أعربت منظمة "شعاع" لحقوق الإنسان عن بالغ قلقها إزاء الأمن والسلامة الجسدية لمعتقلي الرأي الـ18، الذين قالت بأنهم يخوضون إضرابا كليا عن الطعام لمدة 8 أيام، احتجاجا على استمرار حبسهم الاحتياطي غير المبرر من قبل السلطات الجزائرية منذ 13 شهرا بدون إخلاء سبيلهم.

وقالت "شعاع" في بيان لها اليوم أرسلت نسخة منه لـ "عربي21"، إن معتقلي الرأي دخلوا في إضرابهم عن الطعام بداية من يوم 6 نوفمبر الجاري؛ في خطوة للفت الانتباه إلى محنتهم من اعتقال تعسفي بسبب ممارستهم لحقوقهم الأساسية.



وذكرت أن هؤلاء المعتقلين أودعوا الحبس المؤقت في سجن القليعة على ذمة التحقيق في 12 تشرين الأول / أكتوبر 2023، جُلهم إطارات في حزب "الجبهة الإسلامية للإنقاذ" الذي حُلَّ بقرار من السلطات الجزائرية في آذار / مارس 1992؛ حيث تم اعتقالهم بسبب إصدارهم بيانا يوم 30 سبتمبر 2023، باسم كوادر الجبهة الإسلامية للإنقاذ طالبوا فيه برفع القيود عن النشاط السياسي والصحافة؛ داعين إلى حوار وطني وإطلاق سراح السجناء السياسيين ومعتقلي الحراك.

ووفق "شعاع" فقد وُجهت لهم تهمة جناية إنشاء تنظيم يهدف إلى نشاط محظور وفق المادة 87 مكرر، وجنحة المساس بوحدة الوطن، بالإضافة إلى تهم نشر منشورات قد تضر بالأمن والنظام العام، واستغلال جراح المأساة الوطنية من خلال تصريحات وكتابات بهدف المساس بأمن الدولة.

ونقلت المنظمة عن أسَر المعتقلين بعد زيارتهم الأخيرة لهم، قولهم إن الحالة الصحية للمضربين عن الطعام سيئة؛ خاصة أن أغلب المضربين عن الطعام مسنون ويعانون من أمراض مزمنة؛ وبذلك يكون قد مضت 8 أيام على إضرابهم.

كما نقلت أسر المعتقلين أنهم تعرضوا لاستفزازات وضغوط، وتم تحويل ثلاثة منهم وهم أحمد الزاوي وقرفة بدر الدين وعلي بن حجر مساء الإثنين الماضي إلى سجن الحراش، في محاولة لإنهاء إضرابهم.

وأكدت منظمة "شعاع" تضامنها مع مطالب المضربين عن الطعام وتأكيد حقهم في الحرية بعد كل هذه الشهور من الحبس دون محاكمة.

وحملت السلطات الجزائرية مسؤولية الأوضاع الصحية والطبية للمعتقلين؛ وطالبت بضمان حصولهم على الرعاية المناسبة.

كما دعت منظمة شعاع السلطات إلى الإفراج الفوري عن معتقلي الرأي المضربين عن الطعام وجميع المعتقلين الآخرين بسبب ممارستهم لحقوقهم الأساسية، خصوصا حرية الرأي والتعبير.

من جهته كتب محامي المعتقلين، عبد الغني بادي، على صفحته على  منصة "فيسبوك": "في زيارتي اليوم لأغلب الشيوخ بسجن القليعة (الضاحية الغربية للعاصمة)، أخبروني بأنهم دخلوا في إضراب عن الطعام بداية من اليوم، وللعلم هم رهن الحبس المؤقت منذ 13 شهراً".

ومن بين المعتقلين: الشيخ علي بن حجر، وسعدي مبروك، وأحمد الزاوي، وتركمان نصر الدين.

وجاء بيان كوادر الجبهة الإسلامية للإنقاذ في أعقاب انطلاق الحراك في 22 فبراير (شباط) 2019، الذي كان بمثابة رد فعل على ترشح الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، في حين كان عاجزاً عن الحركة بسبب المرض، ومع الوقت، ضاقت به السلطات وأوقفته بالقوة، وقادت العشرات من نشطائه إلى السجن، بعد أن تم إلغاء العهدة الخامسة واعتقال عدد من قادة المرحلة السياسية التي أدارها عبد العزيز بوتفليقة.

وحلت السلطات الجزائرية الجبهة الإسلامية للإنقاذ في آذار/ مارس 1992، بعد قرار إلغاء الدور الثاني من الانتخابات النيابية التي كانت الجبهة قد فازت بدورها الأول، وتوقيف المسار الانتخابي في يناير/ كانون الثاني 1992، ومنذ تلك الفترة حُظر الحزب الإسلامي من النشاط السياسي، ورفضت السلطات الجزائرية سلسلة محاولات من قادة تاريخيين ووجوه معروفة في الجبهة الإسلامية للإنقاذ لإعادة تأسيس الحزب والانخراط مجددا في العمل السياسي، ولو تحت أسماء أخرى، بسبب ما تعتبره السلطات "مسؤولية الحزب في الأزمة الأمنية العنيفة التي شهدتها البلاد بداية التسعينات وخطاب التطرف الذي تبنته الجبهة وقواعدها".

إقرأ أيضا: الأمن الجزائري يعتقل عددا من قيادات الجبهة الإسلامية للإنقاذ.. لماذا؟

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الجزائرية اعتقال إضراب الجزائر إضراب اعتقال اسلاميون المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطات الجزائریة عن الطعام

إقرأ أيضاً:

سوريا ولبنان على أعتاب اتفاق قضائي لحلّ ملف المعتقلين السوريين

تقترب سوريا ولبنان من توقيع اتفاقية تعاون قضائي تهدف إلى معالجة ملفات المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية، في خطوة تُعد بمثابة "صفحة جديدة" في مسار العلاقات بين البلدين. اعلان

تشهد العلاقات بين دمشق وبيروت حراكًا قضائيًا جديدًا يهدف إلى طيّ أحد أكثر الملفات حساسية بين البلدين، مع اقتراب الجانبين من توقيع اتفاقية تعاون قضائي لمعالجة قضية المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية.

وخلال زيارة رسمية إلى بيروت، التقى وزير العدل اللبناني عادل نصار نظيره السوري مظهر الويس، حيث ناقشا صياغة اتفاقية تعاون قضائي بين البلدين. وقال نصار إن المحادثات شهدت "تقدماً ملموساً"، مشيراً إلى أن الاتفاقية المرتقبة ستتضمن استثناءات تتعلق بجرائم القتل والاغتصاب.

من جانبه، أكد وزير العدل السوري أن اللقاءات جرت في أجواء إيجابية، وأن الاتفاقية تقوم على مبدأ العدالة واحترام السيادة المتبادلة، مشددًا على أهمية التعاون القضائي "في رفع الظلم عن المعتقلين وصون حقوقهم وكرامتهم".

وقالت وزارة العدل السورية في بيان إن زيارة الوزير الويس إلى لبنان تهدف إلى "متابعة ملف المعتقلين السوريين وبحث سبل التعاون لدعم الجهود المشتركة في تحقيق العدالة بما يصون كرامتهم وحقوقهم".

ويأتي هذا الحراك بعد إعلان دمشق، يوم الجمعة الماضي، عن اتفاق مبدئي مع بيروت يقضي بتسليم السجناء السوريين غير المدانين بجرائم قتل. واعتبر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن هذا التفاهم يمثل "فتح صفحة جديدة ومشرقة في العلاقات بين سوريا ولبنان، علاقة قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون والمستقبل المشترك".

أرقام ومعطيات قضائية

وفقاً لإحصاءات قضائية لبنانية، يبلغ عدد السجناء السوريين في السجون اللبنانية نحو 2250 شخصًا، أي ما يقارب ثلث إجمالي السجناء في البلاد. ويُقدَّر أن نحو 700 منهم يستوفون شروط التسليم وفق الاتفاقية المرتقبة، فيما تتطلب عملية التنفيذ إطارًا قانونيًا واضحًا يضمن حقوق الطرفين ويحدّد المسؤوليات القضائية بدقة.

وتشير المصادر إلى أن المعتقلين السوريين يشملون مئات الموقوفين بتهم تتعلق بالإرهاب أو الانتماء إلى فصائل مسلحة، فضلًا عن آخرين متهمين بشن هجمات على الجيش اللبناني خلال سنوات الحرب السورية.

وفي تصريحات لقناة الإخبارية السورية الرسمية، قال مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية السورية محمد طه الأحمد إن الجانبين "توصلا إلى اتفاق لتسليم السجناء السوريين باستثناء من ترتب على جرمهم دم بريء".

وأوضح الأحمد أن الرئيس الإنتقالي أحمد الشرع يولي هذا الملف "اهتمامًا خاصًا" مشيرًا إلى أن "الاستجابة اللبنانية كانت جيدة جداً”، معرباً عن أمله في أن تساهم الاتفاقية في “طي صفحة الماضي وفتح مسار جديد من التعاون الثنائي".

وأكد أن الملف طُرح خلال ثلاثة اجتماعات متتالية مع الجانب اللبناني، حيث جرى التواصل المباشر بشأن تفاصيله، لافتاً إلى وجود "عدد كبير من التهم الملفقة بحق الموقوفين السوريين" في السجون اللبنانية.

تحرّك دبلوماسي

وكان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني قد وصل إلى بيروت صباح الجمعة على رأس وفد رسمي ضم وزير العدل مظهر الويس ورئيس جهاز الاستخبارات العامة حسين السلامة.

وخلال الزيارة، التقى الوفد السوري الرئيس جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام، حيث تم بحث سبل تعزيز التعاون القضائي والأمني بين البلدين.

وتعد هذه الزيارة الأولى لوزير الخارجية السوري الجديد إلى لبنان منذ توليه منصبه، كما تمثل أول زيارة لمسؤول سوري رفيع إلى بيروت منذ تشكيل الحكومة السورية الجديدة في مارس/آذار الماضي.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • منظمات حقوقية تحذر من ملاحقة مدافعين عن أراضي السكان الأصليين بكندا
  • منظمة حقوقية: أداء مصر الدبلوماسي يعكس التزامها بالمبادئ الدولية وحماية الحقوق الإنسانية
  • أوكرانيا تخلي بلدات قرب "كوبيانسك" بسبب الهجمات الروسية
  • إشادة حقوقية موسعة بفوز مصر بعضوية مجلس حقوق الإنسان الدولي
  • سوريا ولبنان على أعتاب اتفاق قضائي لحلّ ملف المعتقلين السوريين
  • اليونانيون يضربون ضد إصلاح قانون يوم العمل الجديد
  • انتهاكات تتجاوز السجون.. السلطات المصرية تضاعف التضييق على أسر المعتقلين
  • وصول الدفعة الثانية من المعتقلين بإسرائيل إلى خان يونس بغزة
  • عاجل.. وصول الدفعة الثانية من المعتقلين إلى خان يونس جنوب قطاع غزة
  • سقوط طفل أثناء لهوه بمياه ترعة بالغربية والأم تقفز وراءه للإنقاذ بمساعدة الجيران