رئيس الوزراء الفلسطيني: الحكومة جاهزة لإعادة إعمار قطاع غزة
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، جاهزية الحكومة في خططها لإعادة إعمار قطاع غزة، واستمرار المداولات مع الأطراف الوطنية والإقليمية والدولية لتحقيق ذلك، رغم صعوبة المهمة والبيئة المعقدة، والتصميم بقيادة الرئيس محمود عباس على تحمل المسؤوليات تجاه أهلنا في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال كلمته في ورشة عمل لتعزيز دور مجالس التشغيل والتدريب المحلية في صياغة استراتيجيات سوق العمل المحلية، وتعزيز التعاون ودعم فرص العمل المستدامة في فلسطين، وذلك بحضور وزيرة العمل إيناس العطاري، ومحافظي المحافظات، ورئيسة بعثة المكتب التمثيلي لجمهورية ألمانيا الاتحادية أنكه شليم، وممثلي المؤسسات الحكومية والأهلية والقطاع الخاص، اليوم الأربعاء برام الله.
ونقل رئيس الوزراء تحيات الرئيس محمود عبّاس والشكر على ما يقدم لخدمة أبناء شعبنا، خاصة في هذه الظروف المصيرية، موجها كلمته لأبناء شعبنا أنه قُدّر لنا أن نكون في هذا الموقف الصعب مرّات ومرّات، لكن شعبنا القوي المثابر أثبت في كل مرة أنه قادر على التغلب عليها.
وقال مصطفى: "سنخرج من نكبة غزة إلى الدولة المستقلة وعاصمتها القدس تحت قيادة الرئيس محمود عباس، وبجهود المؤسسات الوطنية المخلصة، وإعلان نيويورك، واعتراف 159 دولة بنا حتى الآن، هو خير دليل على الانجاز على هذا الطريق، فنحن نريد الدولة مستقلة، خالية من الحروب، خالية من الاحتلال والاستيطان"
وشدد رئيس الوزراء على أن الوضع الاقتصادي المالي الصعب والبطالة العالية سببها الأول هو الاحتلال، وزوال الاحتلال أمر أساسي من أجل تغيير ذلك، مشيرا إلى أن الحكومة ستقوم بالمطلوب باتجاه إعادة إطلاق الاقتصاد الوطني، وتطوير عمل المؤسسات، وإنفاذ القانون والعدل.
وتوجه مصطفى برسالة إلى أهلنا في قطاع غزة أنه لن يتم تركهم وحدهم في هذه المحنة، موضحا أن المطلوب هو أكثر من وقف إطلاق النار، بل يشمل كافة مناحي الحياة، والضمانة تبدأ بالعودة الكاملة للشرعية الوطنية، مشيرا إلى أن المؤسسات المدنية والأمنية الوطنية هي القادرة على أن تقود عملية التعافي وإعادة البناء وتوحيد المؤسسات والتمهيد لقيام الدولة المستقلة في غزة والضفة والقدس.
بدورها، أكدت العطاري في كلمتها أن الورشة تأتي ضمن جهود الحكومة لتعزيز التنسيق والحوار بين الشركاء الرئيسيين في سوق العمل، وبحث الأولويات والسياسات الوطنية الهادفة إلى تطوير منظومة التعليم والتدريب المهني والتقني وتعزيز التشغيل الكريم والمستدام، لا سيما في مرحلة ما بعد الحرب على قطاع غزة لا سيما بعد وضع أطر الاستراتيجية الوطنية للتشغيل.
وثمّنت، دعم الحكومة الألمانية ومساهمتها الفاعلة في تطوير قطاع التدريب المهني والتقني، وتمكين الشباب الفلسطيني ورفع كفاءاتهم بما يعزز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأشارت العطاري، إلى أن مجالس التشغيل والتدريب المحلية تُعدّ إحدى الركائز الأساسية في منظومة التشغيل الوطنية، حيث تعمل كمنصات تنسيقية وتشاورية تجمع بين الشركاء في المحافظات لتحديد احتياجات سوق العمل ووضع البرامج المناسبة لتنفيذها، مؤكدة أن هذه المجالس ساهمت خلال الأعوام الماضية في تنفيذ مبادرات تشغيلية ناجحة بالشراكة مع الهيئات المحلية والغرف التجارية ومؤسسات المجتمع المدني، مما أدى إلى خلق فرص عمل مستدامة وتحسين الخدمات العامة للمواطنين.
وفيما يتعلق بقطاع غزة، أوضحت العطاري أن وزارة العمل تواصل تنفيذ تدخلاتها ومشاريعها التشغيلية رغم صعوبة الأوضاع، من خلال برامج دعم التشغيل وتمكين الشباب ومساندة العمال والأسر المتضررة، مؤكدة أن الوزارة تعمل على تشكيل مجلس تشغيل في قطاع غزة قريبا لتعزيز التنسيق وتوحيد الجهود في مجالات التشغيل، وتقديم برامج طوارئ تتلاءم مع الواقع الإنساني والاقتصادي الصعب، بما يسهم في خلق فرص عمل مستدامة، وتمكين الشباب، وتعزيز صمود المواطنين.
كما أعلنت عن توقيع مذكرة تفاهم مع منظمة قرى الأطفال SOS فلسطين، لتقديم منح مالية لمدة ثلاثة أشهر لـ 500 عاطل عن العمل في محافظتي بيت لحم والخليل، بتمويل من صندوق هيرمان جماينر في ألمانيا، مشيرة إلى أن تنفيذ المنح سيتم عبر مجالس التشغيل في المحافظتين وبإشراف وزارة العمل.
وفي إطار التحول الرقمي، كشفت العطاري أن وزارة العمل تعمل حاليا على إعداد منصة وطنية للتشغيل، بالتعاون مع الوكالة البلجيكية للتنمية (Enabel)، وبمشاركة شركات محلية ودولية، موضحة أن المنصة ستُطلق رسميا خلال الشهر القادم برعاية وحضور دولة رئيس الوزراء.
وأوضحت أن المنصة ستُشكل نقلة نوعية في إدارة سوق العمل الفلسطيني من خلال تشبيك ذكي مدعوم بالذكاء الاصطناعي بين الباحثين عن عمل والمشغلين، إلى جانب توفير فرص عمل داخلية وخارجية وعن بُعد، وتزويد الحكومة ببيانات دقيقة لدعم سياسات التشغيل.
من جهتها، أكدت رئيسة بعثة المكتب التمثيلي لجمهورية ألمانيا الاتحادية أنكه شليم على أهمية تعزيز التعاون الثنائي بين فلسطين وألمانيا في مجالات التشغيل والتدريب المهني والتقني، لا سيما بعد الدمار الناجم عن الحرب، منوهة أن التعافي في قطاع غزة يتطلب تضافر الجهود الدولية وفي مقدمتها ألمانيا وأوروبا الداعمة لهذه الجهود، حيث يتم العمل على تحضير مؤتمر لدعم إعادة إعمار غزة بالتعاون مع شركائنا في فلسطين، مشدّدة على أن الاستثمار في المهارات وتعزيز الشراكات يُعدّان أساساً لخلق فرص عمل مستدامة وتحقيق تنمية اقتصادية شاملة.
وأوضحت أن الحكومة الألمانية في السنوات السابقة قامت بدعم فلسطين بحوالي مليار يورو، حيث عملت على دعم الريادة ومحطات تحلية ومعالجة المياه، ودعم مجالس التشغيل والتدريب، لأهميتها في تعزيز المهارات للأيدي العاملة في سوق العمل، منوهة أن ألمانيا تعتبر أولى الدول الداعمة لـ" مبادرة المستقبل" من أجل توفير فرص تشغيلية للشباب والنساء، مؤكدة حرص بلادها على تعزيز التعاون مع وزارة العمل الفلسطينية من أجل دعم الاقتصاد الفلسطيني وتعزيز فرص العمل الكريم.
بدوره، أشار محافظ أريحا والأغوار حسين حمايل في كلمته، نيابة عن مستشار الرئيس لشؤون المحافظات، على الأهمية الكبيرة لمجالس التشغيل والتدريب في المحافظات باعتبارها أداة فاعلة في رسم السياسات المحلية للتشغيل، مؤكدا على ضرورة تعزيز التكامل بين مؤسسات القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، في ظل شح الإمكانيات والموارد، والحصار الاقتصادي، بالإضافة إلى حشد الدعم الدولي لدعم قطاع العمل، مشيرا لأهمية توفير معاهد للتدريب المهني، لتشجيع الشباب على الانخراط فيها وتأهيلهم بمهارات جديدة، لفتح مجالات العمل وتلبية احتياجات سوق العمل، بما يضمن تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة، ودعم المحافظات الكامل لهذه المجالس لما تمثله من ركيزة أساسية في الحد من البطالة وتمكين الشباب والنساء اقتصادياً.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رئيس الوزراء الفلسطيني إعادة إعمار قطاع غزة غزة محمد مصطفى محمود عباس
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يتابع ميدانياً التشغيل التجريبي لمحطة الربط الكهربائي المصري السعودي ببدر
تابع اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ميدانياً، مراحل الاختبار والتشغيل التجريبي لمحطة الربط المصري السعودي العملاقة بمدينة بدر، "جهد 500 كيلو فولت تيار مستمر"، يرافقه المهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، القائم بمهام وزيرة البيئة، والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، والمهندسة صباح مشالي، نائب وزير الكهرباء، والمهندسة منى رزق، رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء، وعددٍ من مسئولي الوزارة، وتحالف الشركات المُنفذة للمشروع، وتعدُ هذه المحطة الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط من حيث الحجم وتكنولوجيا التصنيع والتشغيل والاستخدام على خطوط الربط مع الشبكات الكهربائية.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن زيارته للمحطة اليوم تأتي اتصالاً بالحرص على متابعة الخطوات النهائية لاختبار وتشغيل هذه المحطة؛ التي تُمثل أحد الركائز المُهمة لمشروع الربط الكهربائي بين مصر والمملكة العربية السعودية، والذي يحظى باهتمام ومُتابعة مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بالنظر إلى أهمية هذا المشروع كنموذج فاعل للتكامل العربي في مجال الطاقة، ودوره في تعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المُتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.
بدوره، أشار المهندس محمود عصمت إلى أن مشروع الربط الكهربائي المصري السعودي؛ يهدف لخلق جسر من الطاقة الكهربائية يربط بين البلدين الشقيقين، وذلك في إطار العمل على إنشاء شبكة كهربائية مُتكاملة تربط بين الدولتين، وما ينتج عنه من تبادل للطاقة الكهربائية بكفاءة ومرونة تمهيداً لإنشاء سوق عربية مشتركة للكهرباء، وذلك انطلاقاً من رؤية واضحة وخطة متكاملة لرفع كفاءة منظومة الطاقة وإيجاد حلول عاجلة ومستدامة لاستقرار الشبكة الموحدة وتحسين جودة الخدمة، بالإضافة إلى التوسع في الاعتماد على الطاقات المتجددة ورفع كفاءة تشغيل محطات التوليد وخفض استخدام الوقود.
وأضاف وزير الكهرباء والطاقة المتجددة أن هذا المشروع يهدف إلى استغلال الاختلاف في وقت حدوث ذروة الحمل بين شبكتي البلدين، لتعظيم الاستفادة من قدرات التوليد في مصر والسعودية وخفض معدلات استهلاك الوقود والتشغيل الاقتصادي للشبكة، ويعد ربطاً بين أكبر شبكتين كهربائيتين في المنطقة ونواة لربط كهربائي بين قارات افريقيا وآسيا وأوروبا.
وخلال التفقد، زار الدكتور مصطفى مدبولي ومرافقوه جانباً كبيراً من أقسام المحطة ومركز التحكم والتشغيل، كما تابع مراحل الاختبارات التي تُجرى لجميع المُعدات وكافة المُهمات، ومُكونات المحطة تمهيداً لبدء تشغيل المشروع؛ والربط على الشبكة الكهربائية المُوحدة في مصر والسعودية قبل نهاية العام الجاري؛ في إطار رؤية الدولة لإيجاد حلول مُستدامة للحفاظ على استقرار الشبكة القومية الموحدة، وتحسين جودة التغذية.
وشدد رئيس الوزراء خلال التفقد، على ضرورة الالتزام بالمواعيد المقررة للتشغيل، حيث تمت الإشارة إلى أنه تم الانتهاء من محطة محولات بدر ومحطة سكاكين طابا ٢، والخط الهوائي ( بدر / طابا ۲ ) جهد ٥٠٠ ك.ف بطول حوالي (٣٢٠ كم)، وكذا الانتهاء من تنفيذ أعمال الكابلات البحرية والأرضية، والتركيبات للمهمات وفرد كابلات الجهد المتوسط والمنخفض وأعمال التغذية الكهربية بالـ (AC - DC)، وتشغيل لوحات التحكم والتركيبات الخاصة بنهايات الكابلات واختبارات لوحات التحكم وشبكة الصرف والمياه والألياف الضوئية (OPGW)، وغيرها من مجريات إنجاز المحطات وخط الربط استعداداً لبدء التشغيل والربط على الشبكة الكهربائية.
وعقب التفقد، عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعاً بموقع المشروع ضم الوزراء والمسئولين وممثلي تحالف الشركات المنفذة، والاستشاريين، حيث عرضت المهندسة/ ايمان قداح، ممثل استشاري المشروع، تقريراً تناول الوضع الراهن لمسار مشروع الربط من الجانب المصري، ومعدلات تنفيذ الأعمال، لاسيما البنية التحتية، ومسارات الخطوط الهوائية والكابلات البحرية، بالإضافة إلى استعراض المخطط الزمني الحالي ومواعيد التشغيل النهائي.
وخلال أشاد رئيس الوزراء بالجهد المبذول من جانب الشركات المنفذة، ووجه بسرعة العمل على الانتهاء من المرحلة الثانية من هذا المشروع؛ ليكون المشروع بمرحلتيه جاهزاً للتشغيل بحلول أبريل 2026.
كما وجه رئيس الوزراء بتصوير هذا المشروع العملاق بشكل احترافي حتى يتسنى إظهار حجم الجهد المبذول به.
من جانبهم، تقدم تحالف الشركات المنفذة بالشكر لرئيس الوزراء على المتابعة الدؤوبة لخطى تنفيذ هذا المشروع، وكذا الشكر لوزير الكهرباء والطاقة المتجددة على تيسير الكثير من المهام، وتذليل التحديات المختلفة، والتنسيق مع الجهات المعنية، وتمت الإشارة إلى أن الشركات المُنفذة سجلت نحو 11.6 مليون ساعة عمل حتى الآن في هذا المشروع الواعد.
كما تم خلال الاجتماع الإشادة بكفاءة العمال المصريين الذين تم الاعتماد عليهم في تنفيذه، وفي هذا الإطار، أكد رئيس الوزراء ضرورة إنشاء مدارس لتعليم شبابنا المهارات الفنية الخاصة بمثل هذه المشروعات مع إمكانية تصدير العمالة لتنفيذ مثل هذه المشروعات في دول أخرى.
تجدر الإشارة إلى أن مشروع الربط الكهربائي المصري السعودي بقدرة 3000 ميجاوات، ويتكون من 3 محطات محولات ضخمة ذات جهد عالٍ؛ الأولى في شرق المدينة بالسعودية، والثانية في تبوك، والثالثة في مدينة بدر شرق القاهرة، ويربط بينهما خطوط هوائية يصل طولها لنحو 1350 كيلومتراً، وكابلات أخرى بحرية، ويعمل على التنفيذ تحالف من 3 شركات عالمية.