فى ذكراه.. قصة معاناة بشارة واكيم مع الشلل وتركه للمحاماة
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان بشارة واكيم والذى قدم عديد من الأعمال الفنية والتي تظل خالدة في ذاكرة السينما، خاصة أنه حفر اسمه بين الكبار على الرغم من ظهوره فى أدوار ثانوية.
مسيرة بشارة واكيم الفنيةاسمه الحقيقي بشارة يواقيم.
ولد بشارة واكيم في حي الفجالة بالقاهرة في يوم 5 مارس 1890.
درس بشارة واكيم في مدارس الفرير الفرنسية في باب اللوق، لذا اتقّن الفرنسية مبكرا.
بدأ بشارة واكيم حياته الفنية مع فرقتي عبد الرحمن رشدي وجورج أبيض، حسب مذكرات المسرحي الكبير سمير خفاجي.
عمل بشارة واكيم بعد ذلك مع الفنان يوسف وهبي في فرقة رمسيس، وكونا ثنائيا كوميديا جعل الفرقة من أكثر الفرق المسرحية رواجا.
كما عمل بشارة واكيم كذلك مع الفنانة منيرة المهدية، إحدى أشهر فنانات مصر آنذاك.
رفضت عائلته ترك بشارة وكيم للمحاماة وعمله في الفن ببداية مشواره، فعندما انضم إلى فرقة جورج أبيض اضطرته أحد مشاهد التمثيل إلى حلق شاربه، وطرده أخيه الأكبر من المنزل لأنه رأى أن بشارة واكيم تخلى عن رمز الرجولة ليعمل مشخصاتي، فاضطر للمبيت بأروقة المسرح.
عمله في الفن أيضا كان سببا في فسخ خطوبته من جارته التي كانت أول فتاة أحبها.
فشل بشارة واكيم في الحب مرة أخرى بعدما عرض على الفنانة ماري منيب الزوج لكنها رفضته، فاتخذ قرارا بعدم الزواج نهائيا.
يعتبر بشارة واكيم من أوائل النجوم الذين عملوا في السينما المصرية، بدايةً من الفيلم الصامت "برسوم يبحث عن وظيفة" عام 1923.
قدّم بشارة واكيم أول بطولة مطلقة عام 1942 من خلال فيلم "لو كنت غني" للمخرج هنري بركات.
قدّم بشارة واكيم العديد من الأفلام خلال فترتي الثلاثينيات والأربعينيات منها: (بسلامته عايز يتجوز، الباشمقاول، لو كنت غني، انتصار الشباب، العريس الخامس) وغيرها.
شارك بشارة واكيم في عدد كبير من أفلام نجيب الريحاني، ومنها "لعبة الست، وليلى بنت الفقراء، وقلبي دليلي، وغرام وانتقام".
أتقن بشارة واكيم اللغة العربية، وتعلمها عن ظهر قلب من القرآن الكريم، بالرغم من أنه قبطي، حيث اعتنق وجهة نظر تقول، إن من يريد أن يتثقف في اللغة العربية يجب أن يحفظ القرآن الكريم ويفهم معاني آياته، وهو ما فعله.- كان يتقن اللهجة الشامية ببراعة، حتى اعتقد البعض أنه ولد لأصول شامية لكن حقيقة الأمر إنه كان دائم الاختلاط والصداقات بجيرانه الشوام بالفجالة، كما كان دائم السفر للشام، ما أكسبه اللهجة بسهولة.
كان يهوى القراءة ولديه موهبة نظم الشعر الموزون، وقد ألح عليه الفنان أنور وجدي بطباعة ديوانا لأشعاره لكنه رفض، معللا ذلك بأنه يكتب الشعر لنفسه فقط وهوايته المفضلة كانت صيد السمك وكان يشاركه النجم عماد حمدي رحلات الصيد.
أعادت الفنانة شادية بسببه أحد مشاهدها في فيلم "العقل في أجازة" أكثر من 20 مرة، وحكت عن ذلك في حوار لمجلة "الكواكب" عام 1954، وقالت إنها كان من المفترض أن تبكي في مشهد يجمعها ببشارة واكيم، ولكن في كل مرة كانت لا تتمالك نفسها من الضحك بسببه، في حين أن المشهد كان تراجيديا، ولكن الفكاهة كانت تغلب على أدائه فلا تستطع مقاومة الضحك، وتضيف: "بعد إعادة المشهد أكثر من 20 مرة، ترك بشارة واكيم نفسه على طبيعتها دون أن يتكلف تمثيل الغرام وبهذا تم تصوير المشهد".
في أثناء قيامه بتمثيل دور في مسرحية "الدنيا لما تضحك" مع نجيب الريحاني، تعرض بشارة لوعكة صحية، فارتفع ضغط دمه وانحبست انفاسه، وعندما تأزمت حالته الصحية، طلب منه نجيب الريحاني أن يستريح قليلا، فلم يتقبل بشارة، واستمر في العمل حتى انهار يوما مما استدعى حجزه داخل المستشفى، ولكنه أقنع الطبيب إذا تركوه يذهب إلى المسرح يوميا للفرجة فسوف تتقدم صحته، وبالفعل سمحوا له بالذهاب إلى المسرح يوميا لمدة ساعة واحدة، وتحسنت حالته الصحية.
شارك في أكثر من 100 فيلم بالسينما المصرية، وكان آخر أعماله فيلم "حلم ليلة" من تأليف وإخراج صلاح بدرخان.
استمر في العمل بالمسرح حتى بعد إصابته بالشلل إلى أن اعتزل العمل الفني في عام 1949.
يقول سمير خفاجي في مذكراته عن نهاية بشارة واكيم: "ذهبت إلى مسرح أوبرا لمشاهدة بشارة واكيم، وما أن ظهر حتى قوبل بعاصفة من التصفيق، فبشارة له رصيد جماهيري كبير جدا.. وبدأ التمثيل فكان صوته واهنا جدا، لا يكاد يسمعه الجمهور، وفمه معوجا قليلا فقد كان به أثر الشلل، وما هي إلا دقائق على ظهور الفنان الكبير حتى تعالت أصوات الجماهير: (صوت.. صوت.. مش سامعين حاجة).. ظهر التأثر علي الفنان الكبير وتجمدت الدموع في عينه، وهو يحاول أن يرفع صوته، وقال بعد ذلك: لقد أضحكت الجماهير ربع قرن ومع ذلك لم تستطع أن تتحملني ربع ساعة في ضعفي.. لم يحتمل الفنان العظيم هذه الهزيمة وهذه النهاية المؤلمة، ولم تنقضي إلا أيام قليلة إلا ومات الفنان الكبير قهرا وكمدا لما وصل إليه، وكتبت الصحف والمجلات خبر موته بصورة عابرة ولم تحدث الضجة الكبيرة بموته، كالضجة التي صاحبت موت الريحاني، سألت السيدة ماري منيب عن أن الأستاذ بشارة واكيم لم يأخذ حقه فقالت لي: لو أن بشارة مات قبل الريحاني لاختلف الوضع، الكبير مات!".
توفي بشارة واكيم بعد أشهر من إصابته بالشلل في 30 نوفمبر عام 1949، وهو يقرأ مسرحية جديدة كان من المقرر أن يشارك في أحداثها، عن عمر يناهز 59 عاما.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بشارة واكيم الفنان بشارة واكيم المزيد المزيد بشارة واکیم فی
إقرأ أيضاً:
هجوم إسرائيلي على غوارديولا بعد حديثه عن كابوس أطفال غزة
هجوم إسرائيلي على الإسباني بيب غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، بعد حديثه عن معاناة أطفال قطاع غزة واعتباره أن "ما نشاهده في غزة أمر مؤلم للغاية".
وقال وزير الثقافة والرياضة الإسرائيلي، ميكي زوهار، إنه "معك حق يا بيب. سيكون أطفال أوروبا التاليين في قائمة المنظمات الإرهابية الإسلامية. لقد أوضحوا سابقا أنهم بعد أن ينتهوا من إسرائيل، سينتقلون إلى بقية العالم الحر. إذا خسرت إسرائيل، فأنت التالي".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2شاهد.. أنطونيو مهاجم وست هام يعود من الموت إلى التدريباتlist 2 of 2شاهد.. غوارديولا حزين بسبب معاناة أطفال غزةend of listأما هيئة البث الإسرائيلية فركزت على أن غوارديولا "لم يذكر كلمة واحدة عن الرهائن الإسرائيليين في القطاع، لكنه تحدث بإسهاب عن سكان غزة".
وكان غوارديولا ألقى -أول أمس الاثنين- خطابا تاريخيا خلال حفل أقيم بجامعة مانشستر بعد منحه درجة الدكتوراه الفخرية تكريما لما قدمه لمدينة مانشستر منذ عام 2016 سواء داخل الملعب أو خارجه.
وقال المدرب الإسباني "نحن في صمت تام أمام مشاهد العنف التي نراها، وأشعر بحزن عمق لسقوط الأبرياء في أوكرانيا والسودان وغزة".
وتابع أن "ما نشاهده في غزة أمر مؤلم للغاية، هذا يؤلم جسدي.. نشاهد وفاة الآلاف من الأبرياء والأطفال ومعاناة الآلاف من العائلات بسبب أحداث العنف".
وأضاف "ربما يعتقد البعض أنه ليس من شأننا أن نشاهد قتل أطفال أعمارهم 4 أو 5 أعوام بسبب قنبلة بينما لا يوجد مستشفى من الأساس لعلاج المصابين.. أقول لهؤلاء فكروا كما تريدون، ولكن أنت القادم.. طفلك سيكون الضحية القادمة".
إعلانووضح "أرى أطفالي أمام عيني منذ بداية كابوس أطفال غزة، وأنا خائف. في عالم يُخبرنا أحيانا أننا صغار جدا على إحداث فرق، فالأمر مسألة اختيار، اختيار التظاهر ورفض الصمت عند الضرورة".
واستطرد أحد أنجح المدربين في تاريخ كرة القدم "مرعوب للغاية بما يحصل في غزة، الناس تقول إننا نعيش في مكان بعيد، لكن الأمر لا يتعلق بالأيديولوجيا بل بالإنسانية".
وروى مدرب السيتي قصة عن اشتعال غابة وسط خوف كل الحيوانات بينما تحلق الطيور في السماء وترش مياه ضعيفة على الغابة لإخمادها وشاهد الثعبان الموقف ضاحكا بسخرية من موقف الطائر.
وواصل أن "الطائر الصغير رد عليه بأنه يعرف أن ما يفعله لن يخمد الحرائق ولكنه يقوم بدوره".
وختم أن "هذه هي قصة العالم.. يخبرونا بأن تأثيرنا صغير للغاية.. ولكن الحقيقة أن قوة هذا العالم ليست بالقوة نفسها، بل بأن تكون صاحب مبدأ، وترفض الصمت وقت الحاجة إلى رفع صوتك".