قدم الفنان محمود القلعاوي أكثر من 100 عمل فني بين المسرح والسينما والتلفزيون، وكانت الكوميديا هي الطابع المميز لأدواره، حيث لا تزال الجماهير تتذكر «إيفهاته» وأدواره التي أضفت البهجة على قلوب المشاهدين، إذ تميز بحضور طاغٍ وكاريزما فريدة، ونستعرض في السطور التالية بعض أسرار ومحطات من حياته في ذكرى ميلاده التي توافق اليوم 12 نوفمبر.

محطات في حياة الفنان محمود القلعاوي

وُلد عام 1939، وحصل على ليسانس الحقوق عام 1964، ثم عمل بهيئة المسرح، وبدأ مشواره في فترة السبعينيات من القرن الماضي، لحبه الشديد للفن، إذ نشأ في عائلة فنية فهو نجل الفنان عبد الحليم القلعاوي وشقيق الفنانة إحسان القلعاوي، وكان يذهب مع والده والفنان إسماعيل ياسين إلى البروفات، وبحسب حديثه مع الفنانة إسعاد يونس، في برنامجها «صاحبة السعادة»، فإنه احترف التمثيل في مسرح الطليعة في دور الراوي، إلى أن دخل مسرحية بنات العجمي بطولة أبو بكر عزت وخيرية أحمد.

 سر نجومية القلعاوي على خشبة المسرح

انتقل «القلعاوي» بعد ذلك إلى عالم الكوميديا، حيث عمل في هيئة المسرح سنوات طويلة، ويقول عن هذه الفترة: «بحب المسرح جدًا، وكل المسرحيات كنت بأديها من دون بروفات»، وكانت مسرحية «علي بيه مظهر» بمثابة فرصة كبيرة له، حيث حل محل الفنان سامي فهمي الذي اضطر إلى مغادرة المسرحية، فتم ترشيح «القلعاوي» للدور من قِبَل الفنانة إنعام سالوسة، ولقي الدور قبولًا كبيرًا من قبل المخرجين والجمهور.

اعتزال الفنان محمود القلعاوي

كان «القلعاوي» ممثلًا قادرًا على التقمص بفطرة ربانية، واستطاع أداء مختلف الأدوار بمهارة وسلاسة، وقرر بشكل مفاجئ اعتزال المسرح، وتزامن ذلك مع وفاة زوجته، أعقبه قرار اعتزال التمثيل بشكل كلي.

عانى «القلعاوي» لاحقًا من بعض الأمراض المزمنة مثل الضغط والسكري، إلى أن وافته المنية في 10 ديسمبر عام 2018 عن عمر يناهز 79 عامًا، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا كبيرًا، وسيظل اسمه متوهجًا بأعماله التي تظل خالدة في قلوب الجماهير.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الفنان محمود القلعاوي الفنان محمد صبحي ذكرى ميلاد القلعاوي محمود القلعاوی

إقرأ أيضاً:

في ذكرى ميلاده.. صلاح نظمي «شرير الشاشة» الذي انتصر للحب وتحدى المرض والظلم

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان القدير صلاح نظمي، أحد أعمدة السينما المصرية في القرن العشرين، الذي اشتهر بأداء أدوار الشر بحضور طاغٍ وأداء هادئ، جعله مختلفًا عن غيره من نجوم جيله، لم يكن مجرد ممثل يكرر نفسه، بل صاحب مسيرة استثنائية امتدت من الهندسة إلى الفن، ومن وفاء الزوج إلى انتصارات على الشائعات، ليكتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الفن المصري.

النشأة والبداية

 

وُلد صلاح الدين أحمد درويش الشهير بصلاح نظمي في 24 يونيو عام 1918 بحي محرم بك بمدينة الإسكندرية، لأسرة مثقفة؛ إذ كان والده يعمل رئيسًا لتحرير جريدة "وادي النيل"، إلا أن القدر لم يمهله طويلًا، فرحل عن عالمه ونجله لم يتجاوز الأشهر الستة. 

 

هذا الغياب ترك أثرًا عميقًا في وجدان الطفل، لكنه ورث عن والده مكتبة غنية شكّلت وعيه الثقافي والفكري.

 

بعد دراسته في مدارس الإرساليات، التحق صلاح نظمي بـكلية الفنون التطبيقية، وعمل لاحقًا كمهندس بهيئة التليفونات، حتى وصل لمنصب مدير عام بها قبل أن يتفرغ نهائيًا للفن ويتقاعد عام 1980.

من الهندسة إلى الفن

 

رغم نجاحه المهني كمهندس، لم يُطفئ ذلك شغفه بالفن، التحق بـمعهد الفنون المسرحية، وبدأ مسيرته الفنية من على خشبة المسرح، من خلال فرق شهيرة مثل فرقة فاطمة رشدي وفرقة رمسيس، وشارك في مسرحيات بارزة مثل: "مايسة"، "بترفلاي"، و"بمبي كشر".

 

وكانت الانطلاقة السينمائية الحقيقية له عام 1945 من خلال فيلم "هذا جناه أبي"، ومن هنا بدأ مشوار طويل من التميز في أدوار الشر التي جسّدها بعمق وهدوء بعيدًا عن الصراخ والمبالغة، ليصبح أحد أبرز "شريري" الشاشة المصرية على مدار عقود.

رصيد فني يتجاوز الـ300 عمل

 

قدّم صلاح نظمي أكثر من 300 عمل فني متنوع بين السينما والمسرح والتلفزيون، من أبرزها: جميلة بوحيرد، الناصر صلاح الدين، أبي فوق الشجرة، بين الأطلال، الرباط المقدس، إسماعيل ياسين للبيع، أنف وثلاث عيون.

 

كما خاض تجربة الكتابة، حيث كتب قصة فيلم "ساعة الصفر" (1972)، وشارك في كتابة سيناريو وحوار فيلم "المتهم" (1980).

حياته الشخصية

 

في عام 1950، تزوج صلاح نظمي من سيدة أرمنية الأصل تدعى "رقية"، وقد اعتنقت الإسلام، وأنجبا ابنهما الوحيد حسين. لكن بعد فترة، أصيبت زوجته بمرض نادر ألزمها كرسيًا متحركًا لمدة ثلاثين عامًا، ورغم معاناتها طلبت منه الزواج بأخرى، إلا أنه رفض وكرّس حياته لخدمتها، في قصة وفاء نادرة تُدرّس.

خصومة مع العندليب انتهت بالمحبة

 

من المواقف الشهيرة في حياة صلاح نظمي، ما حدث بينه وبين عبد الحليم حافظ، عندما وصفه الأخير في أحد البرامج الإذاعية بـ "أثقل ظلًا في السينما". 

 

شعر نظمي بالإهانة ورفع دعوى قضائية ضده، لكن المحكمة برأت عبد الحليم بعد أن أوضح أن حديثه كان عن طبيعة أدوار الشر، وليس عن شخص نظمي.

 

انتهت الخصومة بصلح، بل وشارك لاحقًا مع العندليب في فيلم "أبي فوق الشجرة".

نهاية حزينة ورحيل هادئ

 

تُوفيت زوجته بعد معاناة طويلة، ولم يتحمل صلاح نظمي فراقها، إذ تدهورت صحته سريعًا، ليرحل بعدها بعدة أشهر في 16 ديسمبر عام 1991، عن عمر ناهز 73 عامًا، إثر قصور كلوي.

إرث فني وإنساني خالد

 

يظل صلاح نظمي واحدًا من أبرز الممثلين الذين منحوا لأدوار الشر أبعادًا إنسانية وفنية عميقة، كما ترك خلفه مثالًا نادرًا للوفاء في حياته الشخصية ورغم رحيله، فإن اسمه لا يزال محفورًا في ذاكرة جمهور أحب أداءه، واحترم مسيرته.

مقالات مشابهة

  • يوسف داوود.. "مهندس الضحك" الذي ألقى خطبة الجمعة وودّعنا في هدوء
  • في ذكرى ميلاده.. صلاح نظمي «شرير الشاشة» الذي انتصر للحب وتحدى المرض والظلم
  • أسامة عباس يكشف سر ابتعاده عن التمثيل وحقيقة اعتزال الزعيم (تفاصيل)
  • أسامة محمود: الحرب بين إيران وإسرائيل أصبحت تحمل شكل الكوميديا المبكية
  • أسامة عباس يكشف حقيقة اعتزاله الفن بعد اختفائه الفترة الأخيرة
  • ذكرى ميلاد أمل دنقل.. محطات في حياة «الجنوبي» شاعر الرفض
  • نيللي كريم تكشف عن سر في علاقة بوسي شلبي ومحمود عبد العزيز
  • «لم أر ها يوماً إلا برفقته».. نيللي كريم تتحدث عن علاقة بوسي شلبي و محمود عبد العزيز
  • رشدي المهدي.. «الشيخ عتمان» الذي غادر الحياة وبقي في الذاكرة
  • ميلاد الحصادي: المهندس بالقاسم حفتر أعاد هيبة المسرح الوطني بدرنة