سبأ :
جدّد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التأكيد على أن العمليات العسكرية اليمنية مستمرة في استهداف السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني وبالعمليات إلى عمق فلسطين المحتلة.

وقال قائد الثورة في كلمة له عصر اليوم حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية “قرارنا مستمر في التعامل مع عمليات التمويه الإسرائيلية في نقل الملكية للسفن المرتبطة به كما جاء في إعلان الجيش اليمني”.

وأكد أن نتائج الانتخابات الأمريكية لن تؤثر على الموقف اليمني المبدئي، ولا خيار للأعداء إلا وقف العدوان والحصار على غزة ووقف العدوان على لبنان .. مضيفًا “بعض الأنظمة العربية وأبواقها الإعلامية تحاول التهويل على شعوبنا من ترمب، ولدينا في اليمن تجربة مع ترمب وكذلك المنطقة بكلها، والنتيجة أنه لم يحسم الجبهات في اليمن ولم ينجح في فلسطين ولبنان وسوريا وإيران والعراق”.

وتابع “لا ترمب ولا بايدن ولا أي مجرم في هذا العالم، سيتمكن من أن يثنينا عن موقفنا الثابت المبدئي الديني في نصرة الشعب الفلسطيني، ومهما كان حجم أي تصعيد ضدنا وأي عدوان يستهدفنا فلن يثنينا نهائيا عن موقفنا المبدئي الديني في نصرة الشعب الفلسطيني”.

كما أكد قائد الثورة أن الخيار الأفضل للأمريكي ولغيره، يتمثل في وقف العدوان والحصار عن غزة ووقف العدوان على لبنان وإنهاء هذه الحروب، مضيفًا “ترمب قال إنه سينهي الحروب، وإذا كان صادقا فليوقف العدوان الذي تشترك فيه أمريكا على قطاع غزة ولبنان”.

وأشار السيد القائد إلى أن ما حققه ترمب من نجاحات، هو في حلب بعض الأنظمة العربية بمئات المليارات من الدولارات التي أنهكت اقتصادها.. لافتًا إلى أن ترمب نجح في حلب الأنظمة العربية الحلوبة التي تعطيه مقدرات شعوبها وثرواتها ليزودها بشيء من السلاح للفتن والاقتتال الداخلي بين أبناء الأمة.

وأوضح أن المزيد من العدوان والفتن لن تحقق لترمب ولا لأمريكا وإسرائيل وبريطانيا وكل أعداء أمتنا أهدافهم، ومن يتحرك في المعركة اليوم من الأمة هم أبناؤها الذين يؤمنون بالله ويتوكلون عليه ويعتمدون عليه ويثقون بنصره.

ولفت إلى أن الأمة التي تواجه هي التي تثقفت بثقافة القرآن الكريم فلا تخشى إلا الله ولا ترهب سواه ولا تكترث ولا تنحني أمام أي طاغية في هذا العالم.. وقال “واجهنا بالاعتماد على الله العدوان الأمريكي وشركاءه في فترة رئاسة ترمب السابقة لأمريكا ونحن في وضع أضعف مما نحن فيه اليوم”.

وأضاف “بالاعتماد على الله والرهان عليه لن نُعجب لا بكثرة ولا بنوع من الإمكانيات أصبح بأيدينا، وكل فاعلية ذلك مع التأييد والرعاية الإلهية، ونحن حاضرون في المعركة مع الأمريكي ومستمرون في مساندة الشعب الفلسطيني، في هذا الموقف بكل ثبات سعيا لمرضاة الله وثقة به”.

واستطرد قائلًا “نحن مواصلون بالتصعيد بكل ما نمتلك ونسعى كما قلت مرارا وتكرارا لما هو أعظم لما هو أكبر لما هو أقوى، وشعبنا يواصل حركته ونشاطه ومسيراته ومظاهراته لأن هذا جزء من الموقف وجزء من الجهاد”.

ودعا السيد القائد أبناء الشعب اليمني إلى الخروج المليوني يوم الغد في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات خروجًا مشرفًا متحديًا لكل طواغيت العالم، وللتأكيد على الوفاء والثبات والاستمرار في الموقف المساند لفلسطين ولبنان.

وقال “شعبنا سيخرج غدا الجمعة حضورا مليونيا ليعبر عن وفائه وثباته وشجاعته وصموده، ويمن الإيمان والحكمة وشعب القيم والوفاء لا يخشى إلا الله وسيتحدى كل الطغاة، خروجكم المليوني يوم الغد يقول لمجاهدي فلسطين ولبنان أننا لن نتركهم لوحدهم أبدا، ونقول لهم من جديد: لستم وحدكم ومعكم حتى النصر”.

وأضاف “الحضور يوم الغد له أهمية كبيرة جدا ليسمع الأمريكي وكل طواغيت العالم وليؤكد شعبنا أنه لا يبالي بأي طاغية في هذا العالم، كما أن خروج شعبنا يوم الغد يؤكد أنه لن يتراجع عن موقفه أبدًا في نصرة الشعب الفلسطيني ومساندته مهما كانت التحديات”.

واستهل السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، كلمته بالحديث عمّا ارتكبه العدو الإسرائيلي هذا الأسبوع من جرائم بما يزيد عن 30 مجزرة استشهد فيها وجرح أكثر من 1300 فلسطيني، وقال “تشير التقديرات إلى استشهاد أكثر من ألفي فلسطيني وجرح أكثر من أربعة آلاف خلال التصعيد العدواني شمال قطاع غزة”.

وأوضح أن العدو الإسرائيلي يمنع دخول أي مواد غذائية أو طبية ويفرض تحت القصف والمذابح والتجويع تهجيرا قسريا على سكان شمالي قطاع غزة.. مؤكدًا أن العدو الإسرائيلي الفاشل في المواجهة العسكرية والعاجز عن تحقيق أهدافه المعلنة انتهج المسلك الإجرامي للاستهداف الشامل للمدنيين.

وأضاف “إخوتنا المجاهدون في قطاع غزة صامدون ومتماسكون وثابتون وينكلون بالعدو ويلحقون به الخسائر الكبيرة، وفي هذا الأسبوع هناك ما يقارب 16 عملية لكتائب القسام فيها الكمائن المنكلة بالعدو والاشتباك المباشر مع جنوده وإلحاق الخسائر بهم”.

ولفت قائد الثورة إلى أن القصف الصاروخي لسرايا القدس على مغتصبة “سديروت” مع عمليات بقية الفصائل تعكس عجز العدو عن القضاء على فصائل المقاومة.. وتابع” كما أكدنا مرارًا أن ارتكاب الجرائم الكبيرة جدًا لا يمثل إنجازًا عسكريًا مهما بلغ عدد ضحايا الشهداء من الأطفال والنساء”.

وأكد أن العدو ما يزال في حالة الفشل الواضح والمؤكد مع طول الوقت وحجم الإجرام المتراكم، ومع الأسف لا جديد في الموقف العربي والإسلامي أمام الجرائم الرهيبة والتصعيد الذي يقوم به حاليًا شمال قطاع غزة.

وأفاد بأن الحالة العربية والإسلامية تجاه ما يجري في غزة خطيرة وتعتبر من الدلائل على مدى الإفلاس الإنساني والأخلاقي والإيماني.. مضيفًا “كثير من أبناء شعوب أمتنا رضوا لأنفسهم بأن يكونوا متفرجين وألا يكون لهم أي موقف بأي مستوى وهذا محزن جدًا”.

وأردف قائلًا “حتى على المستوى السياسي الدبلوماسي العربي والإسلامي ليس هناك موقف بما تعنيه الكلمة، وما تزال بعض الأنظمة الرسمية تصنف المجاهدين في فلسطين كإرهابيين بدون أي ذنب إلا جهادهم ودفاعهم عن شعبهم ومقدساتهم”.

وبين السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن المجاهدين في فلسطين لم يفعلوا شيئًا بالأنظمة التي تصنفهم كإرهابيين وما يزالون حريصين على علاقات إيجابية مع كل أبناء الأمة.. مؤكدًا أن جرائم العدو الإسرائيلي في غزة لم تدفع بعض الأنظمة العربية إلى مستوى تصنيف العدو بالإرهاب فقط، حيث يساند بعض الإعلام العربي، العدو الإسرائيلي ويخدمه بشكل مفضوح وواضح وبشكل مخزٍ لا مثيل له حتى في المراحل الماضية.

وأشار إلى “أن الحالة التي عليها الموقف العربي ومن حوله الموقف الإسلامي مع وجود استثناءات يذكرنا ببداية المأساة التي عانى منها الشعب الفلسطيني”.. متسائلًا “كما باع البريطاني الوهم والسراب والوعود للعرب؟، ويقوم الأمريكي بنفس الدور وكلاهما تنكر لهم بشكل عجيب وجفاء كبير”.

ومضى بالقول “القادة البريطانيون كانوا يقولون لمن وقف وتعاون معهم من العرب أنتم أغبياء ومشكلتكم كيف صدقتم وعودنا.. مشيرًا إلى أن الحركة الصهيونية اتجهت فعليًا ضمن مشروع آمنت به قوى الغرب في بريطانيا وأمريكا وأوروبا واتجهت لدعمه.

وذكر بأن المشروع الصهيوني يستهدف الأمة الإسلامية والعربية في أرضها وعرضها ودينها ودنياها وكل شيء.. موضحًا أن اليهود لا يمتلكون من اللحظة الأولى القدرة على تأمين الزخم البشري اللازم لانتشارهم في أنحاء واسعة من العالم العربي، وكانت البداية في فلسطين.

وأكد السيد القائد أن التوافد الصهيوني اليهودي أتى من مختلف أنحاء العالم إلى فلسطين برعاية بريطانية، ورغم ما تعرض له اليهود في البلدان الغربية وقبل أن يخترقوا المعتقدات التي رسخت المشروع الصهيوني في أوروبا اتجهوا بكل حقد وعداء ضد المسلمين.

وقال “من اتجهوا ضمن المشروع الصهيوني تحركوا في استهداف أمتنا كمعتقد ديني في إقامة ما يسمونه “إسرائيل الكبرى” ومن ثم السيطرة على المنطقة بكلها”.. موضحًا أن بريطانيا أقدمت على خطة احتلال فلسطين دون أن يكون هناك أي استفزاز أو تحرك معاد لها في معظم البلدان العربية إلا القليل النادر في مناطق لم يصلوا إليها.

ولفت إلى أن بعض الأنظمة العربية آنذاك ساهمت في العمل مع البريطاني على إيقاف الحركة الثورية الجهادية للشعب الفلسطيني في مراحل مهمة.. مشيرًا إلى أن المسلك الإجرامي للعدو الإسرائيلي كان منذ اليوم الأول، وآنذاك لم يكن لإيران أي علاقة بما يحدث بالمنطقة العربية.

وأضاف “من وفاء الثورة الإسلامية في إيران أنها تبنّت نصرة الشعب الفلسطيني كواجب إسلامي”.. مشيرًا إلى أن العوامل الأساسية التي مكنت من تحقيق وعد بلفور ومن نجاح البريطاني، هو الدفع الأمريكي منذ مرحلة مبكرة كما أكدت المصادر التاريخية.

وأوضح قائد الثورة أن وضعية الأمة ورعاية الغرب الكافر البريطاني مع الأمريكي هما من العوامل التي مكنت الأعداء من السيطرة على الأمة.. معتبرًا تشتيت شمل اليهود على مدى آلاف السنوات كان رحمة إلهية لما يشكلونه من خطورة كبيرة على المجتمع البشري.

وتابع “حالة ذلة اليهود كبّلتهم عن أن يتمكنوا من النفوذ والسيطرة، والحالة الاستثنائية تتعلق بتفريط الأمة الإسلامية والعرب في المقدمة، وتفريط الأمة في القيام بواجب المسؤولية المقدّس هبطت أخلاقيًا وفكريًا وثقافيًا واستمر هبوطها إلى أن وصلت في الحضيض”.

وأفاد السيد القائد بأن قوى كثيرة من أبناء الأمة أصبحت تمد يدها للبريطاني وفي مراحل مختلفة من التاريخ استندت إليهم في تحقيق نفوذ ومصالح وحسم الصراعات الداخلية.

وأردف قائلًا “عندما وصل حال الأمة إلى الحضيض جعلها في مقام المؤاخذة الإلهية ففقدت عزتها وقوتها ودورها بين الأمم”.. مؤكدًا أن الأمة الإسلامية أصبحت ساحة مفتوحة للطامعين من مختلف القوى الكافرة في بلدانها وثرواتها وموقعها الجغرافي ومنافذها البحرية المهمة.

وشدد على ضرورة أن تسعى الأمة بجد لتصحيح وضعيتها للخروج من دائرة المؤاخذة الإلهية والاتجاه إلى النهوض بالمسؤولية بإنابة صادقة إلى الله، وإذا اتجهت للنهوض بمسؤوليتها وأنابت إلى الله فحبل المؤاخذة والتسليط سينتهي عن هذه الأمة.

ومضى بالقول “عندما تقف الأمة على قدميها وتنهض بمسؤوليتها معتمدة على الله وتطهر ساحتها من الظلم والفساد فسيعطيها الله العون والتأييد في دورها العالمي”.. مبينًا أن الكثير من القوى الغربية سترى نفسها في موقف العاجز الفاشل الخاسر المستسلم إذا نهضت الأمة بمسؤوليتها وصححت من واقعها.

وأكد قائد الثورة أن حالة التخاذل والإعراض والتجاهل والتعامي عن كل الأحداث يمكن للأمة أن تتكبد معها الكثير من الخسائر.. مضيفًا “الاتجاه الواعي الذي يستجيب لله تعالى في إطار المسؤولية المقدّسة لهذه الأمة يحظى بتأييد الله”.

وأرجع الأعباء والصعوبات التي تواجه أحرار الأمة في هذه المرحلة لتحركهم من نقطة الصفر ولكن مع رعاية إلهية.. مؤكدًا أن اليهود لا يمتلكون المقومات الذاتية لأن يفرضوا لهم كيانا متماسكا قويا صامدا، ولذلك أتى بهم البريطاني وأتى من بعدهم الأمريكي.

وعدّ اعتراف الأمم المتحدة بالعدو الصهيوني كعضو كأي دولة أخرى من الشواهد الواضحة على أنها لا تقوم على أساس من العدل، ولأن العدو الإسرائيلي قائم على الاغتصاب والظلم والجرائم الفظيعة وقتل الأطفال والنساء، والتهجير القسري للملايين.

وبين السيد القائد أن كل المؤسسات الدولية التي تأسست من بعد القضية الفلسطينية وحتى اليوم لم تفعل شيئا لفلسطين بل خدمت العدو الإسرائيلي.. مشيرًا إلى أن العالم الغربي الذي ينظر إليه الكثير من أبناء الأمة على أنه عالم الحرية والحضارة والحقوق هو من أسند الظلم والباطل الإسرائيلي ضد الأمة.

ولفت إلى أن أمريكا تولّت الدعم والشراكة مع العدو الإسرائيلي إلى جانب بريطاني.. وقال “هناك عقيدة دينية وأطماع استعمارية وأحقاد في المشروع على أمتنا، ويعتبرون الفرصة مهيئة لهم ووضعية الأمة زادت من طمعهم”.

وذكر أن الرؤساء الأمريكيين يتعاقبون في خدمة العدو الإسرائيلي والمشروع الصهيوني، وبايدن كان يعلن للعرب أنه يؤمن بالمشروع الصهيوني الذي يستهدف أرضهم وعرضهم وبلادهم وأوطانهم وثرواتهم ومقدساتهم، بينما حرص ترمب على أن يقدم للعدو الإسرائيلي إنجازات معينة وتباهى بأنه فعل ما لم يفعله الرؤساء الأمريكيون من قبله.

وأضاف “ترمب قال إنه مستعد لإعطاء إسرائيل المزيد من الأراضي العربية وهو يقصد ما يقول، وهذه هي حقيقة الأمريكيين، فيما الزعماء العرب ممن يتسابقون للولاء والطاعة له، لا يحظون بأي قيمة عنده مهما فعلوا ومهما قدموا”.

وأشار السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن ترمب يرى في الدول العربية الغنية بقرة حلوب، ويرى في الفقراء أمة بائسة تعيسة ليس لها في حساباته إلا الموت والدمار، وعمل تحت عنوان “التطبيع” على تطويع بعض العرب ليكونوا خدامًا للعدو الإسرائيلي والمصالح الأمريكية، وجيّر بعض الأنظمة العربية بإمكانات شعوبها وبلدانها لخدمة الصهاينة.

وتابع “ترمب فشل في مشروع صفقة القرن رغم كل عنجهيته واستكباره واستهتاره وطغيانه، وسيفشل في هذه المرة أيضًا، مهما آثار من الفتن ومهما ألحق بأمتنا من النكبات نتيجة لعملائه والمتواطئين معه”.

وأكد قائد الثورة أن القضية الفلسطينية محمّية بالوعد الإلهي بزوال الكيان المؤقت، ومحمية بأولياء الله وعباده المجاهدين المخلصين المضحين في سبيل الله.

وقال “أمام أمتنا نموذج راقٍ وعظيم في الصمود والتماسك والاستبسال والروح الجهادية العظيمة وهم المجاهدون في قطاع غزة ولبنان”.. مشيرًا إلى أن جبهة حزب الله جاءت في مرحلة كان العدو الإسرائيلي يعول فيها على أنه أحكم السيطرة على لبنان عسكريًا وسياسيًا.

واعتبر حزب الله سندًا للشعب الفلسطيني، وتضحياته وجهاده أسهمت في خدمة الشعب الفلسطيني وفي عزّة لبنان وحريته وحمايته واستقلاله..مبينًا أنه ومنذ عملية “طوفان الأقصى” وقف حزب الله بِجِدّ وفاعلية ومصداقية وثبات عظيم وتأثير على العدو في جبهة جنوب لبنان.

وأضاف “العدو تصور أنه قد تمكن من إلحاق الهزيمة بحزب الله لكنه تفاجأ في العملية البرية وتعرّض لهزائم ميدانية وخسائر كبيرة.. وقال” في أربعينية شهيد الإسلام والإنسانية السيد حسن نصر الله فقد خسرت كل الأمة الإسلامية باستشهاده، وهو من القادة التاريخيين النادرين”.

وأكد قائد الثورة أن السيد نصر الله أبقى للأمة مدرسة متكاملة يتخرج منها الأبطال والشجعان والمجاهدون في وجه العدو بكل بسالة وثبات وبصيرة وإيمان.. مضيفًا “حزب الله نفذ في أربعينية السيد نصر الله عملية قوية جدًا باتجاه يافا المحتلة والمغتصبات والمصانع الصهيونية، وهذا دليل الفاعلية والحضور”.

وتابع “العدو كان يتوقع أنه حسم المعركة مع حزب الله، وتفاجأ بحضور الحزب وتماسكه التام وعملياته الفاعلة والمؤثرة في إطار القيادة والسيطرة”..واصفًا كلمة الشيخ نعيم قاسم بالأمس بالقوية والمؤكدة على الثبات في الموقف والاستمرار في النهج.

وعرّج السيد القائد على عمليات المقاومة الإسلامية في العراق المستمّرة والفاعلة والمؤثرة رغم الضغوط السياسية والإعلامية الكبيرة لمحاولة إيقافها.. مبينًا أن الواقع بالنسبة للعدو الإسرائيلي صعب فعلا بالرغم من جرائمه الفظيعة جدا التي لا تمثل نصرا وإنجازا عسكريا.

وقال “واقع العدو الإسرائيلي مأزوم، وإقالة المجرم نتنياهو لشريكه في الإجرام والعدوان غالانت أتى في سياق أزمته ومشاكله الداخلية، وأزمة التجنيد في جيش العدو الإسرائيلي تأتي بعد تكبّده المئات من القتلى والآلاف من الجرحى وهو يحتاج إلى تعويض خسائره”.

وأضاف “رغم أن العدو الإسرائيلي حرّك قوته الاحتياطية إلى الحد الأقصى لكنه لا يزال بحاجة إلى المزيد من التجنيد، ويعيش كيان العدو أزمة داخلية ونتنياهو يتعهد بإعادة الأمن للصهاينة لأنهم في حالة خوف شامل، وفي حالة صعبة خاصة في الوضع الاقتصادي بالرغم من الدعم الأمريكي الذي يغطي 75 بالمائة من تكاليف العدوان والإجرام”.

وأفاد قائد الثورة بأن الوضع الاقتصادي للعدو منهك جدا ومأزوم، وتكلفة خسائره تقدر بـ 160 مليار دولار حتى اليوم.

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي نصرة الشعب الفلسطینی أن العدو الإسرائیلی بعض الأنظمة العربیة المشروع الصهیونی للعدو الإسرائیلی الأمة الإسلامیة السید عبدالملک قائد الثورة أن السید القائد مشیر ا إلى أن أبناء الأمة وقف العدوان فی فلسطین مؤکد ا أن حزب الله یوم الغد قطاع غزة على أن مضیف ا فی هذا

إقرأ أيضاً:

نص كلمة قائد الثورة حول مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أَصْحَابِهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.

 

أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَات:

 

السَّـلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

 

في تطورات العدوان الإسرائيلي الهمجي، الإجرامي، الوحشي، على الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، وما يرتكبه من إبادةٍ جماعية على مدى عشرين شهراً، في هذا الأسبوع كان هناك الكثير من الجرائم، التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في هذا السياق، وكانت حصيلة جرائمه في هذا الأسبوع نفسه: أكثر من (ألفين وأربعمائة) من الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، وبذلك ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، منذ بداية العدوان والى اليوم، واستمراره على مدى أكثر من ستمائة وخمسة عشر يوماً، إلى: أكثر من (مائة واثنين وتسعين ألفاً) ما بين شهيدٍ، ومفقودٍ، وجريحٍ، من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، في نطاقٍ جغرافيٍ محدود، وبذلك تصل نسبة الإبادة من السكان في قطاع غزَّة قُرابة 9%، وهي نسبة عالية جداً، ربما لا سابقة لها فيما قد جرى من الحروب، ولاسيَّما في هذا العصر الحديث، في هذا النطاق الجغرافي المحدود.

العـــدو الإسرائيـــلي، مع جرائمه بالغارات، والقنابل الأمريكية، والقصف المدفعي، وكل ما يستخدمه من أصناف وأنواع الجرائم، في القتل لأبناء الشعب الفلسطيني، والاستهداف الشامل لهم، هو أيضاً هنَّدس عملية الإبادة بالتجويع مع الإبادة بالقتل، من خلال مصائد الموت، ومراكز الإعدام، التي حاول- ومعه الأمريكي- أن يلتف من خلالها على مسألة توزيع المساعدات الإنسانية، على أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، وسعى لأن يجعل منها وسيلةً للإبادة، وأن يُهَنِّدس من خلالها عملية التجويع، في جريمةٍ كبيرةٍ جداً، تتنافى مع كل القيم والأخلاق، وفي تنكُّرٍ لكل القوانين، ولكل الأعراف الدولية، وفي تجاوزٍ لها، العدو الإسرائيلي حاول أن يجعل من مسألة توزيع المساعدات مصائد للموت، ومراكز للإعدام بكل ما تعنيه الكلمة، من خلال ما أنشأه من مراكز، ويتحكَّم هو بعملية التوزيع، ما إن يجتمع الجائعون من أبناء الشعب الفلسطيني، جائعون بأنفسهم، والذين يريدون الغذاء أيضاً لأهاليهم وأُسَرِهم بالآلاف للحصول على تلك المساعدات، حتى يقوم بإطلاق النار عليهم بشكلٍ جماعي، والمشاهد لعمليات إطلاق النار بشكلٍ عشوائيٍ وجماعي، والاستهداف الشامل لهم أثناء تجَّمعهم، مشاهد مأساوية جداً، تكشف عن فظاعة هذه الجريمة، وهذا الأسلوب الإجرامي، الذي يستخدمه العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.

العدو الإسرائيلي من خلال ذلك، هو يتعامل مع الشعب الفلسطيني، ليجعل أبناء الشعب الفلسطيني بين حالةٍ من حالتين:

- إمَّا الموت جوعاً.

- وإمَّا أن يذهب إلى مراكز ما يسميِّها هو بمراكز توزيع المساعدات؛ فيعمل على قتلهم وإبادتهم.

وقد تصاعدت عمليات الجرائم والاستهداف، للذين يتجمَّعون بهدف الحصول على تلك المساعدات، وهي من أبشع الجرائم، ومن أسوأ أشكال الاستغلال، الهادف إلى تحقيق هذا الهدف السيء جداً في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.

العدو الإسرائيلي، منذ مائة يوم، أو أكثر من مائة يوم، وهو يمنع دخول المساعدات، وتوزيعها عبر الأمم المتَّحدة، والمنظمات الدولية، التي كانت تقوم بعملية التوزيع، وعبر (الأونروا)، وسعى إلى أن يجعل منها- كما ذكرنا- مصائد للإبادة والقتل، ومراكز للإعدام، والمشاهد التي نُشِرت تكشف هذه الحقيقة لكل الناس، وتُجَلِّي هذه الحقيقة.

فيمــا يتعلَّـق بالقــدس والمسجــد الأقصـى:

- يستمر الأعداء الصهاينة اليهود في الاقتحامات شبه اليومية للمسجد الأقصى، وأداء طقوسهم التلمودية، ورقصاتهم الساخرة، وعباراتهم المعبِّرة عن عدائهم للإسلام والمسلمين، وعن توجُّهاتهم العدائية ضد المسجد الأقصى.

- أيضاً يوسِّعون من أعمالهم العدوانية الهادفة إلى تهويد مدينة القدس:

o من إنشاء مغتصبات استيطانية في مناطق متفرقة من مدينة القدس.

o ومن توسيع أيضاً للمغتصبات السابقة بشكلٍ أكبر.

 

o وكذلك بالاستيلاء على أراضٍ فلسطينية في القدس.

 

o كذلك عمليات هدم وإخلاء تستهدف ممتلكات الشعب الفلسطيني ومنازله.

وهناك أحياء ومناطق عليها تركيز كبير في القدس، مثلما هو حي الشيخ جراح، وكذلك منطقة سلوان، وجبل المُكَبِّر، والعيسوية... وغيرها، وهي من أهم المناطق في مدينة القدس.

العدو الإسرائيلي أيضاً- في غير مدينة القدس- في الخليل، يكثِّف أعماله ومساعيه الهادفة إلى الاستيلاء التام على المسجد الإبراهيم، بقدسيته المهمة للمسلمين، هو يحاول أن يحوِّله إلى كنيسٍ يهودي، ما يُنَفِّذه من قيود كبيرة على المسلمين في دخولهم إلى المسجد الإبراهيمي، وما يفتحه من مجال لليهود، وغير ذلك من البرامج الهادفة إلى تحقيق هدفه ذلك.

فيمــا يتعلَّـق بالضِّفَّـــة الغربيـــة: العدو الإسرائيلي مستمرٌ في:

- كل أشكال الانتهاكات والاعتداءات بشكلٍ يومي: من قتلٍ، واختطافٍ، وهدمٍ، وتجريفٍ، ومصادرة أراضٍ واغتصابها.

- والاعتداء من قبل قطعان المغتصبين المستوطنين ضد أبناء الشعب الفلسطيني بكل أشكال الاعتداءات: الاعتداءات على منازلهم، على مواشيهم، على مزارعهم... كل أشكال الاعتداءات التي ينفِّذونها.

- كذلك عمليات التهجير من عِدَّة مخيمات في الضِّفَّة الغربية.

- المحاصرة أيضاً للمدن والبلدات في الضِّفَّة الغربية، إنشاء أعداد كبيرة جداً من الحواجز العسكرية التي تفصل فيما بينها.

- ووضع القيود الكثيرة على حركة أبناء الشعب الفلسطيني من تلك المدن والبلدات.

هم يعملون على تقطيع أوصال تلك المدن والبلدات، قرار العدو الإسرائيلي بإنشاء (اثنين وعشرين) مغتصبةً جديدة في الضِّفَّة، يعني: مصادرة مساحة كبيرة من الضِّفَّة الغربية، والمزيد أيضاً من الحصار والعزل للبعض من المدن والبلدات في الضِّفَّة الغربية، وهذا أيضاً على المستوى العملي، هو إنهاء فعلي لفكرة حل الدولتين، وفق الرؤية التي تتبناها الأمم المتَّحدة، وتتبناها بعض الدول الغربية، والأنظمة الرسمية العربية.

العدو الإسرائيلي هو واضحٌ في أنه أنهى هذه الفكرة تماماً؛ لأنه لم يكن يريدها من الأساس؛ إنما كان يستخدم تعاطيه مع هذا العنوان لفترة زمنيَّة معيَّنة كأسلوب مخادع للشعب الفلسطيني، ومخادع للأنظمة العربية، مخادع للمسلمين، ولكنه واضحٌ تماماً من خلال ما يقول، وما يفعل، وما يتَّخذه من قرارات وإجراءات، في أنه لا يريد ذلك بتاتاً، وأنه يسعى لإحكام سيطرته الكاملة على كل فلسطين، وأنه مُتَّجهٌ إلى ما وراء ذلك، في إطار مخططه الصهيوني العدواني المعروف؛ بل حتى التصنيفات التي كانت في (اتِّفاقيات أوسلو)، وفي (طابا)، في ما يتعلَّق بمناطق (أ)، و(ب)، و(ج) في الضِّفَّة الغربية، هذه انتهت عملياً منذ العام ألفين، وتجاوزها العدو الإسرائيلي بشكلٍ تام.

ولـذلك يظهر بشكلٍ واضح أنه لا مبرر للسلطة الفلسطينية، في سياساتها السلبية تجاه الإخوة المجاهدين في الضِّفَّة الغربية، وتجاه فصائل المقاومة بشكلٍ عام في فلسطين، ومن واجبها أن تُغَيّر سياستها السلبية؛ لأنها تتبنى اتِّجاهاً ليس له أي مؤشرات ولا دلائل على نجاحه، المدى الزمني الطويل لهذا المسار، وما نتج عنه في أرض الواقع، يثبت أنه مسارٌ فاشل، العدو الإسرائيلي لا يريد السلام، لا يريد أن يُسَلِّم الشعب الفلسطيني شيئاً من أرضه، هو يتَّجه عملياً إلى حسم المسألة بشكلٍ كامل؛ ولـذلك، الخيار الصحيح، الخيار الفعال، الخيار الوحيد، هو: خيار المقاومة، ما عداه ليس هناك إلى الاستسلام، والضياع، والخسارة لكل شيء. لابدَّ من الجهاد في سبيل الله، لابدَّ من المقاومة، لابدَّ من التحرك العملي لردع العدو الإسرائيلي، والسعي لإبطال آماله تلك وأهدافه تلك.

في مقابل كل الهجمة والوحشية والإجرام، الذي يقوم به العدو الإسرائيلي في قطاع غزَّة، ومن بين الدمار والحصار والجوع، يواصل الإخوة المجاهدون في قطاع غزَّة تصدِّيهم بكل بسالةٍ وفاعليةٍ للعدو الإسرائيلي، ويلحقون بعصاباته الإجرامية- التي يسميِّها بالجيش- الخسائر المباشرة، من قتلى وجرحى، وتدمير وإعطاب الآليات العسكرية:

- ونفَّذت كتائب القسام أكثر من (ستة عشرة) عملية متنوعة:

 

o من استهدافٍ لآليات.

 

o من قنصٍ لأولئك الجنود المجرمين.

 

o من عمليات استهداف بقذائف الهاون.

 

o بالاشتباك المباشر مع العدو في كمائن نوعية، وناجحة، ومحكمة.

وحصيلة خسائر العدو الإسرائيلي خلال هذا الاسبوع هي تشهد- فعلاً- على الفاعلية العالية لهذه العمليات، ومدى تأثيرها، الحصيلة هذا الأسبوع هي حصيلة مهمة في خسائر العدو، وهي تبيِّن تأثير هذه العمليات، والبسالة والتماسك، والجرأة والثبات العظيم للإخوة المجاهدين في كتائب القسام.

- وكذلك سرايا القدس، نفَّذت عدداً من العمليات البطولية والمهمة، ومن ضمنها: الاستهداف للعدو إلى (عسقلان) برشقة صاروخية.

- بقيَّة الفصائل كذلك لها دورها، ومشاركتها، وإسهامها، في التَّصَدِّي للعدو الإسرائيلي في قطاع غزَّة.

العدو الإسرائيلي لفشله الواضح في عدوانه، على مستوى العمليات البرية على قطاع غزَّة، لجأ إلى الاستعانة بمجموعاتٍ إجرامية، من المجرمين الخونة، الذين خانوا الشعب الفلسطيني، وقاموا بالتعاون مع العدو الإسرائيلي؛ ولكنَّ هذا بمثل ما يدل على فشله، هو أيضاً خيارٌ فاشل، لن يُحَقِّق له أهدافه التي يُؤَمِّلُهَا.

 

فيمــا يتعلَّـق بلبنـــان:

 

صعَّد العدو الإسرائيلي من اعتداءاته، من خلال عدوانه الكبير على الضاحية الجنوبية ليلة عيد الأضحى، في أكبر تصعيد منذ اتِّفاق وقف إطلاق النار بين (الدولة اللبنانية، والجهات الدولية الضامنة، والعدو).

والعدو الإسرائيلي أيضاً يُصَعِّد ويواصل عدوانه على لبنان بكل أشكال الاعتداءات، من: جرائم القتل، والاختطاف، والتجريف، والهدم للمنازل، الاختطاف حتى للصيادين وللرعاة، وهي جرائم متنوعة، واعتداءات مستمرَّة، تكشف أنه لا يُعتمد عليه، ولا يُوثَق به، ولا حتى بالضامنين عليه في مسألة الاتِّفاقيات، وأن خيار المقاومة هو خيارٌ حتمي؛ ولـذلك يفترض بكل اللبنانيين أن يلتفوا أكثر وأكثر حول المقاومة في لبنان، وحول حزب الله في لبنان؛ باعتباره- فعلاً- الضمانة الحقيقية لدفع الخطر الإسرائيلي عن لبنان.

 

في ســوريـــا:

- نَفَّذ العدو الإسرائيلي غارات جوية.

- وكذلك استهدف بعض المناطق بالقصف المدفعي.

 

- نَفَّذ أيضاً عمليات توغُّل، وإنشاء حواجز.

- وعمليات دهم للمنازل، وتفتيش.

- عمليات تجريف لبعض الأماكن الزراعية، ولبعض الغابات والأحراش.

- وحتى مصادرة للمواشي، العدو الإسرائيلي صادر ونهب قطيعاً من الأغنام، يُقَدَّر بحوالي (مائتي رأس).

العدو الإسرائيلي، في هذه الجرائم الرهيبة والاعتداءات الكبيرة: بالإبادة الجماعية في قطاع غزَّة، باعتداءاته على المسجد الأقصى، واستهدافه للمسجد الأقصى ومدينة القدس، وفي الضِّفَّة الغربية، بسائر اعتداءاته، بإصراره على مصادرة الحق الفلسطيني، ومساعيه الدائمة لتصفية القضية الفلسطينية بكلها، وبكل ما يتعلَّق بها، باعتداءاته المستمرَّة على لبنان وعلى سوريا، بهذا النهج العدواني والإجرامي، هو يكشف عن تَنَصُّلِهِ عن كل خياراتٍ أخرى للتسوية، أو لما يراهن عليه البعض في الأنظمة العربية من حلول، يقدِّم فيها العرب التنازلات؛ بهدف تحقيق السلام.

وهو يواصل مساره الإجرامي معتمداً بشكلٍ أساسيٍ على الدعم الأمريكي، والشراكة الأمريكية من جانب، هذا من أكبر ما يحفِّزه على ما هو فيه من تصعيد، واعتداءات، وتجاوز لكل شيء: تجاوز للقوانين والأنظمة والأعراف، وتنكُّر لكل الدعوات العالمية لوقف جرائمه، هو يعتمد بشكلٍ أساسي على الدعم الأمريكي والشراكة الأمريكية من جانب.

ومن جانبٍ آخر: من أكبر ما شجَّعه على مواصلة ما يقوم به من جرائم، واعتداءات، وعدوان، هو التخاذل العربي، ومن حوله الإسلامي في معظمه، معظم الأنظمة العربية وفي العالم الإسلامي بشكلٍ عام، هي متخاذلة بشكلٍ كبير جداً، هم لا يقدِّمون ولا أقل القليل للشعب الفلسطيني، ولمجاهديه الأَعِزَّاء، ولا يتَّخذون أي مواقف عملية، في مقابل استمرار العدو في الإبادة الجماعية، استمراره في كل أشكال الانتهاكات والاعتداءات، وفي أبشع الجرائم وأفظعها، وهذا يشجِّعه، مهما أقدم عليه من تصعيد، مهما ارتكبه من جرائم، مهما أقدم عليه من خطوات عدائية، حتى تجاه مقدَّس من أهم مقدَّسات المسلمين (المسجد الأقصى)، هو يجد أنَّ الموقف هو الموقف، أنَّ الحال هو الحال لمعظم الأنظمة العربية، ومن حولها أيضاً معظم الأنظمة الإسلامية، في أنها لم تتحرك عملياً بشكلٍ جاد ضد ما يقوم به العدو الإسرائيلي، وهذا هو تفريطٌ عظيم في مسؤولية إنسانية، ودينية، وأخلاقية، وتفريط في قضايا تهم هذه الأُمَّة، هناك ما يهدد هذه الأُمَّة في أمنها، في دينها، في دنياها، في مصالحها، ما يشكِّل خطورةً كبيرةً وحقيقيةً عليها، وتتعاظم هذه الخطورة نتيجةً لهذا التخاذل، وهذا التجاهل غير المبرر، غير المبرر إطلاقاً؛ لأن بوسع هذه الأُمَّة أن تفعل الشيء الكثير.

باتت حالة الأنظمة العربية، ومن حولها معظم الأنظمة الإسلامية، أنها وصلت إلى مستوى لا يرقى إلى موقف الكثير من البلدان والدول غير الإسلامية، التي اتَّخذت خطوات عملية في المقاطعة الاقتصادية للعدو الإسرائيلي، في المقاطعة الدبلوماسية للعدو الإسرائيلي، في مواقف سياسية متقدِّمة على الكثير من الأنظمة العربية، والكثير من الأنظمة الإسلامية، وهذا معيبٌ من جهة، وفي نفس الوقت تفريطٌ وإخلالٌ واضح بالالتزامات الإيمانية، والدينية، والإنسانية، والأخلاقية، ويشكِّل خطورة كبيرة على هذه الأُمَّة؛ لأنها حينما تصل إلى هذا المستوى من التخاذل، وعدم الالتفات ولا الاهتمام إطلاقاً بقضايا ذات أهمية كبيرة جداً، في وزنها الديني والإيماني والأخلاقي، ومستوى أهميتها الإنسانية، وكذلك مستوى أهميتها فيما يتعلَّق بأمن هذه الأُمَّة، فيما يتعلَّق أيضاً بدين ودنيا هذه الأُمَّة.

تفريط بهذا المستوى له عواقبه المحتومة، في وعيد الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" فيما توعَّد به في القرآن الكريم، وفي سُننه في عباده، وفي سننه في عباده؛ لأن هذه الحالة من التخاذل والتفريط العظيم، الذي وصل إلى هذا المستوى من التَّفرُّج، وكأنَّ هذه الأُمَّة غير معنية- أصلاً- بما يحصل على الشعب الفلسطيني، الذي هو جزءٌ منها، وبلده جزءٌ من البلاد الإسلامية والعربية، والمسجد الأقصى من أهم مقدَّسات هذه الأُمَّة، ثم هم لا يفعلون ولا أقل القليل، ولا يقدِّمون ولا أقل القليل للشعب الفلسطيني، معظم الأنظمة العربية والإسلامية، ماذا تُقدِّم للإخوة المجاهدين في فلسطين، لحركات المقاومة في فلسطين؟! بل البعض من الأنظمة متواطئ مع العدو، ويصنِّف تلك الحركات المجاهدة في فلسطين بالإرهاب! وهذه الحالة خطيرة جداً.

الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" حينما قال في القرآن الكريم، في وعيده للمتربصين المتخاذلين، الذين اتَّجهت كل اهتماماتهم نحو حسابات المصالح بالمفهوم الخاطئ، الذي- في نهاية المطاف- سيخسرون حتى تلك المصالح التي آثروها، ومن أجلها تنصَّلوا عن مهامهم ومسؤولياتهم المقدَّسة:

- {فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}[التوبة:24].

- {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[التوبة:39].

- حينما يقول: {قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا}[الأحزاب:16]، {وَإِذًا لَا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلًا}[الأحزاب:16].

الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في وعيده الحق، وهو على كل شيء قدير، يأتي بالمتغيرات، والتي تتضمن تنفيذ وعيده، هو على كل شيء قدير، هو لا يعجز ولا يعيا في تدبيره وفي قدرته عن تنفيذ ما توعَّد به؛ ولـذلك فالمسألة مسألة وقت، إذا لم يعي أبناء هذه الأُمَّة، ولم يتَّجهوا بِجِدِّيَّة إلى النهوض بمسؤولياتهم وواجباتهم، التي عليهم القيام بها تجاه ما يحدث على الشعب الفلسطيني، ما يحدث ليس بالشيء الهين ولا البسيط، شاهدوا التلفاز، شاهدوا المشاهد المأساوية، والمؤلمة، والمحزنة جداً لمظلومية الشعب الفلسطيني، حتى في أيام عيد الأضحى، شاهدوا كيف كان العيد في قطاع غزَّة، كيف كانت حالة النازحين، الذين يستهدفهم العدو الإسرائيلي بالقنابل الأمريكية الحارقة والمدمِّرة إلى خيامهم؛ فيشويهم بها، ويشوي بها الأطفال والنساء، شاهدوا حالة الجوع، والبؤس، والحرمان، والمعاناة الكبيرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة.

هذه الأُمَّة بوسعها- على مستوى أنظمتها وبلدانها- أن تقدِّم الشيء الكثير للشعب الفلسطيني، بدلاً من تقديم تريليونات الدولارات للأمريكي، الذي يقدِّم كل الدعم الكامل من قنابل وكل أنواع السلاح للعدو الإسرائيلي، ويقدِّم له أيضاً المال، المبالغ المالية التي قدَّمها للعدو الإسرائيلي خلال عام تُقَدَّر بـ(عشرين مليار دولار)، خلال عامٍ واحد! فما بالك بما يقدِّمه له بشكلٍ مستمر!

المسألة خطيرة جداً، فالله آتٍ بأمره، والله منجزٌ ما توعَّد به، والمسألة خطيرة جداً في حالة التخاذل، والتفريط في المسؤوليات الكبيرة والعظيمة؛ لأن هذا التفريط له دوره الكبير في تشجيع العدو الإسرائيلي، كلما رأى الأُمَّة متخاذلةً أكثر؛ كلما تجرَّأ على أن يستمر ويواصل أكثر وأكثر في إبادته الجماعية للشعب الفلسطيني، في تجويعه للشعب الفلسطيني، في التعطيش... في كل أنواع الجرائم التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني.

ثم هذا المستوى من التخاذل، هو مما يكشف الحالة المؤسفة جداً لمعظم الأنظمة، وهي حالة أيضاً متفشِّية في أوساط الشعوب، حالة الإفلاس الإنساني والأخلاقي، وهي حالة خطيرة جداً في واقع أُمَّتنا.

الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" جعل شعائره وفرائضه الدينية، وحتى المناسبات الدينية، مما له أهميته في أثره التربوي، وفي الارتقاء الإيماني والأخلاقي لأبناء هذه الأُمَّة؛ لأن أبناء هذه الأُمَّة هم بحاجة ماسَّة إلى هذه التربية، التي ترتقي بهم على المستوى النفسي والأخلاقي والإيماني، وفي تعزيز الثقة بالله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، مما له أهميته في ميدان العمل، ولكن حينما لا يكون هناك التفات جاد للاستفادة من هذه المناسبات الدينية؛ فهذا يجعل الأُمَّة ضائعة، مهما كان هناك من مناسبات، من شعائر، من فرائض، هي تؤدِّيها بشكلٍ منفصلٍ تماماً عن أهدافها التربوية، وعن أثرها العظيم على المستوى النفسي، ثم على المستوى العملي.

أتى موسم الحج، والحجاج يُتِمُّون فريضة الحج، فريضة الحج هي من أعظم الفرائض الدينية، فريضة الحج هي من أهم الشعائر الإسلامية، ولها أهدافها التربوية، ولها أيضاً أهداف واسعة ومهمة في دين الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".

في أول حجٍ إسلاميٍ ما بعد فتح مكة، أعلن الرسول "صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ" البراءة من المشركين، وأرسل علياً "عَلَيْهِ السَّلَامُ" لتبليغ البراءة في الحج، في أول حجٍ إسلامي، وأصبح للحج الإسلامي ميزته وفق تعليمات الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، ووفق شرعه:

- فيما له من أثرٍ تربويٍ في التربية على تقوى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وفي الارتقاء الإيماني.

- وفيما له أيضاً من أهمية في ترسيخ الوحدة بين المسلمين، الوحدة القائمة على الاعتصام بحبل الله جميعاً، الوحدة القائمة على النهوض بمسؤولياتهم الجماعية، والاهتمام بقضاياهم وتوجُّهاتهم في إطار تعليمات الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى".

ولـذلك كان للحج أهميته وفاعليته في حيوية الأُمَّة، في قوتها، في عزتها، في توحدها، في تعاونها.

الآن تؤدَّى هذه الفريضة بكل برودة، بشكلٍ منفصل عن غاياتها، عن أهدافها، عن آثارها، وبشكل مجمَّد، يفقدها الكثير، ويفرِّغها من مضمونها المهم؛ فتبقى أشبه ما يكون بطقوس مُعَيَّنة لها أثر محدود في مستوى معيَّن، في الوقت الذي نرى الأُمَّة في أمسِّ الحاجة إلى الاستفادة من هذه الفريضة، ليكون لها أثرها في الواقع التربوي للأُمَّة، وفي إحياء هذه الأُمَّة من جديد، أن تحيا من جديد، كما أحياها الله بالإسلام في صدر الإسلام.

كذلك فيما يتعلَّق بعيد الأضحى، وهو مناسبة دينية عظيمة، ويقدِّم لنا الدروس المهمة في التسليم لأمر الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" فوق كل شيء، وهذا ما تحتاج إليه الأُمَّة، هناك فجوة كبيرة جداً في مسألة الالتزام بتعليمات الله وتوجيهات الله في واقع الأُمَّة، وهذه الفجوة لها أثرها السلبي جداً على الأُمَّة في واقعها، وفي حياتها؛ لأن أوامر الله وتوجيهات الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" كلها حكيمة، فيها الخير لنا، فيها العِزَّة لنا، فيها الحُرِّيَّة والكرامة، فيها كل الخير في الدنيا والآخرة، فكل إخلال بهذه التوجيهات والتعليمات، التي أمرنا الله بها ووجَّهنا إليها، له نتائجه، له آثاره السيئة في واقع الحياة، وهذه المشكلة خطيرة علينا كأمةٍ مسلمة، نحتاج إلى الالتفاتة الجادّة والواعية، وإصلاح العلاقة بهدى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" وبتعليماته، وإصلاح النظرة إليها، حتى تكون نظرةً صحيحة، وهذا ما يمكن أن يرتقي بنا.

هذه المناسبات التي تُرَبِّينا على تقوى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، والله قال عن الحج نفسه: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}[البقرة:197]، من أهم آثارها التربوية والإيمانية: أنَّها ترفع- في من يتأثر بها، ويستفيد منها، وينتفع بها- مستوى الشعور بالمسؤولية، يشعر بمسؤوليته أمام الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، ويدرك خطورة التفريط في هذه المسؤولية، ونحن أُمَّة عليها مسؤوليات كبيرة، ومسؤوليات مهمة، ومسؤوليات مقدَّسة: مسؤولية الجهاد في سبيل الله تعالى، مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... هذه مسؤوليات عظيمة ومهمة جداً، والأُمَّة في إخلالها بها تركت فراغاً في الساحة العالمية لصالح قوى الشر والإجرام والظلم، ثم تحوَّلت الأُمَّة إلى ضحية بنفسها، فلم يبق لها دورها على المستوى العالمي، لتكون هي الأُمَّة التي تنشر الخير في العالم، وتواجه الشر، وتتصدَّى للشر، لتكون هي الأُمَّة التي تنشر النور في العالم، وتتصدَّى لظلمات الطاغوت، لتكون هي الأُمَّة التي تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر؛ فأصبحت ساحتها- هي- ساحة للظلم، وللمنكرات، ولحركة قوى الظلام والضلال والباطل، من أعداء هذه الأُمَّة وأعداء الإنسانية.

ولـذلك هذه الحالة هي مؤسفة جداً، وينبغي لكل من يتحركون في إطار النشاط التوعوي والتبليغي في أوساط الأُمَّة، أن يعيدوا هذه الأُمَّة، ومن خلال القرآن الكريم، إلى الاهتداء بهدى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وإلى التعامل مع هذه المناسبات الدينية لتكون محطات تتزود منها الأُمَّة تربوياً وأخلاقياً، وترتقي إيمانياً، وتعالج هذه الحالة التي تنعكس على واقعها بكله، ثم يكون لها أضرارها الكبيرة في واقع الأُمَّة.

عندما يكون أهل الباطل، أهل الشر، أهل الإجرام، أهل الطغيان والعدوان؛ أكثر اهتماماً، أكثر جداً، أكثر حرصاً، أكثر مثابرةً، وأكثر اهتماماً من هذه الأُمَّة في قضاياها العادلة، في مظلوميتها، في مسؤولياتها المقدَّسة... وغير ذلك، هذه المفارقات مؤسفة جداً، ولا تليق أبداً، وتدل على مدى الخلل الكبير في واقع الأُمَّة، والذي يشكِّل خطراً عليها ليس فقط في الدنيا؛ وإنما في الآخرة أيضاً.

كذلك فيما يتعلَّق بالاستفادة من التاريخ، والأحداث التاريخية، واقتباس الدروس منها، في الأيام الماضية مرَّت بنا ذكرى ما يسمَّى بـ[النكسة]، (ذكرى النكسة) هزيمة حزيران 1967م، حينما تمكَّن العدو الإسرائيلي- آنذاك- من إلحاق الهزيمة بثلاثة جيوش عربية، مسنودة عربياً، واحتل- آنذاك- بقية فلسطين، وأجزاء من دول عربية أخرى خلال ستة أيام فقط، خلال معركة ستة أيام فقط، الجيوش العربية- آنذاك- لم تكن تنقصها العُدَّة، ولا العتاد، كانت متمكِّنة، وكانت تمتلك بأكثر مما يمتلكه العدو الإسرائيلي، فيما يتعلَّق بالعدَّة والعتاد.

تلك الهزيمة كان لها تأثيرها السيء جداً على المستوى النفسي والمعنوي، وبشكل غير مبرر، على الأنظمة العربية، بل وحتى فيما يتعلَّق بالجانب السياسي، والخيارات السياسية والمواقف، بالرغم من أنَّ العرب اجتمعوا فيما بعد ذلك- بعد تلك النكسة والهزيمة- في السودان، وأعلنوا لاءاتهم الثلاث: [لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف]، إلَّا أنهم عملياً اتَّجهوا عكس ذلك تماماً، لم يعالجوا وضعهم، ولم يشخِّصوا بِدِقَّة الأسباب التي كانت وراء هزيمتهم، ولم يعملوا على معالجة تلك المشكلة، بل اتَّجه أكثرهم الاتِّجاهات الخاطئة التي تخدم العدو الإسرائيلي.

لو أنهم اتَّجهوا فقط لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته بشكلٍ جاد، وتسليحه، وتدريبه، وتأهيله، ودعمه اقتصادياً، وعسكرياً، وسياسياً، بالشكل المطلوب؛ كان هذا الخيار لوحده فعَّال، ومؤثِّر، ومهم جداً، لكان خياراً فعَّالاً ومؤثراً ومفيداً، لكنهم- حتى مع الوقت، حتى مع المتغيرات التي حدثت فيما بعد- لم يستفيدوا من نموذج المقاومة الناجح، المقاومة الفلسطينية للإخوة المجاهدين في الحركات الجهادية الفلسطينية، ولا المقاومة اللبنانية، التي حققت أيضاً في ما بعد نجاحات وانتصارات كبيرة وعظيمة ومهمة، في الوقت الذي ثبت نجاح ذلك النموذج، وألحق الهزائم تلو الهزائم بالعدو الإسرائيلي، لم يبادروا إلى احتضانه، إلى دعمه، إلى مساندته، إلى الاهتمام به؛ بل على العكس من ذلك: معظم الأنظمة العربية كانت مواقفها سلبية تجاه حركات المقاومة والجهاد في فلسطين وفي لبنان، ونظرتها سلبية، وتعاملها سلبي إلى حدٍ كبير، البعض صنَّفها- في نهاية المطاف- بالإرهاب، صنَّفوا الحركات المجاهدة في فلسطين بالإرهاب، وصنَّفوا حزب الله في لبنان بالإرهاب.

الــدرس الآن ماثـــلٌ أمــام الجميـع، وواضــحٌ بشكــلٍ جـلي:

- هناك في ذلك النموذج للجيوش العربية، الذي انهزم خلال ستة أيام فقط هزيمةً مدوية، مع أنَّه كان في وضع مريح، ليس محاصراً، ليست وضعية حصار مطبق، كالحالة التي هي قائمة الآن في قطاع غزَّة، كذلك على مستوى العدة والعتاد، وإمكانات التسليح، إمكانات التلافي للوضع، إمكانات الترميم، والبناء، والتأهيل، كل شيءٍ متاح بالنسبة للأنظمة العربية في تلك المرحلة.

- والحالة القائمة الآن، بالنسبة للنموذج القائم في قطاع غزَّة لإخوتنا المجاهدين في حركات المقاومة، الذي صمد بكل بسالةٍ وثبات في مواجهة العدو الإسرائيلي، ولا يزال يصمد، ولأكثر من ستمائة يوم، ولأكثر من ستمائة يوم، مع المفارقات الواضحة فيما يتعلق بوضع إخوتنا المجاهدين في فلسطين في قطاع غزَّة، بإمكاناتهم العسكرية المحدودة جداً، فيما يتعلق بالتسليح، فيما يتعلق بالإمكانات المادية، وكذلك فيما يتعلق بالفارق الكبير بين وضع العدو الإسرائيلي آنذاك، في نوعية إمكاناته وقدراته العسكرية، وما بحوزته الآن من إمكانات وقدرات، وما يقدِّمه له الأمريكي في هذه المرحلة من إمكانات وقدرات عسكرية متطوِّرة، وذات قوة كبيرة في التدمير... وغير ذلك، إمكانات الرصد، والاستهداف، الإمكانات المعلوماتية والعملياتية، الفارق كبير جداً.

العدو الإسرائيلي، وهو أضعف مما عليه الآن بكثير، تمكَّن آنذاك من هزيمة ثلاثة جيوش عربية- وذلك في وضعية ممتازة من حيث الإمكانات والعتاد والعُدَّة- خلال ستة أيام؛ وفشل في القضاء على المقاومة والإخوة المجاهدين في قطاع غزَّة، وعلى مدى أكثر من ستمائة يوم، وفشل في تحقيق أهدافه المعلنة لعدوانه، من مسألة استعادة أسراه من دون صفقة تبادل، من مسألة القضاء على الإخوة المجاهدين في قطاع غزَّة.

هذه المفارقات الواضحة، بالرغم من الفوارق في الإمكانات:

- سواءً بالنسبة للإخوة المجاهدين في قطاع غزَّة، ووضعهم المختلف تماماً عمَّا كان عليه حال الجيوش العربية.

- أو بالنسبة للعدو، في المفارقة الكبيرة بين حجم إمكاناته وقدراته- آنذاك- يوم هزم الجيوش العربية، وفي هذه المرحلة، مع ما يحظى به من دعمٍ مفتوح من الجانب الأمريكي، ومتقدِّم، ومتطوِّر، وبإمكانات وقدرات كبيرة.

لماذا لا يأخذ العرب العبرة من هذا الدرس؛ ليقدِّموا الدعم الصادق والكبير والمتاح، الذي بإمكانهم أن يقدِّموه للإخوة المجاهدين في فلسطين، وللشعب الفلسطيني؟!

هناك تخاذل كبير جداً، هناك تجاهل وعمى، وعدم استفادة لا من دروس التاريخ، ولا من الحقائق والوقائع الواضحة، وإلَّا فهذا درسٌ كبيرٌ جداً، درسٌ يوضِّح- فعلاً- أنَّ هناك نموذج ناجح، هناك أسباب لنجاحه، وهو جديرٌ بتقديم كل أشكال الدعم له، وتقديم الدعم الكامل له كفيلٌ بأن يكون له أثره الكبير في ميدان الصراع مع العدو الإسرائيلي.

فيمــا يتعلَّـق بالأنشطـــة المتضامنـــة مـع فلسطـــين:

- كان هناك أيضاً من مجريات الأسبوع السفينة (مادلين)، وهي خطوة رمزية لكسر الحصار، نفذها اثنا عشر شخصاً من بلدان متعددة، مع مساعدات رمزية غذائية وطِبِّيَّة، سطا عليها العدو الإسرائيلي في المياه الدولية، وأخذها، واختطف الناشطين الإنسانيين.

- فيمــا يتعلَّـق بالمظاهــرات:

o خرجت مظاهرات في المغرب، والأردن، وتونس.

o كذلك خرجت مظاهرات كبيرة في فرنسا، قرابة مائتي مظاهرة، ومظاهرات كبيرة، شارك فيها مئات الآلاف، منها: مظاهرة في باريس، بعشرات الآلاف في باريس خرجت.

o كذلك مظاهرات في أمريكا، بالرغم من القمع والاعتقالات.

o ومظاهرات في: إسبانيا، وكندا، وهولندا، وإيطاليا، وألمانيا، وبريطانيا، وبلجيكا.

- هناك أيضاً إجراءات أعلنت عنها بعض الدول الأوروبية، ضد البعض من المجرمين الصهاينة، هي إجراءات محدودة ورمزية.

ولكن الإجراء الصحيح- إذا كان لدى تلك الدول حرص على سمعتها الإنسانية، وعلى قيمها الليبرالية؛ لأنها تفتضح، ما يحدث في فلسطين، وما يرتكبه العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، فيه فضيحة كبيرة جداً للغرب، أنه لا يلتزم بأي قيم، لا إنسانية، ولا ليبرالية... ولا غير ذلك، هو يعكس حالة التوحش والإجرام، والغرب شريك للعدو الإسرائيلي فيما يرتكبه من جرائم، والبعض من الأنظمة الغربية محرج، محرج تجاه هذا المستوى من الانكشاف، من الفضيحة والوضوح؛ فيحاولون أن يُغَطُّوا على وضعهم وعلى سمعتهم ببعض من الإجراءات المحدودة، كما هو حال بريطانيا، بريطانيا التي لها الدور الأول، والوزر الأكبر في كل ما جرى ويجري على الشعب الفلسطيني، منذ أن قامت هي باحتلال فلسطين، ثم قامت هي باحتضان العصابات الصهيونية الإجرامية، وتمكينها من الاحتلال لفلسطين بعدها، تقوم ببعض الإجراءات الشكلية والمحدودة- الإجراءات الحقيقية، التي يمكن أن تكون معبِّرة عن توجُّه جاد، ضد ما يرتكبه العدو الإسرائيلي من إبادة جماعية وإجرام في فلسطين ضد الشعب الفلسطيني، هي واضحة، من مثل:

- الإيقاف لأي تعاون عسكري مع العدو الإسرائيلي، بما في ذلك بيع السلاح، أو هبة السلاح للعدو الإسرائيلي.

- خطوات عملية في المقاطعة الاقتصادية، في المقاطعة السياسية، في إجراءات عملية واضحة وحقيقية.

فيمــا يتعلَّـق بجبهــة الإسنــاد من يمـن الإيمـان والجهــاد، في (معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس):

تستمر العمليات العسكرية بالقصف الصاروخي وبالمسيَّرات إلى عمق فلسطين المحتلة، ضد العدو الإسرائيلي، وإسناداً للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأَعِزَّاء.

في هذا الأسبوع نُفِّذت العمليات بـ(أحد عشر صاروخاً بالِسْتِّياً، وفرط صوتي، وطائرة مسيَّرة)، استهدفت أهدافاً تابعة للعدو الإسرائيلي في (حيفا، ويافا، وأسدود) في فلسطين المحتلة، منها: خمسة صواريخ كانت باتجاه (مطار اللد)، الذي يسمِّيه العدو الإسرائيلي باسم المجرم [بن غوريون] في يافا المحتلة.

وكان من أبرز هذه العمليات في هذا الأسبوع: عملية مساء الثلاثاء، كانت عملية قوية، ومؤثِّرة، وناجحة بفضل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وكان مـن نتائجهــا:

- إحداث إرباك وتخبُّط واضح في المنظومة الدفاعية للعدو الإسرائيلي، حيث أطلقوا العديد من الصواريخ الاعتراضية، بعضها تزامن مع إقلاع إحدى الطائرات من (مطار اللد).

- كذلك شوهدت أعمدة الدخان من محيط المطار، متصاعدة من محيط المطار، مما يعني وصول الصاروخ إلى هدفه.

- وكذلك أيضاً أجبرت هذه العمليات الملايين من المغتصبين الصهاينة اليهود على الهروب إلى الملاجئ، وتفعيل صافرات الإنذار في المئات من المدن والبلدات المغتصبة في فلسطين.

تأتي هذه العمليات في إطار العمل المستمر، الهادف لفرض حصارٍ جوي على العدو الإسرائيلي، وهذا ما تسعى إليه قواتنا لتحقيق هذا الهدف المهم؛ رداً على تصعيد العدو الإسرائيلي، وارتكابه جرائم الإبادة.

فيمــا يتعلَّــق بالحصــار البحــري، في (البحر الأحمر، وخليج عدن، وباب المندب): هو مستمر، الملاحة ممنوعة على العدو الإسرائيلي، وهو متوقِّف عن الملاحة في مسرح العمليات، ولكن- كما قلنا- هناك أنظمة عربية وأنظمة إسلامية، وعبر البحر الأبيض المتوسط، توصل إليه من خلال السفن البضائع، وتنقل كذلك البضائع لصالح العدو الإسرائيلي، وهذا شيء مؤسف جداً!

فيمــا يتعلَّـق بالأنشطــة الشعبيــة: كان هناك مئات الوقفات في عيد الأضحى في معظم مصليات العيد، والأنشطة بكلها- بإذن الله وتوفيقه- سيواصلها شعبنا العزيز، من: وقفات، وفعاليات، وندوات... ومختلف الأنشطة، وكذلك أنشطة التعبئة العامة، وكذلك المسيرات والخروج المليوني؛ لأن هذا جهاد في سبيل الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وأعمال متاحة، وفي إطار المسؤولية الإيمانية والأخلاقية والدينية، الاستمرار فيها هو جهاد، هو أداء لفريضة مقدَّسة، الاستمرار فيها أيضاً هو من الوفاء، من القيم الإنسانية والإيمانية والأخلاقية، من الشهامة والمعروف، وشعبنا شعب الإيمان، يمن الإيمان والحكمة، يمن الوفاء، والقيم، والأخلاق؛ ولـذلك سيواصل- بإذن الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"- كل هذه الأنشطة، ويستمر في موقفه المتكامل (رسمياً، وشعبياً)، وعلى كل المستويات، وفي كل المجالات، متقرِّباً إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" بذلك، مؤدِّياً واجبه الإيماني والأخلاقي والإنساني، مدركاً أهمية ذلك، سواءً في القربة إلى الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وما يترتب على ذلك من نتائج في تدبير الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، ما يكتبه من الخير لمن استجاب له، وهو القائل عن الجهاد في سبيله: {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[الصف:11]، وفعلاً من هذا الخير: العِزَّة الإيمانية، والسَّلامة من الخزي؛ لأن حالة الاستسلام، والخضوع، والخنوع لأعداء الله، وأعداء الإنسانية، هي تزيد من يتَّجهون ذلك الاتِّجاه ذُلّاً، وهواناً، وانحطاطاً، ويطبع الله على قلوبهم، ويزدادون رعباً، وخوفاً، وهلعاً، وجزعاً، وخنوعاً، واستسلاماً، وعواقب ذلك خطيرة عليهم في الدنيا والآخرة.

من نعمة الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، ومن توفيقه، ومن فضله العظيم، وهو القائل عن الجهاد في سبيله: {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ}[المائدة:54]، من نعمة الله، من فضله، من توفيقه: أن يتحرك شعبنا في إطار هذا الموقف العظيم والمتكامل، ومن الشكر لهذه النعمة: هو الاستمرار، هو الاستقامة، هو الثبات، هو الجد في الاستمرارية بدون كلل، ولا ملل، ولا فتور، ولا تهاون، هو الوعي الدائم بعظمة وأهمية أن نقف هذا الموقف، الذي يرضي الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، الذي فيه الشرف والفضل في الدنيا والآخرة، الذي له نتائجه المهمة على المستوى التربوي والنفسي والعملي، وفي بناء واقعنا كشعبٍ وبلدٍ قوي، يسعى للارتقاء على المستوى المعنوي، وعلى المستوى العملي، وعلى مستوى تطوير قدراته وإمكاناته، وهذا ما لاحظنا أهميته وآثاره خلال كل هذه المُدَّة الزمنية، على مدى عشرين شهراً، كل النتائج والآثار هي مباركة، ولصالح شعبنا العزيز، قدَّمنا التضحيات. صحيح، تضحيات في سبيل الله تعالى، فيما يستحق منَّا أن نُقدِّم فيه التضحيات، وتضحيات مثمرة، لها نتيجتها وأهميتها.

أدعو شعبنا العزيز بدعوة الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، بدعوة المسجد الأقصى، بدعوة القرآن الكريم، إلى الخروج المليوني يوم الغد إن شاء الله تعالى، في العاصمة صنعاء في ميدان السبعين، وفي بقية المحافظات والمديريات والساحات، وحسب الترتيبات والإجراءات المعتادة.

نَسْألُ اللَّهَ "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" أَنْ يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاكُم لِمَا يُرْضِيه عَنَّا، وَأَنْ يَرْحَمَ شُهْدَاءَنَا الأَبْرَار، وَأَنْ يَشْفِيَ جَرْحَانَا، وَأَنْ يُفَرِّجَ عَنْ أَسْرَانَا، وَأَنْ يَنْصُرَنَا بِنَصْرِه، إِنَّهُ سَمِيْعُ الدُّعَاء، وَأَنْ يُعَجِّلَ بِالفَرَجِ وَالنَّصْرِ لِلشَّعْبِ الفِلَسْطِينِيِّ المَظْلُوم، وَلِمُجَاهِدِيهِ الأَعِزَّاء.

نأمل- إن شاء الله- أن يكون الخروج يوم الغد خروجاً واسعاً، هذا من الوفاء لله، وللشعب الفلسطيني، وللإسلام، وللقرآن، الشعب الفلسطيني في مرحلة صعبة جداً، لابدَّ أن تكون كل الأنشطة مستمرَّة، أن يكون الصوت عالياً، أن يكون الحضور كبيراً.

الاستمرار والثبات هو خيارنا؛ لأن هذا أساسٌ في مسؤولياتنا الإيمانية والدينية.

 

وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ؛؛؛

مقالات مشابهة

  • (نص) كلمة السيد القائد حول آخر التطورات والمستجدات 16 ذو الحجة 1446هـ
  • نص كلمة قائد الثورة حول مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية
  • قائد الثورة: اليمن سيستمر في موقفه المتكامل رسميًا وشعبيًا وعلى كل المستويات نصرة للشعب الفلسطيني
  • السيد القائد يدعو أبناء الشعب اليمني للخروج المليوني غدًا بالعاصمة صنعاء والمحافظات
  • السيد القائد: العدوان الإسرائيلي مستمر منذ 20 شهراً ومجازره تكشف فشل الرهانات وتسقط أوهام التسوية
  • السيد القائد ينتقد تواطئ بعض الانظمة مع العدو الصهيوني
  • السيد القائد :حصيلة جرائم العدو الإسرائيلي في غزة هذا الأسبوع أكثر من 2400شهيد وجريح
  • صنعاء تُشعل جبهة جديدة ضد إسرائيل: مرحلة الردع المباشر تبدأ من البحر الأحمر
  • رابطة علماء اليمن تجدد التأكيد على حُرمة ومنكر الصمت على الإجرام في غزة
  • السوكني: التشكيلات العسكرية التي زرناها في طرابلس حريصة على استمرار حالة الاستقرار