ملفات بيبي وثائقي يفضح فساد نتنياهو وتسببه بانزلاق إسرائيل نحو الفوضى
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
نشرت صحيفة "هآرتس" تقريرًا يسلط الضوء على الفيلم الوثائقي "ملفات بيبي" للمخرجة أليكسيس بلوم، والذي يعرض لقطات حصرية للتحقيقات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعائلته، موضحًا الفساد والفضائح القانونية التي تحيط بنتنياهو ومدى تأثيرها على مؤسسات ومستقبل "إسرائيل".
وقالت الصحيفة في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن الحرب التي خاضتها "إسرائيل" على مدار السنة الماضية طغت على المحاكمة الجنائية الجارية ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتهم فساد، كما أخمدت أيضًا الاحتجاجات الجماهيرية ضد مساعي رئيس الوزراء لتقويض استقلالية القضاء الإسرائيلي.
إلا أن العرض العالمي الأول لفيلم "ملفات بيبي" في مهرجان الأفلام الوثائقية بنيويورك أعاد -وفقا للصحيفة- التذكير بوصول المجتمع الإسرائيلي إلى نقطة الانهيار، والتي بلغت ذروتها بانزلاق المنطقة إلى الفوضى بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وأوضحت الصحيفة أن فيلم "ملفات بيبي" يعرض بعض اللقطات الحصرية المسربة من تحقيقات الشرطة مع رئيس الوزراء، بالتزامن مع الادعاءات الأخيرة حول سوء السلوك في مكتب نتنياهو، معتبرة أنه يقدم نظرة مرعبة من وراء الكواليس على نتنياهو ودائرته المقربة، ويُظهر تآكل مؤسسات الحكم في "إسرائيل".
ويكشف الفيلم الآليات التي وضعها نتنياهو وحلفاؤه للحفاظ على السلطة والسيطرة على مؤسسات الحكم، كما يقدم مشهدًا خاليا من المساحيق لرئيس الوزراء جالسًا في مكتبه، يجيب على الأسئلة بنبرته الجهورية المألوفة، في موقف الدفاع وليس الهجوم.
وأضافت الصحيفة أن الفيلم يربط أيضًا بشكل معقد بين صعود نتنياهو إلى السلطة ومشاكله القانونية اللاحقة، من منظور أولئك الذين عملوا معه وخدموا تحت قيادته وأرّخوا لمشواره السياسي.
وذكرت الصحيفة أن من بين هذه الشخصيات المقربة من نتنياهو التي ظهرت في الفيلم، الملياردير الراحل شيلدون أديلسون وزوجته ميريام، وهي من كبار المتبرعين لترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
كما يظهر أيضًا المنتج الهوليوودي أرنون ميلتشان ومساعدته السابقة هداس كلاين، وإيريس وشاؤول إلوفيتش، وهما زوجان متهمان في إحدى قضايا الفساد بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وقد برر هؤلاء أفعالهم مثلما يعرضه الفيلم بتنفيذ أوامر نتنياهو للبقاء قريبا من كرسي السلطة.
وحسب الصحيفة، فإن نتنياهو ظهر في الفيلم بصورة مختلفة عن تلك التي يظهر بها عادة أصحاب النفوذ، فقد بدا فاقدا لرباطة جأشه، وفي إحدى اللقطات كان يضرب الطاولة ويدّعي أنه لا يتذكر شيئا، وفي أخرى كان يصرخ في وجه المحققين الإسرائيليين "يا له من كاذب" باللغة الإنجليزية.
وأضافت الصحيفة أن الفيلم صوّر زوجة رئيس الوزراء سارة، على أنها الأكثر تأثيرا عليه، وأنها شخصية متقلبة؛ حيث كانت كثيرًا ما تصرخ وتلوّح بيدها وتقلل من شأن المحققين، بينما شبّه ابنهما يائير المحققين بضباط "الغستابو".
وتقودنا لقطات الاستجواب في الفيلم إلى المحاكمة نفسها، والتي بدأت في المحكمة المركزية بالقدس في أيار/ مايو 2020، ولا تزال مستمرة بوتيرة بطيئة. كما نشهد أيضًا رد الفعل العنيف وغير المسبوق ضد حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة عبر الاحتجاجات الجماهيرية التي ميزت الأشهر التسعة الأولى من سنة 2023.
يعرض الفيلم بعدها أحداث 7 تشرين الأول/ أكتوبر وما أعقبها من مشاهد مروعة في غزة، ثم يتحوّل المشهد إلى نتنياهو وهو يخاطب الكونغرس الأمريكي في تموز/ يوليو الماضي بتصريحات عن "النصر الكامل". بعدها يصبح الخيط السردي للفيلم واضحًا ويجعل القصة مؤثرة بشكل مأساوي ووثيقة الصلة بالأحداث، وفقا للصحيفة.
واعتبرت الصحيفة أن الفيلم الوثائقي كان يمكن أن يصبح قصة جريمة مكتملة، لولا أن محاكمة نتنياهو مازالت متواصلة ولا أحد يعرف موعد نهايتها.
وقد رفضت محكمة القدس مؤخرًا طلب رئيس الوزراء بتأجيل موعد شهادته لمدة شهرين ونصف، وجاء قرار المحكمة في أعقاب مناشدات من عائلات الرهائن بعدم تأخير شهادته، معتبرين أن إدلائه بشهادته قد يدفعه إلى اتخاذ قرارات مدفوعة بالمصلحة الوطنية وليس مصالحه الشخصية.
ووفقا للصحيفة، لا يكشف الفيلم فقط شبكة نتنياهو المتشابكة بين دوائر الإعلام والسياسة والمال، بل يُظهر أيضًا العلاقة المدمرة بين السعي للبقاء في السلطة والاستعداد لتعريض الشعب الإسرائيلي للخطر تفكيك مؤسسات الدولة.
ويقول الصحفي رفيف دروكر، وهو أحد منتجي الفيلم الوثائقي: "لم يحاول التستر على ذلك، لقد حاول تفكيك النظام بأكمله".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية نتنياهو الفساد الفوضى نتنياهو الفساد الفوضى دولة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيل
كتب توماس فريدمان أنه رأى هذه المرة إشارات جديدة في إسرائيل تشير إلى أن مزيدا من الإسرائيليين، من اليسار والوسط وحتى من اليمين، يستنتجون أن استمرار هذه الحرب كارثة على بلدهم أخلاقيا ودبلوماسيا وإستراتيجيا.
وذكر الكاتب المعروف بميوله الليبرالية -في عموده بصحيفة نيويورك تايمز- أن رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، وهو من الوسط، كتب مقالا لم يتردد فيه في مهاجمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وائتلافه، قائلا إن "حكومة إسرائيل تخوض حاليا حربا بلا هدف ولا تخطيط واضح، ودون أي فرص للنجاح"، وأضاف "ما نفعله في غزة الآن حرب إبادة، قتل عشوائي للمدنيين بلا حدود، وحشي وإجرامي"، وخلص إلى القول "نعم، إسرائيل ترتكب جرائم حرب".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2باحث أميركي: البوسنة والهرسك فاشلة حتى بعد 30 عاما من التدخل الدوليlist 2 of 2إندبندنت: إسرائيل مستمرة بهدم جسور الثقة بينها وبين الغربend of listأما من اليمين، فهذا أميت هاليفي، وهو عضو حزب الليكود اليميني الذي ينتمي إليه نتنياهو، وهو مؤيد شرس للحرب، يعتقد أن تنفيذها كان فاشلا، وأن إسرائيل لم تنجح في تدمير حماس.
ومن اليسار، صرح زعيم التحالف الليبرالي الإسرائيلي يائير غولان بأن إسرائيل في طريقها إلى أن "تصبح دولة منبوذة مثل جنوب أفريقيا، إذا لم تتصرف كدولة راشدة لا تحارب المدنيين، ولا تتخذ قتل الأطفال هواية".
الحرب أنهكت المجتمعوذكّر فريدمان بأنه لم يُسمح تقريبا لأي صحفي أجنبي مستقل بالتغطية المباشرة من غزة، وبالتالي عندما تنتهي الحرب وتمتلئ غزة بالمراسلين والمصورين الدوليين الأحرار، سيتم الإبلاغ عن حجم الموت والدمار وتصويره بالكامل، وستكون تلك فترة عصيبة للغاية بالنسبة لإسرائيل ويهود العالم.
إعلانولذلك كان غولان، وفقا لفريدمان، محقّا في تنبيهه شعبه إلى ضرورة التوقف الآن، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، واستعادة المحتجزين، وإرسال قوة دولية وعربية إلى قطاع غزة، ولكن نتنياهو أصر على مواصلة الحرب.
ومع استهداف الجيش الإسرائيلي مزيدا من الأهداف الثانوية، تكون النتيجة هي قتل مدنيين من غزة كل يوم، مع أنه ليس ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة وحده هو ما يثير غضب الإسرائيليين المتزايد ضد الحرب، حسب فريدمان، بل ما يثيره هو أن الحرب أنهكت المجتمع بأسره.
واستشهد فريدمان هنا بما قاله عاموس هاريل المحلل العسكري لصحيفة هآرتس بأن مؤشرات الفشل تشمل كل شيء من "تزايد حالات الانتحار إلى تفكك العائلات وانهيار الشركات".
وإذا كان العديد من الإسرائيليين يشعرون بأنهم محاصرون من قبل قادتهم، فإن سكان غزة أيضا يشعرون بمثل ذلك -حسب فريدمان- وإذا كان بعض القادة الإسرائيليين سوف يواجهون الحساب عندما تصمت مدافع الحرب، فإن الشيء ذاته سيحدث لقادة حماس بغزة.
وإذا كان قادة حماس قد ظنوا أنهم ينزلون كارثة بإسرائيل، فإنهم -حسب فريدمان- منحوا نتنياهو فرصة لتدمير حليفهم حزب الله في لبنان وسوريا، مما أضعف قبضة إيران على هاتين الدولتين، وحتى على العراق، بل ساعد في إخراج روسيا من سوريا، فيما اعتبرها الكاتب هزيمة مدوية "لشبكة المقاومة" التي تقودها إيران.
وإذا كانت عمليات نتنياهو العسكرية مهدت للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، كما يرى فريدمان، فإن نتنياهو يضيع فرصة السلام هذه برفضه أن يفعل الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يطلق العنان لسياسة المنطقة بأكملها، ألا وهو فتح الطريق أمام حل الدولتين مع سلطة فلسطينية مُصلحة.
قبيلة اليهود ضد قبيلة الديمقراطيةولا عجب أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يريد إضاعة الوقت مع نتنياهو، فهو يذهب إلى الدول التي تعطيه، لا إلى الدول التي تطلب منه مثل إسرائيل، ولكن نتنياهو لن يسمح لترامب بصنع أي تاريخ معه.
إعلان
غير أن ترامب، ربما ليست لديه أي فكرة عن مدى التغيير الداخلي الذي طرأ على إسرائيل، خاصة أن العديد من اليهود الأميركيين لا يدركون مدى ضخامة وقوة المجتمع الديني المتطرف والقوميين المتدينين الاستيطانيين في إسرائيل، ومدى اقتناعهم برؤيتهم لغزة كحرب دينية، كما يقول الكاتب.
وقد أوضح الرئيس السابق للكنيست أفروم بورغ، متحدثا عن اليمين القومي المتدين الاستيطاني في إسرائيل "بيبي (لقب نتنياهو) هو في الواقع بيدقهم وليس اللاعب الحقيقي".
وأضاف بورغ "حدِّثهم عن إمكانية تحقيق إسرائيل السلام مع السعودية، يتجاهلونك ويقولون إنهم ينتظرون المسيح، حدثهم عن فرصة إسرائيل لتحقيق السلام مع سوريا، يردون بأن سوريا ملك للشعب اليهودي، حدثهم عن القانون الدولي، يحدثونك عن القانون التوراتي. حدثهم عن حماس، يحدثونك عن العماليق".
وخلص بورغ إلى أن الانقسام الحقيقي في إسرائيل اليوم ليس بين المحافظين والتقدميين، "بل بين القبيلة اليهودية والقبيلة الديمقراطية. والقبيلة اليهودية هي المنتصرة الآن".
وختم فريدمان بمقارنة بين أسلوبي نتنياهو وترامب المتشابهين في تقويض ديمقراطيتيهما، حسب زعمه، فكلاهما يحاول تقويض محاكم بلاده و"الدولة العميقة"، أما الهدف فهو بالنسبة لترامب إثراء نفسه شخصيا ونقل ثروات البلاد من الأقل حظا إلى الأكثر امتيازا، أما بالنسبة لنتنياهو فهو التهرب من تهم الفساد ونقل السلطة والمال من الوسط الإسرائيلي الديمقراطي المعتدل إلى المستوطنين والمتدينين.