#مبتدأ_وخبر
د. #هاشم_غرايبه
المبتدأ: كنا طلاب الصف الرابع الإبتدائي نزيد على الأربعين، وبالكاد كانت تتسع لنا الغرفة، ولما ترفعنا الى الخامس وجدنا أن عشرة بقوا فيه (ذلك أنه لم يكن النجاح تلقائيا تلك الأيام)، فأصبح عددنا خمسين، ولا تتسع لنا أكبر غرفة في المدرسة، لذا لابد أن ننقسم الى شعبتين، ويبدو أن المدير قسمنا بحيث يراعي التوازن في الأسماء حسب تسلسل الحروف الهجائية، وليس مستوى التحصيل، فتصادف أن كل العشرة الأوائل نقلوا الى الشعبة (ب).
ولما ظهرت النتائج الفصلية، كان الأول في شعبة (أ) هو من الطلبة المتوسطي التحصيل، ومعدله كان 72 ، وهكذا خلصه حظه من منافسيه، فنال مرتبة لم يحلم بها.
صحيح أن مستوى تحصيله لم يتغير، لكنه اعتبر الأول على شعبته، مثله مثل الأول على شعبة (أ) الذي كان معدله 92، والأدهى من ذلك أنه بات في مرتبة متقدمة عن الثاني في شعبة (أ) رغم أن ذاك كان معدله 90 .
الخبر: المعروف أن الدول العربية جميعها تأسست في بدايات القرن العشرين، ليس عن قرار من شعوبها، ولا بعد نضالهم للتحرر من دولة مستعمرة، وإنما بقرار من شخصين هما سايكس وبيكو.
كان المستعمرون الأوروبيون متوجسين من ردة فعل الشعوب العربية على خطتهم لتفتيت الدولة الإسلامية التي ظلت اثني عشر قرنا متوحدة في دولة واحدة، لذلك حاولوا اسباغ هالة من الوطنية على الحكام الذين اختاروهم، وشجعهم في ذلك نجاحهم بتقديم أتاتورك كبطل نجح في تحرير “إزمير” من الإحتلال اليوناني عام 1922 في مسرحية من ترتيب بريطانيا، وبذلك جرى ترقيته ليصبح قائد الجيش فرئيس الجمهورية الجديدة.
كرروا هذه المسرحيات في أغلب الدول العربية المنشأة حديثا، لكن بسناريوهات متعددة، والتي قسموها الى شعبتين: الشعبة (أ) اختاروا أن يكون نظامها جمهوريا، فدبروا في بعضها انقلابات عسكرية أسموها ثورات، مع أن الثورة لا تكون إلا بثوران الشعب على من يحكمه، والحالة الوحيدة في تاريخ العرب كانت عام 2011، لذلك كل تلك (الثورات) لم يعلم بها الشعب الا بعد صدور بيان مجلس قيادة الثورة، وسواء أن زعيم الإنقلاب اختاره الغرب، وبعد أن علمنه وصهينه، انتدبه لهذه المهمة (الوطنية!)، أو أنهم اكتشفوا مواهبه فتبنوه وأزالوا العقبات من أمامه وأحاطوه (بالمستشارين!)، والذي هم (شلّة) من المخترقين، ائتلفت وتعارفت في السهرات، يحملون أوسمة لإنجازات وهمية، اوعلى صدورهم نياشين تقديرا لانتصارات في معارك لم يخوضوها.
أما الشعبة (ب) فجعلوا نظامها ملكيا أو أميريا، واختاروا لكل دولة عائلة تتوارث الحكم، وفي ما عدا ذلك فالمنهاج المطبق في الشعبتين ذاته، وأبلت الأنظمة في كلتي الشعبتين حسنا في الإلتزام بكل تعليمات المُوجّه الأعلى، لينالوا رضىاه، فيأمنوا استبدالهم، فرضي عمن أدائهم وأوقف الإنقلابات في الشعبة (أ)، وسمح بتوريث السلطة فيها أيضا، طالما أن الجيل الثاني ملتزم بالمتطلبين الأساسيين: العلمنة والصهينة.
لذلك ففي كلتي الشعبتين، كان الأداء السلوكي مرضيا للمدير، فلم يتأخر أي نظام عن أداء المهام الموكولة إليها، بل كان التفوق فيها سمتها العامة، سواء كانت في منع الإسلام من الوصول للحكم لمنع أية فرصة لعودة الدولة الإسلامية الموحِّدة للأمة، أو إجهاض أية فكرة لمهاجمة الكيان اللقيط، بل حراسة حدوده بيقظة تامة، وحمايته من أي إزعاج، والتنكيل بكل من يدعو الى تحرير فلسطين.
لذلك كانت الشهادة المدرسية، وللجميع وفي الشعبتين، مذيلة في نهايتها بتقييم موحد: حسن السلوك، منضبط، مؤدب، وملتزم بالتعليمات تمام الإلتزام.
لكن المشكلة في علامات المباحث.
فقد اعتاد تلاميذ شعبة (أ) على التفاخر بأنهم المتفوقون فهم التقدميون والوطنيون، فيما يرمون شعبة (ب) بالتخلف والرجعية…لكن الإمتحانات أثبتت أن المجموعتين مقصرتان في جميع المباحث، ولم يحقق أي منهم علامة النجاح، ولم يكن الذين يدّعون الذكاء والمفهومية في شعبة (أ)، أفلح من شعبة (ب)، فقد كانت علامات المجموعتين في كل المباحث: الزراعة، والصناعة، والتجارة، والإقتصاد، ومكافحة الفساد، وتقليص البطالة، وتحقيق السلم المجتمعي، والحريات العامة، والتعليم، والبحث العلمي…جميعها: راسب!.
مصيبة أهالي التلاميذ أنهم صبرواعليهم قرنا كاملا وهم يعيدون الفصل الدراسي مرة بعد مرة، لكنهم سواء كانوا في شعبة واحدة أم في شعبتين .. فالنتيجة ذاتها: لم ينجح أحد!. مقالات ذات صلة
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: هاشم غرايبه فی شعبة
إقرأ أيضاً:
عمرو درويش: قانون الإدارة المحلية أولوية.. والتنسيقية كانت دائما حاضرة
قال عمرو درويش، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، والمرشح لعضوية مجلس النواب ضمن القائمة الوطنية من أجل مصر بقطاع غرب الدلتا، إن تجربة التنسيقية أصبحت تجربة ناضجة وفاعلة في الحياة السياسية، موضحًا أن الفصل التشريعي الثاني يجب أن يشهد استكمال عدد من القوانين المهمة التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، وفي مقدمتها قانون الإدارة المحلية، الذي يعد استحقاقًا دستوريًا تأخر كثيرًا، مؤكداً أن الدولة في حاجة ماسة إلى تطبيق اللامركزية ومنح المحافظين صلاحيات حقيقية تضمن تنفيذ الخطط التنموية بكفاءة.
وأضاف درويش، خلال مشاركته في الصالون الذي عقدته تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، اليوم الثلاثاء، تحت عنوان «تحت القبة.. برامج المرشحين وتطلعات الناخبين»، لمناقشة وعرض ملامح البرامج الانتخابية لمرشحي التنسيقية في انتخابات مجلس النواب، ضمن القائمة الوطنية «من أجل مصر»، أن التنسيقية كان لها دور فاعل في إعداد ومناقشة العديد من القوانين التي تخدم المواطنين، ومن بينها قانون التصالح في مخالفات البناء، الذي يجري العمل على استكماله بطريقة تضمن احترام المواطن وتحقيق مصلحته، مشيرًا إلى أن هذا القانون يهدف بالأساس إلى حماية الأراضي الزراعية ووقف التعديات عليها في الريف والمدن على حد سواء.
وأوضح أن هناك عددًا من الملفات الحيوية التي عملت عليها التنسيقية خلال الفصل التشريعي السابق، وفي مقدمتها قانون الإيجارات القديمة، الذي يحظى باهتمام ملايين المواطنين، مؤكدًا أن الهدف من أي تعديل هو تحقيق مصلحة المواطن وتوفير سكن آمن وعادل للجميع دون الإضرار بأي طرف، كما شدد على أن التنسيقية كانت دائمًا حاضرة في جميع الملفات التي تمس حياة المواطنين بشكل مباشر، واضعة مصلحة المواطن في المقام الأول.
وأشار عمرو درويش إلى أن تطبيق اللامركزية الحقيقية سيحدث نقلة نوعية في عمل المجالس المحلية المنتخبة، لأنها ستكون الجهة الرقابية المباشرة على الموازنات العامة للمحافظات، لافتًا إلى أن الاستعداد المبكر لانتخابات المحليات ضرورة لتفعيل هذا الدور وفقًا لما نص عليه الدستور، وأن نجاح التجربة سيتوقف على تمكين تلك المجالس من ممارسة صلاحياتها الكاملة.
وفي ختام كلمته، وجّه عمرو درويش رسالة إلى المواطنين، دعاهم فيها إلى المشاركة الفعالة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، قائلاً: «قوة البرلمان من قوة المشاركة الشعبية، ونزول المواطنين للإدلاء بأصواتهم هو ما يمنح المؤسسات الشرعية والقدرة على الرقابة والتشريع، ومصر تحتاج إلى برلمان قوي يعبر عن صوت الناس، ويعزز صورة الدولة في الخارج.. الديمقراطية لا تُمنح بل تُنتزع بالمشاركة الواعية، فشارك لتصنع مستقبلك ومستقبل وطنك».
أدار الحوار خلال الصالون النائب نادر مصطفى، عضو مجلس النواب عن التنسيقيو، وشارك في الصالون كل من: النائب علاء مصطفى عضو مجلس الشيوخ السابق وخبير التحول الرقمي وتكنولوجيا المعلومات، وعمرو درويش عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ومرشح القائمة الوطنية من أجل مصر بقطاع غرب الدلتا، ونشوى الشريف عضو التنسيقية ومرشحة القائمة الوطنية بقطاع غرب الدلتا عن حزب الوفد، وأحمد عصام الدين عضو التنسيقية ومرشح قطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد عن حزب المؤتمر.