وثائقي خلف الأبواب المغلقة للجزيرة 360 يثير جدلا في السويد
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
أثارت سلسلة الأفلام الوثائقية "خلف الأبواب المغلقة" للجزيرة 360 جدلا في السويد، إذ اعتبره رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين تهديدا أمنيا محتملا للدولة.
لكن رئيس قسم الإنتاج الأصلي بمنصة الجزيرة 360 عواد جمعة يرى أن اعتبار السلطات السويدية السلسلة الوثائقية الجديدة للمنصة تهديدا أمنيا للسويد هو أمر مضلل تماما وغير صحيح من الناحية الواقعية.
وأضاف أنه تم تطوير السلسلة لاستكشاف قضية اجتماعية معقدة أثرت على عديد من العائلات في جميع أنحاء شمال أوروبا، موضحا أن الفيلم يتناول عدة دول أوروبية، من بينها لوكسمبورغ وألمانيا والنرويج، وليس فقط السويد.
ويوضح جمعة أن "خلف الأبواب المغلقة" يقدم دراسة تفصيلية لقضايا حقيقية لعائلات تم أخذ أطفالها قسريا من قبل السلطات الاجتماعية، وكان هدف فريق العمل تقديم تجارب حقيقية من دون أي تدخل، مما يسمح للجمهور بفهم تعقيدات هذه القرارات بشكل أفضل.
بدوره، أكد منتج أول السلسلة محمد الكندي أن الفريق أمضى أكثر من عام في البحث والإنتاج والتحقق الدقيق من الحقائق، بمشاركة باحثين ومحررين وخبراء موثوق بهم لضمان مصداقية الفيلم، سواء من داخل شبكة الجزيرة أو خارجها.
وأضاف أن الفريق المنتج للسلسلة استمع لشهادات أكثر من 50 عائلة تم أخذ أطفالها من قبل السلطات الاجتماعية، وعمل على إظهار العواقب العاطفية والاجتماعية العميقة التي تعاني منها هذه العائلات.
السلطات السويديةوأكد جمعة أن فريق عمل "خلف الأبواب المغلقة" سعى خلال إنتاج الفيلم إلى التواصل مع السلطات المعنية في السويد لعرض وجهة نظرها بشأن المسائل المثارة.
كما تواصل الفريق مع وزارة الخارجية السويدية، التي بدورها أحالت الموضوع للوزارة المعنية التي اختارت في النهاية عدم التعاون مع فريق الجزيرة 360، وقد وثق الفريق جميع المحاولات لضمان الشفافية.
وأوضح جمعة أن "خلف الأبواب المغلقة" لا يركز على مجموعة عرقية أو دينية واحدة، ولا يشجع على التضليل، بل يهتم بتقديم عائلات من خلفيات متنوعة -ليس فقط العائلات المسلمة أو المهاجرة- ولكن أشخاصا من مختلف طبقات المجتمع واجهوا تحديات مع الخدمات الاجتماعية.
إنتاج خاص للجزيرةوحول إذا ما كانت هناك دول شاركت في إنتاج هذه السلسلة الوثائقية، أكد عبادة البغدادي مخرج السلسلة أنها إنتاج أصلي حصري لمنصة الجزيرة 360 من دون تدخل من قبل أي جهة أخرى غير الجزيرة حسب ادعاء بعض التقارير الإعلامية.
وفي هذا السياق، أوضح جمعة أنه أشرف على إنتاج السلسلة من البداية حتى بثها بالاعتماد على شركة وسيطة للإنتاج مثلما يحدث في عديد من المنصات حول العالم.
وكانت شبكة الجزيرة الإعلامية قد أطلقت منتصف سبتمبر/أيلول الماضي منصة "الجزيرة 360" وهي منصة فيديو تحت الطلب، تحتوي على أرشيف شبكة الجزيرة منذ انطلاقها عام 1996، بالإضافة إلى باقة متنوعة من البرامج، وتضم أكثر من 850 ألف مشترك مما يجعلها المنصة الأكثر انتشارا في الوطن العربي.
ومع إطلاق المنصة، عادت برامج قناة الجزيرة الإخبارية المتوقفة منذ أكتوبر/تشرين 2023، بسبب التغطية المستمرة للأحداث في المنطقة والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لتبث حصريا على المنصة الجديدة.
وتتنوع البرامج الأصلية للمنصة بين محتوى يتضمن برامج ثقافية، وترفيهية، وحوارية، ودينية في قالب جديد، إضافة إلى عدد من الأفلام والبرامج الوثائقية والاستقصائية.
وتقدم المنصة أرشيف شبكة الجزيرة الذي يتضمن نحو 50 ألف ساعة من البرامج والوثائقيات أنتجتها الجزيرة الإخبارية، والجزيرة الوثائقية، وقناة AJ+ عربي، ومنصة الجزيرة O2، بالإضافة إلى محتوى منصة "أثير" للبودكاست، وتنشر هذه المواد تباعا على المنصة، وتتاح للجمهور مجانا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات حريات خلف الأبواب المغلقة شبکة الجزیرة الجزیرة 360 جمعة أن
إقرأ أيضاً:
أرامل من غزة للجزيرة نت: أطفالنا يبكون جوعا ولا مؤسسات تكفلهم
غزة- في خيمة مهترئة غربي مدينة غزة، كانت سوسن أبو كاشف تهدهد صغيرها يامن (عامان) على وسادة، وظلّت تحرك جسده الصغير يمنة ويسرة أكثر من ساعة، على أمل أن يهدأ ويتوقف عن البكاء وطلب الطعام، وينام. وأخيرا، أغمض الطفل عينيه، ونام، لكن وبعد دقائق، استيقظ باكيا يريد طعاما.
وببكاء أشد ردَّت الأم سوسن وتمنَّت لو كانت هي من استشهد في الحرب، وليس زوجها، فهو الأقدر على توفير الطعام لطفليه، بينما تظل هي امرأة عاجزة عن فعل أي شيء.
ويعيش سكان غزة عزلة خانقة منذ 5 أشهر، مع إغلاق المعابر ومنع دخول الغذاء والمساعدات، جعلت أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون تجويعا قاسيا، ولا يجدون ما يأكلونه.
عجز وقلق
وقبل الحرب، لم تكن حياة الأرامل في غزة وردية، لكنها على الأقل كانت مدعومة بشبكة من المؤسسات الخيرية، المحلية والدولية، التي تتولى كفالة الأطفال الأيتام، وتقدم لهم مبالغ شهرية، تُمكّن الأمهات من شراء الطعام والدواء والاحتياجات الأساسية. أما اليوم، فقد انهارت هذه المنظومة بالكامل.
ومع تجاوز أعداد الشهداء منذ 7 أكتوبر/تشرين ثاني 2023 حاجز الـ60 ألفا، تتحدث الأرقام عن عشرات الآلاف من النساء الثكالى، ومثلهن من الأطفال الذين أصبحوا أيتاما بين ليلة وضحاها، وهذا العدد الضخم فاق قدرة المؤسسات الخيرية.
سوسن، واحدة من آلاف الأرامل اللواتي تُركن لمواجهة التجويع وحدهن، فقدت زوجها في مجزرة دامية في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حين قُصِف منزل عائلته المكوّن من خمسة طوابق في مشروع بين لاهيا شمال القطاع، باستهداف أدى لاستشهاد 250 شخصا من العائلة، منهم زوجها وأغلب أقاربه.
وتقول الأم الأرملة سوسن للجزيرة نت، "منذ استشهاده، لم يسأل عنا أحد، لا مؤسسات ولا جمعيات ولا كفالات، أعيش مع طفليّ، حبيبة (3 سنوات ونصف) ويامن، وأعتمد فقط على دعم عائلتي، وأعمام أولادي، لكن هذا لا يكفي طعام يومنا".
إعلانوتسجل سوسن في روابط إلكترونية خاصة بمؤسسات كفالة الأيتام، لكنها تقول إنها لم تتلق شيئا. وتضيف: "طفلاي يجوعان يوميا، وأنا عاجزة، لا خبز ولا حليب، وكل ما أستطيع توفيره هو القليل من العدس دون خبز من التكية، وهذا لا يشبعهما".
وتكمل بحرقة "أشعر أنني أعيش فقط لأسمع بكاء طفليّ، وأخبئ دموعي عنهما، لكنني أبكي باستمرار، وأتمنى لو كنت مكان والدهما، فهو كرجل، كان سيجد حلا، أما أنا فلا أملك شيئا".
أما إلهام رجب، أرملة أخرى من شمال غزة، استشهد زوجها في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، لتجد نفسها مسؤولة عن 4 أطفال، أكبرهم عمره 15 عاما.
تقول للجزيرة نت، "بعد استشهاد زوجي، وهَدْم منزلنا في بيت لاهيا، نزحنا إلى غرب غزة، لا مأوى سوى هذه الخيمة، ولا مصدر دخل أو مؤسسة تهتم بنا، وأولادي يكبرون وهم جوعى، بلا دراسة، ولا أمل".
وتعتمد العائلة على "التكية"، وهي مطابخ خيرية توزع وجبات أساسية، لكن حتى هذه الوجبات، لا تتوفر يوميا.
وتضيف إلهام "أمس أكلنا عدساً بلا خبز، واليوم كذلك، وأطفالي ينامون جوعى معظم الأيام، ولا أستطيع منعهم من المغامرة، فابني رغم أنه طفل (15 عاما) يذهب إلى مناطق خطِرة مثل نتساريم (جنوب غزة) لانتظار المساعدات والحصول على كيس طحين أو بعض الخبز، معرضا حياته للخطر. كيف أمنعه؟ نحن جائعون".
واستشهد أكثر من 1100 فلسطيني برصاص الاحتلال أثناء انتظارهم المساعدات في عدة مناطق من قطاع غزة، بحسب إحصائية حصلت عليها الجزيرة نت من وزارة الصحة بغزة.
وترفض الأمم المتحدة الخطة الإسرائيلية وترى أنها تفرض مزيدا من النزوح، وتعرّض آلاف الأشخاص للأذى، وتَقْصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة ولا تلبي الاحتياجات الماسة الأخرى، وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية، كما تجعل التجويع ورقة مساومة.
وتروي الأم إلهام لحظات الانهيار اليومية، "كل مشاكلي مع أطفالي تدور حول الطعام. يقولون لي: نريد أن نأكل، وأنا لا أجد شيئا، أظل أبكي، وأدعو الله أن يناموا ليهدؤوا، لا مدارس، ولا تعليم، ولا أمان، فقط الجوع والحزن.
ديانا القصاص، من حي الدرج وسط غزة، استشهد زوجها في ديسمبر/كانون الأول 2023 ولا يزال جسده تحت الأنقاض، منذ قصف منزل العائلة.
تقول للجزيرة نت، "كل أهل زوجي استشهدوا معه، ولم يخرج أحد منهم حيا، بقيت وحدي مع طفلي سلامة (6 سنوات) وسند (3 سنوات) نعيش في خيمة صغيرة، دون أي كفالة أو دخل".
ويقع على عاتق ديانا كل شيء من المهام الصعبة، كما توضح، فهي تطبخ، وتعبئ الماء، وتقف في طوابير الطعام إن وُجد، وتحاول التخفيف من صدمة الحرب والجوع عن أطفالها.
وتضيف "طفلاي لا يعرفان لماذا لا يأكلان مثل غيرهم، ويسألانني عن الفواكه، والحليب، والخبز، أمس وزعوا الطحين على المخيم، فخبزت لهما خبزا ناشفا، ورغم ذلك أكلاه بفرح".
وأكثر ما يؤلم الأم الثكلى ديانا -تواصل قائلة- إنهم "فقدوا كل شيء، الأب، والمنزل، والأمان، وحتى الطعام، وحين يرى ولداي أطفالا آخرين يملكون ألعابا أو بقايا طعام، يبكون ويطلبون مثله، ولا أستطيع أن أقدم لهم شيئا".
إعلان