موقع النيلين:
2025-12-01@19:06:52 GMT

قصة فيديو قبل أربع سنوات

تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT

ذكرني أصدقائي من الجمهوريين في أمريكا من حملة ترمب بمقطع فيديو كنت قد شاركت فيه قبل أكثر من أربع سنوات حول النقاش المتعلق بأحداث العنف التي تلت مقتل جورج فلويد. كنت واضحًا وصريحًا ضد استغلال الديمقراطيين والليبراليين لمقتل فلويد في استهداف ترامب في معركة انتخابية تخص الليبراليين، ولا يستفيد منها السود ولا المهاجرون ولا الأقليات.

قلت إنني حزين لسماع كلمات فلويد “لا أستطيع التنفس”، ولكن لو بقي في حياتي “نفس واحد” لن أدعم الليبراليين في استخدامهم أرواح السود في معركتهم ضد المحافظين، ثم لا يجني السود أي فائدة. ولم أكتف بذلك، بل قلت أيضًا إنني لا أدعم الهجوم على ترامب بسبب أنه قال يومًا ما “الإسلام يكرهنا”، لأن هذه العبارة ليست من تأليف ترامب، بل هي تعبير عن سوء تفاهم واسع النطاق widespread misunderstanding. وأنا أشكر ترامب لأنه قالها وتحمّل مسؤولية المواجهة، التي تفرض علي مناقشته والحوار لإزالة سوء التفاهم، بدلاً من أن يتم استغلالي ضده من قبل الذين يرغبون في تغيير الإسلام وتشويهه، وطمس أخلاق المسلمين وضرب قيم الأسرة والفطرة السليمة ونشر الشذوذ الجنسي بالإرهاب الفكري. المحافظون ينتقدون الإسلام ولكن لا يطالبوننا بتركه، بينما الليبراليون يفسدون الإسلام وكل الأديان، ويدفعون كل المتدينين لترك الدين في أهم مبادئه وهي قيم الأسرة.

علاقتي بالمجتمع الأمريكي ليست محصورة بالمحافظين، وتحديدًا اليمين الجمهوري والذي افتخر باصدقائي فيه. أنا لست مواطنًا أمريكيًا لأنتمي إلي الحزب الجمهوري أو الديموقراطي؛ أنا مسلم وسوداني وأفريقي، ولا أرغب البتة في التحول إلى مهاجر أو طالب لجوء. أزور الدول الغربية، وعملت في أمريكا ممثلاً لبلدي، ثم عدت إلى وطني مستفيدًا مما تعلمته من خير في أمريكا، وحذرًا مما رأيته من شر، لأن واجبي هو الاستفادة من التجربة الأمريكية وغيرها لصالح بلدي، وليس للحصول على جنسية أو جواز سفر.

أي دبلوماسية وطنية هذه التي تنتهي بلجوء سياسي وهجرة غير شرعية؟ هذه خيانة لبلدك ومهنتك ومخالفة للقانون في البلد الذي تقيم فيه.

لست منغلقا فقط على المحافظين، علاقتي بالديمقراطيين تشمل الأفارقة الأمريكان أيضًا، وأنا ضيف ثابت في تجمعاتهم، وبالتحديد المسلمين السود، وهذا طبيعي جدًا، لأنني مسلم وأفريقي، ولدي مسؤولية تجاههم لأنهم يقبلون مني ما لا يقبلون من غيري. كنت أذهب إلى مسجد محمد في واشنطن دي سي، وأجلس مع الإمام طالب، رئيس المركز هناك، وأتحدث عن قضايا العالم الإسلامي وكيف يمكن تجنيب المسلمين داء الإرهاب والتشويه الليبرالي في وقت واحد، لأن الضغط على المسلمين واضطهادهم يولد الإرهاب، ولكن أيضًا محاولات الحفاظ على حقوق المسلمين يقودها الليبراليون في أمريكا والغرب عموما، إلا أنهم يستخدمون هذا الدور في تحريضهم على المحافظين وضرب قيم الأسرة. أناقش هذه المعادلة المعقدة باستمرار وأعتقد أن الحوار مع الأفارقة الأمريكان من الديمقراطيين مهم أيضا لتحصين الإسلام من التطرف لجهة الارهاب أو الأجندة الليبرالية المزيفة، كلاهما خطر على الدين والإنسانية.
أنا سعيد للغاية بفوز ترامب، وسعيد لأن المسلمين والسود استخدموا التصويت العقابي ضد الأجندة الليبرالية المزيفة، وكسروا الحاجز ودشنوا (مسلمون من أجل ترمب).

مهما كان الخلاف مع ترمب؛ فقد وضع حدًا للتزييف والاختطاف في قضايا الأفارقة والمسلمين. غالبًا سيذكر أصدقائي الجمهوريون ستيف بانون وآخرين بمقطع الفيديو وسنعاود الحوار الذي إنقطع، ولعل ستيف نفسه يتذكر رأيي الذي اتفقت واختلفت معه حول قوله “غير صحيح أن معنى الإسلام هو السلام؛ المعنى هو الاستسلام”. لقد قلت بوضوح إن “ستيف على حق”، لأن تزوير المعاني لا يخدم الإسلام؛ فالترجمة الصحيحة لكلمة الإسلام هي “الاستسلام لله بسلام”، لكنها لا تعني السلام بصورة مباشرة. بل يجب تأسيس هذا المعنى على آيات وأحاديث أخرى، بدلاً من الكذب واستخدام تقارب الحروف في اللغة العربية بين كلمتي الإسلام والسلام.

أتمنى مواصلة الحوار، وأهم شيء هو إيقاف النفاق السياسي واستغلال الأقليات ومظالم المتدينين ضد الدين نفسه.
الفيديو:

مكي المغربي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی أمریکا

إقرأ أيضاً:

ترامب: من أمريكا أولاً… إلى أمريكا القلعة المنغلقة البيضاء!

منذ رئاسة دونالد ترامب الأولى عام 2017 ـ 2021 ـ وهو يكرر أن الآخرين وخاصة الحلفاء يستغلون ويسيئون إلى الولايات المتحدة. ولتدليل على ذلك، ضغط على الحلفاء في حلف الناتو لزيادة نسبة الميزانية المخصصة للدفاع ـ وتحمل المزيد من الأعباء. ما يقلق الحلفاء من التزام ترامب ويريح الخصوم من أمثال بوتين روسيا وكيم جونغ أون كوريا الشمالية. ترشح ترامب لرئاسة ثانية بانتقاده تساهل بايدن بالهجرة، وتعهد بجعل أمريكا آمنة وإعادة العظمة إليها. ببناء جدار عازل والحد من الهجرة الشرعية وغير الشرعية ـ (غير البيضاء) من دول فاشلة (أفريقيا وشرق آسيا وأمريكا اللاتينية) ـ وعزز تنامي الخطاب العنصري. خاصة داخل جماعته وحركة (MAGA) الموالية وقاعدته المحافظة الرئيسية. لعبت دورا مهما بفوزه بالرئاسة مرتين. بشعار(لنعد العظمة لأمريكا)-و»أمريكا أولاً».

والملفت أن اثنتين من زوجات ترامب الثلاث مهاجرتان. زوجته الحالية «ملينيا» مهاجرة من سلوفينيا. تُثار الكثير من الأسئلة على كيفية حصولها على الإقامة الدائمة وإحضار والديها وتجنيسهما؟! وزوجته الأولى إيفانا والدة أبنائه الكبار من أصل تشيكي! ووالديّ زوجة نائب الرئيس فانس ـ من أصل هندي مهاجرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وكأن ترامب كان يتحين الفرصة للانقضاض على «الحلم الأمريكي»-فاستغل ترامب حادثة إطلاق النار من المهاجر الأفغاني رحمن الله لنكول الذي قاتل مع القوات الأمريكية في أفغانستان وخاصة مع القوات الخاصة ونفذ عمليات بإشراف وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) ضد طالبان في أفغانستان، وتم نقله مع آلاف الأفغان المتعاونين مع قوات الاحتلال الأمريكي إلى الولايات المتحدة عام 2021 ـ في رئاسة بايدن. ومُنح اللجوء هذا العام في رئاسة ترامب. وبرغم ذلك يلوم ترامب بايدن!! بعدما أطلق رحمن الله النار على عنصرين من الحرس الوطني على بعد أمتار من البيت الأبيض الأربعاء الجاري. وقتل مجندة من الحرس الوطني وأصاب عنصرا آخر بإصابات خطرة. كما أصيب بإصابة خطرة.

ليصب ترامب جام غضبه على نظام الهجرة، ويقوم بعقاب جماعي بوقف منح تأشيرات لحملة جوازات السفر الأفغانية. ويعلن وقفا بشكل دائم الهجرة من دول العالم الثالث». ويعلن بتغريدة حافلة بالعنصرية والتطاول على المهاجرين (غير البيض). لا يخفي ترامب أن المهاجرين غير البيض يشكلون عبئا يستنزف مقدرات أمريكا. وليسوا رصيداً يعزز التنوع ويستقطب المهارات والعقول والمبدعين من حول العالم لأول أمة ودولة أسست على أيدي مهاجرين. ويشكل شعبها خليطا من جميع الأعراق والأجناس والأديان والجنسيات. وهو ما قامت عليه أمريكا.

حتى ترامب نفسه من جهة جده لوالده كان مهاجراً من أصول ألمانية ـ ومن جهة والدته كانت مهاجرة اسكتلندية فقيرة.

يذكر أن عدد الأمريكيين المتجنسين الذين وُلدوا خارج الولايات المتحدة حسب الإحصاء السكاني الذي استشهد به ترامب يبلغ 53 مليون أمريكي متجنس، أي 1 من كل 7 أمريكيين. يساهمون بحوالي 10 تريليونات دولار أو ثلث الناتج السنوي الأمريكي ويدفعون مئات مليارات الدولارات من الضرائب. و20٪ من الأطباء في أمريكا وكذلك نسبة كبيرة من المهندسين خاصة في قطاع التكنولوجيا في السيلكون فالي معظمهم من الهند والمدراء التنفيذيين لكبرى الشركات الأمريكية مثل تسلا وغوغل وأبل ومن الفائزين بجوائز نوبل من المهاجرين العرب وغيرهم.
ترامب كان يستغل ذلك الحدث الأمني الخطير الذي لا يشك أنه يحرجه وإدارته وأجهزته الأمنية لأنه يشكل خرقا لسردية ترامب بأنه رجل الأمن الأول وحامي أمريكا من المهاجرين
وكأن الرئيس ترامب كان يستغل ذلك الحدث الأمني الخطير الذي لا يشك أنه يحرجه وإدارته وأجهزته الأمنية لأنه يشكل خرقا لسردية ترامب بأنه رجل الأمن الأول وحامي أمريكا من المهاجرين ـ ولذلك حاجج منذ الصيف الماضي لإرسال الحرس الوطني في ظاهرة غير مألوفة لفرض الأمن في العاصمة واشنطن والمدن الكبرى لحمايتها من العنف والعصابات. في تسييس واضح لأن تلك المدن والولايات المستهدفة من ترامب يقودها ديمقراطيون منتخبون في تلك المدن والولايات. مثل العاصمة واشنطن ولوس انجلس وشيكاغو ومدينة نيويورك. لذلك غرّد في منشور هاجم به الجميع وأعلن وقف هجرة المهاجرين بشكل دائم من دول العالم الثالث دون توضيح ؟ وكيف سيراجع ملفات هجرة وتجنيس ملايين الأمريكيين والمقيمين بطريقة شرعية؟ مع العلم أنه لا يحق للرئيس سحب الجنسية المتجنسين أو طردهم دون قرار المحاكم. وسبق وحاول ترامب وقف منح الجنسية الأمريكية للمواليد داخل الولايات المتحدة من والدين غير أمريكيين، وفشل دستوريا.

وهدد ترامب بأن إدارته ستُنهي كافة المساعدات الفدرالية لغير المواطنين. وانتقد سياسات الهجرة لأنها برأيه أدت لتآكل مكاسب أمريكا التكنولوجية والاجتماعية!! وهدد بطرد من لا يشكلون قيمة مضافة وكارهين لأمريكا! وستسحب الجنسية ممن يشكلون تهديدا للأمن الأمريكي، وسيطرد المقيمين الذين يهددون الأمن وينتقدون القيم الغربية!! وسيعيد النظر فيمن حصلوا على بطاقة الإقامة الدائمة. وسيوقف الامتيازات التي تُمنح للمهاجرين واللاجئين.

تحمل قرارات وتهديدات ترامب طابعا عنصريا متشددا، يستهدف الأقليات وشعوب العالم الثالث أو النامي-لأن مصطلح «العالم الثالث» بات من مخلفات الحرب الباردة». كما أنه غير واضح من يقصد بدول العالم الثالث؟-البعض يشير للدول الـ19 فرض ترامب حظرا كليا أو جزئيا على منح مواطنيها تأشيرات دخول-نصفها تقريبا دول عربية وذات أغلبية مسلمة: ليبيا والسودان واليمن والصومال. ودول ذات أغلبية مسلمة: أفغانستان-إيران-تشاد أريتريا وتركمانستان. ودول أخرى-فنزويلا-كوبا-هايتي-الكونغو الديمقراطية-غينيا الإستوائية-لاوس ومينامار.

ويحمل قرار الحظر طابعا منغلقا وإقصائيا. ويؤكد كيف يدفع ترامب أمريكا لتصبح في عهده ذات لون واحد-معظم المهاجرين من بيض جنوب أفريقيا. ما يكرس الطابع العنصري المنغلق ويجعل أمريكا داخل أسوار عزلة ذاتية. يقصي ويهمش الأقليات والسود والمهاجرين من دول العالم الثالث!! ما دفع جماعات حقوقية وتعنى بحقوق الإنسان للتنديد ورفض الخطوات بصفتها غير قانونية، التي هدد ترامب بتنفيذها.. وذلك ينهي ترامب التعددية والحلم الأمريكي لعشرات الملايين. ومعه مصدر الإلهام والإبداع والتطوير!!

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • فيديو يفجر فضيحة تجسس يهودي على المسلمين في فرنسا
  • ترامب: من أمريكا أولاً… إلى أمريكا القلعة المنغلقة البيضاء!
  • تجميد ترامب لهجرة العالم الثالث.. ماذا يعني لأفريقيا؟
  • حادث مروّع في طرابلس.. والضحية فتى بعمر الـ10 سنوات! (فيديو)
  • بعد قرار ترامب.. ما هي دول العالم الثالث الممنوعة من الهجرة إلى أمريكا؟
  • يخدم السلام العالمي.. ضاحي خلفان يعلق على قرار ترامب تصنيف الإخوان المسلمين على لائحة الإرهاب
  • 19 دولة على لائحة الحظر الأمريكية للمهاجرين.. بينها أربع دول عربية
  • واشنطن توسّع قائمة حظر الهجرة إلى 19 دولة بينها أربع عربية
  • 19 دولة على لائحة الحظر الأمريكية للمهاجرين.. بينهم أربع دول عربية
  • لماذ جعل الإسلام إثبات الزنا صعبا؟ عالم أزهري يجيب (فيديو)