كيف تفاعل اليمنيون مع فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟ (استطلاع خاص)
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
يمن مونيتور/ من إفتخار عبده
حظيت الانتخابات الأمريكية الجديدة باهتمام كبير ومتابعة من الدول العربية وخاصة لدى الأوساط اليمنية كون المتنافسان فيها حزبان يحملان رؤى وتوجهات متناقضة تماما، فيما يخص القضايا العربية ومنها القضية اليمنية.
وتعتمد سياسة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بشكل كبير على الموقف الأمريكي تجاه اليمن، بما يتعلق بإيقاف النزاع والمساعدات الإنسانية، كما تأمل أن يسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في دعم جهود السلام والضغط على مليشيا الحوثي التي تعيق تحقيق الاستقرار في اليمن.
وانقسم الشارع اليمني تجاه فوز ترامب إلى متفائل ويائس من السياسة الأمريكية، فالمتفائل يرى أن ترامب قد يعيد تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية، ويكون جادًا بذلك وبالتالي يعمل على تجفيف موارده ليتم إيقاف الحرب في اليمن بشكل كلي، واليائس يرى أن السياسة الأميركية لا تخدم إلا مصالحها الخاصة ولا يمكن أن تعمل لصالح العرب بإخلاصٍ إطلاقًا، بغض النظر عن فوز هذا أو تلك.
وقد سبق وأن تعامل بايدن وفريقه السياسي مع إيران وفق الرؤية الأوبامية، بأسلوب ناعم واحتوائي وأطلق يدها مع وكلائها ومن بينهم الحوثي للتوسع في المنطقة العربية، واليوم يفوز ترامب، الذي يرى أن هذا التعامل من بايدن والديمقراطيين تجاه إيران كان تعاملًا فاشلًا شجع على انتشار العنف والإرهاب وأنه يجب وقف هذا العبث والتوسع الإيراني.
المتشائمون من هذا الفوز يرون أنه قد يسهم في زيادة الخناق على الجانب الإنساني اليمني وذلك بزيادة تقليص المساعدات الإنسانية التي تم تقليصها مؤخرًا وعملت على إحداث فجوة كبيرة ووسعت الجرح في الجانب المعيشي.
ويرى الطرف الآخر أن هذا الفوز يشكل خطراً كبيرًا على الحوثيين من حيث إعادة إدراجهم ضمن قائمة الإرهاب، أو اتخاذ سياسة عدائية مع إيران يكون من شأنها توقف إمداد الحوثيين بالأسلحة، كما أن استمرار الحوثي في عمليات البحر الأحمر قد يكون سببًا في استهداف قياداتهم من قبل أمريكا.
ستتغير السياسة في الشرق الأوسط
بهذا الشأن يقول المحلل السياسي، أحمد هزاع” الشعب اليمني متفائل بفوز ترامب وهذا يرجع لسبب العداء الذي يكنه لإيران، كما لا ننسى أنه قبل أن يطلع بايدن إلى سدة الحكم، كان هناك قرار من ترامب بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية”.
وأضاف هزاع لموقع” يمن مونيتور” العديد من أبناء الشعب اليمني اليوم متفائل بأن ترامب سيغير سياسته في الشرق الأوسط وتحديدًا في اليمن، من حيث إنه سيعمل على قصقصة أجنحة إيران في اليمن، ويتخذ قرارا حقيقيا ضد مليشيا الحوثي؛ خاصة بعد عملياته الأخيرة في البحر الأحمر باستهداف السفن التجارية في مضيق باب المندب”.
وأردف” قد تتغير السياسة نوعًا ما ضد إيران من جهة أو أن يقوم بدفع مليشيا الحوثي نحو فرض السلام بالقوة، كل هذه التطلعات ننتظرها بعد فوز ترامب ولكن يظل التخوف موجودًا بسبب أن السياسة الأمريكية لا يتخذها الرئيس شخصيًا وقد تكون هناك سياسة عامة من قبل الجمهوريين”.
وتابع” قد تستمر السياسية الأمريكية على ما كانت عليه بحيث أن ما سيقوم به ترامب لا يضر بالمصلحة الأمريكية بشكل مباشر، والجميع يعلم بأن هناك ارتباطا قويا بين أمريكا والحوثيين وإلا لما وصلت المليشيات إلى هذه القوة وهذا التوسع إلا بغطاء أمريكي”.
وواصل” هناك دلائل كثيرة على العلاقة بين الحوثيين وأمريكا منها تصريحات رئيس مجلس النواب أن هناك فيتو أمريكي ضد أي قرار يتخذ ضد الحوثيين، من ذلك إيقاف الجيش اليمني عن مواصلة عملية التحرير ضد المليشيات الحوثية، وعلى كل فالأيام القادمة ستكشف الحقائق كلها”.
سينعكس إيجابيًا لصالح أمريكا فقط
في السياق ذاته يقول الصحفي والناشط السياسي وليد الجبزي” تفاعل اليمنيون مع فوز دونالد ترامب على المرشحة الديمقراطية كمالا هاريس، ليكون الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة الأمريكية وهذا الحدث جاء في ظل أوضاع حرجة يشهدها العالم أجمع لا سيما الدول العربية منه”.
وأضاف الجبزي لموقع” يمن مونيتور” فوز ترامب سيكون له انعكاسه الإيجابي لصالح الأمريكيين، بينما السياسة الخارجية الأمريكية لن تتغير من وجهة نظري، لكني أتمنى أن يكون فوز ترامب له تأثير إيجابي ولو بشكل نسبي على الأحداث في الشرق الاوسط من حيث إيقاف الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والاعتداء السافر على لبنان”.
وأردف” يشهد الشارع اليمني اليوم تفاؤلا نسبيا بفوز ترامب على الرغم من أني لا أرى أي تغيير في السياسة الأمريكية تجاه الصراع في اليمن، لكن ربما يكون هناك توجه جاد للولايات المتحدة الأمريكية لإجبار مليشيا الحوثي على إيقاف هجماتها في البحر الأحمر، وإعادة تصنيفها في قائمة الإرهاب”.
ويرى الجبزي أن” ترامب سيعمل على ابتزاز دول الخليج العربي وبالتحديد السعودية وذلك تحت مظلة الدفاع عن مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية الهامة من أي اعتداءات قد تطالها من الاذرع الإيرانية في المنطقة العربية وبالتحديد من اليمن قبل مليشيا الحوثي الموالية لإيران”.
قد يعمل على إحلال السلام
وأبدى الصحفي والناشط السياسي، محمد الحذيفي تفاؤله بهذا الفوز قائلا” إذا نظرنا إلى خطاب ترامب حين قال” لن أكون قائد حروب” متعهدا بإحلال السلام في العالم، فالرئيس ترامب، قد يعمل على إنهاء الحروب في غزة ولبنان وأوكرانيا وكذا اليمن التي هي متوقفة فيه شكليا منذ قرابة العامين بالرؤية والكيفية التي تخدم المصالح الأمريكية”.
وأضاف الحذيفي لموقع” يمن مونيتور” قد يدعم هذا الفوز عملية السلام في اليمن مع استخدام بعض أدوات الضغط العسكري عبر الضربات الجوية المركزة ودعم الحكومة اليمنية بالأسلحة النوعية التي تمكنها من تحقيق مكاسب على الأرض دون الحاجة لتدخل ميداني أمريكي أو غيره بهدف المساعدة في إنجاز تسوية سياسية وعملية سلام”.
وأردف” من المتوقع أيضا تجفيف موارد الحوثي المالية وإعادة إدراجه كجماعة إرهابية من الدرجة الأولى، وكل ذلك يعتمد على قدرة الحكومة وقيادة الشرعية اليمنية على استغلال مواقف ترامب العدائية للنظام الإيراني وأدواتها في المنطقة ومنها الحوثي وتوظيفها في صالح تقليص هذه العصابة التي تعمل لخدمة الأجندة الإيرانية”.
وتابع” لن يستفيد اليمن من فوز ترامب إلا إذا عملت الحكومة على مساريين، دبلوماسيًا تعزز فيه قناعة ترامب بخطورة جماعة الحوثي وتعيد فيه صياغة خارطة الطريق لتكون أكثر انسجاما وتلبية لطموحات الشعب اليمني وتصب في صالح اليمن، وعسكري بأن تجعل من الحرب والحسم العسكري أمرًا لا بد منه لحماية مصالح اليمنيين ومصالح العالم وخاصة أن فلسفة ترامب لا تقوم إلا على المصالح”.
لا شيء سيتغير
بدوره يقول محمد علي ( معلم ) ” لاشيء سيتغير والسياسة الأمريكية معروفة للعالم منذ تأسيسها حتى اليوم؛ فهي لا يمكنها أن تقدم شيئًا فيه خير لأي دولة إلا بعد أن تحصل على مصلحة كبيرة من ورائه، وجاء فوز ترامب الرجل الأكثر سعيًا وراء مصلحته”.
وأضاف لموقع” يمن مونيتور” قد يكون هناك نوع من الأمل في هذا الفوز وذلك بأن يضع هذا الرجل حدا للحوثيين في التمادي بسطوهم، فترامب فيه نوع من الجنون إن جاز التعبير، وإذا استمر الحوثي بهجماته على البحر الأحمر قد يرى ردة فعل رادعة له من قبل أمريكا”.
وتابع” الأمر الآن مطروح بيد القادة وهم من يستطيعون أن يحولوا الأمور إلى صالحهم أو ضدهم، فعلى سبيل المثال إذا كانت السعودية تريد حلًا للأزمة اليمنية تستطيع أن تستغل طمع ترامب في المال وتحول الأحداث لصالحها، وكذلك الحكومة الشرعية تستطيع أن تظهر مدى جرائم الحوثي من أجل إدراجهم في قائمة الإرهاب”.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: اليمن السیاسة الأمریکیة ملیشیا الحوثی البحر الأحمر یمن مونیتور فوز ترامب هذا الفوز فی الیمن من قبل
إقرأ أيضاً:
من عجائب السياسة.. أصبح ترامب هو المنقذ
كان بإمكان حركة حماس وبقية فصائل المعارضة أن تجيب على المبادرة الأمريكية الإسرائيلية بالرفض وتصعيد الخطاب، لكن قادتها اختاروا منهج التعامل السياسي، وتحكيم العقل، وتغليب المصلحة الوطنية. قبلوا المقترح، وثمّنوا العناصر التسعة الأولى فيه، وطالبوا بتوضيحات بالنسبة للبعض الآخر، واعترضوا بذكاء على كل ما من شأنه أن يفتح الباب من جديد لأي شكل من أشكال الوصاية على القرار الفلسطيني، فأثبتوا بذلك كفاءتهم السياسية إلى جانب قدرتهم على المقاومة العسكرية.
وبذلك أعادوا الكرة الى المرمى الإسرائيلي؛ بعد حشر حماس في زاوية حادة، الرئيس ترامب يعيد خلط الأوراق بالتأكيد على حماس من خلال قبولها لمبادرته بكونها جاهزة لتحقيق السلام الدائم، وأن على إسرائيل إيقاف العمليات العسكرية والعودة إلى التفاوض. هكذا تغير المشهد كليا.
ما يجب التركيز عليه الآن هو الخروج من هذه الحرب القذرة بأقل ما يمكن من الضحايا والخسائر، والتأسيس لمرحلة مغايرة، فالذي يختار الحرب عليه أن يحسن التقاط الفرصة واللحظة المناسبة من أجل بناء السلام
سيبقى يوم السابع من أكتوبر محل خلاف بين المؤيدين لذلك التحول النوعي في الصراع مع العدو الصهيوني، وبين الذين يرون فيه مجازفة خطيرة غير مدروسة من قبل المقاومة، لكن ما يجب التركيز عليه الآن هو الخروج من هذه الحرب القذرة بأقل ما يمكن من الضحايا والخسائر، والتأسيس لمرحلة مغايرة، فالذي يختار الحرب عليه أن يحسن التقاط الفرصة واللحظة المناسبة من أجل بناء السلام.
الجولة الجديدة من المفاوضات ستكون أمام رقابة الجميع، وهو ما سيجعل احتمال انقلاب نتنياهو وحكومته على المسار ضعيفا وليس مستحيلا. فالثقة في هؤلاء سذاجة، لكن مصلحة ترامب تفرض على الإسرائيليين الاستمرار في الخطة وعدم التفكير في نسفها في حال استعادة محتجزيهم، وهي فرضية يتخوف منها الفلسطينيون والعديد من المراقبين. وما جاء على لسان نتنياهو في محاولة لتجاوز الصفعة التي تلقاها من ترامب، يؤكد الطابع الاستئصالي للحكومة الصهيونية التي سترصد أي شيء يمكن استغلاله من أجل العودة إلى إكمال حرب الإبادة. وهي مسألة يدركها المفاوض الفلسطيني، ويُستبعد أن يمكّن عدوه من هذه الفرصة.
تجنبت حماس الخوض في أي جدل عقيم مع ممثلي السلطة الفلسطينية، وبدل التورط في هذا المنحدر الخطير، دعت إلى إشراك الجميع في مناقشة الوضع الفلسطيني بعد توقف الحرب، ودعت الجميع بما في ذلك منظمة التحرير الى مؤتمر سيعقد في القاهرة للبحث عما هو مشترك بين الجميع. وحتى تكون في مستوى الحدث، قبلت حماس بأن يكون هذا الحوار علنيا وصريحا وذا مصداقية عالية، عساه يقطع الطريق أمام المخادعين والمتاجرين بالقضية.
إذا سارت الأمور في هذا النحو ، ستكون أفضل نهاية لهذه المغامرة المؤلمة التي فجرت أخطر حرب خاضها الفلسطينيون في تاريخهم المعاصر
وفي خطوة موازية، أعلن محمود عباس عن صياغة دستور بعد ثلاثة أشهر، وتنظيم انتخابات بعد سنة. وبقطع النظر عن محتوى هذا الدستور وعن كيفية تنظيم هذه الانتخابات، فالأكيد أن الحالة الفلسطينية مرشحة، مقارنة بالوضع الراهن، للانتقال لمرحلة مختلفة. فانتهاء الحرب من شأنه أن يُدخل الوضع الإسرائيلي في سياق مفتوح على تغييرات يصعب التكهن بمآلاتها. فخروج نتنياهو، وانهيار تحالف أقصى اليمين للصهيونية الدينية، والصراع الذي سينفجر بين هذه الجبهة وبين التيارات الموصوفة بالعلمانية، ستكون له تداعيات كبرى في مجتمع وصفته الوزيرة الصهيونية السابقة تسيبي ليفني بـ"الدولة المنبوذة" نتيجة ما خلّفته الحرب على غزة، وهو ما جعل "أبناءنا اليوم لم يعودوا يريدون دعم إسرائيل". كما يدور الحديث أيضا داخل المجتمع الإسرائيلي عن حرب أهلية يمكن أن تنفجر في أي لحظة بين شقين متعارضين ومختلفين في كل شيء تقريبا.
إذا سارت الأمور في هذا النحو ، ستكون أفضل نهاية لهذه المغامرة المؤلمة التي فجرت أخطر حرب خاضها الفلسطينيون في تاريخهم المعاصر. لقد عانى الفلسطينيون كثيرا وسيعانون أكثر للأسف، والمرحلة الجديدة لن تكون سهلة، حيث ستعمل أطراف ولوبيات وشياطين من أجل إبقاء الشعب الفلسطيني تحت الهيمنة، خاضعا للابتزاز والمتاجرة بدمائه وحقوقه، لكن الأمل في قيام إرادة وطنية قد يحوّل هذا المسار، الذي سيعمل الأعداء على إضعافه، إلى فرصة للبناء والتوحد حول مشروع بناء دولة فلسطينية ستكون صغيرة في حجمها، لكنها كبيرة في قيمتها، وقوية في شرعيتها.