الاقتصاد نيوز - متابعة

في وقت تواجه فيه إيران معضلة انقطاع الكهرباء بسبب شح الوقود في بلد غني بالطاقة، كشف رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، في جلسة برلمانية، عن تهريب ما يراوح بين 25 إلى 30 مليون لتر من الوقود يومياً إلى خارج البلاد.

وقال: “لا تشكّوا أن هذا التهريب عملية منظمة”، متهماً “مراكز إنتاج ومستهلكين رئيسيين” بالضلوع في ذلك، من دون الكشف عن هوياتها.

وأضاف قاليباف أن تصريحاته هذه مبنية على معلومات، داعياً إلى إيجاد حلول لوقف تهريب الوقود، مشيراً إلى أنه “من المهم أن نعترف بذلك”.

ويشمل الوقود الإيراني المهرب إلى الخارج، أربعة أنواع، هي: الكيروسين (النفط الأبيض) والمازوت والبنزين والديزل. ويقف عاملان أساسيان خلف تهريب الوقود إلى الخارج: الأول هو تدني أسعار المحروقات الإيرانية بنسبة كبيرة، مقارنةً بنظيراتها في الدول المجاورة، والثاني هو البطالة والوضع المعيشي الصعب لسكان المحافظات الحدودية الإيرانية، لكن الظاهرة تصاعدت مع مطلع الألفية الثالثة على خلفية العقوبات على طهران بسبب الخلافات بشأن ملفها النووي، الأمر الذي أدخل الريال الإيراني في مسار تراجعي مستمر مقابل العملات الأجنبية، وهو ما ترتبت عليه زيادة الفارق بين أسعار المحروقات في إيران ومحيطها الخارجي، ما جعل تهريب الوقود تجارة مغرية، وفتح شهية المهربين الكبار من شركات التهريب وسماسرته للانخراط في هذا النوع من التجارة غير القانونية، إلى جانب مهربين صغار على الحدود.

وتطرق رئيس البرلمان الإيراني في جلسة البرلمان بشأن الطاقة بحضور وزير الطاقة عباس علي أبادي، إلى عجز الكهرباء في البلد في الصيف الماضي وبلوغه أكثر من 15 ألف ميغاواط، مشيراً إلى أن ذلك أدى إلى تراجع نشاط الصناعات الإيرانية المنتجة بنسبة 1.5%، “وهذا يعني تحميل المنتج والحكومة خسائر”.

وأشار قاليباف إلى عجز الغاز في شتاء العام الماضي بنسبة 250 مليون لتر مكعب يومياً في ظل قطع الغاز عن الصناعات، لافتاً إلى أضرار ذلك دولياً للبلاد. وقال: “يوماً ما كنا نطلق تهديدات للأعداء بأننا سنقطع النفط عنكم وهذا كان أداة تهديد لنا، لكن اليوم أي نفط سنقطعه وأي سوق بقي لنا؟”. وتابع أن المشكلة ليست فقط شح المازوت والغاز، بل هناك أيضاً مشكلة في النقل، داعياً إلى عمل مشترك بين الحكومة والبرلمان الإيرانيين لبحث حلول لإنهاء هذه المشكلة بشكل مؤسسي.

إنهاء جدولة الكهرباء

من جانبه، أعلن وزير الطاقة عباس علي أبادي في تصريحات خلال جلسة البرلمان، إنهاء جدولة الكهرباء في البلاد، مشيراً إلى زيادة إرسال الغاز إلى محطات إنتاج الكهرباء، فضلاً عن تأمين الديزل لها وارتفاع عملية تخزينه فيها. وقال إنه “خلال الأيام الأخيرة لحسن الحظ تحسن تأمين الكهرباء وإنتاجه وتمكنا من تأمين الوقود الكافي للمحطات ولذلك حالياً لن يتم جدولة قطع الكهرباء” عن البيوت.

من جهته، أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، خلال مؤتمرها الصحافي الأسبوعي، اليوم، أن انقطاع الكهرباء بشكل مستمر سيؤدي إلى تراجع الإنتاج وسينجم عن الأخير أيضاً انخفاض إيرادات الحكومة مثل الضرائب وزيادة البطالة.

ووسط توقعات برفع الحكومة أسعار الوقود، قالت مهاجراني إن رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان “بين القرار الصعب والخيار السيئ سيختار القرار الصعب، لكن ذلك سيكون حتماً من خلال إخبار الشعب به”، مسبقاً وليس بشكل مفاجئ.

وتواجه إيران عادة أزمة الكهرباء في الصيف وتتخذ إجراءات لمواجهتها مثل جدولة الكهرباء وتقليل ساعات الدوام وقطع الكهرباء عن الصناعات، لكنها هذا العام لأول مرة واجهتها في الشتاء أيضاً ما دفعت الحكومة إلى جدولة الكهرباء خلال الأسابيع الأخيرة، قبل أن تعلن الثلاثاء إنهاءها. ورغم أنها عزت الجدولة إلى إنهاء استخدام المازوت في المحطات بسبب مخاطره البيئية، لكن تبين أن السبب يعود إلى شح الوقود وفق وسائل إعلام إيرانية.

ولا توجد أرقام رسمية عن حجم الخسائر في القطاع الاقتصادي الإيراني من جراء قطع الكهرباء عن الصناعات الكبرى، لكن ثمة تقارير وتصريحات نيابية تقدر ذلك بنحو ثمانية مليارات دولار سنوياً. وتنتج إيران يومياً نحو 60 ألف ميغاواط من الكهرباء، لكن عجزها يقدر بما يراوح بين 14 و18 ألف ميغاواط.

تابع 

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار

إقرأ أيضاً:

أول ظهور علني للمرشد الإيراني علي خامنئي منذ انتهاء الحرب مع إسرائيل

ظهر خامنئي الذي كان قد اختفى عن الأنظار منذ بدء تبادل الضربات الجوية بين طهران وتل أبيب في تجمع مغلق خلال مناسبة دينية. اعلان

أظهر مقطع مصور بثته وسائل إعلام رسمية إيرانية وحسابات المرشد الإيراني على منصة "إكس"، السبت، علي خامنئي في أول ظهور علني له منذ بدء الحرب مع إسرائيل في 13 يونيو.

وظهر خامنئي الذي كان قد اختفى عن الأنظار منذ بدء تبادل الضربات الجوية بين طهران وتل أبيب في تجمع مغلق خلال بمناسبة إحياء ذكرى عاشوراء.

وخلال الحرب التي استمرت 12 يوما كان قد أشار كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب في أوقات مختلفة خلال تبادل الضربات الجوية إلى أن حياة خامنئي قد تكون في خطر لأن تغيير النظام ربما يكون إحدى نتائج هذه الحرب. غير أن الحرب انتهت بوقف لإطلاق النار يوم الثلاثاء.

Relatedمستشار خامنئي: إسرائيل هدّدت القادة برسائل وأمهلتني 12 ساعة لمغادرة طهرانخامنئي وحقبة ما بعد الحرب.. كيف سيتعامل المرشد الإيراني مع تغيرات المنطقة؟ترامب للمرشد الإيراني علي خامنئي: لقد هزمت شرّ هزيمة

كما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن الدولة العبرية كانت ستغتال المرشد الأعلة لثورة الإسلامية في إيران لو تسنى لها ذلك خلال الحرب التي استمرت 12 يوما بين البلدين.

وفي مقابلة مع هيئة البث الإسرائيلية، قال كاتس: "وفقا لتقديري، لو كان خامنئي في مرمى نيراننا لكنا قتلناه".

وأضاف: "لكن خامنئي أدرك ذلك، ونزل تحت الأرض إلى أعماق كبيرة جدا وقطع الاتصالات مع القادة الذين حلوا محل من جرى اغتيالهم؛ لذا لم يكن الأمر قابلا للتنفيذ في النهاية".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • نشرة التوك شو| الحكومة تعلق على نظام البكالوريا وخبير يكشف أسباب الأمطار المفاجئة صيفًا
  • الحرس الثوري الإيراني يحذر من رد ساحق على أي عدوان جديد
  • مقتل عنصرين في الحرس الثوري الإيراني خلال تفكيك متفجرات من مخلفات الحرب
  • أزمة مشتقات نفطية خانقة تضرب الغيضة وتفاقم انقطاع الكهرباء في المهرة
  • أول ظهور علني للمرشد الإيراني علي خامنئي منذ انتهاء الحرب مع إسرائيل
  • نازحو اليمن يواجهون الجوع: تقرير أممي يكشف حجم الأزمة في مناطق الحكومة
  • الانتخابات بوجود المليشيات المسلحة تعتبر مهزلة ومسخرة لاتشرف أحداً
  • المستشار بهاء أبو شقة يكشف أفضل تركيبة للبرلمان المقبل - فيديو
  • الرئيس الايراني: قواتنا منعت انتشار الحرب في المنطقة ولقنت المعتدين درسًا عظيماً
  • أخبار العالم| الحرس الثوري الإيراني يكشف عن جزء من قدراته الصاروخية.. ترامب: نريد توفير الأمان لأهل غزة.. وحماس تبحث مع الفصائل الفلسطينية مبادرة وقف إطلاق النار