إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ «أتاكمز»، وهي صواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي، يعد خطوة كبيرة تسهم في تعزيز القدرة العسكرية لأوكرانيا، ولكنها ستؤدي إلى تصعيد محتمل مع روسيا. 

لماذا سمحت الولايات المتحدة باستخدام صواريخ بعيدة المدى؟

ويبدو أن واشنطن قررت السماح باستخدام صواريخ «أتاكمز» التي يمكنها ضرب أهداف على مسافة تصل إلى 300 كيلومتر، في ضوء عدة عوامل منها التهديد المتزايد من روسيا بعد نشر 10000 جندي كوري شمالي في المنطقة الحدودية المقابلة لأوكرانيا، حيث يسعى بايدن لتقديم كل الدعم الممكن لكييف قبل أن يسلم السلطة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي أبدى بعض التحفظات حول استمرار دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، وفقًا لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.

ومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، كانت الولايات المتحدة تقدم الدعم العسكري لكييف، وعلى الرغم من استخدام أوكرانيا لهذه الصواريخ ضد القوات الروسية في المناطق المحتلة داخل أوكرانيا، كانت واشنطن ترفض السماح باستخدامه داخل روسيا.

تأثير الصواريخ على ساحة الحرب

يمكن أن يكون للصواريخ بعيدة المدى تأثير كبير على سير الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك من خلال توجيه ضربات داخل العمق الروسي، وخاصة في منطقة كورسك الروسية الحدودية، بعد سيطرت القوات الأوكرانية علي أكثر من 1000 كيلومتر مربع منها في أغسطس الماضي.

ومن جهة أخرى، من المتوقع أن ترد القوات الروسية بدعم من قوات كوريا الشمالية، بهجوم مضاد لاستعادة تلك المنطقة.

وعلى الرغم من أن عدد صواريخ «أتاكمز» المتاحة لأوكرانيا قد لا يكون كافيًا لتحويل مسار الحرب، إلا أن استخدامها قد يساهم في رفع معنويات القوات الأوكرانية، من خلال الهجمات المحتملة على أهداف روسية استراتيجية منها القواعد العسكرية ومخازن الذخيرة، إلى جانب جسر كيرتش، الذي يربط شبه جزيرة القرم بالبر الروسي، ما يمكن أن يضعف البنية التحتية العسكرية الروسية ويجبر موسكو على إعادة تقييم استراتيجياتها.

رد فعل روسيا

حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن السماح باستخدام الأسلحة الأمريكية لضرب الأراضي الروسية سيعتبر بمثابة «مشاركة مباشرة» لدول الناتو في الحرب، وأن استخدام صواريخ «أتاكمز» على الأراضي الروسية، سيمثل «خطًا أحمر»، محذرًا من أن بلاده سترد بشكل حاسم، وفقًا لوكالة «تاس» الروسية.

وفي سبتمبر الماضي، قام بوتين بمعاينة العقيدة النووية الروسية، والذي يعتبر تهديد غير معلن لاستخدام القوة النووية في حال تعرضت الأراضي الروسية لضربات.

المستقبل ورد فعل ترامب

تأتي موافقة بايدن قبل أقل من شهرين من عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وهو الذي أكد في عدة مناسبات أنه سيعمل علي إنهاء الحرب بسرعة، ولكنه لم يقدم تفاصيل حول كيفية القيام بذلك، إلى جانب وجود تخوفات أوكرانية من أن ترامب قد يوقف الدعم العسكري لبلاده، بما في ذلك شحنات الصواريخ، ما قد يغير مسار النزاع بشكل جذري.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: صواريخ أتاكمز روسيا أوكرانيا الولايات المتحدة بايدن بوتين ترامب باستخدام صواریخ

إقرأ أيضاً:

الناتو يعيد تحديد أولوياته مع تراجع الدعم الأمريكي لأوكرانيا في ظل رئاسة ترامب

من المتوقع أن يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بنظيره الأمريكي دونالد ترامب على هامش القمة، كما سيستضيفه ملك هولندا فيليم ألكسندر إلى جانب الزعماء على مأدبة عشاء. إلا أنه لن يكون متواجدًا هذا العام في مجلس رؤساء دول وحكومات شمال الأطلسي. اعلان

تحتضن لاهاي القمة السنوية لأعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو". ومع أن الأمين العام للناتو مارك روته قال للصحفيين إن روسيا لا تزال "التهديد الأهم والمباشر الذي يواجه الحلف"، لا يبدو أن التركيز على الغزو الروسي لأوكرانيا سيحظى بذات الاهتمام كالعام الماضي.

بدلًا من ذلك، سيركز القادة على وضع استراتيجية تلزم الحلفاء بإنفاق 5% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع.

وفي هذا السياق، قال وزير الدفاع الهولندي روبن بريكلمانز لـ"يورونيوز": "نحن نعلم أن موقف الولايات المتحدة قد تغيّر، وسنلمس ذلك في قمة الناتو".

وتابع: "الموضوع الرئيسي، بالطبع، هو أن نسبة الـ5% هي خطوة جديدة وتاريخية بالنسبة لدفاعنا، ولكن تبقى أوكرانيا على نفس القدر من الأهمية بالنسبة لنا".

ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بنظيره الأمريكي دونالد ترامب على هامش القمة، كما سيستضيفه ملك هولندا فيليم ألكسندر إلى جانب الزعماء على مأدبة عشاء. إلا أنه لن يكون متواجدًا هذا العام في مجلس رؤساء دول وحكومات شمال الأطلسي.

الرئيس دونالد ترامب يصل إلى مطار شيفول بأمستردام قبل انعقاد قمة الناتو، 24 يونيو 2025AP Photo

وكانت أوكرانيا قد حصلت في قمة الناتو العام الماضي في ظل إدارة الرئيس جو بايدن على تأكيدات "لا رجعة فيها" بأنها ستتمكن من الانضمام إلى الحلف، وهو ما تعهّد به أصدقاؤها أيضًا.

وقال جيسون إسرائيل، العضو السابق في مجلس الأمن القومي والمدير الأول لشؤون الدفاع في إدارة بايدن لـ"يورونيوز" إن ترامب يبذل جهودًا لضمها.

وأضاف: "لو كنت مكان أوكرانيا، بالطبع كنت سأكون متوترًا بشأن كيفية سير الأمور في الوقت الحالي".

Relatedإسبانيا ترفض مقترح إنفاق الناتو 5% من الناتج المحلي الإجمال وتعتبره "غير معقول"روته: زيادة إنفاق الناتو إلى 5% من الناتج المحلي قفزة نوعية لتعزيز الردع ضد روسياتعطّل القطارات يثير شبهات التخريب قبيل قمة الناتو في هولندا

ويبدو أن الحلف تقبّل امتناع إدارة ترامب عن تزويد كييف بأسلحة فتاكة على غرار العهد السابق، طالما أنها لا تزال تتعاون معها على الصعيد الاستخباراتي.

وأوضح كورت فولكر، الممثل الأمريكي السابق لأوكرانيا في ولاية ترامب الأولى: "المشكلة الحقيقية هي أن الولايات المتحدة لا ترى أن الأمن الأوكراني ضروري للأمن الأوروبي، وكذلك الأمر بالنسبة لحلفائنا الأوروبيين".

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يستقبله ملك هولندا ويليم ألكسندر وملكة هولندا ماكسيما في قصر هويز تين بوش، 24 يونيو 2025AP Photo

وأضاف، قبيل انعقاد القمة، في فعالية نظمها مركز تحليل السياسات الأوروبية (CEPA)، أن أوروبا "تشعر أنه إذا سُمح لبوتين بالانتصار، أو إذا لم تنجو أوكرانيا كدولة مستقلة ذات سيادة، فإنها ستكون في خطر، وهذا تهديد أمني كبير لأوروبا وحلف الناتو".

وتابع فولكر أن أوروبا ترى "الحاجة إلى دعم كييف كجزء لا يتجزأ من أمنها من خلال حلف الناتو، أما واشنطن فلا ترى الأمر بهذه الطريقة".

في الوقت نفسه، يحذر مسؤولو الناتو من أن روسيا مستمرة في تحقيق مكاسب ميدانية حول منطقة سومي أوبلاست وشرق أوكرانيا، لكنهم يستبعدون أن تُطوّق.

كما يتوقع أن تمضي الحرب في مسارها الاستنزافي، رغم ارتفاع معدل الخسائر البشرية بشكل ملحوظ.

وعن ذلك، يقول حلف الناتو إن خسائر القوات الروسية تجاوزت المليون جندي منذ بداية الغزو الشامل.

وأضاف أن أعداد القتلى اليومية تصل إلى 1100 قتيل، وهو رقم أقل من الذروة التي بلغت في يناير/كانون الثاني حيث وصلت إلى 1500 قتيل.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • كوريا الشمالية سترسل مزيدًا من القوات دعما لروسيا في حرب أوكرانيا
  • تصعيد إسرائيلي مستمر في غزة وتوقف جهود التهدئة وسط أزمة إنسانية متفاقمة
  • كوريا الجنوبية ترجح إرسال جارتها الشمالية مزيدا من القوات لدعم روسيا
  • الاستخبارات الخارجية الروسية: الغرب يسعى لتحريف محتوى المفاوضات الروسية الأوكرانية
  • الاستخبارات الروسية تتهم الغرب بتحريف محتوى المفاوضات الروسية الأوكرانية
  • الجالية الروسية في مصر تحيي العيد الوطني الروسي
  • ترامب يُشبه ضربات إيران باستخدام النووي في هيروشيما وناغازاكي
  • الناتو يعيد تحديد أولوياته مع تراجع الدعم الأمريكي لأوكرانيا في ظل رئاسة ترامب
  • الرئيس الروسي يتواصل هاتفيا مع نظيره البيلاروسي
  • المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: قواتنا المسلحة على أهبة الاستعداد لردع أي تصعيد محتمل