شهدت العقود الأخيرة تغيرات ملحوظة في سن البلوغ لدى الفتيات، حيث بات البلوغ المبكر ظاهرة متزايدة، مع تسجيل حالات بدء البلوغ في سن 9-10 سنوات مقارنة بمتوسط العمر السابق الذي كان يتراوح بين 11- 13 عاما، ما دفع الباحثين لدراسة الأسباب المحتملة وراءه.

ومن بين الفرضيات المثيرة للجدل هي تأثير التعرض اليومي للمواد الكيميائية في البلاستيك، مثل مركب "البيسفينول إيه" (BPA) والفثالات، ودورها في اضطراب الهرمونات وتسريع عملية النضج.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4دراسة تجيب: لماذا تتغيّر رائحة الطفل الطيبة بعمر المراهقة؟list 2 of 4طفل كبير سيئ المزاج.. ماذا تعرف عن "طفرة النمو" في المراهقة؟list 3 of 4إحدى أصعب مهام الأمهات.. كيف تحضرين ابنتك للدورة الشهرية؟list 4 of 4دراسة بريطانية: بلوغ الفتيات المبكر مرتبط باكتساب الوزنend of list تعريف البلوغ المبكر

هو مرحلة انتقالية في النمو الجسدي والنفسي، تبدأ فيها الأعضاء التناسلية بالنضوج، ويظهر هذا عادة عند الفتيات من سن 11 إلى 13 عاما. إلا أن الدراسات الحديثة أشارت إلى انخفاض عمر البلوغ بشكل كبير ليصل إلى سن 9-10 سنوات.

ومرحلة البلوغ لا تبدأ من الحيض، بل من ظهور العلامات الفسيولوجية التي تشير إلى استعداد الجسم للنضوج الجنسي. تبدأ هذه المرحلة عادةً بتغيرات فسييولوجية واضحة مثل نمو الثديين، وظهور الشعر في بعض مناطق الجسم، وزيادة في الطول. هذه التغيرات تشير إلى أن الجسم يبدأ في إنتاج الهرمونات الجنسية التي تؤدي إلى النضج التدريجي للجسم.

عادةً ما تظهر هذه العلامات الأولى قبل فترة الحيض بفترة تتراوح بين سنتين إلى 3 سنوات. وفي المتوسط، قد تبدأ هذه العلامات بين سن 8 إلى 13 سنة، ويعتمد ذلك على عوامل وراثية وبيئية. بعد ظهور هذه العلامات الأولية بمدة معينة، يحدث الحيض كجزء من المرحلة الأخيرة للبلوغ، وهو مؤشر على أن الجسم أصبح قادرا على التكاثر.

الغذاء يلعب دورا مهما في توقيت البلوغ (شترستوك) لماذا اختلف سن البلوغ مؤخرا؟

من أبرز الأسباب التي ساهمت في انخفاض سن البلوغ:

التعرض للمواد الكيميائية المعطلة لعمل الغدد الصماء:

تشير دراسة نُشرت في مجلة "إنفايرونمنتال هيلث برسبيكتيفز" إلى أن المواد الكيميائية مثل "البيسفينول إيه" والفثالات يمكن أن تتصرف في الجسم كاستروجين صناعي، وهذا يؤدي إلى اضطرابات في الهرمونات وتسريع عملية البلوغ.

وأفادت دراسة شاملة نشرتها مجلة "بيدياتريكس" بأن التعرض للمواد الكيميائية التي تعطل الغدد الصماء، خاصة "البيسفينول إيه"، كان له ارتباط مباشر بتسريع سن البلوغ عند الفتيات. وأكدت الدراسة على أن مستويات "البيسفينول إيه" المرتفعة في الجسم مرتبطة بانخفاض سن البلوغ بمقدار 6 أشهر إلى سنة كاملة.

كما أشارت دراسة نشرت في مجلة "كلينيكال إندوكرينولوجي آند ميتابوليزم" العلمية إلى أن الفثالات قد تكون مسؤولة عن تسريع النضوج الجنسي، حيث أظهرت عينات بول الأطفال مستويات مرتفعة من الفثالات مرتبطة بانخفاض عمر البلوغ.

التغيرات الغذائية:

تشير الدراسات إلى أن الغذاء يلعب دورا مهما في توقيت البلوغ، فقد أظهر بحث نُشر في مجلة "ذا لانست"، أن النظام الغذائي الذي يحتوي على أطعمة عالية التجهيز والدهون المشبعة والسكريات المضافة قد يساهم في تغيير أنماط النمو الهرموني. لكن التعرض للبلاستيك قد يكون العامل الأهم، وفق تقرير من منظمة الصحة العالمية التي اعتبرت أن استخدام البلاستيك بشكل واسع هو أحد الأسباب الرئيسة وراء هذه الظاهرة.

هل هناك خطورة من البلوغ المبكر؟

تتضمن المخاطر الصحية والنفسية للبلوغ المبكر:

مشكلات نفسية: أظهرت دراسة نُشرت في "جورنال أوف أدوليسنت هيلث" أن الفتيات اللاتي يعشن تجربة البلوغ المبكر يواجهن معدلات أعلى من القلق والاكتئاب.

زيادة مخاطر الأمراض: البلوغ المبكر مرتبط بزيادة احتمالات الإصابة بالسمنة، وأمراض القلب، ومشاكل الهرمونات في المستقبل، وفقا لتقرير "مايو كلينك".

كيفية تأخير البلوغ

تجنب التعرض للمواد الكيميائية: استخدام أدوات طهي وتخزين الطعام المصنوعة من الزجاج أو الفولاذ المقاوم للصدأ.

وأظهرت دراسة من جامعة هارفارد أن الأشخاص الذين قللوا من استخدام البلاستيك لاحظوا انخفاض مستويات (بيسفينول إيه) في أجسامهم.

الاهتمام بالنظام الغذائي: تناول الطعام الطبيعي والحد من الأطعمة المصنعة والمعبأة في عبوات بلاستيكية.

تشجيع النشاط البدني: ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن تساهم في تأخير بداية البلوغ.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات للمواد الکیمیائیة البلوغ المبکر سن البلوغ إلى أن

إقرأ أيضاً:

البلاستيك الممزق في مواجهة المنخفض الجوي.. عائلات بغزة تبيت في العراء

ما إن وصلت طلائع المنخفض الجوي إلى قطاع غزة، حتى تلاشت آخر خيوط الأمل لدى مئات الآلاف من النازحين في صمود خيامهم المتهالكة أمام رياح الشتاء وأمطاره.

في دير البلح وسط القطاع، تحوّل المشهد إلى مأساة إنسانية مركبة، حيث لم يواجه النازحون البرد بأغطية تقيهم الصقيع، بل بـ"أغطية بلاستيكية ممزقة" لم تمنع عنهم ولا عن أطفالهم سيول المياه التي اجتاحت "مآويهم" الهشة.

اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3منخفض جوي يُغرق خيام النازحين بغزة ويفاقم معاناتهمlist 2 of 3مياه الأمطار تغمر خيام النازحين في حي الزيتون بمدينة غزةlist 3 of 3أوضاع صعبة.. الأمطار الغزيرة تغرق خيام النازحين والشوارع بغزةend of listأجسادنا هي "المدفأة"

في مشهد يُجسد قمة العجز والقهر، تروي سيدة نازحة كيف قضت ليلتها وهي تحاول تدفئة عائلتها في ظل انعدام الفُرش والأغطية، قالت وهي تبكي: "قضينا الليل لحّمنا ببعض عشان ندفى.. هذا بدو ينام في البطانية وهذا بدو ينام فيها".

وتضيف السيدة أن خيمتها لم تصمد، فالمطر لم يغرق المكان فحسب، بل "أكل الأرض" تحتهم، في ظل غياب أدنى مقومات الحياة: "لا أواعي (ملابس) عندنا، ولا فراش".

المعاناة لا تقتصر على حالة فردية، فحسب تقارير ميدانية، فإن أكثر من 90% من خيام النازحين في القطاع باتت مهترئة تماما، وهي عبارة عن أقمشة بالية ونايلون ممزق لا يصمد أمام الرياح ولا يمنع تسرب المياه، ما يجعل خيار "التلاصق الجسدي" الوسيلة الوحيدة للنجاة من التجمد.

المأساة لم تفرق بين قوي وضعيف، إذ وجد شاب نفسه عاجزا عن توفير ملاذ لزوجته الحامل في شهرها الثامن.

وقف الشاب أمام خيمته التي لا تتجاوز مساحتها مترا ونصف المتر وقد غمرتها المياه بالكامل، قائلا: "اضطررت لنقل زوجتي لمكان آخر حفاظا على الجنين.. أنا الآن في العراء، لا يوجد مكان يؤويني، المياه دخلت عليّ وبهدلتنا".

وفي زاوية أخرى من المخيم الغارق، يصرخ أب يحمل همّ أطفاله المرضى: "الأولاد غرقوا، عندنا أطفال وكبار سن ومرضى.. الأولاد طول الليل يكحوا، مسكتهم في حضني عشان أدفيهم".

ويصف الأب الوضع الكارثي قائلا: "ما فيش حرامات (أغطية).. بنعوم في الميه عوم".

محاولات يائسة

حاول بعض النازحين تدارك الموقف عبر إقامة سواتر رملية لمنع تدفق السيول من الشوارع إلى داخل الخيام، لكنّ جهودهم ذهبت أدراج الرياح أمام غزارة الأمطار وهشاشة البنية التحتية.

إعلان

وأكد عدد من النازحين أن الرمال التي وضعوها لم تمنع تسرب المياه، لتتحول عشرات الخيام في المنطقة إلى برك مياه موحلة.

تقول سيدة أخرى وهي تشير إلى أطفالها المبللين: "نفسي بخيمة.. خيمتي ممزعة (مهترئة) من الداخل، عندي فرشتين لأربعة أنفار وكلها ميه".

حصار جغرافي ومناخي

ومما يفاقم الأوضاع، سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من 50% من مساحة القطاع، الأمر الذي يؤدي إلى تكدس النازحين في مساحات ضيقة جدا، ويضطرهم لنصب خيامهم على الأرصفة وفي الشوارع الموحلة، وفي باحات المدارس التي تفتقر لأدنى مقومات الصرف الصحي.

وأمام هذا الواقع القاسي، ومع التوقعات بمنخفضات جوية أشد برودة في الأيام المقبلة، يطلق النازحون مناشدات لتوفير "كرفانات" (بيوت جاهزة) أو شوادر قوية تقيهم الموت بردا، في شتاء يبدو أنه سيكون الأقسى على الغزيين، الذين يواجهون حرب الإبادة من السماء، وحرب الطبيعة على الأرض بصدور عارية.

وتأتي هذه المشاهد المأساوية في وقت يشير فيه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى أن نحو مليون و300 ألف شخص في غزة بحاجة ماسة إلى مأوى عاجل، في ظل استمرار الحرب والحصار، وغياب أي حلول حقيقية تلوح في الأفق لإنقاذ ما تبقى من إنسانية في القطاع المنكوب.

مقالات مشابهة

  • أين تختبئ المواد الكيميائية الأبدية في مشترياتك؟
  • شهادات الادخار والودائع أم أذون الخزانة.. أيهما تفضل؟
  • خلل أثناء قفز مظلي من الطائرة بأستراليا كاد يتسبب بكارثة (شاهد)
  • البرلمان النمساوي يصادق على حظر الحجاب للفتيات دون 14 عاماً
  • تحذير عاجل.. أجهزة منزلية تهدد صحة الرئة
  • وفيات وجرحى .. الضباب يتسبب بحادث مروع في الأنبار
  • اصطدام مركبتين في حائل يتسبب بحالة وفاة وإصابتين ويثير تحرك المرور
  • أطباء: قلة التعرض للشمس تزيد خطر نقص فيتامين D خلال الشتاء
  • النمسا تحظر ارتداء الحجاب في المدارس للفتيات دون 14 عامًا
  • البلاستيك الممزق في مواجهة المنخفض الجوي.. عائلات بغزة تبيت في العراء