تركنا الاحزان وراءنا ونحن نغادر مقابر ( اوبو ) عفوا ( محطة اوبو ) حتي القطار كانت عيونه مكحلة بالحزن والركاب كاد الالم يعتصرهم لآخر قطرة وقد تلفعوا بالسواد المعنوي وفي عيونهم نظرات بدأت وكأنها خارجة من نظارات أكثر سوادا مع أن الركاب ليس فيهم احد له ادني صلة قرابة مع الراحلين أو قابلهم من قبل ولكن الذي جعل الفقد واحدا ومشتركا مأساوية الحدث والموت بعيدا عن الأسرة والدفن من غير إقامة ليال للعزاء والماتم ولكن العزاء أن أرض السودان كلها أهل وان هؤلاء الضحايا قد وجدوا من التكريم في الدفن والتراحم وكأنهم وسط ذويهم في مدن وبوادي البلاد المختلفة علي اتساع أراضيها وامتداداتها !!.

.
ولاحت لنا اضواء منارة الميناء والانارات المنظومة هنا وهنالك مثل مسبحة ( الكهرمان ) وبدانا نخرج رويدا رويدا من حالة الحزن التي أمسكت بتلابيبنا لساعات طوال في تذكر الذين أصبحت ( اوبو ) محطتهم الأخيرة ...
وأخذتنا عربة أجرة غاية في الأناقة والجمال يقودها شاب يفهم في بروتوكول استقبال الضيوف القادمين للبحر الأحمر بسواحله وجباله وجمال الطبيعة فيه و ( السلات ) و ( فنجان جبنة بي شمالو يسوي الدنيا بي مالو ) ورقصة السيف وتاجوج والمحلق بورتسودان الثانوية وحصة تاريخ ( مجيهة ) مع الاستاذ ( كوكو حميدة ) الذي تتداول كراسة ملخصاته بقية مدارس السودان لضمان الحصول علي الامتياز في هذه المادة العالية الاهتمام لمن يريد أن يتوج بطلا فيها يقهر بها ما استعصى من الاستراتيجيات والدراسات الأمنية مثل هنري كيسنجر وأستاذة ( مترنيخ ) !!..
اقترح علينا السائق المهذب أن ننزل بفندق البحر الأحمر بموقعه الفريد وقربه من أماكن الخدمات ودور الترفيه بما في ذلك الاستاد ويومها كانت أندية حي العرب وهلال بورتسودان لا تقل جودة ولا سمعة عن هلال مريخ وكم رفدت أندية العاصمة بلاعبين شقوا طريقهه للفريق القومي بسهولة ويسر وقد أتوا من أنديتهم السابقة والموهبة تسير في ركابهم وحب الوطن يجري في عروقهم !!..
قلنا للسائق ( علي بركة الله سبحانه وتعالى ) سر بنا الي فندق البحر الأحمر ووجدناه كما وصفه لنا الشاب غاية في الجمال والأناقة واستنشقنا رائحة الضبط والربط وتجويد الخدمة منذ لحظة وضع أقدامنا علي عتبة الدار وجاء الينا من حمل أمتعتنا إلي الداخل ريثما تتم إجراءات قبولنا كنزلاء في هذا المكان الطيب ...
تمت الإجراءات في سهولة ويسر ودقة كاملة وكانت الاسعار معقولة رضينا بها في التو والحين وتم حمل أمتعتنا كل الي الغرفة المخصصة له ولما كنا مجموعة مكونة من ستة معلمين اخترنا غرفتين وذلك ضغطا علي المنصرفات ليطيب لنا المقام لمدة أطول في هذه الديار التي اشتهرت بتعدد مصادر السياحة فيها وطعامها الجيد خاصة ( السلات واللحوم ) و ( القهوة ) ( المسبكة ) طيبة الرائحة حلوة المذاق التي نال بصناعتها أهلنا الهدندوة براءة الاختراع ...
وقلنا نخلد للراحة نستجم ونجمع قوانا لصباح الغد لننزل للمدينة لنري ماذا أعدت لنا عروس الشرق وثغرها الوضيء الباسم الفتان !!..

نواصل المسلسل إن شاءالله سبحانه وتعالى في الحلقة القادمة .

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

المبعوث الأمريكي يزعم: لا توجد مجاعة في غزة

زعم المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، اليوم السبت أنه لا يوجد مجاعة في قطاع غزة، مضيفا أن هناك صعوبات ونقص في الغذاء لكن لا يوجد تجويع في قطاع غزة، وبعد أن نفنّد هذه المزاعم من حماس سنكون قادرين على مواصلة التفاوض لإنهاء الحرب وإعادة جميع الأسرى.

ويتكوف: حماس منفتحة على التخلي عن سلاحها.. ونتنياهو ملزم بإنهاء الحربوزير خارجية بريطانيا: من غير المرجح حل النزاع في أوكرانيا

وأضاف ويتكوف في تصريحات لوسائل إعلام إسرائيلية مختلفة، أن الهدف هو استعادة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة في صفقة واحدة، وإنهاء الحرب وليس إبرام صفقات جزئية.

وأشار المبعوث الأمريكي إلى أنه لا يريد توسيع الحرب في غزة،ولا نصر دون استعادة جميع الأسرى، زاعما أن السبب في عدم وجود صفقة حتى الآن هو أن حركة حماس شددت مواقفها.

الجيش البريطاني: إسرائيل تقصف غزة أعنف من الحرب العالمية الثانيةالجيش الأردني يحبط محاولة تسلل من الحدود السورية ومقتل مسلحين

وأكد ويتكوف أن حماس وافقت على نزع سلاحها من قطاع غزة، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ملتزم بإنهاء الحرب.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن أقارب الأسرى الإسرائيليين حضروا الاجتماع مع ويتكوف قولهم إنه يتبنى خط نتنياهو ويمنحه دعمًا لسياساته.

طباعة شارك ويتكوف حماس مجاعة في غزة المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط مجاعة في قطاع غزة الأسرى الإسرائيليين توسيع الحرب في غزة حركة حماس

مقالات مشابهة

  • الليلة التي خاف فيها ترامب.. تقرير عبري يكشف كيف أرعبت صنعاء حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان”؟
  • المبعوث الأمريكي يزعم: لا توجد مجاعة في غزة
  • مجمع الشفاء الطبي بغزة: لا توجد أسرّة كافية لعلاج الجرحى
  • الشمالية: جبل “البوم” يفجر الخلافات.. والنار من مستصغر الشرر
  • غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها
  • حين يغـضب المنـتــقم
  • كلمات حزينة عن أول جمعة بعد وفاة الأب
  • كامل ادريس والاعيسر ووالي البحر الأحمر يتفقدون مركز بورتسودان لغسيل الكلى
  • السعودية تساعد أطفال السودان وتدشن مشروعات حيوية
  • فتاة تروي لحظات الرعب التي عاشتها مع سقوط لعبة 360 في منتزة الجبل الأخضر بالطائف.. فيديو