#سواليف

كتب المحامي علاء هاني الحياري * –

بالجانب الآخر، يقبع الكاتب الوطني أحمد حسن الزعبي وصوت الضمير الأردني خلف القضبان بعد أن أمضى عمره مشهراً “قلمه” في وجه الظلم والفساد نصرة للوطن.

في زمن تزداد فيه تحديات العيش الكريم وتتعاظم فيه الحاجة إلى رموز تجسد القيم الوطنية تبرز أسئلة حول معايير التكريم وأهدافه.

قرار تكريم الفنانة نسرين طافش من قبل مؤتمر المنتدى العالمي للتواصل الاجتماعي بجائزة “المحتوى العربي الأكثر انتشارًا عبر الإنترنت” أثار موجة من التساؤلات والجدل، ليس بسبب شخصها بل بسبب توقيت ودلالات هذه الخطوة في ظل الأزمات المتلاحقة التي يمر بها الأردن والمنطقة.

مقالات ذات صلة الأغذية العالمي: أسواق غزة مزرية والأسعار بلغت مستويات قياسية 2024/11/14

في الوقت الذي يواجه الأردنيون فيه أعباء اقتصادية خانقة وتحديات اجتماعية وسياسية تهدد حاضرهم ومستقبلهم، تجري مراسم تكريم لفنانة اشتهرت مؤخراً بمحتواها الترفيهي مما يشير لانعزال كامل للبعض عن الواقع غير آبهين لأولويات المرحلة وهموم الناس وأشجانهم المتكسرة تحت وطأة ما يجري أمام الأعين، فتوقيت مثل هذا التكريم لفنانة ترفيهية يثير تساؤلات حول الرسائل والمضامين المراد إيصالها، في وقتٍ تصارع فيه الأسر الأردنية للبقاء وتغص بيوتهم بالعاطلين عن العمل أو الذين يبحثون عن دنانير تغطي رحلة تهريبهم للمجهول أملاً بحياة أفضل.

ما الذي تحول لدينا حتى استطعنا تجاهل صناع التغيير الحقيقيين واخترنا بدلاً منهم شخصيات لا تُشكل أولوية ولا تشكل إضافة حقيقية لقيمنا وأعرافنا؟
الرسالة التي بعثها هذا الحدث تقول إننا ما نزال أسرى سطحية تقاس بعدد المتابعين لا بقيمة التأثير.

كيف استمرأنا مشاهدة الأضواء والأجواء الاحتفالية في الوقت الذي يتجرع فيه الأشقاء في غزة أفظع أشكال الظلم والإبادة؟
إن تبدل هذه الرؤية والتحول بالأولويات شاهد خطير على ضياع البوصلة الأخلاقية والتخلي عن المسؤولية.

بالجانب الآخر، يقبع الكاتب الوطني أحمد حسن الزعبي وصوت الضمير الأردني خلف القضبان بعد أن أمضى عمره مشهراً “قلمه” في وجه الظلم والفساد نصرة للوطن.

*الكاتب عضو الملتقى الوطني للدفاع عن الحريات.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف

إقرأ أيضاً:

حركة العدل والمساواة السودانية تنعي رائد الكتابة باللغات الافريقية الكاتب والمفكر الكيني نقوقي واثينقو

“إن استعمار العقل هو أخطر أشكال الاستعمار، لأنه يجعل المضطَهَد يُشرعن اضطهاده بنفسه”نقوقي واثينقوتتقدم حركة العدل والمساواة السودانية، بالتعازي الحارة الي شعوب القارة الافريقية، والعالم أجمع، في رحيل الروائي الكيني الكبير والمفكر الثوري، نقوقي واثينقو (Ngũgĩ wa Thiong’o)، الذي ترجل عن صهوة الإبداع يوم الاربعاء ٢٨ مايو ٢٠٢٥، بعد عمر حافل بالنضالات والكلمة الحرة والمواقف الصلبة ضد الاستعمار باشكاله المختلفة والدفاع المستميت عن قضايا الحرية والهوية والعدالة للقارة الافريقية ولشعوبها.لقد كان الراحل الكبير صوتاً أفريقياً عظيماً في فضاءات الرواية الافريقية، اذ بزغ نجمه في الكتابة باللغة الانجليزية، قبل ان يتحول الي الكتابة بلغة الكيكيو الافريقية، حيث عمل الفقيد علي تنزيل افكار مدرسة البان افريكانيزم، في انه لا حرية ولا تحرر لشعوب وامم افريقيا، الا بالتحرر من الاستعمار الفكري، الذي غرسته الانظمة الاستعمارية في اذهان الافارقة، عبر المدارس والمعاهد والجامعات الافريقية، وغيرها من وسائل الغزو الثقافي- الفكري. وطريق التحرر هذا لن يكون الا بالعودة الي استخدام اللغات الافريقية في هذه المؤسسات التعليمية وفي الحياة الثقافية.ولذا اختار أن يكون ضميراً للشعوب لا صديً للمؤسسات والمعاهد، فحمل قضايا أمته إلى العالمية، وبنى بكتاباته جسوراً بين الفكر والتحرر، بين الرواية والمقاومة، بين الكلمة والموقف.مضى نقوقي، لكن أثره سيظل باقيا في الذاكرة الأدبية والضمير الإنساني، وسيظل إرثه مصدر إلهام للأجيال المقبلة من المبدعين والمثقفين، الذين يؤمنون أن للأدب دوراً جوهرياً في التغيير وصناعة المستقبل. ولاجيال افريقيا الناشئة، التي تؤمن بان الاستعمار الذي اُخرج من الباب، بفضل نضالات رواد حركات التحرر الافريقي، قد عاد من الشباك، بما اسماه رئيس غانا الأسبق كوامي نكروما بالامبريالية الجديدة.. وبالتالي يجب ان يستمر النضال والكفاح، ضد أشكاله المتحورة المتعددة الجديدة، والتي منها الغزو الثقافي، وحروب الوكالة، التي تدور اليوم في أكثر من دولة أفريقية، وما نموذج حرب السودان ببعيد.رحل نقوقي بعدما وضع بصمته كرائد لاستخدام اللغات الافريقية في الآداب والفنون والتعليم.. رحل الرجل العظيم (موزي)، بعدما غرس قلمه عميقاً في تربة افريقيا البكر دائماً.. ثمار ما عاش ومات من أجله، بدأت تثمر اشجاراً هناك وهناك.. ويوماً ما ستكون لكل افريقيا ادبها وابداعها الذي تكتبه بلغاتها الأصلية.. حينها يمكن للافارقة ان يروا انفسهم من خلال لغاتهم، لا من خلال لغات المستعمر الغربي.. حينها فقط، يكون قد اكتمل مشروع التحرير الفكري والثقافي لافريقيا، مثلما كتب عن ذلك يوماً نقوقي نفسه حين قال:-“عندما تعلمني لغةً ما، فإنك تضعني داخل صندوقها الفكري. ولكن عندما تعلمني لغتي، فإنك تطلقني في عالمي.”محمدين محمد اسحقامين الشؤون الثقافية لحركة العدل والمساواة السودانيةالخميس ٢٩ مايو ٢٠٢٥ إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • حركة العدل والمساواة السودانية تنعي رائد الكتابة باللغات الافريقية الكاتب والمفكر الكيني نقوقي واثينقو
  • ياسر الهضيبى عن انتخابات النواب: حزب الوفد يراعى المصلحة العليا للوطن
  • زخور لرئيس الجمهورية: أنتم الضمانة لإزالة الظلم
  • (حينما يكون الكلب حلا ) !
  • وفاة الكاتب الكيني المشهور نغوغي وا تيونغو عن 87 عاما
  • يقوي القلب ويحارب التجاعيد.. 8 فوائد لا تعرفها في المشمش
  • الجارديان: وفاة الكاتب الكيني نجوجي واثيونجو عن 87 عامًا
  • العيسوي يودع بعثة حج المكرمة الملكية لأسر الشهداء والمصابين العسكريين
  • الكاتب الإنسان.. ما سر التعاطف الواسع مع صنع الله إبراهيم في مرضه؟
  • السديس يوصي ضيوف الرحمن بالإكثار مِنَ التَّهلِيلِ وَالتَّكبِيرِ وتعظيم حرمة شهر ذي الحجة