لجريدة عمان:
2025-12-10@20:18:42 GMT

المنتخب الوطني.. العقلية الانهزامية

تاريخ النشر: 10th, December 2025 GMT

أصبحت كرة القدم واحدة من أهم الوسائل الإعلامية للدول، فهي الأكثر شعبية في العالم، ويجتمع ملايين الناس على مشاهدة مبارياتها، ولذلك تبقى الكرة أداة إعلامية للترويج، والدعاية، ولكن..ما يمر به منتخب سلطنة عمان، أمر غريب، فهو لا يكاد ينتصر في مباراة بقدرة قادر، إلا وينهزم في عشر مباريات قادمة، ورغم ذلك يبقى الجمهور متسامحا إلى حد كبير، فحين ينتصر المنتخب، ترتفع معنوياته، وتدبج الأقلام الرياضية أجمل المقالات، ويغرد المغردون بأفضل العبارات، وحين ينهزم الفريق إذا الطاولة تنقلب رأسا على عقب، وتبدأ سيل الاتهامات، والانتقادات السلبية، رغم أنه ذات الفريق الذي انتصر بالأمس، هو الذي انهزم اليوم.

وفي كل مرة يتحمل المدرب، والجهاز الإداري والفني، واتحاد الكرة تلك الهجمات الشرسة المرتدة من الشارع الرياضي، ويطالب الجمهور في كل مرة، بتغيير المدرب، ورئاسة الاتحاد، رغم أن رئيس الاتحاد أتى إلى منصبه بالانتخاب، واتفاقات الأندية، ولكن في النهاية يتم التضحية بالمدرب، ثم يُتعاقد مع مدرب جديد، مع بقاء تشكيلة الفريق نفسها، وعقلية اللعب نفسه، ويعود مسلسل الانكسارات مرة أخرى، لأن هناك خللا لم يُعالج، فالعقلية التي تدرب، والذين من خلفها، يريدون أن يكسبوا ثقة الشارع الرياضي، ويسعون لتحقيق نتائج إيجابية بأي طريقة ممكنة، وأول ما يتبادر إلى ذهن المدرب أن المنتخب العماني (منتخب ضعيف)، ولذلك لا بد من خطة (دفاعية) محكمة، حتى أمام الفرق الضعيفة تقليديا، وذلك لتحقيق نتيجة إيجابية تمنع الهزيمة، وإما الخروج بفوز أو تعادل، ولهذا الهدف يلعبون، وبهذه الطريقة الانهزامية يدخلون الملعب، ولذلك يسمحون للفريق الخصم أن يتجرأ عليهم، وأن يلعب دون أي قلق، وبراحة تامة، ويعتمدون على الهجمات المرتدة، وفي حال سجل الفريق هدفا، رجع كامل اللاعبين للدفاع عن ذلك الهدف اليتيم.

إن سلطنة عمان مليئة بالمواهب الكروية الرائعة، ولكنها تحتاج إلى بحث، ورصد ليس في الأندية الرسمية فحسب، بل في الفرق الأهلية البسيطة، وفي الملاعب الترابية التي تزخر بالمواهب الشبابية، وليس الاكتفاء بالبناء على فريق شكّله مدربون سابقون، وظلّوا على تشكيلته دون أي جهد للبحث عن عناصر، وكفاءات جديدة، فالدوري العماني كما نراه دوري (هواة) ضعيف واقعيا، وهو لا ينتج لاعبين يمكنهم المنافسة، بل أن معظم المواهب الموجودة فيه تشتغل على نفسها، وتعمل على رفع كفاءتها، بعيدا عن الاحتراف أو المنافسة، بينما تظل المواهب الحقيقية تلعب في الأزقة، والحارات، وليس في الدوري، ولذلك يجب أن يبحث عنها المدربون والاتحاد، وأن يستثمروا فيها، ويطوروا قدراتها، كما تفعل الدول الكبيرة كرويا، كذلك فإن دوري (المسابقات السنية) لدينا دوري مهمل، مع أنه الأساس الذي تبني عليه المنتخبات دعائمها، وتستمد منه عناصرها مستقبلا.

إن الروح الانهزامية التي يلعب بها مدربو المنتخب، وعدم الثقة في قدرات اللاعبين، وإمكاناتهم، ومواهبهم، وصمت الاتحاد العماني لكرة القدم على هذه الخطط الدفاعية البحتة، خوفا من الهزيمة، وتجنبا لغضب الجماهير، هي التي أوصلت المنتخب إلى هذا الوضع الذي لا يحسد عليه، ولذلك لن تقوم للفريق قائمة ما دامت هذه العقلية هي التي تسود الفريق، وتتحكم فيه.

ثقوا في قدرات المواهب الرياضية، وثقوا بأن اللاعب العماني لديه الكثير من العطاء، والحماس، إذا أتيحت له الفرصة، وأعطي زمام المبادرة، فكما يقال (الهجوم هو خير وسيلة للدفاع)، وهذا ما يحتاجه المنتخب، على الأقل أن يمتع جماهيره في الملعب، لا أن يخرج دون لعب، ودون نتيجة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ناقد رياضي: ما حدث للمنتخب الوطني بالبطولة العربية "فضيحة كروية كاملة الأركان"

أكد الناقد الرياضي إسلام فؤاد أن ما حدث في المباراة الأخيرة للمنتخب الوطني في البطولة العربية يمثل "فضيحة كروية كاملة الأركان"، موضحًا أن الأداء كان كارثيًا ولا يليق بتاريخ الكرة المصرية.

"شوية مكسحين".. أحمد موسى ينفعل على الهواء بعد خسارة المنتخب بكأس العرب(فيديو) خالد أبو بكر عن توديع المنتخب كأس العرب: "مكنتش متخيل نتغلب 3"

وقال خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد دياب، والإعلامية عبيدة أمير، في برنامج «صباح البلد» المذاع على قناة «صدى البلد»، اليوم الأربعاء، إن الهزيمة بثلاثية نظيفة ليست مجرد إخفاق عابر، بل نتيجة تراكمات طويلة داخل المنظومة.

وأضاف أن المسؤولية مشتركة بين اتحاد الكرة، ورابطة الأندية، والجهاز الفني، مشيرًا إلى أن جميع المنتخبات بمختلف فئاتها خرجت من الأدوار الأولى دون تحقيق أي إنجاز، وهو ما يعكس اتجاهًا خطيرًا تسير فيه الكرة المصرية.

وأوضح أن الفريق بدا بلا روح ولا مسؤولية تجاه قميص المنتخب، مشددًا على أن ما شهدته المباراة من اشتباكات بين اللاعبين والجماهير كان أمرًا غير مقبول، لأن الجمهور  صاحب الحق الأول والممول الحقيقي لكرة القدم، وينبغي احترامه مهما كانت النتائج.

وذكر أن أحد أفراد الجهاز الفني ظهر محللًا في إحدى القنوات القطرية رغم خسارة المنتخب، معتبرًا ذلك سلوكًا غير متكرر عالميًا ويؤكد غياب الانضباط الكروي.

مقالات مشابهة

  • المنتخب الوطني كـ"مشروع دولة"
  • رجي التقى نظيره العماني: عُمان تؤكد دعمها لبسط سلطة الحكومة اللبنانية واسترجاع قرارها الوطني
  • ناقد رياضي: ما حدث للمنتخب الوطني بالبطولة العربية "فضيحة كروية كاملة الأركان"
  • تعادل المنتخب الوطني للواعدات مع لبنان دون أهداف
  • المنتخب الوطني ينهي الشوط الأول متقدّمًا على العراق بهدف توغاي
  • كأس العرب| المنتخب الوطني يبدأ تحضيراته للقاء فلسطين في ربع النهائي
  • الشوط الأول.. الأردن يتقدم بثنائية مستحقة على المنتخب الوطني بكأس العرب
  • الإعلامي الحكومي بغزة يستنكر حملة التحريض الصهيونية ضد المنتخب الوطني الفلسطيني
  • المنتخب الوطني لفروسية التقاط الأوتاد تضعه قرعة تصفيات كأس العالم في ‏المجموعة الرابعة‎ ‎