هل تنجح خطة كيلوج في إنهاء حرب أوكرانيا وروسيا؟
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
كشف الجنرال الأميركي المتقاعد كيث كيلوج، الذي اختاره الرئيس الأميركي المُنتخَب دونالد ترامب كمبعوث خاص لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، عن أبرز ملامح خطته المقترحة والتي تتضمن وقفاً لإطلاق النار وتجميداً للخطوط الأمامية، مع التركيز على مفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا.
انتقادات كيلوج
وتبدأ خطة كيلوج (80 عاماً)، المستشار السابق للأمن القومي الأميركي، التي وضعها في مقال كتبه لمعهد “أميركا أولاً” للسياسات، في أبريل، بوصفه للحرب بأنها “أزمة كان يمكن تجنبها، لكن بسبب سياسات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن غير الكفء، أصبحت الولايات المتحدة متورطة في حرب لا نهاية لها”.
ووجه كيلوج الكثير من الانتقادات لتصرفات بايدن في خطته، إذ يقول إن إدارته قدمت القليل جداً من الأسلحة وفي وقت متأخر للغاية، وأن نهج ترمب “الناعم” تجاه بوتين، وليس شيطنته كما فعل بايدن، هو ما سيمكنه من التوصل إلى صفقة.
ويرى كيلوج أنه كان ينبغي تقديم المزيد من الأسلحة لكييف قبل الغزو الروسي وبعده مباشرةً، لتمكينها من تحقيق النصر، لكنه يشدد في نفس الوقت على أنه لا يجب على الولايات المتحدة أن تتورط في صراع آخر، قائلاً إن مخزوناتها من الأسلحة تضررت بسبب مساعدتها لأوكرانيا، ما يترك البلاد عرضة للخطر في أي صراع محتمل مع الصين بشأن تايوان.
ويضيف كيلوج أن بعض منتقدي استمرار إرسال المساعدات لأوكرانيا “قلقون مما إذا كانت المصالح الاستراتيجية الحيوية للولايات المتحدة قد باتت على المحك في حرب أوكرانيا، ومن إمكانية أن تتورط القوات العسكرية الأميركية، ومما إذا كانت الولايات المتحدة منخرطة في حرب بالوكالة مع روسيا يمكن أن تتصاعد إلى صراع نووي”.
بحسب كيلوج، يجب أن يصبح السعي إلى وقف إطلاق النار والتسوية التفاوضية هو السياسة الأميركية الرسمية، على أن تواصل واشنطن تسليح أوكرانيا وتعزيز دفاعاتها لضمان عدم إحراز روسيا المزيد من التقدم وألا تهاجم مرة أخرى بعد وقف إطلاق النار أو اتفاق السلام.
ويربط الجنرال الأميركي المساعدات العسكرية الأميركية المستقبلية لأوكرانيا بقبولها المشاركة في محادثات السلام مع روسيا، التي تحتاج هي الأخرى للإقناع.
ولذلك يرى أنه لإقناع بوتين بالانضمام إلى محادثات السلام، يجب على واشنطن ودول حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن يعرضوا تأجيل فكرة عضوية أوكرانيا في الناتو لفترة طويلة مقابل اتفاق سلام شامل يمكن التحقق منه مع ضمانات أمنية.
وأشار إلى أنه في مقابل الالتزام بوقف إطلاق النار، ومنطقة منزوعة السلاح، والمشاركة في محادثات السلام، يمكن أن يعرض على روسيا بعض التخفيف المحدود للعقوبات.
مكاسب أوكرانيا
وبموجب الخطة، “لن يطلب من أوكرانيا التخلي عن هدف استعادة جميع أراضيها، لكنها ستوافق على استخدام الدبلوماسية، وليس القوة، على أساس أن هذا سيتطلب انفراجة دبلوماسية مستقبلية، قد لا تحدث قبل أن يترك بوتين منصبه، وإلى أن يحدث ذلك، ستتعهد الولايات المتحدة وحلفاؤها برفع العقوبات بالكامل عن روسيا وتطبيع العلاقات بعد توقيعها على اتفاق سلام مقبول لأوكرانيا”.
ويضيف كيلوج: “كما سندعو إلى فرض رسوم على مبيعات الطاقة الروسية لدفع تكاليف إعادة إعمار أوكرانيا”.
وتابع: “من خلال تمكين أوكرانيا من التفاوض من موقع قوة مع إبلاغ روسيا أيضاً بالعواقب إذا فشلت في الالتزام بشروط محادثات السلام المستقبلية، يمكن للولايات المتحدة تنفيذ حالة نهائية متفاوض عليها بشروط تتماشى مع المصالح الأميركية والأوكرانية”.
ويقول كيلوج: “يجب أن يتضمن جزء من هذه الحالة النهائية المتفاوض عليها أحكاماً نؤسس فيها بنية أمنية طويلة الأجل للدفاع الأوكراني تركز على الدفاع الأمني الثنائي، لإن تضمين ذلك في اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا يوفر طريقاً نحو سلام طويل الأمد في المنطقة ووسيلة لمنع الأعمال العدائية المستقبلية بين البلدين”.
من جانبها، تصف شبكة CNN الأميركية خطة كيلوج بأنها “تسوية قاتمة”، لكنها “قد تلقى استحسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتعكس حقيقة أن الغرب بات مرهقاً”.
واعتبرت الشبكة أنه على الرغم من البساطة الظاهرية في الخطة، تبدو تفاصيلها معقدة، بما في ذلك صعوبة تنفيذ تجميد خطوط المواجهة في ظل التوترات الحالية، واحتمالية استغلال موسكو لهذه الفرصة لتحقيق مكاسب عسكرية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الحرب الروسية الاوكرانية الرئيس المنتخب دونالد ترامب الولایات المتحدة محادثات السلام
إقرأ أيضاً:
الكرملين لا يستبعد لقاء بوتين وترمب.. روسيا تشترط استبعاد أوكرانيا من الناتو للتسوية
البلاد (موسكو)
في أحدث تصريحات تعكس تمسك موسكو بمواقفها الصلبة تجاه الحرب في أوكرانيا، حدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شرطين أساسيين لأي تسوية محتملة للنزاع المستمر منذ أكثر من عامين، مؤكدًا أن روسيا لن تتنازل عنهما تحت أي ظرف.
وأوضح لافروف خلال مشاركته في منتدى”وسط المعاني” أن الشرط الأول يتمثل في ضمان عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ووقف أي توسّع للحلف نحو الشرق. أما الشرط الثاني فهو الاعتراف بالواقع الميداني على الأرض، في إشارة إلى الأراضي التي سيطرت عليها روسيا منذ بدء الحرب، والتي باتت تُدرجها في دستورها كأراضٍ روسية.
وقال الوزير الروسي:” نصرّ على مطالبنا المشروعة، أي ضمان أمننا القومي. لقد توسع الناتو فعليًا حتى حدودنا رغم جميع التعهدات السابقة”. وأضاف أن روسيا “تخوض للمرة الأولى في تاريخها معركة بمفردها ضد الغرب بأسره”، مشددًا على أن هزيمة الأعداء تمثل أولوية قصوى في هذه المرحلة.
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: إن أوكرانيا لم تقدم بعد أي رد على اقتراح روسي يتعلق بإنشاء ثلاث مجموعات عمل لمعالجة قضايا تبادل الأسرى، تشمل الجوانب السياسية والعسكرية والإنسانية. وأوضح أن روسيا لا تزال بانتظار موقف رسمي من كييف بهذا الشأن، رغم انتهاء الجولة الثالثة من المحادثات في إسطنبول يوم 23 يوليو، والتي اقتصرت نتائجها على اتفاق مبدئي لتبادل الأسرى.
وأعادت روسيا التأكيد على أن مسارها المفضل هو الحل السياسي والدبلوماسي، متهمةً أوكرانيا والدول الغربية بتقويض أي جهود نحو الحوار، وهو ما وصفه بيسكوف بأنه السبب المباشر لاستمرار العمليات العسكرية.
من جانبها، شددت البعثة الروسية لدى الاتحاد الأوروبي على أن أي تسوية للنزاع لن تكون ممكنة دون اعتراف بروكسل بالأسباب الجذرية للصراع، محملةً الاتحاد مسؤولية تأجيجه. وقالت في بيان إن على الأوروبيين التخلي عن”نهج المواجهة”، والاعتراف بالواقع السياسي والميداني القائم.
يأتي ذلك في وقت صادقت فيه دول الاتحاد الأوروبي على الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد موسكو، والتي وُصفت بأنها من أشد العقوبات المفروضة حتى الآن. وردًا على ذلك، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الغرب يسعى إلى “احتواء وإضعاف روسيا”، واصفًا هذه الإستراتيجية بـ”الفاشلة”، مشيرًا إلى أن العقوبات تلحق أضرارًا بالاقتصاد العالمي برمته، وليس فقط بروسيا.
وفي تطور لافت، لم يستبعد الكرملين إمكانية عقد لقاء بين بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، على هامش زيارة مرتقبة للرئيس الروسي إلى الصين في سبتمبر المقبل بمناسبة الذكرى الـ80 لانتهاء الحرب العالمية الثانية. وأوضح بيسكوف أن اللقاء مرهون بتواجد الزعيمين في الصين في ذات التوقيت.