الصراع سنة من سنن الحياة والمسلمون لن يكونوا خارج هذه السنن والصراع في المسرح الدولي منذ خطوات تلك الهجرة المباركة من مكة إلى المدينة فنحن قلب العالم ونحن نصارع ولكن ليس لمكاسب مادية كما الإمبراطوريات الفارسية والرومانية قديما والمسيحية الصهيونية حديثا بل كان صراعا لنشر دين الله ورفع رايته ودفاعا عن عقيدته ولبناء دولة الإسلام المدنية الطابع الإسلامية المضمون على مبادئ الأخلاق والقيم التي رفع الله بها الإنسان وكرمه لنشر مبادئ العدالة والمساواة والحب والمؤاخاة والرحمة بين البشر ولنشر التسامح وعبادة الله على بصيرة واحترام عقائد الآخرين ولقد كتبنا صفحات التاريخ بمداد من دماء الشهداء وبالفضيلة واحترام حريات الآخرين ولقد مر بديارنا الصليبيين والتتار واليوم نصارع الصهاينة بكل انواعهم من يهود ونصارى وعرب مرتدين ونحن صامدين.
قد يبدو للناظر أننا هزمنا في بعض محطات الصراع وذاك صحيح فقد مات منا الشهداء واحتلت بعض أراضينا ولكننا قطعا لم ولن نهزم لن نستسلم أبدا عقيدتنا كما هي كما كانت عقيدة رسولنا صلى الله عليه وسلم وما تلقاه بلال وأبوبكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وما ورثه طارق بن زياد وعمر المختار وعز الدين القسام وأحمد ياسين والرنتيسي والشقاقي وهنية والسنوار ولذلك يقتل قادتنا وكرامنا وسادتنا ولكن تلك العقيدة راسخة رسوخ الجبال في قلوبنا يحملها الصغير والكبير يحملها المؤمن الكامل الإيمان ويحملها حتى المسلم العاصي نحن أمة عقيدة أمة متدينة أمة عاطفية تجاه دينها تقدس ربها وتجل نبيها وتحترم الصحابة والصالحين اتباع الحق المبين.
انتصار الصهاينة في بعض معاركهم معنا وقتلهم لشرفاء الأمة من قادة الجهاد قد تكون له قيمة في موازين الحرب ولكن لا قيمة له في موازين الصراع فالأمة ستصحو وسوف تتخلص من المنافقين والخونة روافد الصهيونية وجواسيسها من الذين دنسوا حتى مقدساتنا والذين دنسوا بيت الله وحرمه بالعاريات المغنيات وبالفساق هم عملاء زرعوا في جسد الأمة بخبث الصهيونية ودهائها وظيفتهم التشكيك في عقيدتنا ونشر الفجور بيننا بحجة أنهم ولاة أمورنا.
نعم تلك جولة لهم حققوا فيها نصرا لن يدوم فقط واجبنا اليوم وواجب كل شريف أن لا يتسلل الإحباط والخور إلى عقولنا وقلوبنا بل يجب أن تكون حربنا المرتدة هو تنظيف صفوفنا من العملاء ومن الخونة والمنافقين والمخذلين أعوان أعداء الأمة من الصهاينة العرب وأن نبذل الجهود للمزيد من تعميق أصول العقيدة وبناء صورة المسلم الحقيقي التي أرادها الله لعباده في قلوب المسلمين وبيان حقيقة الصراع لأبنائنا حملة الراية من بعدنا ولا بد من نبذ شيوخ السلاطين وفتاوي الاستسلام وترك فلسطين لليهود.
موت القادة والزعماء لن يخذل الأمة وخسارة معركة واستشهاد رجالنا ونسائنا الماجدات وأطفالنا الأبرياء لن يزيدنا إلا قوة وإصرار فالله لن يحاسبنا لأننا لم ننتصر بل سيحاسبنا إذا لم نقاوم إذا لم نعد العدة كما أمر وأمره لنا شرف قبل أن يكون واجبا فنحن على الحق ومنهجنا هو الطريق إلى الله ورضوانه نحن أمة تنتصر او تستشهد وليس لنا طريقا ثالثا فنحن نثق بوعد الله بالنصر عندما نبذل كل جهودنا ويأذن الله بذلك.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
إقرأ أيضاً:
في رحاب الهجرة النبوية.. فعاليات ثقافية في ذمار ومأرب وحجة تُحيي ذكرى التحول الإسلامي
يمانيون | تقرير
في سياقٍ من الإحياء الإيماني والتأمل في المحطات المفصلية من التاريخ الإسلامي، شهدت محافظات ذمار ومأرب وحجة ، اليوم الأحد، فعاليات ثقافية بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة، استعرضت الدروس العظيمة من ذلك الحدث الاستثنائي في مسار الأمة، وسلّطت الضوء على رمزيته العميقة في مواجهة الظلم وبناء الدولة على أسس إيمانية.
ذمار.. الهجرة تجلٍّ لمعاني التمكين بعد الصبر
في محافظة ذمار، نظّم فرعا هيئتي الموارد والمنشآت المائية ومياه الريف، فعالية ثقافية بهذه المناسبة، أكّد خلالها وكيل المحافظة محمود الجبين على أن الهجرة النبوية لم تكن مجرد حدث تاريخي، بل تحوُّل استراتيجي في مسار الدعوة، نقل الأمة من الاستضعاف إلى التمكين، ومن الاضطهاد إلى بناء الدولة.
ولفت الجبين إلى أن معاناة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في مكة، وما رافق الهجرة من تضحيات ومخاطر، يجب أن تكون حاضرة في وعي الأمة اليوم، لا سيما في ظل المعركة المفتوحة مع قوى الهيمنة والاستكبار، مشيرًا إلى رمزية مشهد نوم الإمام علي عليه السلام في فراش الرسول، كأعلى تجليات الإيمان والفداء.
من جانبه، استعرض المهندس هيثم الأشرم، مدير فرع الهيئة العامة للموارد والمنشآت المائية، التحديات التي واجهها المسلمون قبل وبعد الهجرة، مؤكدًا أن التمكين جاء ثمرة لصبر وصمود وتضحيات جسيمة، داعيًا إلى غرس هذه المعاني في وعي الأجيال الناشئة.
كما أشار مدير مكتب الشباب والرياضة، علي العوش، إلى أهمية الثقة بالله في مواجهة التحديات، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وآله: “إن الله معنا”. مؤكدًا أن انتصار الحق حتمي مهما بلغت التحديات، تمامًا كما حصل في الهجرة.
مأرب.. بدبدة تحيي ذكرى التحول وتربط بين الهجرة ومعركة الأمة المعاصرة
وفي مديرية بدبدة بمحافظة مأرب، نظّمت التعبئة العامة ندوة ثقافية موسعة أكدت على مركزية الهجرة النبوية في بناء الدولة الإسلامية، واستلهام الدروس منها في مواجهة الهيمنة الصهيوأمريكية المعاصرة.
وأوضح مسؤول قطاع الإرشاد علي حميد أن الهجرة جاءت لتؤسس لمجتمع قرآني يحكمه العدل، وتُخرج الناس من عبادة الطاغوت إلى عبادة الله، لافتًا إلى ضرورة الربط بين ذكرى الهجرة والواقع الذي تخوض فيه شعوب الأمة معارك الاستقلال والسيادة.
كما قدّم مسؤولا القطاعين التربوي والإرشادي، علي سراج وعلي المنيري، رؤى توعوية حول الهجرة كحدث استراتيجي أعاد رسم خطوط المواجهة بين الحق والباطل، مشددين على دور الهجرة في استنهاض الوعي الجمعي وتعزيز الصمود.
حجة.. إحياء الهجرة واستذكار ثورة الإمام الحسين
وفي محافظة حجة، أقامت الهيئة النسائية الثقافية عددًا من الندوات والفعاليات في مناطق متفرقة بالمحافظة، استعرضت خلالها محاور تربوية وتاريخية من الهجرة النبوية، والتضحيات العظيمة التي واجهها النبي وأصحابه من قريش، ومواقف الأنصار البطولية في نصرة الإسلام.
كما تضمنت الفعاليات فقرات خُصصت لاستذكار استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، وربط ثورته الخالدة بروح الهجرة ومعاني التضحية، حيث أكدت الكلمات أن الحسين عليه السلام كان امتدادًا لمسار النبوة في رفض الظلم، وتحقيق العدل.
وفي عدد من الكلمات، شدّدت المشارِكات على أن ذكرى الهجرة تمثل منارة للسير على درب الحق ومواجهة قوى الطغيان، وأن ثورة الإمام الحسين تُعلّم الأجيال أن الوقوف بوجه الباطل واجب إيماني لا يسقط بالتقادم.
الهجرة النبوية بوابة الوعي والثبات في معركة التحرر
وتعكس هذه الفعاليات، مجتمعة، حرص أبناء الشعب اليمني في مختلف المحافظات على استلهام ذكرى الهجرة النبوية كرافعة وعي وتربية وجهاد.. فالهجرة لم تكن انسحابًا بل انطلاقة لبناء مجتمع مؤمن، والهجرة اليوم لا تعني ترك الأرض، بل تعني مغادرة الخنوع والسكوت إلى ساحة المواجهة الواعية.
في ظل الحصار والحرب التي يشنها تحالف العدوان الأمريكي الصهيوني على اليمن وفلسطين وعموم الأمة، تتجدد الحاجة للعودة إلى تلك المحطة التاريخية الكبرى، التي أخرجت الحق من مخبئه وأعلت رايته رغم كل الظروف.
إن روح الهجرة هي ما يحتاجه أبناء الأمة وهم يواجهون الظلم العالمي، وهي ما يمنح الشعوب المستضعفة القدرة على الثبات والانتصار، مهما بلغت التضحيات، ومهما تعاظمت المؤامرات.