48 وفاة و8 آلاف إصابة بـ«الكوليرا» في تعز اليمنية
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
عدن (الاتحاد)
أخبار ذات صلةكشف مسؤول صحي يمني، أمس، عن تزايد كبير لوباء الكوليرا في محافظة تعز جنوب غربي البلاد، حيث يتم يومياً رصد عشرات الإصابات بالمرض.
وأفاد مسؤول الإعلام في مكتب وزارة الصحة بمحافظة تعز، تيسير السامعي، بأن السلطات الصحية رصدت 48 حالة وفاة بمرض الكوليرا في المحافظة منذ مطلع العام الجاري وسط تزايد ملحوظ في الحالات.
وأضاف أنه تم أيضاً رصد قرابة 8 آلاف إصابة بالوباء في المحافظة خلال الفترة ذاتها.
ولفت السامعي إلى أن المرض يواصل الانتشار بشكل كبير، حيث يتم رصد قرابة 40 حالة إصابة في محافظة تعز بشكل يومي.
وأوضح السامعي أن وباء الكوليرا أصبح بمثابة كارثة صحية تفوق قدرات السلطات الصحية التي تواجه صعوبات في تمويل مشاريعها لمواجهة الأوبئة.
وناشد المنظمات الدولية، خصوصاً منظمة الصحة العالمية، التدخل السريع لدعم السلطات الصحية اليمنية من أجل السيطرة العاجلة على انتشار الوباء، محذراً من أن «حالات الكوليرا في تزايد ملحوظ، بينما قدرات السلطات الصحية منفردة لا تستطيع التعامل مع هذا الانتشار الواسع للمرض».
وتعد تعز أكبر المحافظات اليمنية سكانا، وتواجه حصارا مستمرا يفرضه الحوثيون على معظم منافذها منذ 10 سنوات.
ويعاني القطاع الصحي في اليمن بشكل عام تدهورا حاداً، كما يعاني من نقص حاد في التمويل، ما جعل معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات طبية، وفق تقارير أممية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الكوليرا تعز محافظة تعز اليمن الأزمة اليمنية الأزمة في اليمن السلطات الصحیة
إقرأ أيضاً:
تزايد معدلات العنف.. ما الحل؟
العنف أصبح ظاهرة يومية في مصر؛ لا يمر يوم إلا وتطالعنا الصحف والمواقع الإخبارية بحادثة عنف هنا أو هناك باختلاف أنواع تلك الحوادث والجرائم. والحديث هنا ينصب على العنف والإيذاء الجسدي الذي يصل حد القتل وإزهاق الأرواح. سواء كان عنفاً أسرياً، ضد الأطفال والنساء، أو حتى جرائم الاعتداء الجنسي على الأطفال التي تعد من أخطر وأشدّ صور العنف الإنساني. لأنه عنف متعدد المستويات؛ خليط من مختلف أنواع العنف والاعتداء، بدنياً وجنسياً ونفسياً، لذلك هو من أعلى درجات العنف المسجّلة عالميًا.
الإحصاءات والبيانات الخاصة بالعنف في مصر ــــ وتلك قضية كبرى ومهمة ــــ تشير إلى أن هناك زيادات واضحة في جرائم العنف خاصة ضد النساء في مصر خلال السنوات الأخيرة بمختلف أشكالها: قتل، تحرش، اغتصاب، وعنف أسري. القاهرة والجيزة من أكثر المحافظات التي تُسجّل فيها تلك الجرائم بحسب مرصد جرائم العنف ضد النساء والفتيات التابع لـمؤسسة إدراك للتنمية والمساواة، والذي يقول إن مصر سجلت خلال عام 2024 نحو 1195 جريمة عنف موجهة ضد نساء وفتيات في مصر. وأن من بين هذه الجرائم نحو 363 جريمة قتل، وفي تقرير نصف-سنوي صدر حديثًا في 2025 وثق المرصد 495 جريمة عنف ضد النساء والفتيات خلال النصف الأول من العام. ما يلفت الانتباه أن غالبية جرائم القتل في التقرير — حوالي 89.5٪ — ارتكبت من قبل أحد أفراد الأسرة أو شريك/زوج. و أن جرائم القتل ضد النساء في 2025 كادت تتجاوز مستويات 2024 رغم أن البيانات نصف سنوية فقط.
الإشكالية الكبرى هنا أننا بصدد ظاهرة مركبة؛ أخذه في التزايد والانتشار، لكن رغم ذلك، الرقم الرسمي لا يعكس كل الحالات، خصوصًا في ظل العنف غير المعلن أو غير المبلّغ عنه. ولا توجد — حتى الآن — بيانات رسمية شاملة أو دورية تُنشر لجمهور عام (على مستوى جميع أنواع الجريمة/العنف) تكفي لرسم صورة كاملة ودقيقة. و أن التقارير على مستوى المراصد والمراكز المستقلة تعتمد بشكل رئيسي على “ما تم الإبلاغ عنه واكتشافه، ونشره في الصحف، ما يعني أن عدد الحالات الحقيقية قد يكون أعلى بكثير مما يُسجَّل. في ظل غياب إحصائيات رسمية حديثة من جهات أمنية أو هيئة وطنية موثوقة، وغياب تحديثات دورية، يجعل من الصعب تقييم تطور الحالة على مستوى المجتمع بأكمله.
نحن في حاجة ملحة لإستراتيجية وطنية لمكافحة العنف بمختلف أنواعه وأشكاله، قائمة على مقاربة متعددة مستويات؛ تبدأ بمراجعة التشريعات القائمة وتغليظ العقوبات بها، وإذا ما كان هناك حاجة لتشريعات جديدة. ثم إنشاء نيابات متخصصة للعنف الأسري. من أجل تحقيق ردع مباشر، وتقليل الجرائم قبل وقوعها. المستوى الثاني من تلك المقاربة يتعلق بالوعي والتوعية وهنا دور الإعلام والدراما في هذا السياق، ولعل إشارة الرئيس عبد الفتاح السيسي المهمة والخاصة بمراجعة الأعمال الفنية التي تمجّد العنف والبلطجة أو تربط “الفهلوة” بالبطولة، وضرورة استعادة الدراما المصرية التي تعكس وتقدم الشكل الحقيقي للمجتمع المصري. وأخيرا المستوى الثالث من تلك المقاربة والمعني بمحور التعليم والتنشئة خاصة مع ازدياد وتيرة العنف بالمدارس في مراحل التعليم المختلفة وكيفية مواجهة تلك الظاهرة من تحصين الأجيال الجديدة قبل مرحلة الخطر.