بوابة الوفد:
2025-12-15@06:05:15 GMT

حكم دفن الشعر والأظافر بعد قصها

تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية إنه لا يوجد مانع شرعًا من إلقاءِ قُصاصَةَ الشعر وقُلامَةَ الأظافر في كيس المهملات، موضحة أن دفن ما يُقلم مِن الأظافر أو يُزال مِن الشعر مستحبٌّ لحرمةِ الإنسان وسائر أجزائه، وليس ذلك مِن قبيل الواجبات التي يأثم الإنسان بتركها، بل لا حرج في تركه عند التَّعذُّر أو المشقة.

بيان مدى اهتمام الإسلام بالنظافة

وأوضحت الإفتاء أن النظافة شأنها في الإسلام عظيمٌ، فهي مطلَبٌ شرعيٌّ، ومقصِد مرعيٌّ؛ حفاظًا على حُسنِ صورةِ الإنسان التي خلقه الله عليها، قال تعالى: ﴿وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ﴾ [التغابن: 3]، وقال جَلَّ جَلَالُهُ: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾ [التين: 4].

وفي الحديث الشريف: «إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطِّيبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ.. الحديث» أخرجه الأئمة: الترمذي في "السنن"، والبزار وأبو يعلى في "المسند"، وحسَّنه الحافظ السيوطي في "الجامع الصغير".

حكم دفن الشعر والأظفار بعد قصها والمراد بالدفن في ذلك
وأضافت الإفتاء: قصُّ الشَّعرِ وتقليم الأظفار مِن سُنن الفطرةِ التي تُحقِّقُ للمرءِ حُسْنَ هيئتِهِ، وجمالَ مَظْهَرِهِ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «خَمْسٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: الْخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ» متفقٌ عليه.

وتابعت: وما ينتج عن قصِّ الشَّعرِ والأظفار مِن قُصَاصَةٍ وقُلَامَةٍ، له اعتباران: أحدهما: كونها مما تَعَافُ مِن رؤيته النفوس، فيستلزم ذلك إبعادَها عن أعيُن الناس، والآخَر: كونها جزءًا مِن جسد الإنسان الذي قرَّر اللهُ سبحانه وتعالى له حُرمتَه وكرامتَه، كما في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾ [الإسراء: 70]، فيُستحبُّ دفنُها مراعاةً لهذه الحرمة وامتثالًا لذلك التكريم مِن لَدُن رب العالمين.

والمراد بالدَّفن هنا: أن تتمَّ مواراتُها تحت التُّراب، في أيِّ مكانٍ تيسَّر فيه ذلك، داخل الدَّار أو خارجها، وليس المراد منه الدَّفن في المقبرة، قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا ۝ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا﴾ [المرسلات: 25-26].

قال الإمام أحمد في تأويل الآية -كما نقله الإمام شمس الدين ابن مُفْلِح في "الآداب الشرعية" (3/ 331، ط. عالم الكتب)-: [يُلْقُون الأحياءُ فيها الدَّمَ، والشَّعرَ، والأظافيرَ، وتَدفِنون فيها موتاكم] اهـ.

وأكملت: والقول باستحباب دفن الشَّعر والأظفار بعد قصِّها هو مذهب جماهير الفقهاء مِن الحنفية والشافعية والحنابلة؛ لأنها أجزاء آدميٍّ، والآدميُّ محترَمٌ ومكرَّمٌ، كما في "الاختيار" للإمام ابن مودود الموصلي الحنفي (4/ 167، ط. الحلبي)، و"رد المحتار" للعلامة ابن عَابِدِين (1/ 108، ط. دار الفكر)، و"المجموع" للإمام النووي" (1/ 289-290، ط. دار الفكر)، و"المغني" للإمام ابن قدامة الحنبلي (1/ 66، ط. مكتبة القاهرة).

واختتمت: فأفادت نصوص الفقهاء أنَّ دفن الشَّعرِ والأظفار ليس مِن قبيل الواجب الذي يأثم تَارِكُهُ، فإن كانت الأرض معزولةً بالبلاط وما شابهه ممَّا يكون في المنازل حاليًّا، ويحجب التربة عن الظهور، فلا بأس بعدم دفن الشَّعرِ والأظفارِ حينئذٍ، والاكتفاءِ بإبعادها عن أعين الناس بإلقائها مع القمامة أو نحو ذلك؛ صونًا لحرمتها، وحفظًا لهم عن التأذي مِن رؤيتها، مِن غير حرجٍ ولا كراهة في ذلك، إذ "لَا يَلزَمُ مِن تَركِ المُسْتَحَبِّ الكَرَاهَةُ"، كما قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (11/ 17، ط. دار المعرفة).

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: النظافة دار الافتاء المصرية اهتمام الإسلام بالنظافة الإفتاء دفن الش

إقرأ أيضاً:

هل فتور العبادة والشعور بثقل الطاعة علامة على النفاق؟.. أمين الإفتاء يجيب

أجاب الدكتور علي فخر، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن سؤال قالت فيه السائلة إنها تمر أحيانًا بحالات من الإقبال على الصلاة وقراءة القرآن وتشعر بحلاوة الطاعة، وفي أوقات أخرى تشعر بثقل حتى في أداء الفروض، متسائلة هل هذا يُعد علامة من علامات النفاق، مؤكدًا أن هذا الأمر ليس من النفاق في شيء، وإنما هو حال يمر به الإنسان بطبيعته.

هل فتور العبادة والشعور بثقل الطاعة علامة على النفاق؟

وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، أن النبي صلى الله عليه وسلم نبَّه إلى أن الإنسان تأتيه أوقات نشاط وأوقات فتور، مستشهدًا بالحديث الشريف حينما رأى حبلًا مشدودًا بين ساريتين، فقيل له إنه لزينب رضي الله عنها إذا تعبت أو ملت تعلقت به، فقال صلى الله عليه وسلم: «ليصلِّ أحدكم نشاطه»، مبينًا أن العبادة تُؤدَّى في حال النشاط لا مع الإجهاد والملل.

وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى أن من القواعد النبوية العظيمة قوله صلى الله عليه وسلم: «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل»، لأن الإنسان إذا حمّل نفسه فوق طاقتها أصابه الملل والفتور، وضرب مثالًا بذلك في العبادة والترفيه معًا، موضحًا أن البدء بالقليل والاستمرار عليه، كقراءة جزء صغير من القرآن ثم الزيادة التدريجية، هو الأسلم للنفس والأدوم في الطاعة.

أمين الإفتاء: ارتداء الشراب للمرأة في الصلاة واجبة إلا في هذه الحالةحكم فعل الخير دون نية.. أمين الإفتاء: الله يكافئ عباده حتى لو لم يكن الإنسان مدركانظير عياد يستقبل كبار المفتين المشاركين في الندوة العالمية الثانية لـ الإفتاءماذا نقرأ بعد الصلاة المفروضة؟.. الإفتاء توصي بـ 3 أذكار نبوية وآية

وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء أن عدم الشعور باللذة في العبادة في بعض الأوقات أمر طبيعي، فقد يكون بسبب هموم أو مشكلات تثقل القلب. 

وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء، أنه لا ينبغي للإنسان أن يتهم نفسه بالنفاق، بل يؤدي الفريضة ويترك نفسه حتى تزول هذه العوارض، فمع زوال الضغوط يعود القلب للإقبال على الطاعة مرة أخرى، داعيًا إلى الرفق بالنفس وحسن الظن بالله، سائلاً الله أن يصلح الأحوال ويشرح الصدور.

طباعة شارك الدكتور علي فخر علي فخر أمين الفتوى في دار الإفتاء دار الإفتاء الإفتاء

مقالات مشابهة

  • هل فتور العبادة والشعور بثقل الطاعة علامة على النفاق؟.. أمين الإفتاء يجيب
  • حكم فعل الخير دون نية.. أمين الإفتاء: الله يكافئ عباده حتى لو لم يكن الإنسان مدركا
  • النقلات النوعية السبع في مشروع النهوض الحضاري
  • 3 أمور ترفع قدرك عند الله.. مركز الأزهر يوضح
  • علي جمعة: باب التوبة مفتوح ما لم يغرغر الإنسان
  • في يوم حقوق الإنسان.. رسائل حب وإنسانية تتصدر ندوة دار الكتب
  • خمسُ كاملاتٍ أوقفتْ المعجزات
  • الخواطر … بوابة إلى الوعي القرآني وسمو الروح
  • خطيب الأوقاف: من أعظم نعم الله على الإنسان أن خلق له الوقت والزمن
  • عالم بالأزهر يوضح مفهوم الوسطية في الإسلام (فيديو)