استغلاًلا لـ البطة العرجاء.. بوتين يضبط عقارب روسيا النووية
تاريخ النشر: 19th, November 2024 GMT
مع اقتراب نهاية فترة الرئيس الأمريكي جو بايدن، المعروف في السياسة الأمريكية بمرحلة "البطة العرجاء"، حيث يصبح الرئيس المنتهية ولايته أقل تأثيرًا على الساحة الداخلية والخارجية، تتسارع التطورات الدولية التي تحمل رسائل ضمنية عن تغيرات محتملة في توازن القوى.
وكان من بين هذه التطورات، قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحديث العقيدة النووية لبلاده، ما يعكس قراءة دقيقة للمشهد السياسي العالمي وتحسبًا للتغيرات في الإدارة الأمريكية مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
في المرحلة الانتقالية التي تسبق تسليم السلطة في الولايات المتحدة، تتراجع فعالية الرئيس الحالي في اتخاذ قرارات طويلة الأمد. هذا الوضع يجعل خصوم الولايات المتحدة، مثل روسيا، يرون فرصة لإعادة ترتيب أولوياتهم أو توجيه رسائل سياسية واستراتيجية.
ومع توقعات بتغير جذري في السياسة الأمريكية تحت إدارة ترامب، المعروف بمواقفه المتساهلة تجاه روسيا وميوله لتقليص التدخل الأمريكي في النزاعات الدولية، يبدو أن موسكو تعيد ضبط سياساتها استعدادًا لهذه المرحلة.
وجاء إعلان بوتين عن تحديث العقيدة النووية الروسية كخطوة استراتيجية تحمل أبعادًا سياسية وعسكرية متعددة منها: إعادة التأكيد على النفوذ العسكري الروسي عبر رسالة قوية من بوتين للغرب بأن روسيا ستظل تحتفظ بموقفها كقوة نووية لا يمكن تحديها.
وتستغل موسكو الفترة الانتقالية في واشنطن لتأكيد خطوطها الحمراء، خاصة في ظل تصاعد الدعم الأمريكي لأوكرانيا.
وتفتح عودة ترامب للبيت الأبيض صفحة جديدة في العلاقات الأمريكية-الروسية مع احتمالية تقليص الدعم لأوكرانيا، وتقليص الضغط على روسيا، بالتزامن مع إعادة تشكيل النظام الدولي.
ويعكس قرار بوتين بتحديث العقيدة النووية قراءة عميقة للفراغ السياسي النسبي الذي يحدث خلال فترة "البطة العرجاء" في الولايات المتحدة. ومع تغير الإدارة الأمريكية، يظل السؤال الرئيسي: هل ستتمكن موسكو من استثمار هذه التغيرات لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، أم أن التوترات ستتصاعد إلى مستويات جديدة تهدد النظام العالمي القائم؟ لكن الأكيد أن العالم يمر بمرحلة شديدة الحساسية، حيث تتقاطع فيها المصالح وتتشابك فيها التحالفات في انتظار وضوح الرؤية الأمريكية المقبلة.
ووجه حلفاء ترامب انتقادات حادة لقرار بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ طويلة المدى مقدمة من الولايات المتحدة لشن هجمات داخل روسيا، متهمين إياه بتصعيد خطير.
ومع بقاء شهرين فقط على مغادرته منصبه، قام الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته بايدن بتغيير كبير في السياسة استجابة لطلب طويل الأمد من أوكرانيا. وتأتي هذه السياسة الجديدة وتعهد بايدن بتسريع المساعدات العسكرية لأوكرانيا في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة لتسليم السلطة لترامب في 20 يناير المقبل، الذي كان قد شكك في المساعدات الأمريكية خلال فترة الحرب. ووعد ترامب مرارًا بإنهاء الحرب، لكنه لم يقدم تفاصيل عن كيفية القيام بذلك.
وقال ترامب، الذي سيتولى منصبه في 20 يناير المقبل، إنه يستطيع إنهاء الحرب "في غضون 24 ساعة" وشكك في أكثر من 60 مليار دولار من المساعدات العسكرية التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا منذ بدء الحرب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
وزير الدفاع الأمريكي: ملتزمون بالدفاع عن الأصول الأمريكية في الشرق الأوسط
أعلن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسِث، عن أن واشنطن ستتخذ خطوات فاعلة لحماية أصولها العسكرية والمدنية في منطقة الشرق الأوسط، في ظل التوترات المتصاعدة جراء التصعيد بين إسرائيل وإيران
وأوضح هيجسِث في منشور عبر منصة "إكس" أن نشر تعزيزات إضافية يستهدف تعزيز الوضع الدفاعي للولايات المتحدة، مؤكداً أن "حماية قواتنا هي أولويتنا القصوى".
ولم يفصح عن طبيعة هذه القدرات، مكتفياً بالإشارة إلى أنها ستُستخدم كجزء من استراتيجية الردع المعروف
من جهتها، كشفت تقارير أمريكية – معزّزة بتغطية رويترز – عن تحريك عدد كبير من طائرات التزويد بالوقود إلى أوروبا، تمهيداً لنشرها قرب الشرق الأوسط، إلى جانب إعادة توجيه حاملة الطائرات "يو إس إس نيمتز" نحو مياه المنطقة، لتعزيز القدرة على دعم العمليات الدفاعية.
وتشير التحليلات إلى أن التحركات تشمل كذلك مدمرات وبوارج بحرية وأسلحة دفاع صاروخي مثل "باتريوت" وTHAAD، وفق مسؤولين أمريكيين تحدثوا لـ"الشرق الإخبارية"
وشدّد هيغسِث على أن هذه التحركات تأتي ردّاً على الضربات الإسرائيلية منذ أيام ضد منشآت استراتيجية إيرانية، وما تبع ذلك من إطلاق طهران لصواريخ وطائرات مسيّرة، ما هدد المصالح الأميركية في المنطقة وألحق خطرًا مباشرًا على قواعدها
وأضاف قائلاً إن بلاده تمتلك "أصولاً عسكرية كبيرة في المنطقة" وهي "جاهزة للرد عند الحاجة"، مشيراً إلى أن الرئيس ترامب يفضل الحلول الدبلوماسية لكنه يدعم الاستعداد لاستجابات عسكرية فورية إذا تطلبت الضرورة
وفي سياق متصل، بدأ البنتاغون منح عائلات الجنود الأميركيين في العراق والبحرين إمكانية المغادرة طواعية، إلى جانب سحب بعض الموظفين غير الأساسيين من السفارات، كإجراء احترازي أمام تصعيد محتمل
كما شهدت القواعد العسكرية الأميركية داخل الولايات المتحدة تعزيزا أمنيا، إذ رفعت حالة التأهب في منشآت عدة على خلفية الأوضاع العالمية المتوترة .
وتثير هذه التطورات تساؤلات حول مدى استعداد واشنطن للتحوّل من وضعية التحذير الدفاعي إلى دور أوسع وأكثر نشاطاً في النزاع.
ففي الوقت الذي يُنظر فيه إلى نشر الطائرات وحاملة الطائرات كرسالة ردع قوية، يرى بعض المحللين أن نجاح استراتيجية الردع يعتمد على التنسيق مع الحلفاء وتوازن الرد بين الدعم العسكري والدبلوماسي.
وبالمحصلة، يأتي إعلان وزارة الدفاع الأمريكية كتأكيد على أن الولايات المتحدة لن تتجاهل أي تهديد يطال وجودها أو مصالحها بالشرق الأوسط، لكن مفتاح المرحلة المقبلة يكمن في ما إذا كان هذا الموقف الدفاعي سينعكس على خيارات أكثر فاعلية لتثبيت الهدنة، أو ما إذا كان سيقفز نحو مشاركة أوسع في النزاع، بما قد يعيد تشكيل التوازنات الإقليمية والدولية.