التراث الأندلسي بين درويش ولوركا.. حوار مع المستعرب والأكاديمي الإسباني بويرتا فليشيت
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
في هذا الحوار الذي يستحق وقتك، يأخذنا المستعرب والأكاديمي الإسباني خوسيه ميغيل بويرتا فليشيت في رحلة استكشاف معرفي عبر دهاليز التاريخ والفن والأدب في الأندلس. يكشف بويرتا عن تجربته الشخصية الفريدة في اكتشاف اللغة العربية، التي بدأت من زيارة عابرة لقصر الحمراء لتتحول إلى شغف عميق بالثقافة العربية والإسلامية.
يقول بويرتا: "أنا اكتشفت وجود اللغة العربية في آخر سنة من تخرجي في غرناطة… عندما زرت الحمراء مع أستاذي في الجامعة وبدأ يقرأ في الجدران، فوجئت وسألته: ما هذا الذي تقرؤه منقوشا على الجدران؟ قال لي إن هذا كله مكتوب باللغة العربية وكانت صدمة كبيرة بالنسبة لي".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2طنجة.. صعود وهبوط الفن السابع في المغربlist 2 of 2ناشرون في المهجر: هذا دورنا في نشر الثقافة العربية بأوروباend of listولد بويرتا فليشيت عام 1959 في قرية دوركل الواقعة جنوب غرناطة. تدرج في سلم المعرفة حتى نال شهادة الدكتوراه في اللغة العربية من جامعة غرناطة عام 1995 عن رسالته "مفاهيم الفن والجمال والإدراك البصري في الفكر الأندلسي"، ليصبح فيما بعد أستاذاً لتاريخ الفن في الجامعة ذاتها وعضواً في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة بغرناطة.
بويرتا، المسكون بعشق الثقافة العربية وفنونها، برز كأحد أهم المتخصصين في تاريخ الفن الإسلامي والأندلسي وعلم الجمال عند العرب. أثرى المكتبة العلمية بمؤلفات قيّمة تتناول جواهر التراث الأندلسي، لا سيما قصر الحمراء الذي سحره مبكراً. كما ساهم في إنجاز موسوعة "مكتبة الأندلس" الضخمة، التي جمعت جهود 150 باحثاً مستعرباً. لم يقتصر إبداعه على التأليف، بل امتد ليشمل الترجمة، حيث نقل أعمالاً أدبية وفكرية بين العربية والإسبانية، مد بذلك جسوراً ثقافية بين الضفتين. جهوده الدؤوبة في تقريب الثقافة العربية الإسلامية لقراء الإسبانية أكسبته تكريماً دولياً، إذ منحته بلدية بوينس آيرس وسام "ضيف شرف" عام 2017
وفي هذا الحوار الشائق، يستعرض بويرتا الجماليات الفريدة للفن الإسلامي والعربي، مسلطا الضوء على التداخل الرائع بين العمارة والشعر في قصر الحمراء. يصف القصر قائلا: "تحولت العمارة إلى ديوان شعري. فهي مزيج بين العمارة والشعر، وحوار بين القصيدة المنقوشة التي وصلت إلى 100 قصيدة منقوشة في الجدران نفسها".
كما يتناول اللقاء قضايا تتعلق بالتبادل الثقافي بين العالم العربي وإسبانيا، مستعرضا جهود الترجمة والتثاقف بين الأدبين العربي والإسباني، ويسلط الضوء على العلاقة بين الشاعرين محمود درويش ولوركا، ويفتح نافذة فريدة على عالم غني بالتفاصيل الثقافية والتاريخية، ويدعو القارئ للغوص في أعماق التراث الأندلسي وتأثيراته الممتدة حتى يومنا هذا، فإلى الحوار المطول متضمنا 3 أجزاء من مقاطع الفيديو:
الجزء الأول من الحوار بالفيديو: اكتشاف اللغة العربية وجماليات الفكر الأندلسي (1-3)يتناول الجزء الأول من الحوار مع المستعرب والأكاديمي الإسباني "بويرتا فليشيت" تجربته الفريدة لاكتشاف اللغة العربية في غرناطة، حيث تبدأ القصة من زيارة لقصر الحمراء، ثم تتطور لتشمل دراسة علم الجمال والفكر العربي. ويتحدث عن دور العمارة في التعبير الفني والأدبي، ويسلط الضوء على العلاقة بين العمارة والشعر، مستعرضا كيف تعكس كتابات قصر الحمراء عمق الفكر والجماليات في التراث العربي، مرورا بالفلاسفة العرب والمفكرين وتأثيرهم على الجماليات الأندلسية.
نبدأ من غرناطة وتجربتك الشخصية مع اللغة العربية، كيف اكتشفت اللغة العربية؟
أنا اكتشفت وجود اللغة العربية في آخر سنة من تخرجي في غرناطة. أنا من مواليد غرناطة وبالإضافة إلى ذلك درست تاريخ الفن في كلية الآداب في كلية غرناطة. ولكن حتى آخر عام لي في الجامعة، لم أكن أعرف أن اللغة العربية كانت موجودة.
فعندما زرت الحمراء مع أستاذي في الجامعة وبدأ يقرأ في الجدران، فوجئت وسألته: ما هذا الذي تقرؤه في العمارة؟ قال لي إن هذا كله مكتوب باللغة العربية وكانت صدمة كبيرة بالنسبة لي.
وبعد الخدمة العسكرية بدأت أتعلم وأدرس اللغة العربية هنا وهناك. وفي نهاية المطاف تعلمت اللغة العربية للأسف عصاميا من دون متابعة أو دروس منظمة. وكتبت رسالة الدكتوراه في قسم اللغة العربية واستغرقت 10 سنوات لإنجاز الأطروحة، لأني كنت أعمل في الوقت نفسه في مكتبة.
وفي هذه الأطروحة راجعت وحللت وتعمقت في علم الجمال عند العرب، من الجاهلية حتى ابن خلدون مرورا بالقرآن الكريم والتوحيدي وإخوان الصفا وابن رشد وكل الفلاسفة والمفكرين والأدباء. وهذا بالطبع سمح لي بالاطلاع يوميا، وعن طريق القراءة تطورت إمكانياتي باللغة العربية.
وبعد ذلك بفترة انضممت إلى قسم اللغة العربية في وكالة الأنباء الإسبانية، وعملت مترجما من الإسبانية للعربية مع مصححين من العرب، وهذه التجربة كانت كبيرة ومكثفة وتقريبا مكنتني من الكتابة باللغة العربية حتى.
عن الفنون والآداب وعلم الجمال في الفكر الأندلسي.. هل يمكنك أن تعطينا ملامح عن رسالتكم؟ملامح الموضوع واسعة طبعا. لكن من ناحية أخرى، لدينا في الأندلس من كبار الفلاسفة العرب الذين كانوا يفكرون باللغة العربية والمفاهيم العربية مثل ابن باجه وابن طفيل وابن رشد وابن السيد البطليوسي وابن عربي المتصوف الكبير.
ولدينا في الفكر الأندلسي نماذج تقريبا من أهم التيارات أو المذاهب الجمالية عند العرب، بدءا من المذاهب العقلانية المتمثلة في ابن رشد مثلا إلى المذاهب الأفلاطونية المخلصة مثل ابن باجه وابن طفيل وكذلك التصوف. ودائما كان هؤلاء على علاقة بكبار المفكرين العرب في المشرق، مثل الفارابي وابن سينا وإخوان الصفا وأبي حيان التوحيدي وغيرهم.
وأنا درست في كل هذه النصوص بالإضافة أيضا إلى كتب الأدب، مثل "ديوان الصبابة"، وكتب أخرى حتى "ألف ليلة وليلة" وكذلك كتب للأندلسيين مثل ابن الخطيب وابن حزم وكتابه "طوق الحمامة".
استنتجت أن العرب عندهم مفاهيم متنوعة وأحيانا متضاربة في وصف الجمال الطبيعي وجمال الإنسان وكذلك جمال الفن، بالإضافة إلى ذلك هذا مهم لأنهم طوروا علوم النفس والإدراك الحسي والإدراك العقلاني والخيال. وكما قلت سابقا تتنوع الاتجاهات من العقلانية التي تعتمد أكثر على الإدراك الحسي وعلى الإلهام والتأمل الروحاني عند المتصوفين مثلا. هذا كله متمثل في الفكر العربي بشكل عام والفكر الأندلسي كجزء أساسي مهم من الفكر العربي العام.
تحدثت عن الفلسفة والأدب ولم تتحدث عن العمارة. والعمارة لها علاقة مباشرة بالأدب لأن قصر الحمراء أشبه أن يكون قصرا من الكلمات
هو كذلك بالفعل، وأول دراسة لي كتبتها باللغة الإسبانية وكتبتها مرة أخرى باللغة العربية بعنوان "البنية الطوباوية لقصور الحمراء". والمثير أنه من ناحية أن الخط العربي والكتابة كما تعرفون هو فن أساسي في كل الفنون، أما في العمارة فالخط والنقوش موجودان في كل العمارة على مدى الأراضي والأقطار العربية والإسلامية.
لكن ظاهرة الحمراء حالة مميزة وفريدة في نوعها، لأن كل الجدران منقوشة بكتابات للسلطان وهذا طبيعي وكتابات قرآنية وهذا طبيعي، ولكن العمارة تحولت إلى ديوان شعري. فهي مزيج بين العمارة والشعر، حوار بين القصيدة المنقوشة التي وصلت إلى 100 قصيدة منقوشة في الجدران نفسها، حوالي 30 قصيدة أو مقطعا من قصائد، وتضفي القصائد على العمارة صفة المتكلم وغالبا المتكلمة.
وفي الوقت نفسه فإن الأشعار تجعل "قصر الحمراء" في حوار بين الشعر والحدائق والماء والكون. لهذا إذا ما قرأنا الأشعار المنقوشة لن نفهم أبدا "قصر الحمراء" وتحليل القصائد باندماج بتحليل العمارة، هذه حقيقة تجربة مفيدة ودائما أعود إلى تلك التجربة، وأنا الآن في صدد كتابة كتاب عن القصائد المنقوشة في قصر الحمراء مع الصور والرسوم لتبيان ما كان يسميه السينمائي التونسي "الناصر خمير" حين وصف الحمراء بأنها قصر الشعر الوحيد في العالم، وهو توصيف صحيح وصائب تماما.
الجزء الثاني من الحوار بالفيديو تداخل الثقافات: العمارة والشعر والأدب في الأندلس بين الروايتين (2-3)في الجزء الثاني من الحوار، يتناول بويرتا كيف انقسم التاريخ الأندلسي بين رواية العرب ورواية التاريخ الوطني الإسباني الحديث. ويستعرض تأثير هذا الانقسام على الفهم المعاصر للعمارة والشعر والفلسفة، وكيف يتلقى كل من العرب والأوروبيين تجربة زيارة "قصر الحمراء" بشكل مختلف. كما يناقش الكتاب الذي يتناول "شعرية الماء في الإسلام" وكيف يبرز الجماليات الفريدة المرتبطة بالماء في الفن الإسلامي.
برأيك، التاريخ الأندلسي تاريخ العمارة والشعر والأدب والفلسفة.. كيف انقسم كل هذا بين روايتين؟.. رواية العرب ورواية التاريخ الوطني الإسباني الحديث (الرواية الأوروبية).. كيف نجد هذا التراث بين الضفتين؟
بصفتي مستعربا وأدرّس "قصر الحمراء" كل عام للكثير من الطلاب.. أغلبيتهم إسبان وأوروبيون ولكن عندي أيضا طلاب عرب. وقام كثير من العرب بزيارات لـ"قصر الحمراء". ولكن هناك فارق مهم وهو أن الأوروبيين أو غير العرب عندما يزورون الحمراء حقيقة، هم لم يشاهدوا حقيقة "الحمراء" بحد ذاتها كما هي تصميما ومعنى وجمالا.
بالنسبة لهم كل الجدران هي مجرد زخارف.. زخارف جذابة وحدائق، يعتبرونه شيئا غرائبيا جذابا وغالبية الناس لا يعرفون أن هناك كلمات عليه، فهم يحبون "الحمراء" وينجذبون إليها كمجرد ديكور مثير لا يوجد فيه روح ولا ثقافة ولا عمق فكري وفلسفي وديني وحضاري بشكل عام
لأنه بالنسبة لهم كل الجدران هي مجرد زخارف.. زخارف جذابة وحدائق، يعتبرونه شيئا غرائبيا جذابا وغالبية الناس لا يعرفون أن هناك كلمات عليه، فهم يحبون "الحمراء" وينجذبون إليها كمجرد ديكور مثير لا يوجد فيه روح ولا ثقافة ولا عمق فكري وفلسفي وديني وحضاري بشكل عام. لذلك فالدراسة صعبة حتى بالنسبة للعرب لأنه فكرتهم تكون سطحية عنه.
ولكن هناك فرق، فالعرب متعودون على الخط العربي والنقوش ولكن لم يستطيعوا قراءة كل شي لأنه صعب لوجود تشويش (بسبب قدم العمارة التاريخية) والقصائد صعبة القراءة. لكنهم يشعرون أن هذا ينتمي لهم. فهم معتادون على تلك اللغة.
فاللغة الفنية الإسلامية والعربية مختلفة عن اللغات الفنية الأوروبية وبالإضافة الى ذلك يوجد هناك الكثير من الآراء السطحية وحتى المجحفة تجاه الفن الإسلامي والعربي. يعتقدون أن الفن العربي فقط جذاب غرائبي جميل مثير، ويشعرون أن له علاقة بالمتع الحسية ولكن البعد الثقافي كالأدب وكيف أن الشعراء الذين ألفوا القصائد المنقوشة في "الحمراء" هم من كبار المفكرين والعلماء، مثل ابن الخطيب وعلاقة هذا كله بعلم النجوم وعلم العمارة العربية وعلم الحدائق والبساتين.
هذا البعد الحضاري المتكامل الرقيق والدقيق جدا، يحتاج للإدراك ولا يمكن فهمه إلا بعد التعمق والبحث ليلم المشاهد بهذه العناصر الكثيرة التي تشكل هذا الفن وتجعله فنا مميزا وفنا غنيا جدا نحو أبعاد اجتماعية وتاريخية.
هذا الاندماج بين الخط والتصوير ممثل في قصر الحمراء
لذلك هناك فجوة كبيرة بين الرؤية الأوروبية والتي تفكر بأن العرب يرسمون الخط العربي لأن التصوير محرم عليهم وعندما يزورون قصر (بهو) السباع يرون تماثيل ونصوصا شعرية تحكي عن التماثيل وهذا الاندماج/الازدواج بين الخط والتصوير ممثل في قصر الحمراء.
وهذا موجود في كل تاريخ الفن الإسلامي.. فلدينا بالأندلس تماثيل لغزلان وعندهم مخطوطات. فيها اندماج وحوار وتلاق جميل بين الخط العربي والتصوير. ضمن الفن العربي والإسلامي نفسه وهذا متمثل بالحمراء. فهناك الكثير من التفاصيل مثل جماليات المرايا، مثلا وصف البرك كالمرايا والعمارة كعروس ترى نفسها معكوسة على سطح الماء وتجد نفسها جميلة وفي حالة الازدهار.
لك بالفعل كتاب عن "شعرية الماء في الإسلام".. حدثنا عنه؟
كتبت كتابا طلب مني في شمال إسبانيا.. فهم غير معتادين عن مثل هذه الجماليات. في غاليسيا، إحدى الأساتذة المرموقين والمتخصصة في فن القرون الوسطى المسيحية والأوروبية قالت لي إنهم كانوا يتباحثون دائما في ذلك عندما يشاهدون قصر الحمراء. واقترحت على أن أكتب في هذا الموضوع (شعرية الماء في الإسلام).
كتبت عن علاقة الماء بالفن والشعر منذ الجاهلية ومرورا بالقرآن وكذلك عند بعض الفلاسفة والتصوف وكذلك في المخطوطات وطريقة تمثيل الماء بصريا. بالإضافة الى ذلك بناء فراديس (جمع فردوس) وجنان وحدائق يمتزج فيها الماء والخط والشعر
كانت من هنا الفكرة وتعمقت فيها وكتبت عن علاقة الماء بالفن والشعر منذ الجاهلية ومرورا بالقرآن وكذلك عند بعض الفلاسفة والتصوف وكذلك في المخطوطات وطريقة تمثيل الماء بصريا. بالإضافة الى ذلك بناء فراديس (جمع فردوس) وجنان وحدائق يمتزج فيها الماء والخط والشعر وتوصلت إلى فكرة أن مما قدمه الأندلسيون هو هذه الطريقة لبناء الحدائق، وتفننوا فعلا بطريقة مذهلة حتى كتبوا في كل فترة بالأندلس الطريقة العلمية لطريقة وديكور بناء الحدائق بطريقة منتجة وبفكرة بناء مكان مثالي.
تثاقف عربي إسباني (3-3) في الجزء الثالث من الحوار، يستعرض بويرتا جهود الترجمة والتثاقف بين الأدب العربي والإسباني، وكيف يُنظر إلى الأعمال الأدبية من الجانبين. ويتناول أيضًا دوره في الترجمة لكتّاب مثل غادة السمان وأدونيس ولوركا وأثر ذلك في تعزيز التبادل الثقافي. وكيف يُقرأ الأدب العربي في إسبانيا وكيف يستقبل العرب الأدب الإسباني، بالإضافة إلى التأثير العميق لشخصيات مثل لوركا على الأدب العربي، خصوصًا في سياق القضية الفلسطينية.
ترجمت عددا من الأعمال العربية المهمة والروايات مثل روايات "غادة السمان" و"أدونيس" وأعمالا شعرية وترجمت أيضا نقوشا وعرفت القارئ الإسباني على أسماء عربية وعرفت العرب على أسماء إسبانية.. كيف ترى هذا التثاقف العربي الإسباني؟ وكيف يقرأ الإسبان الأدب العربي وكيف يقرأ العرب الأدب الإسباني أيضا؟
الحمد لله عندنا بعض الأجيال بإسبانيا من كبار المعمرين والشباب يهتمون بالأدب العربي المعاصر. وأنا من هذه الناحية، سابقا وحتى الآن، يفهمون تاريخ الإسلام وتاريخ الفن العربي كأنه انتهى بعد سقوط الأندلس، ويتجاهلون في مجال تاريخ الفن الخلافة. وبما أني لدي علاقات مع كتاب وفنانين عرب أحياء وناشطين، أدخلت هذا في الجامعة الإسبانية، وهذا لم يكن موجودا قط، تعليم الفن العربي المعاصر مع صور وأسماء وتجارب الفنانين العرب الأحياء ونفس الشيء الأدب العربي. ولكن مساهماتي متواضعة مقارنة بزملاء آخرين، لأنهم كانوا متخصصين فقط لترجمة الأدب.
على كل حال لقد ترجمت لـ"غادة السمان" لأن كتابتها لم تكن ترجمت للإسبانية، وهي طلبت مني الترجمة لها. وكتبت دراسة لها "بيروت 75″ و"القمر المربع" وهي أيضا بنفس الوقت لها علاقة بالفن والسريالية والصوفية.
وكان تحديا بالنسبة لي أن أترجم الصوفية السريالية، لأن في إسبانيا وفي أوساط الأكاديميين المتخصصين في تاريخ الفن عموما، يعرفون كيف أن العرب الأحياء الممثلين لنا يفهمون الفن ولهذا السبب دائما أبحث عن نصوص مكتوبة باللغة العربية عن الفن.
أما "أدونيس" فهو كاتب معروف وهناك الكثير من ترجمات شعره وكتب أخرى لنقد الأدب العربي. وأنا ترجمت له "الصوفية السريالية"، وهو كتاب استغرقت 3 سنوات لترجمته، لا سيما لترجمة النصوص الصوفية المتضمنة في الكتاب وترجمته باللغة الحديثة والرؤية الحديثة قدر الإمكان.
وكذلك ترجمت مثلا لـ"سعد الله ونوس" فقد كتب عن "عاصم الباشا" وهو نحات سوري معروف وهو الأديب "سعد الله ونوس" كتب رؤيته عن النحت. وبعض النصوص الأخرى مثلا "شاكر حسن السعيد" وكان فنانا عراقيا تجريديا مهما، وعنده إنتاج هائل عن الفن.
عرّفت أيضا أسماء إسبانية مهمة أبرزهم "لوركا" للغة العربية
هذه كانت مساهمات بسيطة، لأنني كنت طوال فترة أكتب لصديق لي وهو "صلاح النيازي" وزوجته "سميرة المانع" وكانا ينشران في مجلة "الاغتراب الأدبي" في لندن وأنا ترجمت لهما بعض النصوص لـ"لوركا".
وترجمت لـ"لوركا" بشكل خاص، ما نشره له "جمال الغيطاني" في جريدة أخبار الأدب عام 1998، ووقتها كان وقت مئوية ولادة لوركا. وترجمت له أول نص كتبه في الـ19 من العمر بعنوان "تعليقات حول عمر الخيام".
ولقد أعطيت محاضرات بعلاقة لوركا المميزة بالثقافة العربية، وعن علاقة لوركا بما كان يسميه بـ"الشعر الشرقي" و"المخيال الشرقي" أو أحيانا "المخيال العربي".
حتى الإسبان عندما يسمعون هذا الكلام وأقدم دلائل ونصوص وصورا لذلك يستغربون لأنهم غير مطلعين على هذا الجانب.
وهذا الموضوع نادرا ما نجد فيه مقالات جدية ولكني لاحظت أن "لوركا" كان مهتما بهذا الموضوع بطريقة جدية ويسرد المصادر عندما يكتب. ومنذ شبابه وحتى آخر أيامه، وقد اغتيل شابا للأسف. وحتى آخر ديوان له "غزل وقصائد" وبهذا العنوان العربي، كان كله مستوحى من الشعر العربي وهذا نشر بعد اغتياله.
في البداية، كتب عن عمر الخيام ويذكر الفردوسي والحافظ والصياد وبعد ذلك كتب عما يسمى بـ"جمالية التصغير عند الغرناطيين" وكتب مقالة طويلة وطور هذه النظرية عن جمالية التصغير الذي اختص به الغرناطيون وهذا انطلاقا من الأندلس وقصور الحمراء، إلى آخره.
وبعد ذلك كتب عن "غناء الفلامنغو" وقارن قصائد وكلمات أغاني الفلامنغو بالشعر العربي والفارسي وكان مقتنعا بهذا الشيء، وكان يشعر أنه ينتمي إلى هذا الفضاء الجمالي وليس الفضاء الأوروبي.
وفي رسومه ومقابلاته كان دائما يعتز بهذا رغم الظروف الصعبة عليه. وهذا لأنه ليس كل الإسبان حتى الآن وآنذاك كانوا يعتزون بالإسلام والعروبة. أما بالثقافة الأدبية الإسبانية، وجد تيار يعتز بالعروبة و"لوركا" كان من أكبر المعتزين بالعروبة وهو نموذج للأمثال الجمالية والوجودية لأنه دائما لديه بعد وجودي عندما يكتب.
لوركا كان له مكانة خاصة عند الفلسطينيين بشكل خاص.. فما السر في ذلك؟
نعم بالطبع، فقد كتب محمود درويش "خمسون عاما بلا لوركا"، وجاء لغرناطة خصيصا عام 1992 من باريس إلى غرناطة، لكتابة "أحد عشر كوكبًا" للمشهد الأندلسي ويذكر الأندلس ولوركا.
أنا في محاضراتي تحدثت عن هذا الموضوع ولدي محاضرة حول محمود درويش ولوركا.
يعني في موازاة واضحة بين الاثنين، وهناك فروق أيضا ومثلا رموز مثل "ابن زيدوت" والأجواء الطبيعية وهذا الحنين عند محمود درويش لـ"لوركا"، فقد كان درويش مهوسا بـ"لوركا".
قصيدة "أحد عشر كوكبا" عن أواخر المشهد الأندلسي لمحمود درويش كتبها في الذكرى الـ500 لسقوط غرناطة، وكانت فيها رمزية كبيرة تجاه القضية الفلسطينية وكأنه كان يستحضر فلسطين أخرى وكان بها رسائل سياسية حتى ذكر فيها "ياسر عرفات".. حدثنا عن ذلك.كتبت عن هذا الموضوع وتعرفت على رضوى عاشور وزوجها وابنها وأيضا "كمال بلاطة" تعاونت معه وهو مقدسي وكان يتعاون مع صديقه "محمود درويش" وهو رسم غلاف "أحد عشر كوكبا". لأن النشر قالوا له إن محمود درويش منشور في "الدار البيضاء" والذي صمم الغلاف استوحاه من العلم الفلسطيني والفسيفساء الأندلسية والمغربية وهو "كمال بلاطة" وتم هذا كله في ذكرى سقوط غرناطة.
ولقد حكيت مع "كمال بلاطة" و"رضوى عاشور" أن تلك القصيدة بالنسبة لهم عبارة عن مرآة خطيرة، إذ يرى الفلسطينيون مرآة غرناطة وطرد المورسكيين وانتهاء حضارة رقيقة ومهمة وأنيقة وإنسانية واجتثاثها من أرضها.
درويش كان متشائما في تلك القضية ثم أصبح أكثر تفاؤلا، فقال "أتحسبها الأندلس؟" ويجيب بالنفيعندي انطباع أنه حينما اهتم درويش بلوركا بحد ذاته، لأنه مثل له تكرارا لجريمة سقوط غرناطة، إذ تكرر ذلك مع لوركا. فقد كان لوركا حساسا ورقيقا وله هذا الإبداع الشرقي المتعلق بالطبيعة وكان متحررا وقتلته الفاشية.
لذا، فأنا أتصور أنه هذين الاتجاهين "القمع والاحتلال" وما كان عنده انتماءات سياسية واضحة ولكنهم قتلوه لأنه حر وهذا صار صدمة بالنسبة لدرويش. وكان فترة كبيرة في حياته أنه يراه كإلهام.
ونحن أنفسنا كنا ولا نزال لا نعلم لماذا حدث ذلك؟ وحتى اليوم، في إسبانيا ويبحثون عن المكان الذي دفن فيه ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك، والحرب الأهلية الإسبانية كانت كوارث إبادة فظيعة وكان لوركا رمزا للجنون الجماعي الذي حدث والحروب الأهلية هي أسوء شيء بالفعل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات اجتماعي اللغة العربیة فی باللغة العربیة فی قصر الحمراء الفن الإسلامی الأدب العربی محمود درویش الخط العربی الفن العربی هذا الموضوع فی الجامعة فی الجدران تاریخ الفن من الحوار فی الفکر الماء فی هذا کله مثل ابن ما کان کل عام
إقرأ أيضاً:
العمارة العسكرية المغربية جماليات ضاربة في التاريخ ومهدها مدينة فاس
تمثل العمارة العسكرية في المغرب أحد أبرز النماذج المعمارية الضاربة في القدم، إذ تبدو جمالياتها بارزة مقارنة بأنماط معمارية أخرى. ففي مدينة فاس، التي تعتبر من أكثر المدن التاريخية أصالة من حيث أنماطها المعمارية، نجد فضاءات شيدت بهذا النوع من العمارة.
فزائر المدينة يعثر على ملامح العمارة ذات البعد العسكري في مواقع عدة، مثل: باب الجيسة، وباب المحروق، وباب القصبة القديمة، وباب بوجلود، وباب الحديد، وباب الفتوح، وقصبة الشراردة، وقصبة تمدارت، وغيرها من المباني ذات الطابع العسكري.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2العراق يواجه خطر اندثار 500 لهجة محلية تعكس تنوعه الثقافي العريقlist 2 of 2"أثر الصورة".. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الفوتوغرافيend of listوهذا يعني أننا أمام مدينة لطالما لعبت دورا عسكريا مهما في تاريخ المغرب، باعتبارها فضاء حيويا لظهور هذا النوع من العمارة، الذي نجده أيضا في عدد من المدن التي شكلت عواصم في مراحل مختلفة من التاريخ المغربي.
على الرغم من أن المصادر التاريخية تتحدث عن أشكال معمارية أخرى لم تعد موجودة على أرض الواقع، فإن الزائر للمدينة يجد نفسه أمام خلطة حضارية مركبة يصعب الإمساك بها ومعرفة ملامحها الجمالية وتطورها التاريخي وأبعادها الفنية.
لذلك، فإن المجال المعماري والبحث في تاريخ الفنون عموما لم يحظ باهتمام كبير من لدن الباحثين المغاربة والعرب، مقارنة بالتاريخ السياسي ونظيره الاجتماعي.
فهذا المبحث العلمي ظل مغيبا داخل المدونة التاريخية، لأسباب في مجملها علمية، ترتبط بالتكوين داخل الجامعات والمعاهد. إذ لا يتوفر المغرب، رغم حداثة تعليمه وثقافته، على شعب أو مواد تدرس فيها فنون العمارة، سواء داخل شعب التاريخ بكليات الآداب والعلوم الإنسانية، أو حتى ضمن برامج معاهد علم الآثار التابعة للمنظومة التعليمية.
لذلك، فإن تهميش ثقافة المعمار يظل تهميشا بنيويا، مرتبطا بغياب المؤرخين الفنيين الذين يعدون من أبرز الحلقات المغيبة في تاريخ الثقافة المغربية والعربية عموما. والحقيقة أن هذا التهميش الذي يطال الفن نابع من كون الثقافة العربية شفوية، تراهن على المكتوب أكثر من البصري.
إعلانفلا غرابة، إذًا، في ألا تطالعنا أبحاث ودراسات عن تاريخ الفنون المغربية، بكل ما يتصل بها من معمار وموسيقى وفنون تشكيلية وسينما، في مقابل وفرة الكتابة التاريخية ذات الصلة بالسياسة والمجتمع والاقتصاد. ناهيك عن كون المعمار يتقاطع من حيث الاهتمام والبحث والدراسة بين تخصصين مختلفين هما التاريخ وعلم الآثار، إذ حتى وإن تقاطعا على مستوى العدة المنهجية، فإنهما يلتقيان حسب الغاية والجدوى من وراء البحث في المجال المعماري.
حين يحفر الأركيولوجي عن بقايا آثار العمارة العسكرية، فإنه يتتبع الكتابات التاريخية التي دبجها المؤرخون عن بعض الدول والإمارات، ما يعني أن الكتابة التاريخية تكاد تكون المصدر الأول بالنسبة لعلماء الآثار وهم يستقون منها معلومات عن أماكن تاريخية تهم البحث فيها.
إن الباحث الأثري يعمد إلى المصادر التاريخية من أجل التحليل والتفسير، انطلاقا مما يعثر عليه من شواهد ولقى أثرية وتحف فنية مختلفة، مما يقوده إلى التدقيق في الآثار وتحديد أعمارها والمراحل التاريخية التي تنتمي إليها.
في حين يعمل المؤرخ الفني المهتم بالعمارة على كتابة دراسات علمية، انطلاقا مما يوفره له عالم الآثار من معلومات عن الطرز المعمارية، والنصب الأثرية، والتحف الفنية، والزخرفة وغيرها. فهو يبني مادته التأريخية اعتمادا على المادة الأركيولوجية التي يستقيها من الميدان.
فتقاطع وتلاقي المؤرخ والأركيولوجي لا يشكل حاجزا بالنسبة للباحث كما قد يعتقد، بل يمثل أفقا علميا يتيح له إمكانية كتابة بحث تاريخي علمي يمزج في ثناياه بين المعرفة التاريخية المستندة إلى المصادر والتحف، وتحليل أصيل لمختلف مظاهر العمارة العسكرية، وما يربط جمالياتها من صلة بين الأبراج والأسوار والأبواب والقصبات وغيرها.
ويأتي تكامل هذه العلاقة في سياق الطفرة الإبستمولوجية التي شهدها مجال البحث التاريخي، وذلك بعد توسيع مفهوم الشاهدة أو الوثيقة التاريخية. إذ إن المدرسة المنهجية أو الوضعية، مع شارل سينيوبوس ولانغلوا، ظلت تنظر إلى التاريخ وفق رؤية تقليدية تربطه بمفهوم الحدث.
في المقابل، عملت مدرسة الحوليات، مع كل من مارك بلوك، ولوسيان فيفر، وفرناند بروديل لاحقا، ضمن ما سمي بـ "التاريخ الجديد"، على توسيع مفهوم الوثيقة ليشمل النصب الأثرية، والتحف الفنية، والأفلام، واللوحات، والصور الفوتوغرافية، والمسكوكات (أو النميات)، والأدب التاريخي، وغيرها.
ومنذ تلك اللحظة، أصبح من حق المؤرخ أن ينفتح على وثائق جديدة، منها ما يقدمه عالم الآثار من لقى أثرية تلعب دورا بارزا في تطوير الكتابة التاريخية. فهذا الانفتاح على وُرش ومختبرات علماء الآثار ساعد المؤرخ نفسه على الكتابة وفق نزعة علمية مختلفة، لا تستقرئ التاريخ انطلاقا من المصادر والوثائق التقليدية فحسب، بل أيضا من الأبواب، والأسوار، والأفلام، ومحاكم التفتيش، على سبيل المثال.
يقصد بالعمارة العسكرية كل بقايا التحف الأثرية التي أنجزت لغايات عسكرية، مثل الأسوار، والتحصينات، والأبراج، والخنادق، والمعسكرات، وغيرها. ونظرا لقيمة هذا الشكل المعماري، فإن المؤرخين والمصممين يعتبرونه نوعا من أنواع الهندسة المعمارية، فهو نمط له تاريخه وجمالياته في المغرب، بحكم وجود العديد من المدن التي تتميز بهذا النمط المعماري المختلف من حيث الشكل والنسق.
ورغم وجود العديد من المدن المغربية التي تتوافر على هذا النموذج من العمارة العسكرية، فإن مدينة فاس تظل أكثر المدن التي عرفت انتشارا واسعا لهذا النمط، وذلك بسبب الأدوار التاريخية التي لعبتها، والمكانة الاعتبارية التي راكمتها من الناحية السياسية.
يقول الباحث منير أقصبي، في حديث خاص لـ "الجزيرة نت"، إنه بمجرد أن "نحصي في الميدان حاليا بفاس ما تبقى من تحصينات تاريخية (قصبات، وأبراج، وأسوار، وأبواب)، نجد أنها لا تمثل سوى الثلث مما شيد لأغراض حربية على مدى تاريخها. وأقدمها يعود إلى الفترة الموحدية، وأحدثها إلى فترة الاستعمار الفرنسي".
إعلانويوضح أن "هناك أشكالا وتصاميم مختلفة، إذ يمكننا من عدة نماذج رسم صورة واضحة لتطور العمارة العسكرية في المغرب عموما؛ (أبواب ذات مدخل مباشر وأخرى مرفقية، أبراج مستطيلة أو ذات شكل محرود أو نجمية، شرافات مختلفة هرمية ومسننة، وغيرها)".
ويضيف: "واقعها لا بأس به، على اعتبار أن أغلبها استفاد من الترميم. فهناك بعض الأبراج تحتاج إلى توظيف لتسهم في التنمية، مثل برج سيدي بونافع وبرج بوطويل، وبعض القصبات تحتاج إلى الإفراغ التام من محتليها لمباشرة ترميمها وتأهيلها، مثل قصبة مولاي الحسن. وقد تم تقييد أغلبها في عداد الآثار الوطنية".
أما عن طراز العمارة العسكرية بفاس، فيقول إنها تتميز "بالطابع الحربي الصرف، حيث إن سمك أسوارها المصنوعة من الطابية يصل إلى أكثر من مترين، وتخلو من العناصر الزخرفية. فقد كان التركيز في هندستها على مناعتها وقوة صمودها. هناك أسوار مزدوجة في فاس الجديدة، وعدد كبير من الأبراج حول القصر الملكي لحراسته جيدا. أما واجهات الأبواب، فتخلو من الزخارف الكثيرة، ما عدا بعض التشكيلات الهندسية مثل الشبك".
وفي الوقت الذي حظيت فيه أنماط معمارية أخرى بنصيب وافر من الدراسات العلمية، سواء من لدن باحثين عرب أم أجانب، ظلت العمارة العسكرية بمنأى عن كتابات الباحثين، وكأن الأمر يتعلق بعمارة محظورة لا ينبغي الاقتراب منها.
في حين أن هناك دراسات أخرى اهتمت بالعمارة الدينية، وصدرت عنها أبحاث أصيلة رصدت سيرة بعض المساجد وتاريخها، إلا أن هذه الدراسات نفسها ركزت في مجملها على الجوانب التاريخية المتفرقة في المصادر الوسيطية، ولم تعن عناية كافية بالجانب الاستطيقي للعمارة، مما يضع القارئ أمام كتابة تاريخية أحادية المنظور المعرفي، كونها لا تستلهم مناهج حديثة أو تخصصات موازية.
إن ما يوجد اليوم من أسوار وقصبات وأبراج، يظل في كثير من الحالات مجرد أطلال، تدفع الباحث إلى طرح أسئلة قلقة عن هذه العمارة وتاريخها وجمالياتها. غير أن الملاحظ فيها أنها تنتمي إلى حقب زمنية مختلفة، وهو ما منح هذا الشكل المعماري بعدا مركبا من حيث خصائصه الفنية البسيطة.