الجزيرة:
2025-07-01@12:41:21 GMT

مسلسل البطريق يقدم درسا في تعاطف المشاهد مع الشرير

تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT

مسلسل البطريق يقدم درسا في تعاطف المشاهد مع الشرير

أتى مسلسل "البطريق" (The Penguin) نتيجة طبيعية لنجاح الشخصية خلال فيلم "باتمان" الذي عُرض عام 2022 ليصل المسلسل إلى جمهور لم ينس بعد تألق الممثل كولن فاريل، أو العالم الفيلمي شديد القتامة التي ظهر في سياقه.

"البطريق" مسلسل جريمة، يمثل عمل فرعي وفي ذات الوقت مكمل لأحداث فيلم "باتمان"، من بطولة كولن فاريل في دور البطولة، وكريستين ميلوتي، وعُرض على  8 حلقات، لقت كلها نجاحا نقديا وجماهيريا، ومن المنتظر ظهور الشخصية مرة أخرى في "باتمان 2" وموسم ثاني.

البطريق بين النسوية والاشتراكية

تعقب أحداث مسلسل "البطريق" نهاية فيلم "باتمان" مباشرة، بل وتترتب عليها كذلك، فبعد الانفجارات المتعددة في  جوثام على يد ذا ريدلر بنهاية الفيلم، سقطت المدينة في هوة اليأس والفوضى، وهو وقت سيئ بالتأكيد للسكان والمهمشين والفقراء منهم خصوصا، غير أنه الوقت الأمثل لصعود أقطاب جدد للجريمة بعد مقتل الزعيم فالكون خلال صراعه مع باتمان.

في الفيلم ظهر أوزوالد كوب أو البطريق كمعاون متوسط الشأن لفالكون، غير أن الفرصة اتيحت له الآن لنهب ثروة الأخير، لكن عندما تتقاطع طرقه مع ابن فالكون الذي يمعن في إهانته يقتله، بعدما يعرف سر مخدر جديد يعد له فالكون الابن مع أخته صوفيا.

وهي المعلومة التي يقرر عبرها أوزوالد أو البطريق التحول من مجرد معاون إلى الزعيم الجديد للجانب الأسود من جوثام سيتي.

تظهر على الخط سريعا صوفيا فالكون، الشابة صاحبة السمعة السيئة للغاية، بعدما تم اتهامها في جرائم متعددة لخنق فتيات المدينة، غير أن العلاقة بين صوفيا وأوزوالد أكثر تعقيدا من مجرد ابنة مجرم ومساعد والدها، بل ساهم البطريق في دمار حياة صوفيا بطرق متعددة أكبر حتى من قتل أخوها، ليتحول الصراع في النهاية بينهما ويحولان المدينة البائسة إلى ساحة حرب.

صوفيا وأوز وجهان لعملة واحدة، كلاهما وجد الجريمة الوسيلة الأمثل لإثبات وجودهما في الحياة، قاسيان ظالمان ومظلومان في الوقت ذاته، عانيا من علاقات أسرية معقدة للغاية، دفعتهما لجرائم تجاه أقرب الناس إليها. بينما تفرق بينهما الأيديولوجيا، فبينما تتحرك صوفيا لدوافع نِسوية، تحكم أوز أفكار اشتراكية وإن لم يعيها بشكل تام.

استمر الطابع البصري القاتم في المسلسل الذي يحمل أفكارا أكثر قتامة حتى من الفيلم السينمائي (مواقع التواصل الاجتماعي)

عاشت صوفيا كابنة أبيها المدللة لسنوات، بل أوشك على توريثها حكم مملكته الإجرامية، حتى قررت الاستماع إلى حدسها حول جرائم القتل المنتشرة في المدينة وتقع ضحيتها الفتيات الفقيرات وتتمحور حول النادي الليلي لوالدها، وتتشابه إلى حد بعيد مع الظروف الغامضة المحيطة بوفاة والدتها، وعندما تقترب من حل اللغز، يلقيها والدها في مصحة آركام النفسية متهما إياها بما قام به من جرائم، لتجد نفسها ضحية رغم ثروتها، لأنها امرأة مستضعفة، فتخلت عن اسم والدها فالكون واعتنقت اسم الأم جيغانتي، ليصبح عنوانها كمجرمة مختلفة في جوثام.

على الجانب الآخر عانى أوز من الفاقة خلال طفولته، وعندما قادته الطرق إلى العيش في أحد أفقر أحياء المدينة المحرومة حتى من الكهرباء التي يحتكرها الأغنياء قرر توجيه جهوده إلى الإعلاء من شأن صغار المجرمين، والمهمشين، ليصنع طبقة جديدة حاكمة منهم، طبقة تعتني ببعضها البعض، ولا تتجمع كل ثرواتها في يد قلة بينما يعاني البقية بصمت.

كيف تتعاطف مع الشرير؟

مسلسل البطريق بطله مجرم، تبدأ أولى حلقاته بارتكابه جريمة قتل، وخلال الأحداث نتعرف على الكثير من جرائمه الأخرى، غير أنه كشخصية رئيسة عليه أن يستقطب بعضا من اهتمام وتعاطف المشاهد، وهي المعضلة التي وقعت على عاتق كتّاب المسلسل بتحويل شخصية توضع صراحة تحت قائمة الأشرار، إلى بطل يتماهى معه المشاهد ذو القيم الأخلاقية المختلفة.

ومن هنا أتت أهمية التركيز على دوافعه للقيام بهذه الجرائم، بداية من إحساسه بالظلم لسجنه الجسدي وعاهته المستديمة، ثم بقلة الحيلة أمام حاجته المستمرة لاهتمام والدته، التي يدخل حياة الجريمة فقط لإثارة إعجابها، وشعوره بالضعة في عينيها مهما حقق لها من أحلام، وكلها تفاصيل يستطيع أن يتماهى معها المتفرج ويتعاطف مع صاحبها.

قدم كولن فاريل أداء ممتازا للمرة الثانية في شخصية البطريق (مواقع التواصل)

ويقوم بناء المسلسل برحلة عكسية مع شخصية صوفيا، فهي تبدأ بكونها مظلومة نتيجة لأفعال والدها، وينتهي الحال بها في شخصية المرأة التي لا تبالي بحياة المقهورين في مدينتها في سبيل القضاء على عدوها الأكبر أوز.

وخلال الأحداث تبدأ الأدوار في الانقلاب المرة تلو الأخرى، فيصل المسلسل في النهاية لنقطة لا جدوى فيها من تحديد من المخطئ ومن الذي على حق، ففي كل الأحوال تتغير القيادات، ويتسلم الدفة هذا أو ذاك، ولكن الأمر لا يهم في نتيجته السكانَ العاديين والفقراء والمهشمين، فهم خارج دائرة الضوء والاهتمام من حكومتهم ومجرميهم على حد سواء.

تميز فيلم باتمان بصورته السينمائية التي توضح مدى ظلم المدينة على سكانها، فسادت الظلمة، وأتى الضوء بألوان النار التي انفجرت والمشاعل التي يحاول بها فارس الظلام قيادة سكان المدينة من قلب الظلمات إلى النور، واستمر هذا الطابع البصري في المسلسل الذي يحمل أفكارا أكثر قتامة حتى من الفيلم السينمائي، وإن أتت صورته سينمائية بامتياز، ومبهرة في كل لقطة.

قدم كولن فاريل أداء ممتازا للمرة الثانية في شخصية البطريق، وبالتأكيد أفضل كذلك من الفيلم للمساحة الواسعة التي حصلت عليها الشخصية، إنما تمثلت المفاجأة الحقيقية في أداء كريستين ميلوتي في دور صوفيا، ليطلق موهبة الممثلة التي تستطيع التعبير بعينيها فقط عن صراعها النفسي المستمر، ما يجعل موسما ثانيا يجمع بين الشخصيتين منتظرا بشدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات غیر أن حتى من

إقرأ أيضاً:

Squid Game.. صدمة جماهيرية بعد ختام الموسم الثالث

اختتم الموسم الثالث من المسلسل الكوري الشهير "لعبة الحبار" (Squid Game) بأحداث درامية غير متوقعة، أثارت جدلاً واسعاً بين جمهور العمل حول العالم. 

وشكّلت الحلقات الأخيرة، ولا سيما الحلقة الختامية، مفاجأة كبيرة لمحبي المسلسل، الذين ترقبوا نهاية مختلفة تليق بتطور الأحداث وشخصياتها.

وقد جاءت النهاية صادمة بالنسبة للكثيرين، خصوصاً في ما يتعلق بمصير الشخصية الرئيسية "جي-هون"، الذي كان يمثّل الأمل الأخير لتغيير مسار اللعبة وكشف خفاياها.

وبدلاً من إغلاق الحكاية بنهاية تقليدية، حمل الموسم الثالث تحولات مفاجئة جعلته حديث رواد مواقع التواصل الاجتماعي وعشّاق الدراما الكورية.

وظلت ردود الفعل منقسمة حول الخيارات الجريئة للنهاية، والتي وصفها البعض بأنها "حلوة ومرّة" ووصفها آخرون بأنها "ملحمية".

وفي الفصل الختامي من سلسلة “لعبة الحبار”، يعود البطل “جي هون” (لي جونج جاي) بعد أن خسر أعز أصدقائه، مدفوعًا باليأس والرغبة في الانتقام.

ويتتبع أثر القائد (لي بيونج هون) الذي اخترق اللعبة متخفيًا بهويته الغامضة، لتبدأ المواجهة الحاسمة في عالم تزداد فيه الرهانات خطورة.

وبينما يمضي “جي هون” في طريقه لإنهاء اللعبة من جذورها، يواصل القائد تنفيذ خططه المظلمة، ليجد اللاعبون الناجون أنفسهم أمام خيارات مصيرية لا رجعة فيها، ومع كل جولة، تُطرح أسئلة وجودية كبرى: هل يمكن للإنسانية الصمود في وجه أقسى الحقائق؟

يُذكر أن "لعبة الحبار" قد حقق شهرة عالمية منذ موسمه الأول، ولا يزال يحافظ على مكانته كأحد أكثر الأعمال إثارة للجدل والتفاعل الجماهيري في السنوات الأخيرة.

طباعة شارك لعبة الحبار مسلسل لعبة الحبار Squid Game

مقالات مشابهة

  • إيران تلقن الكيان الصهيوني درسا وتعطي رسائل للعرب
  • ستارمر يعلق على هتاف "الموت للجيش الإسرائيلي" بمهرجان موسيقي
  • “حماس”: مشاهد استهداف مُسَيَّرة صهيونية مواطناً يحمل كيس طحين توثق لجريمة يرتكبها العدو يومياً
  • اليوم..عرض أولى حلقات مملكة الحرير علي one
  • Squid Game.. صدمة جماهيرية بعد ختام الموسم الثالث
  • كيت وينسلت تنسحب من مسلسل The Spot
  • بحضور نجوم العمل .. العرض الخاص لمسلسل مملكة الحرير
  • شمخاني يؤكد عِلم إيران أنها ستتعرض للهجوم ووضعها خطة لمواجهته
  • الخارجية الفرنسية: المشاهد المميتة أثناء توزيع الطعام بغزة فضيحة
  • انطلاقًا من غدًا.. مواعيد عرض مسلسل مملكة الحرير لـ كريم محمود عبد العزيز