#العدالة_الغربية_المزعومة: #مذكرة_اعتقال أم #مسرحية_هزلية؟
بقلم : ا د #محمد_تركي_بني_سلامة

في خطوة تبدو أشبه بمشهد من مسرحية عبثية، أصدرت #المحكمة_الجنائية_الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيس وزراء إسرائيل بنيامين #نتنياهو ووزير الدفاع السابق #غالانت. للوهلة الأولى، قد يبدو الأمر كإنجاز قانوني كبير، لكنه في الحقيقة لا يتجاوز كونه جزءًا من لعبة دولية مزدوجة المعايير.

نتساءل بمرارة: أين كانت هذه العدالة المزعومة عندما كانت غزة تُقصف بشراسة؟ عندما كان الأطفال يُقتلون تحت الأنقاض، والمنازل تُسوى بالأرض؟ أهي عدالة دولية حقيقية أم أنها تُفتح أعينها فقط على الجرائم عندما لا يكون الدم فلسطينيًا؟

هذا القرار، وإن بدا صادمًا للبعض، إلا أنه يثير الشكوك حول نوايا الغرب ومؤسساته التي تتغنى بحقوق الإنسان والعدالة. الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل على مدى عقود طويلة بحق الفلسطينيين، والتي تُعتبر في كل القوانين الدولية إبادة جماعية وجرائم حرب، تم تجاهلها بشكل صارخ من قبل هذه المؤسسات. فما الذي تغيّر الآن؟ هل هي صحوة ضمير متأخرة أم لعبة سياسية جديدة لتحقيق أهداف لا علاقة لها بالعدالة؟

لقد أصبح نفاق الغرب وازدواجية معاييره أمرًا لا يخفى على أحد. الغرب الذي يتحدث عن حقوق الإنسان ويدّعي حماية الحريات، يغض الطرف عن الإبادة اليومية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني. كم من أطفال فقدوا حياتهم بسبب القصف الإسرائيلي؟ كم من أسر شُردت بسبب الحصار والاحتلال؟ ومع ذلك، لا نجد سوى صمت دولي وتواطؤ واضح.

مقالات ذات صلة ارتفاع أسعار النفط والذهب بعد تحذيرات بوتين 2024/11/22

تصدر المحكمة الجنائية الدولية اليوم مذكرة اعتقال، ولكن أين كانت عندما كان نتنياهو يفاخر علنًا بسياسة القتل والتهجير؟ أين كانت العدالة الدولية عندما كانت غزة تُحاصر لسنوات طويلة، وتُمنع عنها أبسط مقومات الحياة؟ يبدو أن هذه المؤسسات لا تتحرك إلا إذا كان المجرم من الدول الضعيفة أو غير المحسوبة على الحلف الغربي. أما عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فإن العدالة تُصبح فجأة عمياء وصماء.

في ظل هذا النفاق الدولي، نجد أن الموقف العربي والإسلامي لا يقل خذلانًا. فبدلًا من أن يكون هناك صوت موحد يواجه الجرائم الإسرائيلية ويدافع عن الحق الفلسطيني، نجد صمتًا مطبقًا، وأحيانًا تخاذلًا يصل إلى حد التعاون مع المحتل. كيف يمكن للعالم العربي والإسلامي أن يقف موقف المتفرج بينما يُسحق الشعب الفلسطيني؟ أين ذهبت مواقف التضامن والكرامة؟

هذا الصمت لا يخدم سوى إسرائيل ومن يدعمها. فمن خلال ضعف المواقف العربية والإسلامية، يتم تمكين الاحتلال من التوسع والتمادي في جرائمه دون أي خوف من المحاسبة. الشعب الفلسطيني يُترك وحيدًا في مواجهة واحدة من أقوى الآلات العسكرية في العالم، بينما يكتفي العالم الإسلامي بالشجب والاستنكار اللفظي، دون خطوات فعلية على الأرض.

لنكن واضحين: العدالة الحقيقية لا تُنتزع من قاعات المحكمة الجنائية الدولية أو من مؤسسات غربية تحمل أجندات خفية. العدالة الحقيقية تأتي من إرادة الشعوب، من كرامتها وصمودها. الشعب الفلسطيني كان وما زال مثالًا للصمود رغم كل الجرائم والانتهاكات. لكن هذا الصمود يحتاج إلى دعم حقيقي من الأمة العربية والإسلامية، ومن كل من يؤمن بالحق والعدل في هذا العالم.

مذكرة الاعتقال هذه، رغم ما قد تحمله من رمزية، لا تعني شيئًا إذا لم تُترجم إلى خطوات فعلية على الأرض. أين التنفيذ؟ وأين المحاسبة الفعلية؟ يبدو أن هذه الخطوة ليست أكثر من محاولة لإظهار “الحياد” الدولي، في وقت تستمر فيه الجرائم بحق الفلسطينيين دون أي رادع حقيقي.

حتى إشعار آخر، ستبقى هذه المذكرة جزءًا من مسرحية “عدالة الغرب”، وسنظل نشهد ازدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الدولية. لكن الأمل يبقى في إرادة الشعوب وصمودها. الفلسطينيون لم ولن ينسوا حقوقهم، مهما طال الزمن. أما العالم العربي والإسلامي، فلا يزال هناك وقت لاستعادة الكرامة واتخاذ موقف حقيقي ينحاز إلى الحق والعدل.

العدالة ليست شعارات ترفعها القوى الكبرى لتبرير أفعالها. العدالة هي صوت الشعب، وهي إرادة الصمود، وهي الحقيقة التي لا تموت مهما حاول الغرب تزييفها.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: مذكرة اعتقال مسرحية هزلية محمد تركي بني سلامة المحكمة الجنائية الدولية نتنياهو غالانت الشعب الفلسطینی مذکرة اعتقال عندما کان

إقرأ أيضاً:

تارا عماد تساند الشعب الفلسطيني بكلمات مؤثرة

أعربت الفنانة تارا عماد عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني، مشيدة بقرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد عامين من القصف والمعاناة.

 

ونشرت تارا عماد عبر خاصية "ستوري" على حسابها الرسمي بمنصة "إنستجرام"، رسالة مؤثرة قالت فيها: "لأول مرة منذ عامين، يستطيع سكان غزة النوم وهم يعلمون أنهم سيكونون على قيد الحياة في اليوم التالي".

 

آخر أعمال تارا عماد

على الصعيد الفني، كانت آخر مشاركات تارا عماد في الدراما التلفزيونية من خلال مسلسل "ما تراه ليس كما يبدو"، وتحديدًا في حكاية بعنوان "Just You"، والتي تعد أول بطولة مطلقة لها.

 

وقدمت تارا في الحكاية شخصية "سارة"، صحفية طموحة تبدو قوية من الخارج، لكنها تخفي صراعات نفسية داخلية معقدة، تتكشف أمام الجمهور تدريجيًا مع تطور الأحداث.

 

وشاركها البطولة عدد من الفنانين أبرزهم: عمرو جمال، بسمة داوود، وفاء صادق، والحكاية من تأليف محمد حجاب، وإخراج جمال خزيم.

 

يتكون مسلسل "ما تراه ليس كما يبدو" من سبع حكايات مستقلة، تضم كل واحدة منها 5 حلقات بفريق عمل منفصل، وهو من إنتاج شركة K Media للمنتج كريم أبو ذكري، بالتعاون مع المتحدة للخدمات الإعلامية.

 

وضم المسلسل كوكبة من النجوم منهم: أحمد خالد صالح، هنادي مهنى، ليلى زاهر، شيري عادل، خالد أنور، أحمد جمال سعيد، أحمد الرافعي، مريم الجندي، يوسف عثمان، نانسي هلال، وآخرون.

رئيس الكنيست يوجه دعوة رسمية لترامب لإلقاء خطاب اتحاد المهن الطبية يرحب باتفاق وقف حرب غزة: تحية للدور المصري كشري الحلة الواحدة.. نكهة مصرية أصيلة بخطوات سهلة وسريعة الاتحاد الأوروبي يرفض ضغوط آبل لإلغاء قانون الأسواق الرقمية محمد عبد الرحمن يحتفل بوقف إطلاق النار في غزة.. تفاصيل 5 مكونات طبيعية تحافظ على صحة الشرايين وتقلل خطر الجلطات نقيب الإعلاميين: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إنجاز جديد يُضاف لإنجازات الجمهورية الجديدة الرئيس الأمريكي: ربما يجب طرد إسبانيا من الناتو باحث سياسي: إدارة قطاع غزة خلال المرحلة المقبلة ستشهد تعقيدات دبلوماسية كبيرة مواعيد وقنوات عرض مسلسل "لينك"

مقالات مشابهة

  • تظاهرات حاشدة في 27 مدينة أسترالية تضامناً مع الشعب الفلسطيني
  • قصور الثقافة بأسبوع.. انطلاق مهرجان أسوان "تعامد الشمس" وعروض مسرحية لشباب المخرجين والمعارض الطوافة تصل الغربية
  • دعوات لفتح غزة أمام الإعلام والتحقيقات الدولية لضمان العدالة
  • جهاد أبو لحية لـ صدى البلد: تواصل مصر دورها المحوري في دعم الشعب الفلسطيني
  • اعتقال 6 فلسطينيين في الخليل بالضفة الغربية
  • برلماني: رفرفة علمى مصر و فلسطين في سماء سيناء رسالة قوية حول العدالة
  • النائب أيمن محسب: الصلابة السياسية للرئيس السيسي كانت حجر الأساس ومنعت انزلاق المنطقة إلى الفوضى
  • بيان اليونيسف يشعل الغضب من دور المؤسسات الدولية.. من يحمي الطفل الفلسطيني؟
  • تارا عماد تساند الشعب الفلسطيني بكلمات مؤثرة
  • السفير تميم خلاف: مصر على مدار عامين كانت السند الحقيقي للشعب الفلسطيني