يمانيون:
2025-12-09@00:35:08 GMT

المشروعُ القرآني في وجه أمريكا القبيح

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

المشروعُ القرآني في وجه أمريكا القبيح

د. محمد شرف الدين

منذ غزا شذاذُ الآفاق الأُورُوبيون أمريكا تجرَّعَ العالَمُ ويلات الفساد والإجرام؛ فمنذ الوهلة الأولى أبادوا ملايين السكان الأمريكيين الأصليين (أصحاب الأرض)، مع إمْكَانية التعايش معهم، فالأرض واسعة جِـدًّا تتسع للجميع وبفائض؛ لكن أيدولوجيا القبح اللامتناهي يمتزج بالأكسجين الذي يسري في دمائهم؛ ولذا لو حتم الأمر إبادة آلاف من أبناء جلدتهم؛ مِن أجلِ تغذية قبحهم؛ لبادروا، كما فعلوا في أحداث الـ ١١ من سبتمبر ٢٠٠١م، فكان أدق توصيف لهم، وأحصف وأحكم تقييم لهم قولة الإمام الخميني- رحمه الله-: (أمريكا الشيطان الأكبر).

نعم؛ إبليس هو أبو الشياطين، وقائد لوائهم في الدنيا، وقائد لوائهم إلى النار؛ لكن المهمة الشيطانية التي أوكلت لأمريكا في هذا العصر فاقت بشاعتها مجموع الأعمال الشيطانية فتكًا بالبشرية، بل هي عصارة تجارب الشياطين السابقين، فقال تعالى: {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}، [سُورَةُ الأَنعَامِ: ١١٢]، فهم يتناقلون التجارب، ويستفيد اللاحق من الخبرات الشيطانية المتراكبة عبر العصور، ناهيك عن الإمْكَانيات المهولة للشيطان الأكبر، ومخلفاتها المأساوية التي رشحَّته بامتيَاز لهذا المنصب الشيطاني.

وفي المقابل النقيض تتراءى المكانةُ العظيمة، والمنزلة الكبيرة لشهيد القرآن السيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه-؛ إذ انطلق بالمشروع القرآني لمواجهة الشيطان الأكبر في زمن طغا عليه الصمت والخنوع، والاستسلام، بل بايع الجميع، وقلَّد السوادُ الأعظم العالمي قيادةَ العالم للشيطان الأكبر، فانبرى رضوانُ الله عليه؛ ليقولَ لأمريكا: (لا)، وأطلق شعار الصرخة: (الله أكبر- الموت لأمريكا- الموت لإسرائيل- اللعنة على اليهود- النصر للإسلام)، مع المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، وتصيير قضية فلسطين قضيةً مركَزيةً، ومواكبته ذلك بتوعية قرآنية شاملة، وبناء أُمَّـة على مستوى المواجهة.

لقد أدرك الشيطانُ الأكبر خطرَ المشروع القرآني على كيانه القبيح؛ فأسرع -عبرَ أدواته النفاقية- لوأد المشروع، وخسرت الأُمَّــة في ٢٠٠٤م قائدًا عظيمًا؛ لكن راية الله تعالى لم تتهاوَ، فالله غالب على أمره.

استمر الشيطان الأكبر في ممارساته الإجرامية، فاحتل أفغانستان، والعراق، وتحالف ضد سورية، وبعثر ليبيا، وحاصر إيران، ونهب ثرواتِ المسلمين، وسعى بكل ثقله السلطوي في سبيل تصفية القضية الفلسطينية، أما اليمن، وما أدراك ما اليمن؟! فقد كانَ المشروعُ القرآني بقيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- تتسارعُ خطواتُه الحضارية النهضوية في سباق محموم مع الشيطان الأكبر وجلاوزته، حتى حقّق الله تعالى، وبتوفيقه وعونه، إنجازات للمشروع القرآني كان يتطلع لها شهيد القرآن -رضوان الله عليه-، ويتطلع لها كُـلّ شهيد ارتقى في ظل هذا المشروع.

تسارعت الأحداث برومانتيكية عالية، حَيثُ فشلت الأدوات النفاقية في ست حروب، وسرعان ما فر الشيطان الأكبر من صنعاء، حتى صاح المجرم نتنياهو من خطر المشروع القرآني على كيانه المغتصب، وتكلل صراخُه بتقهقر تحالف العدوان السعوأمريكي إماراتيإسرائيلي، وهزيمته في اليمن على مدى تسع سنوات من العدوان الإجرامي.

خرج اليمن بمشروعه القرآني من بين براثن الذئاب سالمًا غانمًا قويًّا بأعظم مما قبل، وتوجّـه مباشرة، وبفاصل زمني صفري إلى مساندة الشعب الفلسطيني في طوفانه المبارك، فصفّر العائداتِ الاقتصادية في ميناء أم الرشراش، وهتك عِرضَ الكيان الزائل في معقله الأول (يافا)، ومنع مرور سفن العدوّ الإسرائيلي في بحار اليمن ومضيقه، بل تعدَّى ذلك إلى البحر المتوسط، والمحيط الهندي، ولاحق المشروعُ القرآني سفنَ الشيطان الأكبر، حتى أصبحت تتخفَّى عند مسيرها، ومع ذلك لم يسلم.

لقد وقف رئيس الشيطان الأكبر (ترامب) خلال أربع سنوات منذهلًا عاجزًا عن كبح جماح المشروع القرآني في مرحلة أشدَّ وطأة أثناء التسع العجاف العدوانية على اليمن، فما عساه أن يفعل اليوم؟!!

البُعبُع الشيطاني هو بعبع على أوليائه، فقد قال تعالى: {إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، [سُورَةُ آلِ عِمرَانَ: ١٧٥]، أما نحن؛ فقد رأى منا -اليمانيين- الشجاعةَ والإقدام في أكثر من أربعين جبهة، وليس ببعيد عنه قبيل وصوله مطارَ الرياض صواريخُ الغضب تدك المطار، في رسالة عاجلة استوعبها بعبعهم، وحفرت في ذاكرته أربعَ سنوات كابوسية مخيفة، وبارتدادات نفسية واضطرابات لازمته طيلةَ أربع سنوات لاحقة؛ ولذا، فبمُجَـرّد إعلان فوزه في الانتخابات، أسرع معلنًا عبر المواقع الإلكترونية التابعة له فبركةً وتزويرًا: إعلان الناطق الرسمي للجيش اليمني توقيف العمليات في البحر!!!

فعلًا؛ هذا الإعلان هو ما يتمناه الشيطان الأكبر والغدة السرطانية؛ لكنه ضربٌ من المُحال لدى المشروع القرآني، كيف لا يكون مستحيلًا؛ والله تعالى يقول لنا أمرًا: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}، [سُورَةُ التَّوبَةِ: ١٤]، وبإذن الله، كما طُرِدوا من المياه؛ سيُطردَون من اليابسة.

واليوم في الذكرى السنوية للشهيد، نعاهد اللهَ تعالى، ورسوله، وأهل البيت، وكل الشهداء؛ بأننا متمسكون بأوثق العُرَى بالمشروع القرآني، عقيدةً وممارسةً، وبعون الله، وتوفيقه لن نلقاهم جميعًا إلا بوجوه مبيضة مسفرة مسبشرة، ونسأل الله تعالى أن يثبِّتَنا، فهو القائلُ عز وجل: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ، وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ، وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}، [سُورَةُ إِبرَاهِيمَ: ٢٧].

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: المشروع القرآنی الشیطان الأکبر الله تعالى

إقرأ أيضاً:

حكم صلاة الجنازة على الغريق المفقود

يصطفي الله تعالى من عباده مَن يشاءُ زيادةً في حسناتهم ورفعًا لدرجاتهم وتكفيرًا لسيئاتهم، فيبتليهم بمصيبة في المال أو في النفس أو بفَقد عزيزٍ لديهم، فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِنْ شَيْءٍ يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ حَتَّى الشَّوْكَةِ تُصِيبُهُ، إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَا حَسَنَةً أَوْ حُطَّتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ» أخرجه الإمام مسلم.

صلاة الجنازة على الغريق المفقود

وقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصبر والتسليم لأمر الله تعالى عند نزول البلاء وحدوث المصيبة مع التوجه إلى المولى عزَّ وجلَّ بالدعاء والرجاء بحصول عظيم الأجر ونيل جزيل الثواب، فعن أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللهُ: ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ﴾ [البقرة: 156]، اللهُمَّ أجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَخْلَفَ اللهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا» أخرجه الإمام مسلم.

مدى اعتبار الغريق من الشهداء

وقد عَدَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي يموت في الماء غريقًا من الشهداء، حيث قال: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: الْمَطْعُونُ، وَالْمَبْطُونُ، وَالْغَرِقُ، وَصَاحِبُ الْهَدْمِ، وَالشَّهِيدُ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفي لفظ عند مسلم: «وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ».

قال الإمام أبو الوليد الباجي في "المنتقى" (2/ 27، ط. مطبعة السعادة): [وهذه ميتات فيها شدة الأمر فتفضل الله تعالى على أمة محمد صلى الله عليه وسلم بأن جعلها تمحيصًا لذنوبهم، وزيادةً في أجرهم حتى بلَّغهم بها مراتب الشهداء] اهـ.

وقد اتفقت كلمة العلماء وشراح السُّنَّة النبوية المطهرة على أن المراد بـ"الشهادة" الواردة في هذا الحديث الشريف وأمثاله من الأحاديث والآثار ما أطلق على صاحبها "شهيد الآخرة"، بمعنى أن الذي مات بأحد هذه الموتات المذكورات له مثل أجر الشهيد في الآخرة فقط، فهو كالشهيد حقيقةً عند الله تعالى في وُفور الأجر وعظيم الثواب دون أن تجري عليه أحكام الشهيد حقيقةً في الدنيا، ولهذا يُغسَّل ويُكفَّن كسائر الموتى.

قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (13/ 63، ط. دار إحياء التراث العربي): [قال العلماء: المراد بشهادة هؤلاء كلهم غير المقتول في سبيل الله أنهم يكون لهم في الآخرة ثواب الشهداء، وأما في الدنيا فيُغَسَّلون ويُصلَّى عليهم] اهـ.

حكم صلاة الجنازة على الغريق

ومَن غَرق في الماء فإن أحكام الجنائز في حقِّه على صورتين:

الصورة الأولى: إذا عُثِر على جثته وتحقق موته؛ فإنه في هذه الحالة يُعامل كسائر الموتى: يُغسَّل -إذا أمكن تغسيله- ويُكفَّن ويُصلى عليه.

قال العلامة أكمل الدين البابرتي الحنفي في "العناية شرح الهداية" (2/ 110، ط. دار الفكر): [لو أُخْرِج الغريقُ وجب غسله] اهـ.

وقال الإمام ابن البراذعي المالكي في "التهذيب في اختصار المدونة" (1/ 341، ط. دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث): [مات بغرق أو هدم، فإنه يُغسل ويُصلى عليه] اهـ.

والصورة الثانية: ألا يعثر على جثته ولا يعلم حاله من حياة أو وفاة: وحينئذٍ لا يعتبر الشخص ميتًا بمجرد فقده أو غيابه، وإنما يجب الرجوع إلى الجهات المختصة المنوط بها مهمة التحري واستظهار القرائن التي يترجح بها موته بجميع الطرق والوسائل الممكنة، ولا يكون المفقود ميتًا بحالٍ من الأحوال إلا بعد صدور قرار من الجهة المختصة أو حكم قضائي بموته، بحسب ما تقتضيه المادتان (21، و22) من المرسوم بقانون رقم 25 لسنة 1929م، والتعديلات عليهما المضافة بموجب القانون 140 لسنة 2017م، ومن ثمَّ فلا تصلى الجنازة قبل الحكم باعتباره ميتًا؛ إذ من المقرر شرعًا أن صلاة الجنازة لا تكون إلا بعد موت الشخص حقيقة أو حُكْمًا، أما إذا عُلِمَ حياته أو شك فيها فلا يُصلى عليه.

قال العلامة شهاب الدين الرملي في "فتح الرحمن بشرح زبد ابن رسلان" (ص: 412، ط. دار المنهاج) في أحكام صلاة الجنازة: [فإن شُك في موته؛ بأن احتمل عروض سكتة أو ظهرت أمارات فزع أو غيره وجب التأخير إلى العلم بموته] اهـ.

 

مقالات مشابهة

  • كيف تحمي الباقيات الصالحات القلب من وساوس الشيطان؟.. دينا أبو الخير تجيب
  • كيف تحمي الباقيات الصالحات القلب من وساوس الشيطان؟.. دينا أبو الخير تجيب| فيديو
  • كيف ننجو من نزغ الشيطان عند الغضب؟.. عالم أزهري يكشف أفضل الطرق
  • هل الساحر لا توبة له عند الله ؟
  • أذكار المساء اليوم الأحد 7 ديسمبر 2025.. «أعوذ بِك من شرِ نفسي وشرِ الشيطانِ»
  • دعاء قضاء الحاجة
  • المشروع العراقي:أمريكا تتحمل مسؤولية النفوذ الإيراني في العراق
  • السعودية تبدأ عملية إجلاء جوي هي “الأكبر” لقواتها في اليمن صوب هذه المحافظة
  • حكم صلاة الجنازة على الغريق المفقود
  • أذكار الصباح اليوم كما وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم