يمن مونيتور/ من إفتخار عبده

حظيت الانتخابات الأمريكية الجديدة باهتمام كبير ومتابعة من الدول العربية وخاصة لدى الأوساط اليمنية كون المتنافسان فيها حزبان يحملان رؤى وتوجهات متناقضة تماما، فيما يخص القضايا العربية ومنها القضية اليمنية.

وتعتمد سياسة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بشكل كبير على الموقف الأمريكي تجاه اليمن، بما يتعلق بإيقاف النزاع والمساعدات الإنسانية، كما تأمل أن يسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في دعم جهود السلام والضغط على مليشيا الحوثي التي تعيق تحقيق الاستقرار في اليمن.

وانقسم الشارع اليمني تجاه فوز ترامب إلى متفائل ويائس من السياسة الأمريكية، فالمتفائل يرى أن ترامب قد يعيد تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، ويكون جادًا بذلك وبالتالي يعمل على تجفيف موارده ليتم إيقاف الحرب في اليمن بشكل كلي، واليائس يرى أن السياسة الأميركية لا تخدم إلا مصالحها الخاصة ولا يمكن أن تعمل لصالح العرب بإخلاصٍ إطلاقًا، بغض النظر عن فوز هذا أو تلك.

وقد سبق وأن تعامل بايدن وفريقه السياسي مع إيران وفق الرؤية الأوبامية، بأسلوب ناعم واحتوائي وأطلق يدها مع وكلائها ومن بينهم الحوثي للتوسع في المنطقة العربية، واليوم يفوز ترامب، الذي يرى أن هذا التعامل من بايدن والديمقراطيين تجاه إيران كان تعاملًا فاشلًا شجع على انتشار العنف والإرهاب وأنه يجب وقف هذا العبث والتوسع الإيراني.

المتشائمون من هذا الفوز يرون أنه قد يسهم في زيادة الخناق على الجانب الإنساني اليمني وذلك بزيادة تقليص المساعدات الإنسانية التي تم تقليصها مؤخرًا وعملت على إحداث فجوة كبيرة ووسعت الجرح في الجانب المعيشي.

ويرى الطرف الآخر أن هذا الفوز يشكل خطراً كبيرًا على الحوثيين من حيث إعادة إدراجهم ضمن قائمة الإرهاب، أو اتخاذ سياسة عدائية مع إيران يكون من شأنها توقف إمداد الحوثيين بالأسلحة، كما أن استمرار الحوثي في عمليات البحر الأحمر قد يكون سببًا في استهداف قياداتهم من قبل أمريكا.

ستتغير السياسة في الشرق الأوسط

بهذا الشأن يقول المحلل السياسي، أحمد هزاع” الشعب اليمني متفائل بفوز ترامب وهذا يرجع لسبب العداء الذي يكنه لإيران، كما لا ننسى أنه قبل أن يطلع بايدن إلى سدة الحكم، كان هناك قرار من ترامب بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية”.

وأضاف هزاع لموقع” يمن مونيتور” العديد من أبناء الشعب اليمني اليوم متفائل بأن ترامب سيغير سياسته في الشرق الأوسط وتحديدًا في اليمن، من حيث إنه سيعمل على قصقصة أجنحة إيران في اليمن، ويتخذ قرارا حقيقيا ضد مليشيا الحوثي؛ خاصة بعد عملياته الأخيرة في البحر الأحمر باستهداف السفن التجارية في مضيق باب المندب”.

وأردف” قد تتغير السياسة نوعًا ما ضد إيران من جهة أو أن يقوم بدفع مليشيا الحوثي نحو فرض السلام بالقوة، كل هذه التطلعات ننتظرها بعد فوز ترامب ولكن يظل التخوف موجودًا بسبب أن السياسة الأمريكية لا يتخذها الرئيس شخصيًا وقد تكون هناك سياسة عامة من قبل الجمهوريين”.

وتابع” قد تستمر السياسية الأمريكية على ما كانت عليه بحيث أن ما سيقوم به ترامب لا يضر بالمصلحة الأمريكية بشكل مباشر، والجميع يعلم بأن هناك ارتباطا قويا بين أمريكا والحوثيين وإلا لما وصلت المليشيات إلى هذه القوة وهذا التوسع إلا بغطاء أمريكي”.

وواصل” هناك دلائل كثيرة على العلاقة بين الحوثيين وأمريكا منها تصريحات رئيس مجلس النواب أن هناك فيتو أمريكي ضد أي قرار يتخذ ضد الحوثيين، من ذلك إيقاف الجيش اليمني عن مواصلة عملية التحرير ضد المليشيات الحوثية، وعلى كل فالأيام القادمة ستكشف الحقائق كلها”.

سينعكس إيجابيًا لصالح أمريكا فقط

في السياق ذاته يقول الصحفي والناشط السياسي وليد الجبزي” تفاعل اليمنيون مع فوز دونالد ترامب على المرشحة الديمقراطية كمالا هاريس، ليكون الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة الأمريكية وهذا الحدث جاء في ظل أوضاع حرجة يشهدها العالم أجمع لا سيما الدول العربية منه”.

وأضاف الجبزي لموقع” يمن مونيتور” فوز ترامب سيكون له انعكاسه الإيجابي لصالح الأمريكيين، بينما السياسة الخارجية الأمريكية لن تتغير من وجهة نظري، لكني أتمنى أن يكون فوز ترامب له تأثير إيجابي ولو بشكل نسبي على الأحداث في الشرق الاوسط من حيث إيقاف الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والاعتداء السافر على لبنان”.

 

وأردف” يشهد الشارع اليمني اليوم تفاؤلا نسبيا بفوز ترامب على الرغم من أني لا أرى أي تغيير في السياسة الأمريكية تجاه الصراع في اليمن، لكن ربما يكون هناك توجه جاد للولايات المتحدة الأمريكية لإجبار مليشيا الحوثي على إيقاف هجماتها في البحر الأحمر، وإعادة تصنيفها في قائمة الإرهاب”.

ويرى الجبزي أن” ترامب سيعمل على ابتزاز دول الخليج العربي وبالتحديد السعودية وذلك تحت مظلة الدفاع عن مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية الهامة من أي اعتداءات قد تطالها من الاذرع الإيرانية في المنطقة العربية وبالتحديد من اليمن قبل  مليشيا الحوثي الموالية لإيران”.

قد يعمل على إحلال السلام

وأبدى الصحفي والناشط السياسي، محمد الحذيفي تفاؤله بهذا الفوز قائلا” إذا نظرنا إلى خطاب ترامب حين قال”  لن أكون قائد حروب” متعهدا بإحلال السلام في العالم، فالرئيس ترامب، قد يعمل على إنهاء الحروب في غزة ولبنان وأوكرانيا وكذا اليمن التي هي متوقفة فيه شكليا منذ قرابة العامين بالرؤية والكيفية التي تخدم المصالح الأمريكية”.

وأضاف الحذيفي لموقع” يمن مونيتور”  قد يدعم هذا الفوز عملية السلام في اليمن مع استخدام بعض أدوات الضغط العسكري عبر الضربات الجوية المركزة ودعم الحكومة اليمنية بالأسلحة النوعية التي تمكنها من تحقيق مكاسب على الأرض دون الحاجة لتدخل ميداني أمريكي أو غيره بهدف المساعدة في إنجاز تسوية سياسية وعملية سلام”.

وأردف” من المتوقع أيضا تجفيف موارد الحوثي المالية وإعادة إدراجه كجماعة إرهابية من الدرجة الأولى،  وكل ذلك يعتمد على قدرة الحكومة وقيادة الشرعية اليمنية على استغلال مواقف ترامب العدائية للنظام الإيراني وأدواتها في المنطقة ومنها الحوثي وتوظيفها في صالح تقليص هذه العصابة التي تعمل لخدمة الأجندة الإيرانية”.

وتابع” لن يستفيد اليمن من فوز ترامب إلا إذا   عملت الحكومة على مساريين، دبلوماسيًا تعزز فيه قناعة ترامب بخطورة جماعة الحوثي وتعيد فيه صياغة خارطة الطريق لتكون أكثر انسجاما وتلبية لطموحات الشعب اليمني وتصب في صالح اليمن، وعسكري بأن تجعل من الحرب والحسم العسكري أمرًا لا بد منه لحماية مصالح اليمنيين ومصالح العالم وخاصة أن فلسفة ترامب لا تقوم إلا على المصالح”.

لا شيء سيتغير

بدوره يقول  محمد علي ( معلم ) ”  لاشيء سيتغير والسياسة الأمريكية معروفة للعالم منذ تأسيسها حتى اليوم؛ فهي لا يمكنها أن تقدم شيئًا فيه  خير لأي دولة إلا بعد أن تحصل على مصلحة كبيرة من ورائه، وجاء فوز ترامب الرجل الأكثر سعيًا وراء مصلحته”.

وأضاف لموقع” يمن مونيتور”  قد يكون هناك نوع من الأمل في هذا الفوز وذلك بأن يضع هذا الرجل حدا للحوثيين في التمادي بسطوهم، فترامب فيه نوع من الجنون إن جاز التعبير، وإذا استمر الحوثي بهجماته على البحر الأحمر قد يرى ردة فعل رادعة له من قبل أمريكا”.

وتابع” الأمر الآن مطروح بيد  القادة وهم من يستطيعون أن يحولوا الأمور إلى صالحهم أو ضدهم، فعلى سبيل المثال إذا كانت السعودية تريد حلًا للأزمة اليمنية تستطيع أن تستغل طمع ترامب في المال وتحول الأحداث لصالحها، وكذلك الحكومة الشرعية تستطيع أن تظهر مدى جرائم الحوثي من أجل إدراجهم في قائمة الإرهاب”.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: اليمن السیاسة الأمریکیة ملیشیا الحوثی البحر الأحمر یمن مونیتور فوز ترامب هذا الفوز فی الیمن من قبل

إقرأ أيضاً:

جماعة الحوثي تحذر بن سلمان من مغبة التورط بحرب جديدة في اليمن.. واشنطن سترمي بك وسط المعركة ثم تتخلّى عنك

حذّرت جماعة الحوثي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، من مغبة التورّط في حرب جديدة ضد اليمن، بإيعاز من الولايات المتحدة ودولة الاحتلال.

 

وقال القياد الحوثي البارز عبد الله النعيمي إن "بن سلمان لم يستفد من عدوان استمر ثماني سنوات متواصلة، بدأه بتحالف عربي - أمريكي - إسرائيلي، في ظل ظروف لم يكن يمتلك اليمن فيها صاروخا واحدا".

 

وأضاف النعيمي وهو عضو المكتب السياسي للجماعة -في منشور على منصة "إكس"- أن "واشنطن سترمي به إلى وسط المعركة، ثم تتخلّى عنه، كما تخلّت عن حليفها المدلّل بنيامين نتنياهو".

 

والأحد الماضي شنت جماعة الحوثي، هجوما حادا على المملكة العربية السعودية، معتبرة إياها طرف أساسي وليس وسيط.

 

وذكرت الجماعة في مقال للمحرر السياسي في وكالة سبأ التابعة للجماعة، أن السعودية تبذل محاولات يائسة لتقديم نفسها كوسيط في الحرب التي قادتها على اليمن لأكثر من عشر سنوات.

 

وقالت "هذا أمر غير مقبول لدى المواطن اليمني البسيط ناهيك عن السياسيين والمتابعين لتداعيات الحرب داخلياً وعربياً وإقليمياً وحتى على المستوى الدولي".

 

وأضافت "هذه المحاولات تسوقها السعودية اليوم للهروب من الاستحقاقات المترتبة عليها لدفع تعويضات الحرب ومعالجة وإصلاح ما أحدثته آلتها العسكرية من أضرار وتدمير للبنية التحتية، ناهيك عن أن السعودية هي الداء الذي أصاب اليمن منذ عشرات السنين وتتآمر عليه ليل نهار وبأموال النفط تدمره وتشتري الذمم الضعيفة وتتدخل في كل شيء.

 

وتأتي اتهامات الحوثيين للسعودية في ظل تحشيدات تقوم بها في صنعاء وصعدة والجوف وحجة والبيضاء والحديدة والمحويت، في وقت تواجه فيه الجماعة أزمة اقتصادية صعبة وتكتم على مصير قيادات رفيعة منذ أشهر.

 

كما تأتي تلك التصريحات ضمن سياق تصعيدي متكرر تلجأ إليه الجماعة كلما تعثرت محادثاتها مع السعودية أو واجهت ضغوطًا داخلية متزايدة.

 

ومنذ منتصف 2024، شهد مسار الوساطة الذي تقوده سلطنة عُمان، وتدعمه الأمم المتحدة، حالة جمود واضحة، بعد خلافات واسعة بين الحوثيين والسعودية حول ما تسميه المليشيا "الاستحقاقات الإنسانية والاقتصادية"، وتشمل — وفق بيانات حوثية رسمية — صرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها من عائدات النفط والغاز، وفتح مطار صنعاء، وتوسيع رحلاته، ومنح الجماعة حصة مباشرة من الموارد.

 

وأواخر الشهر الماضي، لوحت الجماعة، باستهداف موانئ ومطارات السعودية، ردا على عمليات التضييق لوصول السلع إلى مناطق سيطرتها.

 

وقال القائم بأعمال رئيس الحكومة التابعة للجماعة بصنعاء، محمد مفتاح، إن على الأعداء أن يدركوا تماما أن مخططاتهم الجديدة الماكرة للنيل من عزيمة الشعب اليمني سترتد عليهم خسرانا ووبالا بفضل من الله أولا ثم بإرادته وبأسه.

 

وأكد القائم بأعمال رئيس حكومة الحوثيين على أن التضييق على تدفق السلع إلى مناطق سيطرة الجماعة "سيعود عليهم سهاما قاسية في نحورهم".

 

كما جدد على جاهزية الجماعة للعودة إلى ميدان الإسناد والمواجهة إذا ما عاود العدو الإسرائيلي عدوانه الإجرامي على قطاع غزة.

 


مقالات مشابهة

  • بدعمٍ من “برنامج إعمار اليمن” بطولة كرة الطائرة في حضرموت تشهد تفاعلًا رياضيًا واسعًا
  • الحوثي :السعودية لا تستطيع تحريك السلاح الأمريكي
  • أعمال شغب وعنف وسط شيكاغو.. الرئيس الأمريكي ترامب يدعو لإعادة النظام
  • فضل الله: هناك من يتلاقى مع اليد الإسرائيلية التي تقصف وتعتدي ليواجه البيئة
  • ترامب يتراجع.. أبرز ما جاء في لقاء الرئيس الأمريكي مع زهران ممداني
  • ترامب يتراجع.. أبرز ما جاء في لقاء الرئيس الأمريكي بزهران ممداني
  • جماعة الحوثي تحذر بن سلمان من مغبة التورط بحرب جديدة في اليمن.. واشنطن سترمي بك وسط المعركة ثم تتخلّى عنك
  • اليمن: «الحوثي» تعيش أضعف مراحلها منذ الانقلاب
  • أول رد من الحكومة اليمنية على الوقفات القبلية المسلحة التي تقيمها مليشيا الحوثي
  • ماذا قال القيادي بحكومة “تأسيس” إبراهيم الميرغني عن تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب وعد فيها بالتدخل لوقف الحرب في السودان؟