شهدت الأيام الأخيرة في تركيا اشتداد الصراع في حزب الشعب الجمهوري بين رئيس الحزب الحالي، أوزغور أوزل، وسلفه كمال كليتشدار أوغلو، من جهة، وبين رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، ورئيس بلدية أنقرة منصور ياواش، من جهة أخرى. وبدأ إمام أوغلو بضرب ياواش تحت الحزام عن طريق تسريبات يقوم بها أنصاره في صفوف الحزب ووسائل الإعلام، في محاولة لتشويه سمعة منافسه في سباق النيل بالترشح لرئاسة الجمهورية.



أوزل أعلن رفضه لتنظيم مؤتمر استثنائي لحزب الشعب الجمهوري لمناقشة المشاكل والتطورات الأخيرة، ووصف المطالبين به بـ"المتسولين". كما نشر رؤساء فروع حزب الشعب الجمهوري في 81 محافظة بيانا مشتركا أعلنوا فيه دعمهم لأوزل، وذكروا أن تنظيم مؤتمر استثنائي ليس في أجندتهم. إلا أن بعض هؤلاء حذفوا البيان من حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي ونشروا صور كليتشدار أوغلو.

بدأ إمام أوغلو بضرب ياواش تحت الحزام عن طريق تسريبات يقوم بها أنصاره في صفوف الحزب ووسائل الإعلام، في محاولة لتشويه سمعة منافسه في سباق النيل بالترشح لرئاسة الجمهورية
الصراع الأشد الذي يشغل الرأي العام التركي أكثر هو ذاك الذي يدور بين إمام أوغلو وياواش، وقام أنصار الأول بتسريب وثائق تشير إلى أن بلدية أنقرة دفعت عشرات الملايين من أجل تنظيم حفلات غنائية، في الوقت الذي يدعي الأخير منذ توليه لرئاسة البلدية بأنه أنهى الإسراف في النفقات وحافظ على أموال البلدية. وتثير المبالغ المدفوعة لتنظيم حفلة أو حفلتين علامات استفهام حول الجيوب التي تذهب إليها كل تلك الأموال، في ظل اعتراف إحدى المجموعات الغنائية التي شاركت في حفلة نظمتها بلدية أنقرة بأنها لم يُدفَع إليها المبلغ المذكور في الفاتورة المنشورة.

منصور ياواش يبدو مرتبكا منذ إثارة الموضوع في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على نظاق واسع، وزعم أولا أنه ليس على علم بالمبالغ المدفوعة، وأنه أمر بفتح تحقيق في الموضوع، ثم خرج أمام الكاميرات ليعلن الأرقام المدفوعة، وهي أيضا عشرات الملايين. وذكر أن تلك المبالغ تم دفعها للمغنين والمغنيات والشركات التي تم استئجار المعدات الكهربائية والإلكترونية والصوتية وغيرها لتنظيم أكثر من حفلة. ومع ذلك، تحول المؤتمر الصحفي الذي عقده ياواش للتهرب من الاتهامات، إلى جلسة اعتراف على الهواء مباشرة، بسبب ضخامة المبالغ التي أعلنها، كما لم يخفَ عن المتابعين للمؤتمر الصحفي أن رئيس بلدية أنقرة ذكر الأرقام دون إضافة ضريبة القيمة المضافة التي دفعتها البلدية بالإضافة إلى المبالغ الأصلية، وهي 20 في المائة، في محاولة لتقليل الأرقام.

الشركات التي تم تكليفها بأعمال تنظيم الحفلات الغنائية دون طرحها للمناقصة أربع شركات، إلا أن اثنتين منها يملكهما طبيب للمسالك البولية مقرب من مستشار رئيس بلدية أنقرة، كما أن شركتي ذات الرجل قامتا بتنظيم حملات ياواش الانتخابية، الأمر الذي يثير شكوكا حول وجود فساد كبير في تنظيم الحفلات والفعاليات. ويزيد تلك الشكوك ما ذكره رئيس بلدية أنقرة السابق مليح غوكتشيك، في حسابه بمنصة "إكس"، حيث قال إن بلدية أنقرة اشترت خلال رئاسته للبلدية 11 شاحنة كبيرة عليها كافة المعدات اللازمة لتنظيم الحفلات الغنائية، وادعى بأن تلك الشاحنات والمعدات التابعة للبلدية استخدمت في بعض الحفلات، ولكن تم دفع مبالغ كبيرة إلى الشركات وكأن البلدية قامت باستئجار الشاحنات والمعدات منها.

إمام أوغلو ينتظر من ياواش أن يعلن أنه لن يترشح لرئاسة الجمهورية وأنه يدعم ترشيح رئيس بلدية إسطنبول، إلا أن رئيس بلدية أنقرة يدلي بتصريحات توحي بأنه لن ينسحب من السباق، بل سيترشح للانتخابات الرئاسية القادمة، لأنه يرى نفسه يستحق هذا الترشيح أكثر من إمام أوغلو، ويقول إن نتائج استطلاعات الرأي تظهر تقدمه على غيره كمرشح المعارضة لرئاسة الجمهورية. إلا أن أنصار رئيس بلدية إسطنبول يرون أن استطلاعات الرأي التي تظهر ياواش متقدما على إمام أوغلو مفبركة وتجري بتمويل رئيس بلدية أنقرة.

رئيسا بلدية أنقرة وإسطنبول المتنافسان على الظفر بترشيح حزب الشعب الجمهوري للانتخابات الرئاسية القادمة، يحتاجان إلى تمويل لحملاتهما الدعائية وجيوشهما الإلكترونية. ويرى كثير من المراقبين أن المبالغ الخيالية التي تخرج من خزانتي البلديتين لتنظيم الفعاليات الثقافية والفنية يتم استخدام جزء كبير منها في ذاك التمويل
وسائل الإعلام الممولة من قبل إمام أوغلو تسعى إلى لفت انتباه الرأي العام إلى ضخامة نفقات ياواش لتنظيم الحفلات الغنائية، إلا أن رئيس بلدية إسطنبول هو الآخر يصرف مبالغ كبيرة للغاية لتنظيم الفعاليات الثقافية والفنية أكثر مما يصرفه ياواش. وتشير الأرقام المسرَّبة إلى أن بلدية إسطنبول دفعت ما بين عامي 2020 و2024 ستة مليارات ليرة تركية، أي ما يقارب 175 مليون دولار لتنظيم تلك الفعاليات والحفلات.

رئيسا بلدية أنقرة وإسطنبول المتنافسان على الظفر بترشيح حزب الشعب الجمهوري للانتخابات الرئاسية القادمة، يحتاجان إلى تمويل لحملاتهما الدعائية وجيوشهما الإلكترونية. ويرى كثير من المراقبين أن المبالغ الخيالية التي تخرج من خزانتي البلديتين لتنظيم الفعاليات الثقافية والفنية يتم استخدام جزء كبير منها في ذاك التمويل.

رئيس بلدية أنقرة رفع في حملاته الانتخابية شعار "قليل من الكلام وكثير من العمل"، وتبنى استراتيجية الابتعاد عن الإدلاء بتصريحات كثيرة وعدم الخوض في مواضيع مثيرة للجدل، إلا أن سمعته التي بناها على التزام الصمت والبقاء خارج النقاشات قد تنهار تحت ضربات التسريبات التي يقوم بها رجال منافسه إمام أوغلو.

x.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه تركيا الصراع الشعب الجمهوري إمام أوغلو تركيا صراع الشعب الجمهوري إمام أوغلو مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات صحافة سياسة رياضة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حزب الشعب الجمهوری رئیس بلدیة إسطنبول لرئاسة الجمهوریة الحفلات الغنائیة رئیس بلدیة أنقرة تنظیم الحفلات إمام أوغلو إلا أن

إقرأ أيضاً:

جنايات جنوب سيناء تقضي بالمشدد 5 سنوات وغرامة 50 ألف جنيه لتاجر مخدرات

قضت محكمة جنايات جنوب سيناء في جلستها المنعقدة بمدينة طور سيناء، برئاسة المستشار حسني جمال عليان، وعضوية المستشارين مجدي نبيل شفيق، ومحمد محمود بديوي، وعمر عاصم عجيلة، وبحضور إبراهيم عدلى وكيل النيابة، وسكرتارية محمد عبد الستار بمعاقبة عطية فراج .س.ع.ع.41 سنة عاطل، بالسجن المشدد 5 سنوات وغرامة 50 ألف جنيه لقيامه بالاتجار فى المواد المخدرة بمدينة بمدينة أبوزنيمة.

وتعود أحداث الواقعة إلى 6 فبراير 2025، عندما تأكد للجهات الأمنية بمدينة  أبوزنيمة، أن المتهم فراج .س.ع.ع.41 سنة عاطل، يقوم بالاتجار فى المواد المخدرة ويتخذ من شخصه ومسكنه مكانا لإخفاء المواد المخدرة، وأن المتهم وصلته كمية من المخدرات لتوزيعها على عملائه.

ونفاذا لإذن جهات التحقيق بضبط المتهم وما يحرزه أو يحوزه بشخصه أو بملابسه من مواد مخدرة، وضبط السيارة التى يستخدمها فى نقل المواد المخدرة.

فقد تم إعداد عدة أكمنة ثابتة ومتحركة، وتمكنت إحدى هذه الأكمنة من ضبط المتهم حال هروبه بالسيارة عند رؤيته لرجال الأمن ولكن أفراد الأمن تمكنوا من تضييق الخناق عليه وتم ضبطه وبحوزته 1450جنيها و2 هاتف محمول و20 قطعة كبيرة من مخدر الحشيش، وبتفتيش السيارة عثر بداخلها على 46 قطعة كبيرة من مخدر الحشيش خلف كرسى القيادة، ووزنت المواد المخدرة 3 كيلو و211 جراما من الحشيش.

وبمواجهته بما أسفر عنه الضبط والتفتيش اعترف بحوزته للمواد المخدرة بقصد الاتجار والمبلغ المالي متبقي من عمليات بيع سابقة، وجهازى  المحمول لتسهيل الاتصال بالعملاء، والسيارة لسرعة الهروب والتنقل بين الوديان والتجمعات البدوية، وجرى تحرير محضر برقم 28 لسنة 2025 جنح أبوزنيمة.

وبعرض المتهم على جهات التحقيق قرر محمد الشرقبالى وكيل النائب العام لنيابات رأس سدر حبس المتهم 4 ايام على ذمة التحقيق  مع مراعاة التجديد، وإرسال عينة من المضبوطات للمعمل الكيماوى للتأكد من نوع المضبوطات، والتحفظ على السيارة على ذمة القضية، وتحت تصرف جهات التحقيق.

وتم إحالة القضية لمحكمة الجنايات وقيدت برقم107 لسنة 2025 جنايات كلى جنوب سيناء.

وبجلسة اليوم قضت محكمة جنايات جنوب سيناء بحكمها المتقدم بحبس المتهم 5 سنوات وغرامة 50 الف والتحفظ على السيارة المضبوطة.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • رئيس بلدية صيدا تابع تسرب المياه وسط شارع السوق التجاري
  • محكمة ألمانية تقضي بالسجن مدى الحياة ضد طبيب سوري عذّب معارضين للأسد
  • محاكمة إمام أوغلو بتهمة ترهيب المدعي العام في إسطنبول
  • بريطانيا: إسرائيل لها حق الدفاع عن نفسها.. والحرب لن تقضي على إيران النووية
  • النيابة العامة تطالب بسجن عمدة إسطنبول 7 سنوات
  • «ده بجد ولا بيتهيألي».. حميد الشاعري يستعد لطرح أحدث ألبوماته الغنائية
  • إمام أوغلو أمام القضاء ومطالبات بحظره سياسيًا
  • هل يتمكن رئيس وزراء إسبانيا من التغلب على الفضائح التي تهدده؟
  • جنايات جنوب سيناء تقضي بالمشدد 5 سنوات وغرامة 50 ألف جنيه لتاجر مخدرات
  • رئيس بلدية بات يام: 6 قتلى و200 مصاب في تل أبيب جراء الهجمات الإيرانية