الرئيس الإيراني: علينا إدارة ساحة المواجهة مع أمريكا بأنفسنا
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
بغداد اليوم- متابعة
شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الثلاثاء (12 تشرين الثاني 2024)، على ضرورة إدارة المواجهة مع أمريكا بشكل مباشر.
وذكر بزشكيان في لقاء مع وزراء خارجية إيران السابقين أن "المفاوضات الإيرانية مع الدول الأوروبية مستمرة لكن الإسرائيليين يحاولون عرقلة ذلك"، مضيفاً "علاقتنا جيدة مع جيراننا".
وكشف أن "الصينيين يهتمون بالعمل أكثر في تنفيذ مشاريع البنية التحتية والبناء في إيران، فيما يجري العمل مع روسيا على توسيع واستكمال خطوط النقل وخطوط نقل الغاز"، لافتاً إلى أن "الهنود يصرون على تفعيل مسار ميناء تشابهار جنوب شرق إيران".
وعن العلاقات مع دول الخليج، بين الرئيس الإيراني أن "دول جنوب الخليج تتطلع إلى توسيع العلاقات وتفعيل طرق العبور".
وأوضح أنه "يجب أن نكون متسامحين مع أصدقائنا ومع أعدائنا، واليوم أؤمن بهذا الرأي أكثر من أي وقت مضى، ومن أجل معالجة المشاكل الداخلية وتنمية البلاد، بالإضافة إلى تنظيم الشؤون الداخلية، يجب علينا تنظيم العلاقات الدولية للبلاد وحل التوترات وتحسين مجال التفاعلات والعلاقات مع دول المنطقة والعالم".
وعن العلاقة مع أمريكا في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب، قال بزشكيان "في رأيي، حتى بالنسبة لأمريكا، شئنا أم أبينا، فإننا في نهاية المطاف سنواجه هذا البلد على الساحة الإقليمية والدولية، ومن الأفضل أن ندير هذه الساحة بأنفسنا؛ بطبيعة الحال، ستعمل الحكومة في نهاية المطاف على تعزيز السياسة الخارجية برمتها في إطار الاستراتيجية والأساليب الكلية التي ينتهجها النظام".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
كاميرات تتلصص علينا
قُبض عليّ مُتلبسًا في المقهى الذي أزور للمرة الأولى، عندما طلب مني الموظف «barista»، أن أُخبئ قنينة الماء التي جلبتها معي عن عيون المسؤول، فقوانين المقاهي العالمية -كما قال- لا تسمح بجلب الماء والطعام من الخارج.
أما أنا فقد اعتدت أن أحمل عبوة الماء معي إلى المقهى، ليس ترفًا، إنما من باب تقليل المصاريف، فليس من المنطق أن يشتري عاقل زجاجة ماء بـ٥٠٠ بيسة من مقهى، وقيمتها في محل المواد الغذائية المجاور بـ١٠٠ بيسة، وسعر صندوق الماء الورقي الذي يحتوي على ٢٤ عبوة ريال و٤٠٠ بيسة، كما أنني لست قارون في زمانه، ولا إيلون ماسك في زماننا.
وشَوش الـ«barista» وهو شاب عُماني مُحب في أُذني احترامًا، بأن الكاميرات ضبطت عبوة الماء المصنوعة من قِبل شركة مختلفة لا يتعامل المقهى معها بيدي، نعم الكاميرات العتيدة، التي لا تفوتها شاردة أو واردة.
قال بمنتهى الأدب: «سامحني عمي، إنهم مضطرون لوضع هذه الكاميرات، لا ليراقبوا المرتادين من أمثالك، حاشا لله، إنما لضمان عدم اقتحام المكان من قِبلِ العابثين واللصوص» وأضاف ساخرًا: «ومو دراك ما يراقبونا أحنا العاملين».
لا شك لدي أن هذه العيون التي لا يُغالبها النوم، معجزات تسهر على حماية الناس وممتلكاتهم ممن لا ضمير لهم، فهي مصنوعة لتوثيق الحدث، ومن ثم كشف الحقائق وأسرار الأحداث والجرائم، ولهذا تعشعش على حيطان المحلات التجارية، وفي أعمدة الشوارع والنواصي والأحياء السكنية، في المكاتب الرسمية والمزارات السياحية، في أمكنة لا تخطر على بال أحد.
ما لا يريح في وجودها أنها تُقيد حرية الإنسان، تدفع به للتوجس ممن حوله، تسلبه خصوصيته، تحرمه إتيان ما يريد دون تحفظ، تمنعه من تحطيم أنف صاحبه عندما يختلفان، تراقبه وهو ينحشر في سريره كيفما تأّتى، أو تناول طعامه دون رقابة خارج البرتوكول.
كاميرات، كاميرات، كاميرات في أروقة منازلنا، داخل غُرف نومنا وغُرف نوم الأطفال، مهاجع العاملين الذين أفقدتهم عيون المراقبة الثقة فينا، مواقع عملهم، كاميرات تتلصص علينا، تمزق سِترنا في الفنادق، وقبل ذلك ترصُدنا منذ خطوة الدخول الأولى إلى ردهاتها وحتى المغادرة، لا ندري بهدف حمايتنا من الشر أم لتوقع صدور الشر منا.
ولأن ذلك يُثقل على الإنسان ويُفقده جمال عُزلته، يُجاهد هذا المُطَاردُ ليكون بعيدًا عن تطفل تلك الحدقات الفاغرة أفواهها، لكن إلى أين يمكنه الهروب من قبضة هذا المرتاب الذي لا يهدأ، وهو موقن أنه حتى قمم الجبال ورمال الصحراء تطولها يد عيون الأقمار الصناعية، التي لا يُعلم في أي سماء من سماوات الله السبع زُرعت؟
النقطة الأخيرة..
نزعت الكاميرات المُسمَّرة في زوايا الأماكن، ارتياحنا الداخلي لارتيادها، وسلبتنا حريتنا، وأحالتنا إلى مُتوجسين من كل شيء.
عُمر العبري كاتب عُماني