شهدت الساعات الأخيرة مجموعة من الأحداث البارزة، كان أبرزها إعلان حركة حماس عن مصير جثمان رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار،  كما انتشرت فوضى جديدة في مدينة أمستردام على خلفية مباراة لفريق تل أبيب، فيما وقع انفجار ضخم في مجمع غاز في فنزويلا، ومن جهة أخرى  كشف تقرير عن أن خسائر الاحتلال الإسرائيلي تجاوزت 160 مليار شيكل.

استفزازات مستمرة من الاحتلال

وفي هذا الصدد، يقول أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، إن الأحداث التي شهدتها أمستردام لم تكن مجرد تصرفات عابرة، بل نتيجة للاستفزازات المستمرة من الاحتلال الإسرائيلي ضد العرب والفلسطينيين.  

وأضاف الرقب- خلال تصريحات لـ"صدى البلد" أن ردود الفعل في أمستردام كانت طبيعية من أفراد يرون أن ما يحدث في غزة ليس مجرد صراع سياسي، بل إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، وأكد أن هذه الأحداث لم تكن موجهة ضد اليهود كديانة، بل ضد المتطرفين الإسرائيليين الذين يروجون للهتافات العنصرية. كما أشار إلى أن الجاليات العربية في أوروبا تميز بين اليهود كدين والصهاينة كفكر سياسي متطرف.

وتابع الرقب أن التصعيد المستمر في غزة وعمليات القتل اليومية للفلسطينيين تثير مشاعر الغضب في أي شخص عاقل، بغض النظر عن جنسيته أو مكانه، وحذر من أن هذه الاستفزازات قد تنتشر في مناطق أخرى من أوروبا إذا لم يتم التعامل معها بحكمة، مشدداً على ضرورة معالجة هذه القضية بشكل عقلاني بعيداً عن التصعيد أو العنف.

وأعلن طاهر النونو، عضو المكتب السياسي والمستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن اللحظات الأخيرة من حياة يحيى السنوار تظهر بوضوح طبيعة هذا «القائد الاستثنائي»، حسبما ذكرت قناة «روسيا اليوم».

وأكد النونو، أن السنوار لم يختبئ أو يهرب في الأنفاق، بل كان بجوار أبنائه المجاهدين في ساحة المعركة حتى آخر لحظة، فلم يكن محاطًا بدروع بشرية من الأسرى، بل كان يتفقد القوات في الصفوف الأولى ويبقى على اطلاع بأحوال المعارك.

ونفى طاهر النونو احتمال استخدام جثمان يحيى السنوار كورقة ضغط في أي مفاوضات مستقبلية، رغم أهمية جثامين الشهداء دى حماس، لافتا إلى أن حماس لن تخضع لابتزاز الاحتلال بجثمان السنوار، وأنها ستقف بحزم ضد أي محاولة لتحويل جثمانه إلى أداة للضغط على الشعب الفلسطيني أو المقاومة.  

فوضي جديدة في أمستردام

أعلنت الشرطة الهولندية أن عشرات الأشخاص المسلحين بالعصي والمفرقعات النارية أضرموا النار في ترام بمدينة أمستردام، جاء ذلك في وقت تشهد فيه المدينة تصاعدا في التوترات، وذلك في أعقاب أعمال عنف استهدفت مشجعي نادي إسرائيلي لكرة القدم الأسبوع الماضي، وفقا لما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس".

وأكدت الشرطة أن الحريق تم إخماده بسرعة، بينما تم تطهير الميدان من قبل ضباط مكافحة الشغب، كما أظهرت صور تم تداولها على الإنترنت مجموعات من الأشخاص وهم يقومون بإلحاق الأضرار بالممتلكات العامة، بالإضافة إلى إطلاق الألعاب النارية.  

وفي سياق الأحداث، أشارت الشرطة إلى أنه لم يتضح بعد من بدأ أعمال الشغب، لكنها لفتت إلى الأجواء المتوترة التي أعقبت الاحتكاكات، فقد تعرض خمسة أشخاص لإصابات خطيرة وتم نقلهم إلى المستشفى، في حين تم احتجاز العشرات يوم الخميس الماضي، بعد مباراة بين فريقي مكابي تل أبيب وأياكس أمستردام.

حماس تدين الإبادة في شمال غزة.. وتحقيق داخل جيش الاحتلال حول المجازر أردوغان: تركيا تواصل دعمها من أجل محاكمة إسرائيل بسبب مجازرها في غزة انفجار في مجمع غاز بفنزويلا

في فنزويلا، أفادت وسائل إعلام محلية ومصادر أن انفجارا وقع في خط أنابيب بمجمع للغاز الطبيعي في ولاية موناجاس الشرقية، الذي تديره شركة بتروليوس دي فنزويلا (PDVSA)، وقد أسفر الانفجار عن إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل، حسبما ذكرت وكالة «رويترز».

وتواجه مرافق شركة بتروليوس دي فنزويلا العديد من الانقطاعات والحوادث المتكررة بسبب تدهور بنيتها التحتية، ففي الشهر الماضي  نشب حريق كبير في خزان لتخزين الخام في المنطقة الغربية من البلاد، ما أسفر عن إصابة أكثر من 20 شخصًا بحروق طفيفة، مما يعكس هشاشة القطاع النفطي في فنزويلا.

مقتل 4 جنود وخسائر اقتصادية فادحة

وفي السياق العسكري، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتل أربعة من جنوده خلال المعارك الأخيرة في شمالي قطاع غزة، وذلك وفقا لما أفادت به قناة "القاهرة الإخبارية".

وتتزايد الخسائر الاقتصادية والبشرية التي تتكبدها إسرائيل في حربها ضد حركة حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان، وهي الحرب التي تعتبر من أطول الحروب في تاريخ إسرائيل، وقد أدت هذه الحرب إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية في إسرائيل وزيادة كبيرة في أعداد القتلى والجرحى في صفوف القوات الإسرائيلية.  

ووفقًا لوزارة المالية الإسرائيلية، فإن الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها إسرائيل منذ بداية الحرب في أكتوبر 2022، جراء المواجهات مع حماس وحزب الله، قد تجاوزت 106 مليارات شيكل (ما يعادل حوالي 28.4 مليار دولار)، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز».  

حماس تدين الإبادة في شمال غزة.. وتحقيق داخل جيش الاحتلال حول المجازر حماس ترفض الخضوع للإبتزاز الإسرائيلي حول جثمان السنوار.. وحقيقة مقُتِل شقيقه

أما على الصعيد البشري، فقد أعلن الاحتلال الإسرائيلي أن الهجوم المباغت الذي شنته حماس على إسرائيل قد أسفر عن مقتل 1206 أشخاص، معظمهم من المدنيين، بالإضافة إلى احتجاز 250 شخصًا رهائن، وتشمل حصيلة القتلى تلك التي تم توثيقها رسميًا من قبل إسرائيل، وهي تشمل ضحايا الهجمات التي شنتها حماس، بمن فيهم المحتجزون الذين قتلوا أو لقوا حتفهم أثناء احتجازهم في قطاع غزة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أمستردام حماس السنوار يحيى السنوار تل أبيب الاحتلال الفلسطينيين الاحتلال الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: ثاقب وشواظ أسلحة بسيطة ألحقت خسائر بجيش الاحتلال

رغم إمكاناتها البسيطة مقارنة بإمكانات جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإن فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تستخدم أسلحة متنوعة تنجح في إلحاق خسائر كبيرة بقوات الاحتلال المتوغلة في مناطق القطاع.

وحسب الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، فإن سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– تستخدم عبوة "ثاقب"، وهي محلية الصنع. أما كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- فتستخدم عبوة "شواظ"، وفيها أنواع متعددة، ويصل وزنها إلى 21 كيلوغراما، وقادرة على اختراق من 60 إلى 65 سنتيمترا في الآليات.

وكانت سرايا القدس أعلنت قبل أيام أن مقاتليها دمروا دبابة ميركافا إسرائيلية متوغلة في منطقة عبسان الكبيرة شرقي خان يونس جنوبي القطاع، بعد تفجير عبوة جانبية من نوع "ثاقب".

وهناك أيضا عبوات العمل الفدائي التي يتم إلصاقها على الآليات وتدميرها من النقطة صفر، إضافة إلى عبوات تلفزيونية وأنواع أخرى، ويقول العقيد الفلاحي إن عامل الأرض يساعد مقاتلي المقاومة على زرع العبوات في مناطق تقدم مدرعات وآليات قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وكثيرا ما قام مقاتلو المقاومة بالذهاب مباشرة نحو الآلية أو الدبابة الإسرائيلية وإلصاق عبوة العمل الفدائي بها والانسحاب.

ونفذت فصائل المقاومة في الآونة الأخيرة سلسلة من العمليات النوعية ضد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في شمال القطاع وجنوبه، مما تسبب في ارتفاع فاتورة خسائره.

جيش الاحتلال لا يسيطر

ورغم الخسائر التي يتكبدها خلال توغلات قواته في مناطق القطاع، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي زعم في وقت سابق أنه يسيطر على 60% من غزة، وسيسيطر على 80%، لكنه حذر من أن ما بعد ذلك سيشكل خطرا على سلامة الأسرى.

وفي هذا السياق، استبعد الخبير العسكري والإستراتيجي أن يكون جيش الاحتلال الإسرائيلي قد سيطر على ما نسبته 60 إلى 70% من مناطق قطاع غزة، وقال إنه قد يفرض سيطرته بالنار، لكن السيطرة الفعلية تحتاج إلى الإمساك بالأرض والاحتفاظ بها.

إعلان

كما أن الفرق الإسرائيلية الموجودة داخل غزة وعددها قليل -يتراوح من 4 إلى 5 فرق- لا تستطيع فرض سيطرة كاملة على القطاع. مع العلم أنه توجد مناطق ثابتة لقوات الاحتلال في محور موراغ ومحور نتساريم باتجاه شارع صلاح الدين، إضافة إلى تمركز في منطقة شمال القطاع وفي خان يونس جنوبي القطاع.

وفي مقال نشره الاثنين بصحيفة يديعوت أحرونوت، قال ضابط الاستخبارات الإسرائيلية السابق مايكل ميلشتاين إن "حماس لا تزال متماسكة، وتسيطر على غزة رغم العمليات العسكرية".

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يكشف تفاصيل عملية الراية السوداء ضد الحوثيين
  • قمة “البريكس” تؤكد على الانسحاب “الإسرائيلي” الكامل من غزة و”حماس” ترحب
  • اتفاق تبادل أسرى وكمائن المقاومة تزيد خسائر الاحتلال
  • سكاي نيوز: الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على قائد القوة البحرية لـ حماس
  • الاحتلال الإسرائيلي يقرر إرسال وفد إلى الدوحة لبحث اتفاق وقف العدوان على غزة
  • خبير عسكري: ثاقب وشواظ أسلحة بسيطة ألحقت خسائر بجيش الاحتلال
  • هذه هي تعديلاتنا - حماس: ننتظر موافقة إسرائيل على ردنا بشأن المقترح
  • حرب الـ12 يوما.. ما التغييرات التي طرأت على إيران بعد الهجوم الإسرائيلي؟
  • أكسيوس يكشف تفاصيل رد حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار بغزة
  • NYT: عز الدين الحداد يقود جناح حماس العسكري في غزة بعد اغتيال السنوار