طيبة باتجاه السلام، وضوء أخضر للحكومة السودانية للمضي قدما في التفاوض مع مليشيا الدعم السريع".
ورجح لؤي في تصريح خاص للجزيرة نت، أن تزيل مثل هذه الخطوة الحرج عن كثير ممّن كانوا يترددون في طرح مثل هذه المواقف التي تدعو للسلام والحوار، والتفاوض بين السودانيين.
وقال إن هذه التصريحات تعكس جدية مناوي باتجاه السلام، وهي محاولة لمحو الانطباع المشوه عنه الذي كان في السابق في نظام الإنقاذ وما بعد ذلك.
واستبعد أن يكون لمثل تلك التصريحات تأثير على الواقع الميداني للعمليات، وتوقع أنها ربما تساعد في دفع الحكومة باتجاه المفاوضات والعملية السلمية، وتسهم في تهدئة الأوضاع في دارفور وربما تقود إلى سلام شامل.