تعكف قمة مجموعة العشرين اليوم الاثنين في البرازيل، وسط ترقب دولي، على معالجة قضايا دولية بارز سياسية واقتصادية، تتراوح ما بين الفقر والجوع إلى ملف مكافحة تغير المناخ وإصلاح المؤسسات العالمية ومعالجة التغيرات السياسية العالمية والصراعات المستمرة في مناطق عديدة.. كما يبحث القادة والزعماء المشاركين موضوعات مختلفة، مثل أزمة الديون العالمية مع التركيز على تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة.

وتنطلق اليوم قمة مجموعة العشرين في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، ولمدة يومين.. وتضم المجموعة دول: الأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والصين وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان والمكسيك وروسيا والمملكة العربية السعودية وجنوب إفريقيا وتركيا وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، إضافة الى الاتحاد الأوروبي، ومشاركة من صندوق النقد والبنك الدوليين.

ومن الملفات المهمة المطروحة على طاولة الحوار، ظاهرة الاحتباس الحراري، وتوفير تمويل لقضية المناخ بعدما استعصى الأمر على اجتماع الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29) في باكو بأذربيجان، وعلى الرغم من أن قمة باكو مكلفة بالاتفاق على هدف تعبئة مئات المليارات من الدولارات من أجل المناخ، فإن زعماء مجموعة العشرين من الاقتصادات الكبرى في نصف العالم الآخر في ريو يمسكون بزمام الأمور.

وتمثل دول مجموعة العشرين 85% من الاقتصاد العالمي، وهي أكبر المساهمين في بنوك التنمية المتعددة الأطراف التي تساعد في توجيه تمويل المناخ.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، للصحفيين في ريو دي جانيرو، "إن دول مجموعة العشرين تمثل 80% من الانبعاثات العالمية"، معربا عن قلقه بشأن حالة محادثات (COP29) في باكو، داعيا قادة مجموعة العشرين إلى بذل المزيد من الجهود لمكافحة تغير المناخ.. وأضاف: "الآن هو الوقت المناسب للتعاون والعمل المشترك بين أكبر الاقتصادات والمسؤولين عن الانبعاثات في العالم".

وكتب مسؤول المناخ في الأمم المتحدة سايمون ستيل رسالة إلى زعماء مجموعة العشرين يناشدهم فيها التحرك بشأن تمويل المناخ، بما في ذلك تعزيز المنح للدول النامية وتعزيز إصلاحات بنوك التنمية المتعددة الأطراف.. ويأمل المراقبون أن تسفر قمة العشرين عن تقدم قوي في معالجة مخاطر أزمة المناخ، خاصة مع قرب تولي إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في يناير المقبل، والمعروف عنها عدم الانحياز لقضايا المناخ.

ويستعد ترامب لسحب الولايات المتحدة مرة أخرى من اتفاقية باريس للمناخ، ويلقي انتخابه بظلال من الشك على حجم الأموال التي يستطيع العالم حشدها لمعالجة تغير المناخ، كما يخطط ترامب للتراجع عن تشريع المناخ التاريخي الذي أقره الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، والذي زار غابات الأمازون المطيرة في طريقه إلى ريو دي جانيرو.

ويفترض أن يحدد مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين هدفًا جديدًا لمقدار التمويل الذي يجب توجيهه من الدول المتقدمة والبنوك المتعددة الأطراف والقطاع الخاص إلى الدول النامية.. وقال اقتصاديون إن القمة يجب أن تصل قيمتها إلى تريليون دولار على الأقل.

وكانت الدول الغنية، وخاصة في أوروبا، تري أنه لا يمكن الاتفاق على هدف طموح إلا إذا وسعت قاعدة المساهمين، لتشمل بعض الدول النامية الأكثر ثراء، مثل الصين وكبار منتجي النفط في الشرق الأوسط.

وقال دبلوماسيون قريبون من المحادثات إن المناقشات بشأن بيان مشترك لمجموعة العشرين في ريو تعثرت بشأن نفس القضية، حيث طالبت الدول الأوروبية بمزيد من الدول للمساهمة، بينما رفضت ذلك الدول النامية، مثل البرازيل.. ووافق المفاوضون على نص يذكر المساهمات الطوعية للدول النامية في تمويل المناخ، ولم يصلوا إلى حد وصفها بالتزامات.

وبحسب مراقبين، فإن نجاح (COP29) وأيضًا مؤتمر الأمم المتحدة في البرازيل العام المقبل يعتمد على التوصل إلى اتفاق طموح بشأن تمويل المناخ.. وتسعى البرازيل للحفاظ على هدف اتفاق باريس المتمثل في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، كما تشير التقديرات إلى أن الأهداف الوطنية الحالية من شأنها أن تتسبب في ارتفاع درجات الحرارة بما لا يقل عن 2.6 درجة مئوية.

وقال رئيس وزراء جزر البهاما فيليب ديفيس، خلال (COP29)، إنه من الممكن تقنيًا تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، ولكن فقط إذا تم تحقيق تعبئة ضخمة بقيادة مجموعة العشرين لخفض جميع انبعاثات الغازات الدفيئة.

ومجموعة العشرين هي المنتدى الأول للتعاون الاقتصادي الدولي، وتلعب دورًا مهمًا في تشكيل وتعزيز البنية العالمية والحوكمة، فيما يتعلق بجميع القضايا الاقتصادية الدولية الرئيسية.

اقرأ أيضاًتوافد القادة المشاركين في قمة العشرين بمدينة «ريو دي جانيرو» البرازيلية

خبير يرصد المكاسب الاقتصادية من مشاركة مصر في قمة العشرين

جميل عفيفي: مشاركة مصر في قمة العشرين تأكيد لدورها الفاعل في الشرق الأوسط وإفريقيا

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الديون العالمية انبعاثات الغازات الدفيئة طاولة قمة العشرين قمة العشرين قمة باكو مؤتمر الأمم المتحدة مجموعة العشرین ریو دی جانیرو تمویل المناخ تغیر المناخ قمة العشرین

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تدعو إلى استثمار مناخي عالمي لتحقيق مكاسب بقيمة 17 تريليون يورو بحلول 2070

يؤكد تقرير جديد للأمم المتحدة ضرورة إحداث **تغيير في المسار على نطاق عالمي** للمساعدة في تأمين كوكب صحي.

يبقى اعتماد نهج "مترابط يشمل المجتمع والدولة بأكملها" لإعادة تشكيل الاقتصاد والبيئة خيارنا الوحيد في ظل تصاعد تهديدات تغير المناخ.

هذا ما يحذر منه تقرير برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب) التوقعات البيئية العالمية السابعةبعنوان "المستقبل الذي نختاره"، إذ يدعو إلى تغيير عالمي في المسار للمساعدة في تأمين كوكب صحي و"ازدهار للجميع".

أعدّه 287 عالما من 82 دولة، ويفصل التقرير الآثار المدمرة التي سيطلقها تغير المناخ ما لم تتكاتف الدول لتحويل أنظمة حيوية مثل الطاقة والغذاء.

الأمم المتحدة تدعو إلى تحول عالمي في العمل المناخي

"إذا اخترنا البقاء على المسار الحالي، بتشغيل اقتصاداتنا بالوقود الأحفوري، واستخراج الموارد البِكر، وتدمير الطبيعة، وتلويث البيئة، فسوف تتراكم الأضرار"، تقول المديرة التنفيذية لليونيب إنغر أندرسن.

ويحذر التقرير من أن تغير المناخ سيقتطع أربعة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي السنوي بحلول عام 2050، وسيتسبب في وفاة ملايين الأشخاص، ويؤدي إلى ارتفاع حاد في الهجرة القسرية.

ما لم تتم معالجة "أزمة تغير المناخ المترابطة"، قد يصبح تدهور غابة الأمازون المطيرة وانهيار الصفائح الجليدية واقعا شبه مؤكد، فيما ستتراجع وفرة الغذاء وستُفقد مئات ملايين الهكتارات الإضافية من الأراضي الطبيعية.

Related من الحرارة الشديدة إلى تدهور الصحة النفسية.. كيف يؤثر تغيّر المناخ في بيئة العمل؟نفوق جماعي لبطاريق أفريقية بسبب نقص الغذاء جراء تغير المناخ والصيد الجائر

ومع ذلك، يمكن، مع مستويات مناسبة من الاستثمار، تجنب نحو تسعة ملايين حالة وفاة مبكرة بحلول عام 2050، على أن يُعزى معظمها إلى انخفاض تلوث الهواء.

ومن المقدّر أيضا أن يُنتشل 200 مليون شخص من الفقر المدقع، فيما سيحصل 300 مليون شخص على مصادر مياه مُدارة بأمان.

ويضيف التقرير أنه رغم ما ينطوي عليه ذلك من تكاليف أولية كبيرة، فإن المنافع الكلية على مستوى الاقتصاد العالمي ستبدأ بالظهور في عام 2050، لتتزايد حتى تبلغ 20 تريليون دولار (نحو 17.19 تريليون يورو) سنويا بحلول عام 2070.

كيف يمكن للعالم الاستثمار في العمل المناخي؟

"تبدأ هذه الرحلة الجديدة بتجاوز الناتج المحلي الإجمالي بوصفه مقياسا للرفاه الاقتصادي"، تقول أندرسن.

ويؤكد العلماء أن المؤشرات الشاملة التي ترصد أيضا صحة رأس المال البشري والطبيعي أكثر فاعلية بكثير في توجيه القرارات الاقتصادية وقرارات الأعمال.

كما دعوا إلى التحول إلى نماذج الاقتصاد الدائري التي "تقلل البصمة المادية"، وإلى إزالة سريعة للكربون من نظام الطاقة. ويتطلب ذلك الانتقال بعيدا عن الوقود الأحفوري، أكبر مساهم في غازات الدفيئة، وهو أمر لن يكون سهلا.

وفي وقت سابق من هذا العام، أعاقت ما يُعرف بالدول النفطية إدراج خريطة طريق لـالتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري في الاتفاق النهائي لقمة "كوب 30"، ما يعني أن مسار الوصول إلى مستقبل طاقة أكثر خضرة بات الآن خارج نطاق صلاحيات الأمم المتحدة.

وحددت أيضا عوامل رئيسية للتغيير تشمل التحول نحو أنماط غذائية مستدامة، وتقليل الهدر، وتحسين الممارسات الزراعية، وتوسيع المناطق المحمية مع استعادة النظم البيئية المتدهورة.

"التغيير صعب دائما، ويزداد صعوبة عندما يكون بهذا الحجم الهائل"، تقول أندرسن. "لكن لا بد من التغيير. هناك مستقبلان أمام البشرية. فلنختر المستقبل الصحيح".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • تركيا تستضيف 3 قمم دولية كبرى عام 2026
  • روسيا وجنوب إفريقيا تؤكدان أهمية التعاون في مجموعة العشرين
  • زخم متنامٍ: هل تتمكن المبادرات الأمنية من معالجة قضايا الأمن الجماعي الأوروبي؟
  • أوهام الازدهار العالمي.. تفكيك أسباب الفقر في عالمٍ يزداد غنى .. كتاب جديد
  • الجامعة العربية: قضايا الإرهاب والتطرف أصبحت ورقة في أيدي الساعين لتشويه هويتنا
  • فحص حسابات مواقع التواصل.. الكشف عن خطة مقترحة لإدارة ترامب بشأن الزوار من 42 دولة
  • الصين ترحب بانضمام الدول المتقاربة في رؤيتها إلى مجموعة أصدقاء الحوكمة العالمية
  • أحمد موسى يستعرض أبرز رسائل محاضرة أحمد أبو الغيط حول التطورات العالمية
  • الأمم المتحدة تدعو إلى استثمار مناخي عالمي لتحقيق مكاسب بقيمة 17 تريليون يورو بحلول 2070
  • ترامب (الخاسر )في عدم مشاركة بلده بقمة العشرين في جنوب افريقيا