بعد استلام طالبان الحكم مجددا قام الجيش الألماني في أغسطس 2021 بإجلاء متعاونين محليينوعائلتهم من أفغانستان ونقلهم لألمانيا

 

يبدو أن عشرين عاما من الحرب على الإرهاب والفقر في أفغانستان ذهبت سدى، فالتواجد الدولي هناك والذي أثار الجدل منذ بدايته في 2001، أعلن فشله نهائيا في 15 أغسطس/آب 2021. وهو اليوم الذي تمكنت فيه حركة طالبان الإسلامية من العودة إلى السلطة بعد الانسحاب السريع للقوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة.

ميركل وعدت بالدعم

مختارات ألمانيا وأمريكا تجريان محادثات مع طالبان حول إجلاء معاوني الجيش أفغانستان.. العديد من المتعاونين مع الجيش الألماني لقوا حتفهم بعد الانسحاب بيربوك تصف حكم طالبان بـ"ردة صوب العصر الحجري" منظمة ألمانية: لا يمكن مساعدة الأفغان دون تعاون مع طالبان

وسط ظروف فوضوية قام الجيش الألماني بإجلاء الألمان والأفغانالذين تعاونوا مع ألمانيا لسنوات عديدة في القطاعين العسكري والمدني. لم يكن بالإمكان إنقاذ الجميع فورا، ما جعل المستشارة الألمانية آنذاك أنغيلا ميركل، تقدم خلال بيان حكومي وعدا بالدعم، وذلك بعد عشرة أيام من الكارثة إذ قالت: 

"سنواصل  بذل كل ما في وسعنا لمساعدة الأفغان على مغادرة البلاد، خاصة أولئك الذين كانوا يقدمون المساعدة للجيش والشرطة الألمانية في مهمتها في أفغانستان وأيضا الذين كانوا يشتغلون معنا في مجال التنمية وانخرطوا من أجل بلد آمن وحر مع آفاق مستقبلية".

متعاونون محليون ينتظرون الإجلاء

بعد عامين من هذا الوعد لا يزال الآلاف من المساعدين المحليين السابقين وأسرهم وغيرهم من الأشخاص المهددين، ينتظرون السفر إلى ألمانيا. وأحد الأسباب وراء ذلك هو أنه بالإضافة إلى الوكالات الحكومية هناك العديد من منظمات المجتمع المدني تهتم أيضا بالأفغان المعرضين للخطر.

في يونيو/حزيران من هذا العام ذكرت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر بعض التفاصيل أمام لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان الألماني جاء فيها أن: ألمانيا منذ يناير/كانون الثاني 2022 جلبت 20 ألف متعاون أفغاني وعائلاتهم، معظمهم كانوا يتعاونون مع الجيش الألماني ووزارة التعاون الإنمائي.

صعوبة البت في جميع طلبات الإجلاء

تُظهر تصريحات شهود عيان في لجنة التحقيق في أفغانستان التابعة للبرلمان الألماني (بوندستاغ) أن ألمانيا لا تزال تواجه مشاكل في مساعدة العمال المحليين السابقين. ففي نهاية أبريل/ نيسان 2023 أفاد مسؤول رفيع المستوى في وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية (BMZ)، أن مجموعة عمل لا تزال تعالج ما يسمى بطلبات الحماية من الخطر من الموظفين المحليين السابقين بعد عام ونصف من سقوط كابول .

واعترف رئيس المجموعة المسؤول عن آسيا الوسطى وأفغانستان وباكستان أن وزارته لم تكن مستعدة بما فيه الكفاية لهذه المهمة وأنها غارقة في الأمر. وكان هناك أيضًا تفكير في نقل المتعاونين المحليين السابقين إلى بلدان قريبة مثل  طاجيكستان أو أوزبكستان أو باكستان. لكن لم تبدي أي حكومة من هذه الدول استعدادها لاستقبال لاجئين من أفغانستان.

وزارة التنمية وافقت على 15 ألف طلب

ومنذ أن استولت طالبان على السلطة وافقت وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية (BMZ) لوحدها على 15 ألف طلب لنقل متعاونين محليين سابقين وعائلتهم لألمانيا. ومن هذا العدد وصل بالفعل 11ألف و600 شخص لألمانيا (حتى الأول من يوليو/ تموز 2023)، كما أكدت متحدثة بسم الوزارة بناء على طلب من DW.

ومن بين المتضررين الآخرين البالغ عددهم 3400 شخص، يتواجد حوالي 160 في طريق العبور بدولة مجاورة. وبمساعدة الجمعية الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) تدعم وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية الموظفين المحليين السابقين في طريقهم للهجرة إلى ألمانيا وتوفر لهم الرعاية والإقامة في بلدان العبور.

"لدينا خطة أمنية لكل شخص يغادر"

من وجهة نظر الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) فإن عملية الإجلاء تتم بشكل جيد. وبهذا الخصوص قال رئيس قسم أفغانستان وباكستان في لجنة التحقيق البرلمانية في بداية يوليو/تموز 2023: "كنا نعرف في جميع الأوقات من يمكنه مغادرة البلاد وكيف. كانت لدينا خطة أمنية لكل شخص يغادر".

وتريد لجنة التحقيق في البرلمان الألماني "بوندستاغ" أيضًا معرفة سبب عدم وجود خطة جاهزة على ما يبدو لإنقاذ المتعاونين المحليين عندما استولت طالبان على السلطة. وتم تأكيد هذا الانطباع من خلال التوضيحات التي أدلى بها الأشخاص الذين تم إنقاذهم من أفغانستان.

وزيرة الخارجية الألمانية تبدأ برنامجا إضافيا

تعمل طالبان بشكل متزايد على تقليص الحقوق والحريات، خاصة على النساء والفتيات. لهذا السبب أطلقت الحكومة الألمانية حاليا برنامج مساعدات آخر بمبادرة منوزيرة الخارجية أنالينا بربوك. يمكن للمتعاونين المحليين السابقين الاستفادة منه، وخاصة المدافعين عن المرأة وحقوق الإنسان وكذلك الأشخاص الذين تستهدفهم طالبان بسبب معتقداتهم الدينية أو ميولهم الجنسية.

بيد أن منظمات حقوق الإنسان تعيب على هذا البرنامج "كونه مقدم فقط  للأشخاص الذين ما زالوا في أفغانستان وأن طلب الاستفادة منه من الأفغان المتواجدين في دول ثالثة مثل إيران أو باكستان غير ممكن". وحسب منظمة العفو الدولية "يخلق هذا الأمر حافزًا خطيرًا للبقاء في أفغانستان".

إجلاء مواطنين ألمان وموظفين محليين أفغان من كابول، أرشيف (24.08.2023).

المساعدات الإنسانية في أفغانستان ستتواصل

على الرغم من مغادرة آلاف المتعاونين الأفغان لبلادهم، فإن المساعدات الإنسانية من ألمانيا مستمرة. فوفقًا لوزارة التعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ) فإنه منذ عودة طالبان إلى السلطة لم توظف أو تعين الوزارة الألمانية أي موظف محلي. لكن في الوقت ذاته تؤكد متحدثة باسم الوزارة لـ DW : "لكي نتمكن من الاستمرار في دعم السكان الأفغان الذين يعانون. فمن الضروري وجود موظفين من البلد نفسه".

ولهذا الغرض قامت الجمعية الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) بتعيين موظفين محليين. وتوضح المتحدثة أنه "منذ أغسطس/ آب 2021 تم تكليف موظفي الوكالة الألمانية للتعاون الدولي بالأساس بمهام إدارية وفنية ولوجستية بما في ذلك تقييم الوضع الأمني".

مواصلة توظيف المتعاونين المحليين

لا تزال منظمات المجتمع المدني نشطة أيضًا في أفغانستان وتوظف متعاونين محليين، حسب ما تؤكد وزارة التنمية. وتراقب الحكومة الألمانية الوضع الأمني عن كثب. "منذ أن استولت طالبان على السلطة، فإن الموظفين الأفغان الجدد الذين عينتهم GIZ لا يعملون في مناطق مكشوفة سياسيًا حتى لا يكونوا عرضة لتهديد معين".

مارسيل فورستناو/هـ.د

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: دويتشه فيله دويتشه فيله الألمانیة للتعاون الدولی الجیش الألمانی فی أفغانستان

إقرأ أيضاً:

اتفاقية بين «مجلس التوازن» و«تاليس» لدعم الموردين المحليين بـ 600 مليون درهم

 
أبوظبي (الاتحاد)
أعلن مجلس التوازن ومجموعة تاليس عن توقيع اتفاقية تهدف إلى دعم وتمكين 20 مورّداً محلياً معتمداً، ضمن مشروع «وجهتك الإمارات»، بحزم أعمال تصل قيمتها إلى 600 مليون درهم، وذلك خلال أعمال النسخة الرابعة من «اصنع في الإمارات 2025» في أبوظبي.
وقّع الاتفاقية كلٌ من ماجد سيف الشامسي، المدير التنفيذي لبرنامج التوازن الاقتصادي في مجلس التوازن، ومراد شتيوي، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة تاليس الإمارات للتكنولوجيا، بحضور مطر علي الرميثي رئيس قطاع شؤون الصناعة الدفاعية والأمنية في مجلس التوازن وعدد من ممثلي الجانبين.
تندرج هذه الاتفاقية ضمن مبادرة «وجهتك الإمارات»، التي تُعد إحدى المبادرات المحورية، التي يتم تنفيذها بالشراكة بين مجلس التوازن، ووزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وشركة تاليس.
ويهدف البرنامج إلى دمج 20 من الموردين المحليين في سلاسل التوريد العالمية لشركة تاليس، وعدد من الشركات الدفاعية الكبرى، من خلال تهيئتهم للامتثال لأعلى المعايير الدولية، ومنحهم فرصاً حقيقية للمشاركة في عقود مستدامة داخل الدولة وخارجها.
وشهد البرنامج منذ إطلاقه عام 2023 تطوراً ملموساً، حيث نجحت تسع شركات إماراتية في اجتياز متطلبات الاعتماد الدولية خلال العام الأول للبرنامج، مما يعكس الجاهزية المتزايدة للكوادر المحلية والشركات الوطنية في مختلف مجالات التصنيع المتقدم.
وتغطي المشاريع التي سيسهم فيها الموردون المحليون مجالات متنوعة تشمل تجميعات اللوحات الإلكترونية، الأنظمة الكهروميكانيكية، الكابلات المجهزة، والتصنيع الدقيق للمكونات، مما يدعم بشكل مباشر استقلالية الصناعات الدفاعية في الدولة، ويُعزز من قدرات سلاسل الإمداد الوطنية.
ويشكّل تطوير الموردين المحليين وكفاءتهم الوطنية ركيزة أساسية في هذه المبادرة، حيث تلتزم شركة «تاليس» بتقديم برامج تدريبية وتأهيلية متقدمة لبناء قاعدة من الكفاءات الإماراتية المؤهلة في مجالات حيوية مثل التكنولوجيا المتقدمة والتقنيات المتطورة، وهو ما ينسجم مع رؤية الدولة في توطين الصناعات الاستراتيجية وتوفير فرص نوعية لمواطنيها.
ويؤكد هذا التعاون حرص مجلس التوازن على تحقيق أهداف برنامج التوازن الاقتصادي المتمثلة في دعم الشركات الوطنية، من خلال استثمارات استراتيجية تسهم في توفير قيمة مضافة للاقتصاد الوطني، وتعزيز تنافسية القطاع الصناعي الإماراتي على المستويين الإقليمي والدولي.
وقال ماجد سيف الشامسي: يعكس نجاح تنفيذ مبادرة «وجهتك الإمارات» التقدم الملموس في تمكين الموردين الوطنيين من الاندماج في سلاسل التوريد العالمية، ويفتح أمامهم آفاقاً واسعة للمشاركة في مشاريع دفاعية وتقنية نوعية، تشمل تجميعات اللوحات الإلكترونية، والكابلات المجهزة، والأنظمة الكهروميكانيكية، والمكونات الميكانيكية الدقيقة، ويواصل مجلس التوازن، من خلال البرنامج الاقتصادي، التزامه بتعزيز الشراكات التي تخلق قيمة مستدامة لاقتصاد دولة الإمارات ولقطاعها الدفاعي».
من جانبه، قال روكي كارمونا، الرئيس التنفيذي للمشتريات في مجموعة تاليس: نؤمن في تاليس أن مستقبل الدفاع والتكنولوجيا العالمي يرتكز على الابتكار المحلي والشراكات المستدامة، ويُجسّد برنامج وجهتك الإمارات نموذجاً فعّالاً لربط الموردين الإماراتيين المتميزين بالأسواق الدولية، بما يعزز النمو الاقتصادي والتطور التكنولوجي، ومن خلال إبراز الحلول الإماراتية على الساحة العالمية، نُسهم في تعزيز القدرات الدفاعية لدولة الإمارات، ونرسّخ في الوقت ذاته نموذجاً ريادياً للنمو المدفوع بالتصدير.

أخبار ذات صلة تعاون بين «معهد الابتكار التكنولوجي» و«AI71» و«أمازون» «راكز» تستعرض خدماتها لتعزيز النمو الصناعي خلال «اصنع في الإمارات»

مقالات مشابهة

  • لمدة عامين.. شرطة نيو أورلينز استخدمت تقنيات التعرف على الأوجه بشكل غير قانوني
  • السليمان لـ"اليوم": ختم "صُمم في السعودية" يبرز الجودة والإبداع المحليين
  • عضو اتحاد الكرة يكشف سبب اختيار طولان لقيادة المحليين في كأس العرب
  • البيت الأبيض يتجه لتصنيف حركة طالبان الأفغانية كمنظمة إرهابية أجنبية
  • اتفاقية بين «مجلس التوازن» و«تاليس» لدعم الموردين المحليين بـ 600 مليون درهم
  • الصين وأفغانستان وباكستان تتفق على توسيع الممر الاقتصادي ليشمل كابول
  • حلمي طولان مدربًا لمنتخب مصر المحليين للمشاركة في كأس العرب قطر 2025 دون مقابل
  • مقتل 4 أطفال في تفجير استهدف حافلة مدرسية بباكستان
  • البنتاغون يجري مراجعة للانسحاب الفوضوي من أفغانستان
  • إلتماس عامين حبسا نافذا لمغترب إقتحم محل المجوهرات بشوفالي