مجلس النواب يدين الفيتو الأمريكي ويجدد استهجانه للصمت الدولي والتخاذل العربي
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
الثورة نت|
أدان مجلس النواب في جلسته المنعقدة اليوم برئاسة رئيس المجلس الأخ يحيى علي الراعي استمرار التعنت والصلف الأمريكي في المنطقة وأخره استخدام حق النقض “الفيتو” للمرة الرابعة لإجهاض قرار إيقاف الحرب على غزة والشعب الفلسطيني.
وأكد أن الاعتراض الأمريكي على قرار وقف العدوان على غزة يكشف مدى القبح والإجرام الذي تمارسه الإدارة الامريكية الشريك والداعم الأساسي لاستمرار حرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين في غزة.
واستهجن المجلس الصمت الدولي المعيب والتخاذل العربي والإسلامي المخزي تجاه سياسة الهيمنة والصلف والإجرام والتعنت الصهيوأمريكي بحق أشقائنا في فلسطين ولبنان.
ودعا المجلس برلمانات العالم والشعوب العربية والإسلامية إلى التحرك الفاعل والضغط لإيقاف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني من قبل كيان العدو الصهيوني المجرم، والتنديد وعلى أوسع نطاق بالموقف الأمريكي المعرقل لأي قرار أو جهود دولية لإيقاف العدوان والحصار الإسرائيلي على غزة.
وجدد المجلس التأكيد على استمرار موقف اليمن القوي والثابت المناصر لغزة والشعبين الفلسطيني واللبناني ومقاومتهم الباسلة، حتى تحقيق النصر ودحر الغزاة والمحتلين وأدواتهم.
ولفت المجلس إلى أن أمريكا هي رأس الشر والاجرام والعدوان على غزة ولبنان، والشعوب الحرة في العالم، حاثا دول العالم والمجتمع الدولي على التعاطي الإيجابي مع قرار محكمة الجنايات الدولية في لاهاي فيما يتعلق باعتقال مجرمي الحرب الصهاينة نتنياهو وغالانت.
وأشار المجلس إلى أن هذه المواقف ستفرز الدول المساندة لمظلومية الشعب الفلسطيني وإنهاء معاناته من محور الشر الأمريكي البريطاني الصهيوني، محييا المسيرات الجماهيرية الحاشدة التي شهدتها العاصمة صنعاء والمحافظات اليمنية الحرة أمس الجمعية، تضامنا تحت شعار “مع غزة ولبنان.. دماء الشهداء تصنع النصر”.
ونوه بأن دماء وتضحيات الشهداء هي مصدر قوة الشعب اليمني وإرادته الحرة ، وهي من صنعت المجد والنصر لليمنيين وعززت صمودهم في مواجهة أعداء الأمة العربية والإسلامية.
واستنكر المجلس بشدة الاساءات المتكررة والمستمرة للأمة العربية والاسلامية من قبل النظام السعودي، والتي كان آخرها استخدام أشكال مشابهة للكعبة المشرفة خلال تنظيم حفلات ماجنة فيما يسمى بموسم الترفيه،معتبرا أن تلك الأفعال تشكل إساءة واستفزاز لمشاعر المسلمين، والنيل من مقدساتهم بالتزامن مع المخطط اليهودي لتهويد القدس والسيطرة عليه فيما يسمى بمشروع وهم دولة “إسرائيل الكبرى”.
وفي الجلسة ناقش المجلس تقرير لجنة الخدمات بشأن مستوى تنفيذ توصيات المجلس لاستكمال مشروع جسر (وادي سردد – الكدن) بمديرية الضحي محافظة الحديدة.
وبعد النقاش الذي جرى بحضور وكيل قطاع الطرق بوزارة النقل والاشغال العامة خالد عمر باشماخ، ونائب رئيس المؤسسة العامة للطرق والجسور أمير الدين محمد الحوثي وعدد من المختصين في الجهات ذات العلاقة التزم الجانب الحكومي ممثلاً بنائب رئيس مجلس إدارة صندوق صيانة الطرق والجسور، نبيل اسماعيل المؤيد بتنفيذ التوصيات التالية:
1- قيام المؤسسة العامة للطرق والجسور خلال فترة أقصاها اسبوعين، تبدأ من تاريخ الالتزام بهذه التوصية، بأعمال الحصر للأعمال المتبقية من مشروع جسر وادي سردد . الكدن) والتصفية مع مقاول المشروع من الباطن لكافة أعمال المشروع بحيث تنهي أي تدخلات متوقعة من أي طرف كان أثناء البدء في استكمال تنفيذ المشروع.
2- قيام وزارة الأشغال العامة والطرق خلال فترة الأسبوعين التاليين بكافة أعمال التقييم والتعميد لأعمال الحصر المتبقية من مشروع جسر (وادي سردد – الكدن) وأعمال التصفية مع مقاول المشروع من الباطن المرفوعة لها من المؤسسة العامة للطرق والجسور والرفع بنتائج ذلك لصندوق صيانة الطرق.
3- قيام صندوق صيانة الطرق خلال فترة الأسبوعين التاليين بالتشييك على أعمال الحصر والكميات المتبقية من مشروع جسر (وادي سردد – الكدن) المرفوعة له من وزارة الأشغال العامة والطرق، والتأكد من سلامة وصلاحية الأعمال المنجزة منه ومدى مطابقتها للمواصفات، وتحديد الكلفة التقديرية لإستكمال تنفيذ المشروع وربطه بطرفي الطريق الإسفلتي، وتوفير التمويل اللازم لذلك.
4- البدء خلال فترة أقصاها (٤٥) يوماً من تاريخ الالتزام أمام المجلس بتنفيذ هذه التوصيات في مباشرة أعمال استكمال تنفيذ مشروع جسر (وادي سردد – الكدن)، وأي تأخير عن ذلك الموعد يتحمل مسؤليته الطرف الذي تسبب في ذلك التأخير ويتم مساءلته أمام المجلس.
5- موافاة اللجنة المختصة بصورة من كافة الوثائق والتقارير المتعلقة بأعمال الحصر والتصفية والتقييم والتعميد والتشييك والكلفة التقديرية لإستكمال تنفيذ مشروع جسر (وادي سردد الكدن) وكافة الأعمال المرتبطة به.
6- تكليف كل من الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والهيئة العليا لمكافحة الفساد بفحص وثائق مشروع جسر (وادي سردد الكدن) وموافاة المجلس بنتائج ذلك.
إلى ذلك استعرض المجلس تقرير اللجنة الخاصة المكلفة من المجلس بشأن الشكوى المقدمة من عدد من المواطنين بشأن الاستحداثات والاعتداءات المتكررة على أراضيهم والفصل بين ما للأوقاف وما للمواطنين وفقا لمسودة الأوقاف وأحكام القضاء.
وكان المجلس استهل الجلسة باستعراض محضره السابق وأقره، وسيواصل عقد جلسات أعماله غدا الأحد بمشيئة الله تعالى.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: صنعاء مجلس النواب أعمال الحصر خلال فترة مشروع جسر على غزة
إقرأ أيضاً:
مشروع تطوير «شلالات وادي دربات».. حلم ينتظر اليقظة!
سعيد بن محمد الرواحي
في ديسمبر من عام 2010، وجّه السلطان الراحل قابوس بن سعيد - طيّب الله ثراه - بتنفيذ مشروع متكامل لتطوير «وادي دربات» بمحافظة ظفار، في خطوة تعكس رؤيته الاستراتيجية للنهوض بالسياحة البيئية والطبيعية في سلطنة عمان.
وقد شملت تلك التوجيهات الكريمة إنشاء سدّ مائي لحجز المياه، وتأهيل الشلالات لتكون أكثر جذبًا واستمرارية، إلى جانب تطوير عين «غيضت» وتجميل المنطقة المحيطة بها، وتزويد الموقع بالخدمات الأساسية، لتُصبح هذه المواقع الطبيعية في متناول الزائرين طوال العام، ليست فقط باعتبارها معلمًا طبيعيًا ساحرًا، إنما بصفتها رافدًا اقتصاديًا وسياحيًا مستدامًا.
إلا أن هذه التوجيهات، وبعد مرور أكثر من عقد من الزمن، ما زالت حبيسة الخطط الورقية، فيما لا تزال الشلالات موسمية الظهور، وأحيانًا تغيب في مواسم الخريف بسبب ضعف الأمطار وجفاف الوادي في أشهر الصيف.
لقد بات واضحًا أن استثمار الطبيعة الخلابة في محافظة ظفار يحتاج إلى إرادة تنفيذية تتناسب مع خطط الحكومة لتعزيز قطاع السياحة، خاصة في ظل التحول الذي تشهده المحافظة والجهود التي تبذل حاليا من عمليات التطوير والتحديث، والتي بدأت تجد لنفسها موقعًا متقدمًا على خارطة السياحة العربية، بل وتغدو في فصل الشتاء وجهةً لعدد متزايد من السياح الأوروبيين الباحثين عن الدفء والطبيعة.
إن «شلالات دربات» ليست مجرد تيار مائي ينساب من بين الجبال، بل تمثل لوحة طبيعية فاتنة تنبع من أعماق الصخور، وتتخلل التكوينات الجبلية في مشهد يأسر العين ويمنح الزائر شعورًا فريدًا بالهدوء والسكينة. غير أن هذا الجمال الأخّاذ يبقى رهين تقلبات الأمطار، ما يجعل الشلالات تغيب أحيانًا عن المشهد في عدد من مواسم الخريف، مخيبة آمال السياح الذين يتطلعون لرؤيتها. ولعل إنشاء شلالات صناعية دائمة الجريان، على غرار ما هو معمول به في دول رائدة سياحيًا، يُعدّ مشروعًا بالغ الأهمية لإحياء هذا المعلم، وتحويله من مشهد موسمي إلى عنصر جذب على مدار العام، لا سيما إذا أُرفق المشروع بمسارات للمشي، ومناطق استراحة، ومرافق سياحية متنوعة.
إن أغلب المعالم التي تجذب السيّاح إلى ظفار، سواء في موسم الخريف أو غيره، هي هبات ربانية، لا يد للإنسان فيها منها: الجبال الخضراء، والأمطار الموسمية، والسهول الممتدة، والشلالات، والعيون، والسواحل الممتدة، وهذا ما يُضاعف من المسؤولية الواقعة على الجهات المختصة؛ فحين يمنحك الله هذه الكنوز الطبيعية، فإن واجب الدولة أن تحسن استثمارها، وتحوّلها إلى صناعة سياحية حقيقية.
إن المطلوب اليوم هو تدخل حكومي جاد يُحدث طفرة سياحية نوعية، تجعل من محافظة ظفار وجهة جاذبة للسيّاح من المواطنين والمقيمين في داخل البلد، ومن الزوار القادمين من الخارج، ليس فقط في موسم الخريف، بل على مدار العام.
إلى جانب مشروع تطوير وادي دربات، فإن محافظة ظفار تزخر بعدد كبير من المواقع الطبيعية والتاريخية التي تنتظر استثمارًا نوعيًا يحولها إلى محطات سياحية حقيقية.
ومن أبرز المقترحات التي يتناقلها المواطنون:
- إنشاء عربات معلقة (تلفريك) تربط بين قمم الجبال ومواقع الشلالات والعيون، وتتيح مشاهد بانورامية لا تُنسى.
- إقامة مقاهٍ ومطاعم بإطلالات جبلية وبحرية، بتصاميم تتناغم مع الطابع البيئي للمكان.
-تطوير «كهف المرنيف» ومنطقة المغسيل بخدمات فندقية خفيفة ومرافق ضيافة متنقلة.
- إحياء الأسواق القديمة في صلالة لتكون وجهات ثقافية تراثية تقدم الحرف العمانية والعروض الفلكلورية، على غرار مشروع سوق الحافّة.
- تحويل شواطئ ظفار إلى وجهة للرياضات البحرية عبر برامج مستدامة تحافظ على البيئة وتستقطب محبي المغامرة.
- تنشيط السياحة العلاجية والروحية في مواقع مثل جبل سمحان ووادي هرويب، لما لها من طابع عزل طبيعي مميز.
في الختام، فإن مواسم السياحة في عُماننا الغالية لا تعرف الانقطاع، فقد أنعم الله علينا بتنوع جغرافي وبيئي ومناخي نادر على مستوى العالم.
وتُعد محافظة ظفار مثالًا حيًا لذلك، إذ تمتاز بمقومات سياحية تؤهلها لاستقبال الزوّار على مدار معظم أشهر السنة.
ومن هنا، فإن الاعتماد فقط على موسم خريف ظفار لانتعاش السياحة لا يرقى لطموحاتنا؛ بل كان الأجدر أن نعمل على إنشاء بنية سياحية مستدامة، ومرافق متكاملة، إلى جانب أنشطة ترفيهية متنوعة، تضمن جذب السياح طوال العام.