«حفظ القرآن ونجا من محاولة خطف».. محطات في مشوار الشاعر الراحل محمد إبراهيم أبو سنة
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
إرث كبير من الشعر والأدب وأعمال إذاعية عظيمة ستخلد اسم محمد إبراهيم أبو سنة، الذي ودَّع عالمنا بالأمس، عن عمر ناهز 87 عاما، واختتم مشواره بجائزة النيل في الآداب لعام 2024.
في أسرة متدينة، ولد الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة في مركز الصف بالجيزة في 15 مارس 1937، إذ كان والده شيخا للبلد، وتوفيت والدته وهو في السابعة من العمر.
وحفظ أبو سنة جزءًا من القرآن في الكُتَّاب، وفي العاشرة من عمره أوفده والده إلى القاهرة ليحفظ القرآن الكريم كاملا بمدرسة شويكار قادن الأولية لتحفيظ القرآن الكريم بجوار مسجد الحسين، ثم التحق بمعهد القاهرة الديني الابتدائي والثانوي.
محاولة اختطافقال الشاعر الراحل، في حواره مع الإعلامية فاطمة السردي، عبر قناة النيل الثقافية، إنه تعرض عندما كان صغيرا، لمحاولة اختطاف في القاهرة، حيث كان يتفقد العاصمة عبر قراءة لافتات المحال التجارية والأطباء والمؤسسات وغيرها، إذ أمسك المختطفون يده واستسلم في البداية لكنه سحب يده بسرعة ونجا من المأزق وانطلق جريا بعيدا عن المنطقة، وتوقف عن التعرف عليها بهذه الطريقة، مفضلا طريقة معرفة البشر مثل الأساتذة والتلاميذ والأصدقاء إلى أن تخرج في كلية الدراسات العربية.
وتردد أبو سنة على دار الكتاب في باب الخلق لقراءة الكتب التي لا يستطيع شراءها، مثل بعض الدواوين التي كانت تطبع في بيروت مثل ديوان نزار قباني وكان يحمل كشكولا وقلما ويذهب لنقل هذه الدواوين بيده، فتعرف على المدينة تعارفا ثقافيا بعد الصدمة التي تعرض لها في صغره.
كيف شكَّلت ثورة 23 يوليو موهبة «أبو سنة» الشعرية؟كانت ثورة 23 يوليو عام 1952 الشرارة التي أضاءت إبداع «أبو سنة» في الشِعر، وهو ما أوضحه في لقاء مع برنامج «كنوز الوطن»، عبر التليفزيون المصري، قائلا إنّ الشعارات الوطنية التي كانت تترامى في أجواء الوطن عقب الثورة حول آلامها وآمالها وكانت تطلق من حناجر الشباب والمتظاهرين ألهمته الأنغام الأولى للشعر.
كما استطاع أبو سنة، من خلال الدراسة المنهجية في الأزهر، معرفة النصوص الأدبية والشعرية، منذ العصر الجاهلي وحتى العصر الحديث، وكتب على نمط القصيدة التقليدية التي كانت تكتب منذ العصر الجاهلي، لكن هذه القصائد فُقدت بحسب ما صرح لبرنامج «كنوز الوطن».
البداية الحقيقية للشاعر الراحل مع الشعر كانت في نهاية خمسينيات القرن الماضي، من خلال رابطة الأدب الحديث، بعدما كتب قصائد بشكل تجريبي، وبدأ حياته بالقصيدة العمودية ثم اتجه إلى شعر التفعيلة (الشعر الحر) لأنه عبّر عن العصر الذي عاشه في أعقاب ثورة 23 يوليو.
أول قصيدةأول قصيدة نشرها كانت في نهاية الخمسينيات بالملحق الثقافي الأدبي لجريدة المساء، وعندما تجمعت لديه مجموعة من القصائد التي تتناول تجاربه الشعرية والإنسانية والفنية والعاطفية أصدر ديوانه الأول في عام 1965 في بيروت بعنوان «قلبي وغازلة الثوب الأزرق»، متضمِّنا 48 قصيدة.
نشر أبو سنة قصائده في جريدة الأهرام تحت إشراف لويس عوض، بعد فترة من نشر أعماله الشعرية في مجلتي الشعر والمجلة، ونشر بعض القصائد في مجلة الآداب البيروتية ومنها قصيدة مرثية شهداء الجزائر عام 1962 بعد استقلال الجزائر.
وقال الشاعر الراحل إنّ الخمسينيات والستينيات أهم مرحلة في حياته، وأصدر عبر مشواره الأدبي المديد 14 ديوانا ومسرحيتين شعريتين وصياغة فنية لـ100 قصيدة من الشعر الأرمني.
سافر إلى بلدان كثيرة حول العالمسافر أبو سنة إلى عدد كبير من بلدان العالم شمالا وشرقا وغربا مثل ماليزيا وكولومبيا وشارك في عدد كبير من المهرجانات والملتقيات، والتحق بكلية الدراسات العربية والإسلامية في جامعة الأزهر وحصل على شهادة الليسانس في عام 1964.
أبرز التكريمات كانت حصوله على جائزة الدولة التشجيعية 1984، وجائزة الدولة للتفوق عام 2001، وجائزة الدولة التقديرية 2011، وجائزة العويس في الإمارات، وجائزة محمد حسن فقي، وجائزة أندلسية، وجائزة كفافيس بالمناصفة مع أحمد عبد المعطي حجازي في دورتها الأولى.
تمنى أن يصبح سكرتير عام الأمم المتحدةتمنى أبو سنة في حداثة سنه أن يكون سكرتيرا عاما للأمم المتحدة بسبب إعجابه الشديد بـ«داج همرشولد» أمين عام الأمم المتحدة الذي تولى المسؤولية في خمسينيات القرن الماضي.
عمل الشاعر الراحل في الهيئة العامة للاستعلامات في بداية تخرجه، وكان محررا سياسيا، لكن الشعر كان هدفه ومركز وجوده في هذا العالم، ومارس موهبته كشاعر في أثناء فترة عمله، حسبما صرح في حواره مع الإعلامي هاني توفيق على القناة الثانية.
قدم أبو سنة عددا من البرامج الإذاعية مثل ألوان من الشعر وبرنامج مع النقاد وبرنامج قصيدة وشاعر وبرنامج حدائق الأوراق وبقي في إذاعة البرنامج الثاني، لفترة طويلة وأصبح مديرا لها ثم نائبا لرئيس الشبكة الثقافية ثم نائبا رئيس الإذاعة.
وفي هذه الفترة حصل الشاعر الراحل على منحتين للتفرغ الأدبي عامي 1968م و1967 وكتب مسرحيتين شعريتين هما حمزة العرب وحصار القلعة، اللتين جرى تقديمهما إذاعيا وهما مسجلتان في إذاعة البرنامج الثاني.
ماذا قال عن لويس عوض؟وقال أبو سنة إنّ المفكر الراحل لويس عوض كان قاسيا قسوة الأب الذي يريد أن يعلم ابنه ويدفعه للطريق الصحيح، موضحا أن «عوض» كان أستاذا له وقال إنه مريض بالرومانسية في لقائه الأول معه، عندما ذهب إلى مكتبه في جريدة الأهرام ليطلب منه نشر إحدى قصائده، فقال له عوض إنها صالحة للنشر لكنها لن تنشر في الجريدة، ويفضل نشرها في الملحق الثقافي مع كبار رموز الثقافة والفكر آنذاك مثل صلاح عبدالصبور ونجيب محفوظ وعبدالرحمن الشرقاوي وعبدالوهاب البياتي، وعندما دُهش واكفهر وجهه، قال له لويس عوض «أنت مريض بالمرض الرومانسي»، ثم طمأنه قائلا «لا تقلق أنا أيضا مريض بالمرض الرومانسي».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: محمد إبراهيم أبو سنة أبوسنة لويس عوض الثقافة الرومانسية الشاعر الراحل أبو سنة
إقرأ أيضاً:
والد صديق الطفل يوسف يرد على اتهام السباح الراحل بتناول المنشطات
استنكر رمضان السكري، والد صديق السباح الراحل يوسف محمد، الاتهامات الموجهة للطفل الراحل بتعاطي المنشطات، قائلا: "إزاي يقولوا على طفل بياخد منشطات؟ أنا ابني زميله وبيتابع عند طبيب تغذية وفيتنس. وهناك اهتمام بكافة عناصر التغذية، وصعب جدًا طبيب يخلي طفل ياخد منشطات أو مدرب فيتنس يقوله كده".
وعن يوم الواقعة قال خلال مداخلة ببرنامج "الصورة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة النهار،:"أنا ابني من محافظة بني سويف، وكان 7عنده امتحان في اليوم ده، وبعد تأديته له غادرنا بني سويف للقاهرة للمشاركة في سباق الخمسين متر. ومن المفترض أن يبدأ السباق 4.46 دقيقة، وترتيب ابني 5.40".
وكشف أن أي سباح لديه فترة إعداد أو ما يُطلق عليه الإحماء تكون قبل بداية السباق بمدة تتراوح بين 15 و20 دقيقة، حيث يتم تسليمهم في منطقة الإعداد لأحد المنقذين أو المدربين وليس للمدرب الخاص به، ثم يقوم بتسليمه للحكام حيث يتم إدخال السباحين على مجموعات، قائلًا: "بيدخل أعداد مثلًا 20 على دفعات، لأن السبق يشمل 48 إيفنت بنحو 480 متسابق. وابني كان في الإيفنت رقم 45 قبل المرحوم يوسف محمد الذي كان ترتيبه في الإيفنت رقم 48 الأخير".
لو كان المكان مجهز كان ممكن إنقاذهوواصل:"ابني خلص وقرر ينتظر يوسف، وكل مدرب منتظر اللاعب الخاص به لتهنئته واحتضانه بعد انتهاء السباق، إلا يوسف محمد كان مختفي ومحدش شافه., مشيت وأخدت ابني في ظهر الحمام تقريبًا وقت لا يقل عن خمس دقائق، أقصاه سبع دقائقـ سمعت صراخ، رجعت لقيت ناس من الجمهور بيعملوا عملية إفاقة عبر الضغط على صدره، وحاطين حاجة شفافة على مناخيره. ولو كان المكان مجهز في هذه اللحظة كان ممكن إنقاذه".
وتابع: "عربة الإسعاف كانت في آخر الممر على مسافة مئة متر من حمام السباحة، والترولي حديد يحمل بالأيادي وليس به عجل. ولم أشاهد إلا كمامة بلاستيكية على أنف الراحل، ولم ألحظ أنبوبة أكسجين أو غيرها حتى ركب الإسعاف".
وأردف :"ركب الإسعاف، وكان فاضي ما فيهُش أجهزة حديثة، والدته بتخبط على الباب وجاية منهارة، وبتقولهم أنا أمه. تعاملوا معها بلا شفقة، والإسعاف مشيت".
واختتم: "ابني متفوق وبيحب السباحه ولكن أنا خايف عليه يكون ضحية إهمال زي يوسف خاصة أنه تعرض لتجربة إماء في ناديه لكن المكان كان مجهز أكتر من الاستاد في بورسعيد شرق "