وقع اختيار معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته السابعة والأربعين لهذا العام على شخصية العالم الجليل الدكتور عبد الله الغنيم المتخصص وأحد مؤسسي علم المخطوطات وذلك لإسهاماته وإنجازاته في مجالات البحث العلمي والثقافة.

واستعرض الدكتور الغنيم خلال جلسة حوارية أقيمت في قاعة كبار الزوار ضمن فعاليات النشاط الثقافي المصاحب للمعرض مسيرته العلمية ومحطات من حياته كان لها الأثر الكبير في تشكيل رؤيته الثقافية والفكرية بحضور نخبة من المثقفين والمهتمين وزملائه و أقربائه.

أدار الجلسة الدكتور البدر الذي استعرض مساهمات الدكتور الغنيم لا سيما إسهاماته في رئاسة مركز البحوث والدراسات الكويتية حيث قاد العديد من المبادرات التي تهدف إلى توثيق تاريخ الكويت وتراثها الثقافي والحضاري.

وتحدث الدكتور الغنيم عن مسيرته الحافلة في مجالات البحث العلمي والتأليف إضافة إلى إسهاماته في توثيق التراث الكويتي وتعزيز الهوية الثقافية، مؤكدا أهمية الكتاب والمعرفة في بناء المجتمعات.

وقال الدكتور الغنيم أن بحوثه و دراساته تندرج في ثلاث مسارات رئيسية يربط بينهما جميعا التراث العربي بعناصره الموسوعية المختلفة.

وقال ان المسار الأول هو (جغرافية شبه الجزيرة العربية) والثاني (التراث الجغرافي العربي بوجه عام والجانب الطبيعي بوجه خاص) والثالث (المخطوطات الجغرافية العربية فهرسة وتحليلا وتحقيقا).

وأكد ان الجزيرة العربية بتنوع اشكال سطحها وطبوغرافيتها استهوته منذ أن كان في العاشرة من عمره وفي رحلاته الى الحج مع والده حيث كانت الأولى سنة 1957 والثانية في السنة التي تلتها مبينا انه كان ينظر في الطريق الى رمال الدهناء وجالات نجد وحرات الحجاز.

وقال انه جمع في تلك الفترة كل ما يمكن الحصول عليه من معلومات حول تلك الأرض وزاد ذلك بعد أن أنهى دراسته الثانوية وانتقل للدراسة الجامعية في القاهرة. مؤكدا أن البيوت الثقافية في القاهرة خاصة بيت العلامة والمحقق المصري محمود محمد شاكر، والذي عرف بدفاعه الشرس عن الحضارة العربية الإسلامية.

فكان أول منهل ينهل منه علوم المخطوطات أثناء دراسته بجامعة القاهرة

و أشار الغنيم إلى أول بحث ينشر له وحمل عنوان (الدحلان في شبه الجزيرة العربية) وقد نشر في مجلة رابطة الأدباء بالكويت عام 1969 وهو العام الذي تخرج فيه من الجامعة.

و أضاف أن رسالة الماجستير كان موضوعها (الجغرافي العربي أبو عبيد البكري مع تحقيق الجزء المتعلق بالجزيرة العربية من كتابه المسالك والممالك) مبينا انه قرأ من أجل تلك الدراسة معظم ما كتبه القدماء و المحدثون عن جزيرة العرب أو عن المملكة العربية السعودية.

وقال أن عمله في الماجستير أثمر عدة كتب منها كتاب (مصادر البكري ومنهجه الجغرافي) ويشتمل الكتاب على دراسات تفصيلية تتعلق بالجزيرة العربية كما جاءت في كتابي (المسالك والممالك) و(معجم ما استعجم للبكري).

وعن دراسته للدكتوراه قال انه هدف إلى هدفين رئيسين اولهما (دراسة اشكال سطح الارض في شبه الجزيرة العربية بالاعتماد على التراث العربي القديم ومعالجة ذلك وفق منظور عصري) وثانيهما (جمع المصطلحات الجغرافية العربية في هذا الشأن واقتراح ما يمكن استخدامه في كتاباتنا الحديثة).

وأشار الدكتور الغنيم إلى دراساته الميدانية الإقامة في العديد من الدول من أجل البحث العلمي والاطلاع على أحدث المصادر الجيومرفولوجية ذات العلاقة بالصحاري والمناطق الجافة.

وقال أنه كان يبحث عن العلاقات السببية بين نشأة شبه الجزيرة العربية من الناحية الجيولوجية والأشكال الأرضية الماثلة أمامنا الآن ويحاول الربط أيضا بين تلك الاشكال والنشاط البشري.

وأشار الدكتور الغنيم الى العديد من الأسماء الذين كان لهم الفضل في مسيرته وتتلمذ على يدهم منهم إلى جانب العلامة المصري محمود محمد شاكر أيضا علامة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر رحمه الله،

وهو الصحفي وعالم الانساب والمحقق البارع والكاتب والشاعر، كان رحمه الله عضوا فاعلا في العديد من مجامع اللغة العربية بالقاهرة وعمان ودمشق والأردن والعراق، وهو مؤسس مجلة اليمامة السعودية المتخصصة في مجال تاريخ وآداب الجزيرة العربية.

بعث للدراسة بكلية الآداب جامعة القاهرة عام 1939 وعاد عقب اندلاع الحرب العالمية.

والمرحوم محمد رشاد عبد المطلب أحد أعلام معهد المخطوطات العربية المفهرسة وغير المفهرسة، وهو أحد أبرز العاملين بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة، إذ التحق به بعد عام واحد من تأسيس المعهد بموجب قرار جامعة الدول العربية سنة 1947. وقد استمرت خدمة الأستاذ رشاد بالمعهد عبر بعثاته في جلب المخطوطات و فهرستها و إتاحتها للباحثين قرابة ثلاثة عقود.

وحظيت المحاضرة بتفاعل كبير من الحضور الذين أعربوا عن تقديرهم للدور الكبير الذي لعبه الدكتور الغنيم في إثراء المشهد الثقافي الكويتي والعربي.

كما تطرق الدكتور الغنيم الى مركز البحوث والدراسات الكويتية وعن الوثائق التاريخية واهميتها مشيرا إلى فترة الغزو العراقي على الكويت وجمع عدد كبير من الوثائق في تلك الفترة التي توصلوا من خلالها إلى العديد من الحقائق مبينا أن هناك العديد من الكتب التي صدرت بناء على تلك الوثائق.

ويأتي اختيار الدكتور عبد الله الغنيم شخصية المعرض في دورته الـ47 تقديرا لعطاءاته الثقافية والعلمية الممتدة على مدار عقود ودوره في إثراء المكتبة الكويتية والعربية بمؤلفاته القيمة.

يذكر أن الدكتور عبد الله الغنيم محاضر وباحث مميز في مجال الفكر الجغرافي العربي وجيومرفولوجية شبه الجزيرة العربية وقد درس في هذين الموضوعين سنوات عدة تسنم خلالها مناصب مختلفة.

وشغل الدكتور الغنيم العديد من المناصب سابقا فكان رئيسا لقسم الجغرافيا ثم عميدا لكلية الآداب بجامعة الكويت و ترأس تحرير مجلة دراسات الجزيرة العربية والخليج التي تصدرها من جامعة الكويت وعمل مديرا لمعهد المخطوطات العربية ووزيرا للتربية ووزيرا للتعليم العالي.

وغاص الدكتور الغنيم في أعماق تاريخ الكويت وتراثها الحضاري بعد توليه رئاسة مركز البحوث والدراسات الكويتية منذ عام 1992 حتى الآن.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: شبه الجزیرة العربیة العدید من

إقرأ أيضاً:

تشكيل المجلس الاستشاري الدولي الجديد لـ"الأكاديمية السلطانية"

مسقط- الرؤية

أعلنت الأكاديمية السلطانية للإدارة عن تشكيل مجلسها الاستشاري الدولي الجديد، الذي يضُم نخبة من القادة العالميين والخبراء البارزين في مجالات القيادة والإدارة والابتكار من مختلف دول العالم، تأتي هذه الخطوة النوعية في إطار سعي الأكاديمية نحو تحقيق رؤيتها الاستراتيجية الطموحة بفكر متجدد، وتعزيز دورها كمركز رائد في القيادة والإدارة والتعلم التنفيذي الحديث، الذي يساهم في تمكين وتطوير القيادات الوطنية، بالإضافة إلى الاستفادة من الخبرات العالمية لتحقيق أهداف رؤية عُمان 2040.

وقال سعادة الدكتور علي بن قاسم اللواتي رئيس الأكاديمية السلطانية للإدارة: "نفخر بانضمام هذه النخبة من القادة والخبراء العالميين إلى المجلس الاستشاري الدولي بالأكاديمية السلطانية للإدارة والذين يتميزون بخبراتهم العلمية والعملية الواسعة، ورؤاهم العالمية؛ حيث سيساهمون- بلا شك- في تزويد الأكاديمية برؤى عالمية حديثة في مجالات القيادة والإدارة والابتكار، واستشراف التوجهات المستقبلية لسير عملها، إضافة إلى ذلك تقديم المشورة القيّمة لضمان تحقيق أهدافها بكفاءة وفعالية، كما سيساهم المجلس في تعزيز شبكات الأكاديمية الدولية وعقد الشراكات الاستراتيجية التي تثري برامجها وتعزز سمعتها على الصعيد العالمي".

وأشاد سعادته بدور المجلس الاستشاري الدولي السابق؛ حيث قال: "نُعرب عن خالص شكرنا وتقديرنا لأعضاء المجلس الاستشاري الدولي السابق على جهودهم القيّمة وإسهاماتهم الفاعلة خلال فترة عملهم ضمن المجلس، والتي كان لها بالغ الأثر في وضع اللبنات الأساسية لمسيرة الأكاديمية وتطوير برامجها ومبادراتها، لقد كان لرؤاهم وتوجيهاتهم دورًا هامًا في جعل الأكاديمية مؤسسة رائدة في التعلم التنفيذي الحديث والتميز القيادي، ونحن على ثقة بأن المجلس الجديد سيواصل هذه المسيرة المكللة بالنجاج، وفي هذا السياق، ذكر سعادته: "كما تشرّف المجلس الاستشاري الدولي السابق بلقاء صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- أثناء افتتاح الأكاديمية السلطانية للإدارة تحت الرعاية الفخرية السامية، مما يؤكد على أهمية الدور الاستشاري الذي يقوم به أعضاء المجلس للأكاديمية".

وأضاف سعادته: "نتطلع إلى العمل المشترك مع أعضاء المجلس الاستشاري الدولي الجديد، ونتطلع إلى الاستفادة القصوى من خبراتهم الواسعة ورؤاهم الثاقبة في تحقيق أهداف الأكاديمية الاستراتيجية والطموحة، وتعزيز مكانتها في داخل سلطنة عُمان وخارجها."

وجرى اختيار أعضاء المجلس الاستشاري الدولي للأكاديمية السلطانية للإدارة ليضم قامات فكرية وقيادية ذات خبرة واسعة ومسيرة حافلة بالإنجازات الملموسة في مختلف القطاعات.

ويتضمن المجلس الاستشاري في تشكيلته الجديدة كلًا من: داشو تشيرينغ توبغاي رئيس الوزراء بمملكة بوتان، وإندا كيني رئيس الوزراء السابق بجمهورية أيرلندا، ومعالي المهندس عبداللطيف العثمان نائب رئيس مجلس أمناء جامعة الملك عبدالعزيز والنائب الأعلى للرئيس في أرامكو السعودية سابقًا ومحافظ الهيئة العامة للاستثمار بالمملكة العربية السعودية، وليم هوي هوا الوزيرة السابقة للمالية والوزيرة السابقة للنقل في جمهورية سنغافورة، ويوشيتو هوري الرئيس التنفيذي لشركة غلوبيس وعميد جامعة غلوبيس في اليابان، إضافة إلى كارولا شخاوتن عمدة مدينة روتردام بمملكة نذرلاند، ورايموند وات الرئيس العالمي الفخري لمنظمة الرؤساء الشباب (YPO) لعام 2024-2025، وسوميترا دوتا عميد كلية سعيد لإدارة الأعمال بجامعة أكسفورد، وأرتورو بريس مدير مركز التنافسية العالمية في المعهد الدولي للتنمية الإدارية (IMD).

يُشار إلى أن المجلس الاستشاري الدولي، هيئة استشارية تجمع قيادات عالمية وخبراء بارزين يمتلكون خبرات علمية وعملية في عدة مجالات ومن مختلف القطاعات والتوجهات أبرزها، الإدارة المحلية، تطوير القيادات، الجاهزية للمستقبل، الدراسات والتطوير، وغيرها من المجالات الهامة التي تساهم في دعم الأكاديمية وتوجيهها نحو تحقيق أهدافها الاستراتيجية، وتعزيز دورها الريادي على الصعيدين المحلي والدولي، إضافة إلى ذلك يعمل المجلس على تقديم الرؤى الاستراتيجية والمقترحات والتوصيات العالمية في كافة اختصاصات عمل الأكاديمية التي تغطي مختلف المجتمعات القيادية، ويتم تجديد المجلس كل عامين مما يضمن تجديد الرؤى والأفكار ووجهات النظر لضمان مواكبة المتغيرات العالمية.

مقالات مشابهة

  • بيان صحفي حول اجتماع الدكتور الحصرية مع وفد من مشاريع الكويت القابضة والبنك الأردني الكويتي
  • الأمين العام لـ «الكتاب العرب» يهنئ الرئيس السيسي بحلول عيد الأضحى المبارك
  • أغلى ثوب في العالم.. الجزيرة نت داخل مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة
  • بحضور وزير الرياضة.. «نقابة أطباء القاهرة» تستعد لإطلاق ماراثون للأطباء بمركز شباب الجزيرة
  • وزير الدولة للتعاون الدولي تودع سفير الكويت
  • الدكتور سويلم يتابع الاستعدادات لعقد إسبوع القاهرة الثامن للمياه
  • الرئيس البرازيلي يكرّم الدكتور معن النسور، الرئيس التنفيذي لشركة البوتاس العربية بوسام ريو برانكو تقديرا لدوره في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين
  • لقاء العُمدة بروف عبد الله علي إبراهيم على الجزيرة كان ممتع ومُفيد
  • 50 شخصية بريطانية بارزة تطالب حكومة ستارمر بالتحرك العاجل لوقف الكارثة الإنسانية في السودان
  • تشكيل المجلس الاستشاري الدولي الجديد لـ"الأكاديمية السلطانية"