في 12 دجنبر المقبل، سيمنح المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي (CNRS) ميداليته الذهبية للباحثة إيديث هيرد، إحدى أبرز المتخصصات في L’épigénétique أو علم التغيرات فوق الجينية.

يأتي ذلك في وقت يشهد مجال L’épigénétique أو علم التغيرات فوق الجينية، تطورًا هائلًا في فهم تأثير البيئة والعوامل الخارجية على التعبير الجيني دون إحداث تغييرات في تسلسل الحمض النووي.

ويتصدر هذا المجال اليوم نقاشات علمية واسعة، حيث يُنظر إليه كخطوة جديدة في تفسير كيفية تفاعل الجينات مع البيئة.

ويأتي هذا التكريم تقديرًا لإسهاماتها الرائدة في هذا المجال، الذي أثبت أن الجينات ليست مصيرًا محتمًا، بل يمكن للبيئة أن تلعب دورًا رئيسيًا في تعديل نشاطها.

ما هو علم التغيرات فوق الجينية؟

على عكس المفهوم التقليدي الذي ينظر إلى الجينات كمحدد وحيد للخصائص البيولوجية، يوضح علم الأبيجينتيك أن عوامل أخرى، مثل التغذية والتعرض للسموم أو الضغط النفسي، تترك « علامات » كيميائية على الجينات. تعمل هذه العلامات كـ »صفات لاصقة » تضيف أو تمنع تفعيل أجزاء معينة من الحمض النووي، مما يؤثر على التعبير الجيني.

أمثلة على تأثير البيئة

تُعتبر الأمثلة من عالم الطبيعة دليلًا على قوة الأبيجينتيك. على سبيل المثال، يختلف مصير اليرقات في خلايا النحل بناءً على نظامها الغذائي: إذا تم تغذيتها بالهلام الملكي، تصبح ملكات، وإذا تلقت غذاءً عاديًا، تتحول إلى عاملات، على الرغم من أن الحمض النووي الخاص بها متماثل.

أما في الإنسان، فالتأثيرات البيئية تبدو أكثر تعقيدًا. فقد أظهرت دراسة شهيرة أجريت على مواليد فترة المجاعة الهولندية (1944-1945) أن الأطفال الذين تعرضت أمهاتهم للجوع أثناء الحمل يحملون تغيرات فوق جينية مرتبطة بمشاكل صحية طويلة الأمد، مثل أمراض القلب والسكري وحتى اضطرابات نفسية.

هل يمكن أن تورث العلامات فوق الجينية؟

تشير بعض الدراسات إلى إمكانية توريث التغيرات فوق الجينية إلى الأجيال التالية، مما يثير تساؤلات حول أثر السلوكيات والعوامل البيئية للأجيال السابقة على الصحة الحالية. ومع ذلك، لا يزال هذا الموضوع موضع نقاش علمي، حيث يُعتقد أن معظم هذه العلامات يتم « إعادة ضبطها » أثناء تكوين البويضات والحيوانات المنوية. ولكن تم تسجيل استثناءات تشير إلى إمكانية بقاء بعض العلامات في بعض الحالات.
وفتح علم الأبيجينتيك آفاقًا جديدة في فهم الأمراض المزمنة والتفاعل بين الجينات والبيئة، مما يعزز الأمل في تحسين الصحة العامة من خلال تغيير أنماط الحياة والبيئة. ولكن في الوقت نفسه، يثير هذا العلم تساؤلات أخلاقية حول المسؤولية الفردية والجماعية في نقل التأثيرات البيئية عبر الأجيال.(عن موقع ميديا بارت)

 

كلمات دلالية L'épigénétique إيديث هيرد الجينات

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الجينات

إقرأ أيضاً:

«الحي الإماراتي» تدعو العلامات التجارية الوطنية للمشاركة في مرحلتها المقبلة

دبي (الاتحاد)
دعت مبادرة الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد، بالتعاون مع الهيئة الاتحادية للشباب، العلامات التجارية الإماراتية الناشئة والراسخة، إلى المشاركة في المرحلة المقبلة من مبادرة «الحي الإماراتي»، الهادفة إلى دعم الإبداع وريادة الأعمال وتعزيز حضور المنتجات الإماراتية على المنصات العالمية.ويواصل «الحي الإماراتي»، إحدى المبادرات المنبثقة عن مبادرة الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد، تمكين الشباب المواطنين والشركات الناشئة من عرض منتجاتهم المصنوعة في دولة الإمارات، بما يسهم في ترسيخ الهوية الثقافية الوطنية ودعم الاقتصاد الإبداعي.
وقال مايواند جبراخيل، الرئيس التنفيذي لمبادرة الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد، إن «الحي الإماراتي» يوفر، بالتعاون مع الهيئة الاتحادية للشباب، فرصة لمشاريع تجارية يقودها الشباب لعرض وبيع منتجاتهم المصنوعة محلياً، مؤكداً أن المبادرة تحتفي بإبداع ومواهب الشباب الإماراتي، وتمنحهم منصة لمشاركة هويتهم الثقافية مع جمهور عالمي.
وأوضح أن المبادرة تهدف إلى تمكين رواد الأعمال الإماراتيين الشباب وتعزيز إسهاماتهم في الاقتصاد الوطني، بما ينسجم مع أهداف الأجندة الوطنية للشباب 2031، مشيراً إلى أن «الحي الإماراتي» يتيح للمشاركين الوصول إلى الموارد والإرشاد واكتساب الخبرات والمهارات التي تسهم في تسريع نمو أعمالهم وتوسيع نطاقها نحو الأسواق الدولية.
ودعا رواد الأعمال الإماراتيين إلى التقدم للمشاركة في المرحلة المقبلة من «الحي الإماراتي»، كما دعا المسافرين عبر مطار دبي الدولي، المبنى رقم 3، إلى زيارة الحي والاستمتاع بتجربة تسوق تعرض أفضل المنتجات والمفاهيم الإماراتية أمام جمهور عالمي، مع اعتماد آلية اختيار دورية لعلامات جديدة تضمن الابتكار المستمر واكتشاف المواهب.
يُذكر أن «الحي الإماراتي» دُشّن مطلع العام الجاري، ويقع بين الصالتين «B وC» في مبنى المسافرين رقم 3، وضم في مرحلته الأولى أربعة مشاريع إماراتية، شملت مشروع «أمدال» من أفنان بالشالات، و«مزارع ميرا» التابعة لمبادرة الشيخة فاطمة بنت محمد بن زايد، ومشروع «نُوى» لعبدالعزيز الجابري، إلى جانب مشروع «من العرب» لليازية المهيري.

أخبار ذات صلة جوجل تعتزم مدّ كابلات تحت البحر في بابوا غينيا الجديدة مجموعة ICIS: الرئيس التنفيذي لـ «أدنوك» يُعيد صياغة قطاع الكيماويات العالمي

مقالات مشابهة

  • «الحي الإماراتي» تدعو العلامات التجارية الوطنية للمشاركة في مرحلتها المقبلة
  • دراسة عمانية تناقش أثر بطاقة الأداء المتوازن في التطوير المؤسسي
  • الدببة القطبية قد تتكيف للبقاء في مناخات أكثر دفئا بفضل الجينات القافزة
  • كيفية التعامل مع القلق النفسي
  • علامات صامتة لتلف الكبد لا يشعر بها كثيرون.. أطباء يحذرون
  • هل تقرر التجديد لمديرة تعليم القاهرة في حركة التغييرات المعتمدة اليوم؟ الوزارة تنفي
  • اكتشاف طبي جديد: دواء قادر على إصلاح الحمض النووي وتجديد الأنسجة التالفة
  • ترامب يصادر أكبر ناقلة نفط فنزويلية والتوتر يتصاعد
  • الجلطة الدموية في الساق.. احذر هذه العلامات والأعراض
  • جمال عبد الجواد: إستراتيجية الأمن القومي تعلن أمريكا الباحثة عن مصالحها لا قيادة العالم