رحمة الله فيها.. علي جمعة: هذه آيات الرجاء في القرآن الكريم
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن على المسلم أن يجدد حياته لله تعالي، مضيفاً: أيها المسلم واترك ما خلفك فإن الله سبحانه وتعالى رجاك وأرجاك، وطمعك في رحمته وأول ما بدأ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فعرفنا أن هذا الدين يسر وأن هذا الدين رحمة من رب العالمين للعالمين، وأن هذا الدين فيه رحمة ربنا سبقت غضبه، {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ولم يقل باسم الله الرحمن المنتقم ولم يقل بسم الجبار المنتقم ؛ إنما جعلها بين الرحمن والرحمة لأننا لا نقدر إلا على ذلك ، فإننا لا نستطيع في هذه الحياة الدنيا أن نسير إلا ونحن نأمل في رحمة ربنا ونرجوها.
بين الرحمن والرحمة
وتابع علي جمعة من خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: يحكى أن بعض العارفين قد اجتمعوا يتذاكرون القرآن ، فقال أحدهم : قرأت القرآن كله من أوله الى أخره : فما وجدت أرجى من قوله تعالى : {حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ }.
فقدم جماله على جلاله ، ورحمته على عذابه ، ووعده على وعيده ، وترغيبه على ترهيبه.
وقال الآخر : قرأت القرآن كله من أوله الى أخره فما وجدت أرجى من قوله تعالى : {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ}. فقدم جماله على جلاله ، ورحمته على غضبه ، وترغيبه على ترهيبه ، ووعده على وعيده.
وقال الأخر : قرأت القرآن كله فما وجدت فيه أرجى من قوله تعالى : {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.
وقال الأخر : قرأت القرآن كله فما وجدت فيه أرجى من قوله تعالى : {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ }.
وشدد على أن الطريق كله إلى الله حلو الممشى، الطريق كله إلى الله تتنزل فيه الأنوار وتنكشف فيه الأسرار ويتلذذ العابد بعبادته ويتقى غضب ربه فى الدنيا والأخرة {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} ، جاءت بعد قوله تعالى : { فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ }. والظلم هو الشرك والمعصية ، خلى ايمانك وطاعتك من الشرك الذى لا يغفره الله {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
وبين قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ} نسب الناس إلى عبادته فجعلهم من المؤمنين ولذلك قال فى شأنهم: { إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا } قال بعضهم : اذًا سيغفر الشرك ، لا لانه يخاطب المؤمنين ويتكلم عن المؤمنين ويبشر المؤمنين ويقول لهم إن الله سوف يغفر لكم ما صدر منكم من ذنوب إن كان تحت مظلة الإيمان.
واختتم قائلاً: اجعلوا هذه الآية دستوراً لكم :{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}. لو كنت قد فعلت كل ذنب له اسم، ثم جئت الى الله تائباً لتاب عليك وغفر لك ، وقبلك عنده كشأن المتقين الذين لم يذنبوا في حياتهم ذنب قط.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة هيئة كبار العلماء القرآن التوبة المؤمنين الأزهر علی جمعة ع ب اد ی
إقرأ أيضاً:
هل هناك فرق بين سجود وصلاة الشكر؟.. دار الإفتاء تجيب
قالت دار الإفتاء المصرية، إن "سجود الشكر" سجدة واحدة يؤديها المسلم عند حصول نعمةٍ له ونزولها به، أو بأحد المسلمين، أو عند اندفاع نقمةٍ وانكشافها عنه أو عن غيره من المسلمين؛ حمدًا لله تعالى وشكرًا وثناء وتَعبُّدًا.
وأضافت دار الإفتاء، أن سجود الشكر، مشروع من حيث كونها قُرْبةً؛ لا سيما وأنَّ الله تعالى أوجب على العبد أن يشكره سبحانه على عظيم نعمته عليه، وإذا كانت هذه السجدة مشروعة عند حصول سببها، فإنَّ المسلم إذا فعل ما هو أعلى منها رُتْبة في الفَضْل والأجر لكان حَسَنًا، كصدقةٍ أو صلاةٍ، لكن لا يُسَمِّي منها شيئًا بإضافته إلى الشكر.
وتابعت: فليس هناك صلاة مخصوصة تُسَمَّى بصلاة الشكر، وإنما يُسَنُّ إمَّا سجود الشُّكْر بسببه، أو ما يقوم مقامه كصلاةٍ أو صدقة أو نحوهما مِن سائر الطاعات.
هل سجود الشكر بدعة؟وأكدت دار الإفتاء المصرية، أن سجود الشكر تكون سجدة واحدة يؤديها المسلم عند حصول نعمةٍ له ونزولها به، أو بأحد المسلمين، أو عند اندفاع نقمةٍ وانكشافها عنه أو عن غيره من المسلمين؛ حمدًا لله تعالى وشكرًا وثناء وتَعبُّدًا.
وأضافت أن الله تعالى أوجب على العبد أن يشكره سبحانه على عظيم نعمته عليه، وقَرن سبحانه الذكر بالشكر في كتابه الكريم حيث قال: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة: 152]، مع علو مكانة الذكر التي قال الله تعالى فيها: ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت: 45]، ووعد الله تعالى بنجاة الشاكرين من المؤمنين وجزائهم خير الجزاء حيث قال: ﴿مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا﴾ [النساء: 147]، وقال تعالى: ﴿وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: 145]، وقال تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: 7].
وتابعت الإفتاء، "لوجوب شكر نعمة الله تعالى على عباده شُرِعت سجدة الشكر عند حدوث نعمةٍ أو دفعِ بليةٍ، فعن أبي بكرة رضي الله عنه أنَّه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا جاء الشيء يُسَرُّ به خَرَّ ساجدًا شُكْرًا لله تعالى» رواه أبو داود، والترمذي -واللفظ له-، وابن ماجه في "سننهم".
واستشهدت دار الإفتاء، بما روى الإمام أحمد في "المسند" بسنده عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتوجَّه نحو صدقته، فدخل فاستقبل القبلة، فخرَّ ساجدًا فأطال السجود، حتى ظننت أن الله عز وجل قد قَبض نفسَه فيها، فدنوتُ منه فجلستُ، فرفع رأسه، فقال: «من هَذا؟»، قلت: عبد الرحمن، قال: «ما شأنك؟»، قلت: يا رسول الله، سجدتَ سجدةً خشيتُ أن يكون الله عز وجل قد قَبض نفسك فيها، فقال: «إنَّ جبريل عليه السلام أتاني فبشرني فقال: إن الله عز وجل يقول: مَن صَلَّى عليك صليتُ عليه، ومَن سَلَّم عليك سلمتُ عليه، فسجدت لله عزَّ وجل شكرًا».
وأوضحت أن الشافعية والحنابلة ومحمد وأبو يوسف من الحنفية ذهبوا إلى أَنَّ سجدة الشكر من السُّنَن المستحبة.