سودانايل:
2025-06-24@12:53:52 GMT

خيارات الإنسان: ما بين السعادة والشقآء

تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT

فيصل بسمة

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

و الأصل و الفطرة الإنسانية في فعل الخيرات ، و الأمر بالمعروف ، و في النهي/الإبتعاد عن المنكر ، و ذلك هو ما يدعو إليه الخالق سبحانه و تعالى ، و الذي أخبرنا أن في ذلك فلاح المجتمعات و الأمم و صلاحها:
{ وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةࣱ یَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَیۡرِ وَیَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَیَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ }
[سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ١٠٤]
{ یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ وَیَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَیَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَیُسَـٰرِعُونَ فِی ٱلۡخَیۡرَ ٰ⁠تِۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِینَ }
[سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ١١٤]
و أساس إستقرار المجتمعات و صحتها و سلامتها في: أدآء الأمانات و الإحسان و إيتآء ذي القربى ، و في أن يكون العدل هو أساس الحكم ، و في النهي/الإبتعاد عن ممارسة الفحشآء و المنكر و البغي ، و ذلك ما أمر الله به:
{ إِنَّ ٱللَّهَ یَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّوا۟ ٱلۡأَمَـٰنَـٰتِ إِلَىٰۤ أَهۡلِهَا وَإِذَا حَكَمۡتُم بَیۡنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحۡكُمُوا۟ بِٱلۡعَدۡلِۚ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا یَعِظُكُم بِهِۦۤۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِیعَۢا بَصِیرࣰا }
[سُورَةُ النِّسَاءِ: ٥٨]
{ إِنَّ ٱللَّهَ یَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَـٰنِ وَإِیتَاۤىِٕ ذِی ٱلۡقُرۡبَىٰ وَیَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَاۤءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡیِۚ یَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ }
[سُورَةُ النَّحۡلِ: ٩٠]
و قد جآء في معنى الأمانة أنها الحق اللازم/الواجب الأدآء ، و أنها العفاف و الصدق و الإستقامة في السلوك ، و هذه الصفات من نبيل القيم و مكارم الأخلاق ، كما وصفت بأنها تصرف الإنسان ، الأمين ، تجاه ما يستودع لديه من مال و نحوه و ما يوثق به عليه من الأعراض ، و هذه من خصال الفطرة السليمة و السلوك القويم ، و قد عُرِّفَت الأمانة فقهياً على أنها الفرآئض من صلاة و زكاة و صيام ، و كذلك أدآء الدَّين و صون الودآئع و كتم الأسرار.

..
و قد ذُكِرَ الإستوآء/التسوية و الإستقامة ضمن معاني العدل و كذلك تجنب الظلم و الجور و إعطآء كل ذي حقٍ حقه ، و هذه القيم هي عين ما تتطلبه المجتمعات حتى يتحقق فيها الأمن و الإستقرار الذي يأتي من بعدهما الإنتاج و الوفرة و الكفاية فالرفاه ، و قيل أيضاً أن العدل هو إستعمال الأمور في مواضعها و أوقاتها و وجوهها و مقاديرها من غير سرف و لا تقصير و لا تقديم و لا تأخير ، و تلك من علامات الإتزان و حسن إدارة الأمور و التي من خلالها تنضبط/تنتظم المجتمعات ، و هي بعض من المعايير التي يقاس بها تقدم/تمدن المجتمعات و رقي الأمم ، و قد قيل عن العدل أنه الإنصاف في المعاملة التي تلزم مقابلة الخير بمثله و الشر بما يوازيه ، و تلكم هي الموازين القِسط التي هي من صميم قوانين المجتمعات القوية و المتمدنة...
و قد جآء في معنى الإحسان أنه إتقان العمل مع بذل الجهد في إجادته ، و هذا حتماً يفضي إلى الزيادة في الإنتاج و الوفرة و الكفاية و من ثم الرضا النفسي و المجتمعي ، أما فيما يخص عبادة الله فإن الإحسان يعني الإخلاص كما جآء في الحديث:
(أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)
و الإخلاص في العبادة يجلب الراحة النفسية للعبد و كذلك رضا الرب ، و هذا الرضا الإلهي هو قمة ما يهفو و يرنو إليه الإنسان المؤمن...
و قد جآء في معنى الإيتآء أنه الإعطآء و النقل و السوق ، و هذا يقارب معاني العطآء و البذل و توزيع الصدقات و نقل المنفعة و سوق الخير إلى الأفراد و المجتمعات ، و فقهياً فإن إيتآء ذي القربى يعني صلة الأرحام ، و ذلك يعزز من تقوية الصلات الإنسانية و نشر الإلفة و المودة و المحبة بين الأفراد في المجتمعات ، و في ذلك درء للفتن و منع للخصام و نفي لأسباب الشقاق ، أما إيتآء الزكاة فهو دفعها لمستحقيها ، و ذلك هو العدل في إعادة توزيع و تدوير الأموال بين الأفراد في المجتمعات مما يمنع/يقلل من العوز و الفقر و توابعهما من الخلاف و الشقاق و الشقآء ، و مما يقود إلى الطمأنينة و الإستقرار و إعمار المجتمعات و رفاهيتها و من ثم أمنها و أمانها...
و قد جآء في معنى الفحش في معجم المعاني أنه هو ما تنفر عنه الطباع السليمة و لا تقره العقول المستقيمة ، و قد عُرِّفَت الفحشآء على أنها كلُ فعلٍ تكرهه الأنفس و لا يقبله الشرع كالزنا و فعل قوم لوط و نحوهما ، و هذه النوعية من الممارسات الجنسية المحرمة دون شك تضعف/تهدد مفهوم الأسرة و قد تقود إلى الفوضى الجنسية و خلط الأنساب...
و المنكر هو ما أنكره و كَرَّهَه و حَرَّمَه الشرع الإلهي و نهى عنه من قبيح القول و الفعل ، و هو ما يتناسق مع نهج العقول السليمة/الصحيحة التي لا تستحسن/تستسيغ المنكر و تحكم بقبحه ، و هذا مما يتوافق مع الفطرة و الشريعة الإلهية...
و البغي هو طلب الشيء و السعي إليه ، و قد جآء ذكر البغي في القرءان الكريم في سياق الفساد و العدل عن القصد و الظلم و تجاوز الحد فيما يخص الأفراد و الطوآئف ، و قد قرن بعض من المفسرين البغي بالفساد و الزنا و الخروج على الإمام العادل و نكث بيعته و مخالفته و قتاله...
و قد دلت التجارب الإنسانية أن دمار الأقوام و الأمم و هلاك القرى يأتي من مخالفة أوامر الله الخالق سبحانه و تعالى الداعية و المُحِثَّة على فعل الخير ، و في الخروج عنها ، و في ممارسة الفسوق:
{ وَإِذَاۤ أَرَدۡنَاۤ أَن نُّهۡلِكَ قَرۡیَةً أَمَرۡنَا مُتۡرَفِیهَا فَفَسَقُوا۟ فِیهَا فَحَقَّ عَلَیۡهَا ٱلۡقَوۡلُ فَدَمَّرۡنَـٰهَا تَدۡمِیرࣰا }
[سُورَةُ الإِسۡرَاءِ: ١٦]
و قد جآء في معنى الفسوق أنه الخروج عن الشيء المعتاد ، و قد يعني زوال الغطآء و بيان ما كان مخفياً تحته ، فيقال فسق الرطب إذا خرج عن قشره و غشآءه ، و يفسق المرء إذا خرج عن جادة الطريق ، و تصف المجتمعات الشخص المنحرف الذي يسلك طريقاً غير قويم بالفاسق ، أما في الفقه فإن الفسق هو الخروج عن الشرع و عن طاعة أوامر الرب و ترك الواجبات و فعل و مقاربة المحرمات ، و المترفون المذكورون في الآية أعلاه قد أُمِرُوا بإتباع الأوامر الإلهية الدالة إلى الخير لكنهم إختاروا ، بمشيئاتهم و إراداتهم ، الفسوق و الخروج/العدول عنها ، و عوضاً عن ذلك إنغمسوا في إتباع/سلوك/ممارسة/فعل كل ما هو منكر و قبيح و فاحش...
و كثيراً ما يلجأ المترفون و المبذرون و المجرمون و الظالمون إلى تبرير أفعالهم الغير سوية و ردها إلى العادات و التقاليد و إرث الأبآء و الأجداد ، بل أحيانا قد يتجرأون و يقولون أن الله ، تنزه و تقدس سبحانه و تعالى ، قد أمرهم بذلك:
{ وَإِذَا فَعَلُوا۟ فَـٰحِشَةࣰ قَالُوا۟ وَجَدۡنَا عَلَیۡهَاۤ ءَابَاۤءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَاۤءِۖ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ }
[سُورَةُ الأَعۡرَافِ: ٢٨]
{ وَإِذَا فَعَلُوا۟ فَـٰحِشَةࣰ قَالُوا۟ وَجَدۡنَا عَلَیۡهَاۤ ءَابَاۤءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَاۤءِۖ أَتَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ }
[سُورَةُ الأَعۡرَافِ: ٢٨]
و هم يعلمون أن الله سبحانه وتعالى لا يأمر إلا بكل ما هو فيه خير و إعمار و فلاح و صلاح للإنسانية و المجتمعات ، و رغم ذلك فقد إختار المترفون و الفئات الأخرى ، بمشيئاتهم و إراداتهم ، العصيان و عدم إتباع الأوامر الإلهية و النكوص عن الإلتزام بالأساسيات من: أدآء الأمانات و الإحسان و إيتآء ذي القربى و البذل و الصدقات و العدل ، و عوضاً عن ذلك آثروا ممارسة الظلم و الفحشآء و المنكر و البغي و أضرابهم ، و هم بعزوفهم عن فعل الخير و ممارساتهم لتلك الشرور يكونوا قد أكملوا ، طواعيةً ، جميع متطلبات القضآء فكان أن حق عليهم القول و نزول/وقوع الدمار...
و هكذا خيارات الإنسان ، أفراد و مجتمعات ، فإذا ما إهتدى بالهدي الإلهي و اتبع الأوامر نال الرضا و كان الفلاح و الصلاح و النعيم و السعادة ، و إذا ما إختار بمشيئته الفسوق و الخروج عن الصراط المستقيم كان الخسران و الدمار و الضلال في الحياة الدنيا و هي الفانية و كذلك الشقآء في الآخرة و هي خَيرٌ و أبقى...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

المراجع:
- القرءان الكريم
- الويكبيديا https://ar.m.wikipedia.org/wiki
- شبكة درر https://dorar.net/alakhlaq
- شبكة المعاني https://www.almaany.com

fbasama@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الخروج عن

إقرأ أيضاً:

نظير عياد: الخطاب الإفتائي المعاصر يتطلب الوعي بالواقع والانضباط بالمنهج

أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الخطاب الإفتائي في عالمنا المعاصر يمرّ بتحديات متسارعة، لا يمكن مواجهتها إلا بوعي دقيق بالواقع، وتفاعل رشيد مع مستجداته، وانضباط علمي رصين بالمنهج الصحيح، مشيرًا إلى أن الفتوى لم تعد مجرد استجابة لحادثة أو سؤال، بل أصبحت فاعلًا محوريًّا في ضبط حركة المجتمعات، وصناعة الاستقرار، وبناء السِّلم الأهلي، وهو ما يحتم على المفتين والمؤسسات الإفتائية أن يطوّروا أدواتهم وخطابهم بما يواكب تحولات العصر وتعقيداته.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها اليوم الإثنين، في ندوة «مختبر الإفتاء» التي تنظمها هيئة الإفتاء بسنغافورة، بمشاركة عدد من المفتين والعلماء من مختلف دول العالم، ضمن مسار علمي رائد يهدف إلى تبادل الخبرات بين الجهات والمؤسسات الإفتائية، وإتاحة المجال للتلاقي العلمي وتطوير الأداء الإفتائي بما يتوافق مع خصوصيات المجتمعات وواقعها.

وأوضح المفتي، أن المؤسسات الدينية أصبحت مطالبة أكثر من أي وقت مضى بتعزيز آليات التعاون العلمي، والتكامل الفقهي والإفتائي، في مواجهة خطاب العنف والكراهية، ومحاصرة تيارات التشدد والانغلاق، التي باتت تهدد بنية المجتمعات واستقرارها الداخلي، مؤكدًا أن وحدة المقاصد الدينية العليا يجب أن تكون الإطار المرجعي المشترك الذي يحكم أي اجتهاد أو فتوى تصدر عن الجهات المختصة، مشيدًا في هذا السياق بتجربة سنغافورة المتميزة في حفظ التوازن المجتمعي، وصيانة التعددية الدينية والثقافية، وهو ما يعكس وعيًا حضاريًّا ورؤية استشرافية لواقع العالم وتحدياته المستقبلية.

وأضاف مفتي الجمهورية، أن الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم تبنّت خلال السنوات الماضية رؤية شاملة تهدف إلى تطوير الخطاب الإفتائي، من خلال برامج التدريب والتأهيل، ومراكز الرصد والتحليل، والمراكز البحثية المتخصصة، إيمانًا منها بأن صناعة الفتوى لا تقتصر على الجانب النظري فحسب، بل تحتاج إلى دراسة متأنية للواقع وتحليل دقيق للمستجدات، مؤكدًا أن تجربة «مختبر الإفتاء» تمثل خطوة نوعية في هذا المسار، بما يتيح بناء خطاب ديني يتسم بالوعي والانفتاح، ويعالج قضايا الواقع بعيدًا عن الجمود أو الانفلات، ويتصدى للأفكار المتطرفة بأساليب علمية رصينة، تستند إلى أصول الشرع وقيم العقل والعصر معًا.

ونوّه، إلى أن المؤسسات الدينية اليوم ليست مجرد منصات للتعليم أو الإفتاء فحسب، بل هي مؤسسات استراتيجية تسهم في توجيه الوعي، وتشكيل الرأي العام، وتحقيق الأمن الروحي والاجتماعي، مشددًا على أن دار الإفتاء المصرية حرصت على أن تتحول من مجرد جهة تُسأل وتُجيب إلى مؤسسة بحثية معرفية لها حضور علمي وتأثير دولي واسع النطاق، وهو ما يعكسه التعاون البنّاء مع الدول الإسلامية، وفي مقدمتها سنغافورة، التي أثبتت أنموذجًا رائدًا في التنسيق والعمل المشترك من أجل ترسيخ ثقافة الاعتدال والعيش المشترك.

وتناول مفتي الجمهورية في كلمته، أبرز التحديات الجسيمة التي تواجه الخطاب الإفتائي المعاصر، مشيرًا إلى أن من أخطرها، تصدُّر غير المتخصصين لهذا المجال دون تأهيل شرعيّ منضبط، وهو ما يؤدي إلى تشويه صورة الإسلام وإثارة الفوضى في المجتمع، إلى جانب فوضى الفتاوى في الواقع الافتراضي، التي تُنشر دون أهلية علمية، وتُستخدم أحيانًا كأدوات للإفساد باسم الدين. كما حذّر فضيلته من الفتاوى التي تصدر عن جماعات العنف والتطرف، والتي شرعت التكفير والعنف واستباحت الدماء تحت مسميات دينية مزيفة.

وأشار أيضًا إلى خطورة التساهل والتشدد في الفتوى، باعتبارهما مسلكين يخلان بوظيفة الإفتاء الشرعية، إلى جانب ضعف التأهيل العلمي والروحي لدى بعض من يتصدّرون للإفتاء، وغياب المرجعية المؤسسية الموحَّدة في عدد من المجتمعات، مما أتاح المجال للفوضى الإفتائية وأفقد الناس الثقة في الخطاب الديني الرشيد، وهو ما يستوجب مضاعفة الجهود لإعادة الاعتبار للمؤسسات الرسمية وتكثيف برامج التأهيل والرقابة والمواكبة.

وفي ختام كلمته، عبّر المفتي، عن تقديره العميق للجهود المبذولة من قبل المؤسسات الدينية في سنغافورة، وحفاوة الاستقبال والتنظيم، مؤكدًا أن مثل هذه المبادرات تعكس إدراكًا عميقًا لحيوية الدور الديني في صناعة السلام العالمي، وترسيخ قيم الأخوة الإنسانية، والتعاون الحضاري، وأن "مختبر الإفتاء" بما يحتويه من أنشطة وبرامج ومداولات علمية، يمثّل منصة علمية مرموقة تسهم في بناء كوادر علمية قادرة على فهم العصر، وتقديم الفتوى بمنهج وسطي راشد، يجمع بين أصالة المرجعية وجِدّة الواقع، ويحمل في مضمونه رسالة السلام، وكرامة الإنسان.

وتأتي مشاركة مفتي الجمهورية في هذه الندوة، تأكيدًا على الدور الريادي لدار الإفتاء المصرية في تعزيز الحضور العلمي، والتنسيق الإفتائي بين مختلف الجهات المعنية بالشأن الديني، وإسهامًا فعّالًا في بناء الجسور الفكرية بين المجتمعات الإسلامية حول العالم، وتعميق مفاهيم الاعتدال والتسامح، ونقل التجربة المصرية الرائدة في مجال الإفتاء ومواجهة التطرّف، وهو ما يتكامل مع رؤية الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم نحو ترسيخ خطاب ديني رشيد يخدم حاضر الأمة ومستقبلها، ويُسهم في بناء عالم أكثر أمنًا وتفاهمًا وسلامًا.

اقرأ أيضاًمفتي الجمهورية يدين التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة «مار إلياس» بدمشق

مفتي الجمهورية يبحث مع وزير الأوقاف الجزائري سبل تعزيز التعاون في مجالات الإفتاء

المفتي: القرآن لم يقتصر في خطابه على تزكية النفس بل صاغ منظومة متكاملة لبناء الإنسان

مقالات مشابهة

  • مفاجأة في مصير عبد الله السعيد بعد قرار الزمالك بشأن الصفقات الجديدة
  • حكم الخروج من المسجد بعد الأذان.. الإفتاء تجيب
  • برج الثور .. حظك اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025: قدّم أفكارك المبتكرة
  • نائب وزير العدل يناقش مع رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة أوضاع السجينات
  • نظير عياد: الخطاب الإفتائي المعاصر يتطلب الوعي بالواقع والانضباط بالمنهج
  • الليلة.. سلمى أبو ضيف ضيفة برنامج «صاحبة السعادة»
  • داء القلق
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (باب الخروج من القمقم… أين)
  • حماة الوطن: مصر لا تُصدِّر الأزمات.. وكرامة أبنائها بالخارج غير قابلة للمساس
  • تصاعد الإرهاب في إفريقيا.. هل يتحول الساحل إلى قلب الخطر العالمي؟