تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يُعتبر التعامل مع المواقف الصعبة التي تنشأ بين الأشخاص المقربين أمرًا معقدًا، خاصة عند محاولة مواجهة سلوكيات مزعجة. في مثل هذه الحالات، يلجأ البعض إلى أسلوب “المعاملة الصامتة” كوسيلة للتعبير عن الانزعاج أو تجنب الخلافات، لكن السؤال يبقى: هل يؤدي هذا الأسلوب إلى نتائج إيجابية أم أنه يضر بالعلاقات وتبرز “البوابة نيوز” كل ماتريد معرفته عن الصمت العقابي وفقا لموقع livescience.
فالمعاملة الصامتة قد تحقق تأثيرًا مؤقتًا في لفت الانتباه، لكنها ليست وسيلة فعالة لبناء علاقات صحية ومستدامة. التواصل المباشر والصريح هو الأسلوب الأمثل لمعالجة الخلافات، مع الحرص على التوازن بين التعبير عن المشاعر واحترام الطرف الآخر.
ما هو العلاج بالصمت؟
المعاملة الصامتة تعني التوقف عن التفاعل مع الشخص الآخر أو تقليل الحديث معه إلى أدنى حد، بهدف التعبير عن الغضب أو الانزعاج دون مواجهة مباشرة. وتشمل هذه الطريقة:
• الردود القصيرة أو الغائبة.
• الانعزال عن التفاعل.
• رفض الاعتراف بالطرف الآخر أو تجاهله.
هل ينجح العلاج بالصمت؟
تختلف الإجابة بحسب الهدف المرجو من استخدام هذا الأسلوب:
1. إذا كان الهدف لفت الانتباه:
وفقًا للخبير بول شرودت، فإن المعاملة الصامتة غالبًا ما تلفت انتباه الشخص الآخر إلى وجود مشكلة. قد يُدرك الطرف الآخر أن هناك سببًا للانزعاج ويحاول اكتشاف الخطأ.
2. إذا كان الهدف تحسين العلاقة:
• النتائج السلبية: أكدت كريستين ريتينور، خبيرة التواصل الأسري، أن العلاج بالصمت غالبًا ما يؤدي إلى خيبة الأمل بدلاً من إيجاد الحلول. يشعر الطرف الآخر بالارتباك والضيق، مما يزيد من تعقيد المشكلات القائمة.
• العواقب الطويلة الأمد: يؤدي تكرار استخدام هذا الأسلوب إلى أضرار نفسية، وقد يقلل من احترام الذات والثقة بين الأطراف.
التأثيرات السلبية للعلاج بالصمت:
1. على العلاقات الأسرية:
دراسة أجرتها ريتينور عام 2017 أظهرت أن الأبناء الذين اتبعوا هذا الأسلوب مع آبائهم شعروا بانخفاض في احترامهم لذاتهم ورضاهم عن العلاقة.
2. على العلاقات العاطفية:
الشركاء الذين يعتمدون على المعاملة الصامتة يظهرون انخفاضًا في التزامهم بالعلاقة. استخدام هذا الأسلوب يزيد من مشاعر السلبية والانسحاب.
كيف يمكن التعامل مع المشكلات بشكل صحي؟
بدلًا من استخدام أسلوب الصمت، يمكن اعتماد طرق أكثر فعالية لإدارة الخلافات:
1. التواصل الصريح:
مواجهة المشكلات بصراحة ووضوح يساعد على تقوية العلاقة.
• تجنب السلوكيات السلبية مثل الاحتجاج أو الصراخ.
• التعاون على إيجاد حلول مناسبة.
• تقبّل الخلافات كجزء طبيعي من العلاقات.
2. التعامل مع الخلافات بعقلانية:
إذا كان الموقف عاطفيًّا بشدة، يُفضل أخذ وقت للتهدئة قبل مناقشة المشكلة.
• استخدام عبارات مثل:
• “أحتاج إلى وقت للتفكير في هذا الأمر.”
• “لست مستعدًا للتحدث الآن، دعني أهدأ أولاً.”
ما الفرق بين الصمت الصحي وغير الصحي؟
• الصمت الصحي:
يُستخدم لإعادة التفكير بالمشكلة وتهدئة العواطف، مع التواصل المسبق بأن الصمت مؤقت ومقصود للهدوء.
• الصمت غير الصحي:
يكون الهدف منه العقاب أو التلاعب بالطرف الآخر دون إيجاد حلول للمشكلة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الصمت العقابي هذا الأسلوب
إقرأ أيضاً:
مواقع منسية في قلب المدينة.. فرص تنتظر الإحياء
أنور الخنجري
alkhanjarianwar@gmail.com
رغم محدودية المساحات في مدينتنا العريقة مطرح، إلّا أنَّ الواقع يكشف عن عدد كبير من المواقع غير المستغلة التي تمثل طاقة حضرية مُعطلة. من مبانٍ مهجورة إلى مرافق عامة مغلقة أو ساحات بلا وظيفة، تنتشر جميعها في قلب المدينة وواجهتها البحرية، دون رؤية واضحة لاستثمارها.
ومن أبرز هذه المواقع مثلًا المدارس المغلقة التي تحولت إلى كتل إسمنتية صامتة في أحياء مكتظة بالعمالة الوافدة، بينما يمكن أن تتحول إلى مراكز تأهيل مجتمعي أو مراكز تدريب مهني أو غيرها من المشاريع الحيوية، بدلا من بقائها هكذا عرضة للاستغلال غير الأخلاقي. هناك كذلك مبنى موقف السيارات في الشجيعية، الذي شبع مداولة ونقاشًا، ومازال يشغل مساحة استراتيجية دون أن يؤدي دوره الحيوي الذي أنشئ من أجله، ألم يحن الوقت الآن لاستغلاله بعد أكثر من خمسة عشر عامًا من المداولات القانونية بين أطراف ينقصها التخطيط والتنسيق السليم؟
وفي السياق ذاته، يقف مبنى سوق الأسماك بتصميمه الرائع، بإطلالته البانورامية على كورنيش مطرح كمثال آخر على مرفق حيوي لم يحظَ بالاستغلال الأمثل، خاصة الجزء العلوي منه الذي بقي مُغلقًا منذ إنشاء السوق قبل أكثر من ثمان سنوات مضت، رغم موقعه وقيمته الاقتصادية المُهمة.
أما حديقة ريام، ذات الإطلالة والطابع الطبيعي المميز، فحدِّث ولا حرج، هي الأخرى تعاني من إهمال طويل رغم ما قيل عنها أنها قابلة للتحول إلى وجهة بيئية وسياحية مفضلة. ولا يغيب عن المشهد كذلك مجسم المجمر بالجوار، وهو بمثابة رمز المدينة والمشرف على جمالياتها الجبلية والبحرية، لكنه لم يعد يحمل أي دلالة معنوية أو رمزية بعد أن أصيب هو الآخر بعدوى الإهمال والنسيان.
هناك أيضًا متحف بيت البرندة، المبنى التاريخي الذي فقد دوره الثقافي في ظل غياب مشروع فني يُعيد له مكانته ومعناه. أما في الطرف الآخر من المدينة فيمتد مرفأ عينت وما يحيط به من مساحات شاسعة من الفراغ العمراني، هو أيضا يعتبر فرصة ضائعة لإنشاء مرافق سياحية بحرية أو خدمات مجتمعية مفيدة. إن ما ذكر أعلاه ليس سوى بعض النماذج الحية لمواقع ومرافق كان يمكن أن تكون مصدر فخر ومنفعة، لكنها تحولت إلى شواهد صامتة على غياب التخطيط وسوء التنسيق.
الملفت أن هذه المواقع- رغم تباين حالاتها- تشترك في غياب الرؤية والتخطيط الفاعل، فبعضها يواجه تعقيدات قانونية، وبعضها الآخر يعاني من الإهمال المزمن أو غياب التمويل. لكن الأهم، أن غياب التنسيق بين الجهات المعنية يجعل من استغلال هذه المساحات مشروعًا مؤجلًا إلى أجل غير مسمى.
إنَّ تطوير هذه المواقع ليس ترفًا؛ بل ضرورة حضرية واقتصادية، وإعادة توظيفها يعزز من كفاءة المدينة، ويوفر خدمات وفرصًا جديدة للمواطنين، ويُعيد الحياة إلى أماكن أصبحت عبئًا بصريًا ونفسيًا على سكانها.
في الختام.. نحن بحاجة إلى خارطة حضرية شاملة، تُعيد تقييم هذه المواقع والمساحات، وتطلق مبادرات تشاركية بين البلديات والمجتمع المحلي والقطاع الخاص؛ فكُل فراغ غير مستغل، هو فرصة تنتظر من يراها. نأمل أن يُنظر إلى هذه المواقع بعين التخطيط لا الإهمال، وبعين المشاركة لا الاحتكار. فكل زاوية غير مستغلة هي فرصة مهدورة، وكل مبنى مغلق هو تاريخ وثروة تنتظر من يعيد إليها النبض. ونحن- كمواطنين نعيش هذه المدينة يومًا بيوم- لا نطلب المعجزات؛ بل نطالب فقط بتفعيل الإمكانيات الموجودة، وإعادة الحياة إلى الأماكن المنسية.