جلسة نقاشية: الإمارات تسير بخطى ثابتة نحو الاستدامة
تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT
العين، الإمارات العربية المتحدة، 20 نوفمبر 2024: خلصت جلسة استضافتها جامعة الإمارات العربية المتحدة، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي للدورة الـ15 من مهرجان العين للكتاب، التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية، إلى أن دولة الإمارات تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها في قطاع الطاقة المتجددة، والتحول نحو اقتصاد مستدام بحلول العام 2050، بفضل اعتمادها على الابتكار والتكنولوجيا، وحرصها على مواجهة التحديات بشكل استباقي، مما يعزز مكانتها دولة رائدة عالميا في مجال الاستدامة.
وناقشت الجلسة، التي حملت عنوان "دور الطاقة المتجددة في مستقبل الاستدامة في الإمارات"، التحديات والفرص التي تواجه قطاع الطاقة المتجددة، ودور الابتكار والتكنولوجيا، والاتجاهات المستقبلية التي يتبناها.
العين للكتاب 2024وفي مداخلته، أكد الدكتور محمد عبد الباقي، الأستاذ الجامعي في جامعة الإمارات، أن مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح طاقة مستدامة وغير قابلة للنفاد، على عكس مصادر الطاقة التقليدية. وأشار إلى أن المستقبل للطاقة المتجددة، حيث تسعى الدول حول العالم إلى تعزيز الاعتماد عليها لتقليل الانبعاثات والحفاظ على الموارد الطبيعية.
وخلال الجلسة قدّمت الطالبة الجامعية عائشة العامري لمحة عن أبرز مشروعات دولة الإمارات في الطاقة المتجددة، مثل مدينة مصدر ومجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية، موضحةً كيف أصبحت هذه المشاريع نماذج عالمية يحتذى بها في مجال الاستدامة. وركزت الطالبة الجامعية فواغي البلوشي على أهمية الابتكار والتكنولوجيا في تحسين كفاءة الطاقة المتجددة وخفض تكاليفها المستقبلية، مستشهدة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مدينة مصدر، وتطوير تقنيات الهيدروجين الأخضر لتعزيز الاستدامة.
أما الطالبة الجامعية فاطمة جان، فتناولت الأهداف الطموحة لدولة الإمارات للعام 2050، والتي تسعى من خلالها إلى تحقيق مزيج متوازن من الطاقة النظيفة يدعم النمو الاقتصادي المستدام ويحافظ على البيئة.
وأكد المشاركون أن تنظيم مركز أبوظبي للغة العربية لمهرجان العين للكتاب، يعكس أهمية الدور الثقافي والمعرفي الذي يضطلع به في دعم القضايا الحيوية المرتبطة بالتنمية المستدامة، فمن خلال الجمع بين الأطراف الأكاديمية والشبابية في منصة فكرية ضمن مهرجان العين للكتاب، يسهم المركز في تسليط الضوء على التحديات الراهنة، وتبني حوار بنّاء يسهم في تشكيل وعي مجتمعي واسع النطاق.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وزارة الثقافة مهرجان العين العين للكتاب 2024
إقرأ أيضاً:
تعزيز المصادر المتجددة بموازاة اعتماد زائد على الفحم... مفارقة الطاقة الصينية
بانكوك,"أ.ف .ب": تشهد الصين وضعا يعكس قدرا كبيرا من التناقض، إذ إنها تعزز قدراتها في مجال الطاقة المتجددة بمعدل يفوق بفارق كبير بقية أنحاء العالم، فيما تتضاعف فيها مشاريع محطات الطاقة الجديدة التي تعمل بالفحم.
تتصدر الصين قائمة أكثر الدول تسببا بانبعاثات غازات الدفيئة في العالم، وستُحدّد سياستها البيئية إلى حد كبير ما إذا كان الكوكب سيتجنب - أم لا - أسوأ العواقب المترتبة عن تغير المناخ.
من ناحية، تبدو الصورة مُشجّعة: فالصين تُغطّي نفسها بحقول هائلة من الألواح الشمسية، وقد زادت قدراتها في مجال الطاقة المتجدّدة بمقدار يفوق تلك الموجودة في الولايات المتحدة بأكملها العام الماضي، كما قدّم الرئيس الصيني شي جينبينغ أوّل التزاماته بخفض الانبعاثات في سبتمبر.
لكن من ناحية أخرى، زاد العملاق الآسيوي من قدرته على توليد الطاقة بالفحم في النصف الأول من عام 2025.
وبحسب مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (CREA) ومقره في فنلندا، فقد استحوذت الصين وحدها على 93% من محطات الطاقة الجديدة العاملة بالفحم التي شُيّدت في مختلف أنحاء العالم في عام 2024.
ويعزو المحلل في مركز "إمبر" للأبحاث مويي يانغ هذا التناقض بجزء منه إلى استراتيجية الصين القائمة على "البناء قبل الهدم"، ما يعني الحفاظ على النظام الحالي حتى تصبح مصادر الطاقة المتجددة جاهزة للاستخدام بالكامل.
ويقول مويي يانغ مجازيا "الأمر أشبه بطفل يتعلم المشي. ستكون هناك سقطات، مثل انقطاع التيار الكهربائي وارتفاع الأسعار. وفي حال عدم التزام الحذر المطلوب، قد يؤدي ذلك إلى فقدان دعم الشعب".
"بيروقراطية"
لا تزال السلطات متأثرة بمشكلات النقص في التغذية الكهربائية في عامي 2021 و2022، المرتبطة بشكل خاص بالأسعار والطلب والظواهر الجوية المتطرفة.
لذلك، تفضل بكين تغطية نفقاتها عبر زيادة الطاقة العاملة بالفحم.
ويقول المؤسس المشارك لمركز CREA لوري ميليفيرتا إن سلوك السلطات الصينية في هذا المجال يعكس "رد الفعل البيروقراطي الأساسي القائم على ضمان إبعاد الملامة منك".
يؤكد المحلل في مجموعة "لانتاو غروب" ديفيد فيشمان أن الأمر يتعلق أيضا بتغطية الاحتياجات الاقتصادية للسلطات.
ينمو الطلب على الكهرباء في الصين عموما بوتيرة أسرع من وتيرة تركيب الطاقة المتجددة.
في النصف الأول من عام 2025، شكلت الطاقة المتجددة الإضافية كامل الزيادة في الطلب. ولكن هذا يُعزى أيضا إلى التراجع في مستوى الطلب. ولا تزال العديد من الشركات تعتبر الاعتماد على الفحم مربحا.
كما تدفع القيود المرتبطة بمجال النقل إلى تعزيز استخدام الوقود الأحفوري.
تقع المنشآت الكبيرة عموما في مناطق قليلة السكان، بعيدا من المدن الكبرى.
ويوضح فيشمان أن نقل هذه الطاقة لآلاف الكيلومترات يزيد التكاليف ويشجع صنّاع القرار على "تطوير القدرات محليا"، والتي غالبا ما تكون محطات طاقة تعمل بالفحم.
ويضيف "تعمل الصين على تحسين بنيتها التحتية المادية والتجارية لتسهيل تبادل الكهرباء لمسافات طويلة، لكنها لا تزال بعيدة من تحقيق الهدف".
- محرك اقتصادي -
ثمة مواضع غموض أخرى لا تزال تلف العملية الانتقالية في مجال الطاقة في الصين.
أولا، انتهاء تعرفات الشراء التي كانت تضمن حدا أدنى من الأجر للكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة.
ستخضع هذه المصادر المتجددة الآن لقوى السوق، لكن "الطلب على الكهرباء المراعية للبيئة غير كاف لضمان معدل مرتفع لتوسيع الطاقة الإنتاجية"، وفق ديفيد فيشمان.
مع ذلك، تملك الحكومة أدوات ضغط بينها إلزام الشركات باستخدام حصة دنيا من مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء لديها.
تستهدف بكين ما لا يقل عن 3600 غيغاواط من طاقة الرياح والطاقة الشمسية بحلول عام 2035. لكن هذا الطموح لن يكون كافيا لتغطية الطلب الإضافي.
غير أن إضافة محطات الطاقة التي تعمل بالفحم لا تعني بالضرورة زيادة الانبعاثات: إذ إن الصين تشغّل حاليا نحو 50% فقط من إجمالي قدراتها في مجال الطاقة.
ويُعدّ قطاع "الطاقة النظيفة" (بما يشمل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة النووية والطاقة الكهرومائية والسيارات الكهربائية) الآن محركا اقتصاديا رئيسيا. وبحسب مركز CREA، فقد ساهم هذا القطاع بنسبة 10% من الناتج المحلي الإجمالي للصين العام الماضي، وهو رقم قياسي.
ويؤكد لوري ميليفيرتا أن "هذا القطاع أصبح ضروريا للغاية لتحقيق الأهداف الاقتصادية"، و"هذا هو السبب الرئيسي الذي يجعلني، رغم هذه التحديات، متفائلا بحذر".