الرسالة الوطنية للسبلة العُمانية.. مجلس الخنجي أنموذجًا
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
محمد بن عيسى البلوشي
لم تستغنِ مجتمعاتنا الخليجية عن دور "السبلة" أو كما يطلق عليها "المجلس" في تنوير أبناء المجتمع بالقضايا والمواضيع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والصحية والتعليمية والتنموية وحتى السياسية وجميع المجالات التي تمس حياه الإنسان، وهي واحدة من همزات الوصل بين الحكومة والمجتمع، إلى جانب دورها في تعزيز التواصل والتآلف بين أبناء المجتمع.
وفي بلادنا كانت السبلة العُمانية ومازالت واحدة من المدارس التي يتعلم فيها الأبناء السمت العُماني، من استقبال وإكرام الضيف، إلى جانب احترام الكبير وتوقير الصغير، وتبادل الأحاديث والاستماع إلى الآراء والأفكار المجتمعية المطروحة في المواضيع ذات الاهتمام.. ولربما أذهب بعيدا إلى أن المجالس العُمانية كانت كجامعات يلتقي فيها الاقتصاديون والتجار وأصحاب الفكر والرأي والعلم والدراية والمشورة وغيرها من العلوم الإنسانية.
وأجد مجلس الخنجي الذي أسسه المغفور له الشيخ محمد بن عبدالله بن أحمد الخنجي عام 1920 للميلاد، واحدًا من أعرق المجالس العُمانية التي استطاعت أن تواصل مسيرتها إلى هذا اليوم بفضل أحفاده خليل بن عبدالله وإخوته وأبنائهم، وهو نموذج للدور الإيجابي الذي تأسس عليه ويقوم به. فحضور المجلس من الاقتصاديين والتجار والمثقفين والكتاب والأدباء والعاملين في الحقل التعليمي والثقافي والاجتماعي والصحي وغيرها من المجالات، يثرون بمعرفتهم الجلسات الحوارية والنقاشية، وأيضاً يقترب الحضور من نبض المجتمع والعالم في المواضيع المطروحة.
ووجود مجلس أو سبلة على مستوى محافظات سلطنة عُمان الإحدى عشرة، باسم "سبلة/ مجلس المحافظ" وتعقد كل أسبوعين في ولاية بحضور أبناء المجتمع وبشكل دائم، يستمع خلاله المحافظون إلى أبناء الوطن في جميع المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والصناعية والثقافية والتنموية والسياحية والاجتماعية والرياضية والصحية والتعليمية ومواضيع المرأة والطفل وغيرها من المجالات والقطاعات التي تهم المجتمع وتخدم العملية التطويرية في الولاية وتحسن من الخدمات المقدمة، كل ذلك سوف يُوجِدُ تطورًا ملحوظًا في أدوار السبلة العُمانية، وأيضا ستسهم في إثراء المعرفة حول الأدوار والجهود الوطنية المبذولة في جميع المجالات والقطاعات والمسارات.
لا شك أنَّ إعادة النظر إلى الأدوار المتجددة التي يمكن للسبلة العُمانية أن تقوم بها، وتسخيرها لخدمة التنمية الوطنية ورفع درجة الوعي المجتمعي للمواضيع ذات الاهتمام المشترك، وتوظيفها كواحدة من الأدوات العصرية الفاعلة للوصول إلى المجتمع بشكل مباشر والتواصل معه والتفاعل مع الموضوعات المطروحة، أمر محمود سيلقي بظلالة الخيرة على الوطن والمواطن، وهذا ما نلمسه في المجالس التي لا زالت تحافظ على أصالتها ورسالتها الهادفة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أفريقية النواب: مصر حريصة على تحقيق التهدئة بمنطقة البحيرات العظمى
أكد الدكتور محمد سليم وكيل لجنة الشئون الافريقية بمجلس النواب أن مصر فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى تعطى أكبر اهتمام لمتابعة ورصد جميع القضايا والملفات التى تهم الدول الأفريقية لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام على مستوى دول القارة السمراء.
وقال " سليم " فى بيان له أصدره اليوم : إن أكبر دليل على ذلك القضايا المهمة التى استعرضها الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، خلال الاتصال الهاتفي مع أوليفييه ندوهونجيرهى، وزير الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية رواندا
مثمناً حرص الوزيرين على مناقشة مستجدات الأوضاع الإقليمية والتحديات التي تواجه القارة الافريقية وتأكيد الوزير عبد العاطي، على أهمية تحقيق التهدئة في منطقة البحيرات العظمى بما يسهم في استعادة الهدوء والاستقرار بالإقليم إضافة إلى تأكيده الواضح على دعم مصر الكامل للجهود الرامية إلى تحقيق الامن والاستقرار ودفع عجلة التنمية لشعوب المنطقة.
وأكد الدكتور محمد سليم أن مصر أصبح لها دورها التاريخى والفاعل تجاه جميع القضايا الأفريقية مشيراً الى النجاحات الكبيرة التى حققتها مصر فى كل ما يتعلق من ملفات خاصة بدعم التعاون فيما بين مصر ومختلف الدول الأفريقية فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاستثماريّة والصناعية والزراعية وغيرها
وكان الوزير عبد العاطي قد أكد خلال اتصاله مع نظيره الرواندي على العلاقات الوثيقة التي تربط مصر بجمهورية رواندا والاهتمام الذي توليه مصر لتعزيز مسارات التعاون الثنائى فى المجالات المختلفة، والتطلع للارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية.
وشدد وزير الخارجية على الحرص على البناء على ما تحقق من تعاون مثمر في مختلف المجالات لاسيما المجالات الاقتصادية والتجارية، بما يخدم مصالح البلدين ويدعم جهود التنمية والاستقرار في القارة الإفريقية.